▣ تُعَدّ مسألة رفع اليدين في تكبيرات صلاتي العيد والجنازة بإستثناء التكبيرة الأولى من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء، كما سنرى فى هذا المنشور.
▣▣ حكم رفع اليدين في تكبيرات العيد والجنازة؟
يجوز للمسلم أن يرفع يديه أو لا يرفعها في تكبيرات العيد والجنازة من غير نكير،
◄ لأنه لم يثبت حديث صحيح مرفوع إلى النبي ﷺ يُرجّح رأيًا على آخر، مما يجعلها من مسائل الإجتهاد التي يسع فيها الخلاف.
▣ ومع ذلك، اتفق العلماء بالإجماع على مشروعية رفع اليدين في التكبيرة الأولى من صلاتي العيد والجنازة،
وقد نقل هذا الإجماع كلٌّ من ابن المنذر، وابن قدامة، والنووي وغيرهم.
▣▣ أحاديث رفع اليدين في تكبيرات العيد والجنازة :
1- الأحاديث المرفوعة إلى النبي ﷺ.
◄ لم يصحّ حديثٌ مرفوع عن النبي ﷺ يُثبت أو ينفي رفع اليدين في جميع التكبيرات بعد التكبيرة الأولى، ومن الأحاديث التي وردت في ذلك:
▣ حديث ابن عمر رضي الله عنه : أن النبي ﷺ كان يرفع يديه عند التكبير في كل صلاة، وعلى الجنائز. (السلسلة الضعيفة، رقم: 1044).
▣ حديث أبي هريرة رضي الله عنه : كان رسول الله ﷺ إذا صلَّى على الجنازة رفع يديه في أول تكبيرة ثم وضع يده اليمنى على اليسرى. (إسناده ضعيف - تخريج المحلى- لشاكر- رقم : 5/177).
▣ حديث ابن عباس رضي الله عنه : أن النبي ﷺ كان يرفع يديه على الجنازة في أول تكبيرة ثم لا يعود. (الضعفاء الكبير- للعقيلى- رقم : 3/449).
2- أقوال الصحابة والتابعين في المسألة.
◄ رُويت آثار عن الصحابة في المسألة، ولم يصحّ منها إلا أثران:
✔ عن ابن عمر رضي الله عنهما : " أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة ".(إسناده صحيح - تخريج شرح السنة- للأرناؤوط- رقم : 5/347 ).
✔ عن ابن عباس رضي الله عنهما : " أنه كان يرفع يديه في تكبيرات الجنازة ". (صحّحه الحافظ ابن حجر- في التلخيص الحبير).
▣▣ آراء المذاهب الفقهية في رفع اليدين في تكبيرات الجنازة والعيد:
▣ رفع اليدين في تكبيرات العيد : يرى جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والحنفية استحباب رفع اليدين في جميع التكبيرات الزوائد، مستدلين بعمل ابن عمر في تكبيرات الجنازة، لأن ذك تكبير فى حال القيام،
◄ بينما ذهب المالكية إلى أن الرفع يقتصر على التكبيرة الأولى فقط.
▣ رفع اليدين في تكبيرات الجنازة : اتفق الشافعية، الحنابلة، الأوزاعي، والظاهرية على استحباب رفع اليدين في جميع تكبيرات الجنازة، مستدلين بعمل ابن عمر وابن عباس،
◄ في حين يرى الحنفية والمالكية (في أحد أقوالهم) أن الرفع يكون في التكبيرة الأولى فقط دون باقي التكبيرات.
** قال الإمام ابن المنذر رحمه الله- في كتاب الأوسط (5/468):
أجمع عوام أهل العلم على أن المصلي على الجنازة يرفع يديه في أول تكبيرة يكبرها، واختلفوا في رفع اليدين في سائر التكبيرات... انتهى.
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
… وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ فلا ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً. ينظر: (الآداب الشرعية (1/169)).
▣▣ الخلاصة :
✅ لم يثبت عن النبي ﷺ حديث صحيح يقر رفع اليدين في جميع التكبيرات، كما لم يرد عنه نفي ذلك.
✅ وبناءً على ذلك، تعد هذه المسألة من مسائل الاجتهاد، والأمر فيها واسع إن شاء الله، لعدم وجود سنة ملزمة.
✅ فمن اختار رفع يديه في كل تكبيرة اقتداءً بابن عمر رضي الله عنهما، الذي عُرف بشدة اتباعه لسنة النبي ﷺ، فلا يُنكر عليه.
✅ ومن لم يرفع يديه استنادًا إلى عدم ثبوت ذلك عن النبي ﷺ إلا في تكبيرة الإحرام، ولأن هذا الفعل لو كان مشروعًا لنُقل واشتهر، فلا حرج عليه.
📢 لا تنسَ مشاركة هذا المنشور لتعم الفائدة!.
والله اعلم
▣ شاركنا رأيك: هل ترفع يديك في جميع تكبيرات العيد والجنازة أم تكتفي بالتكبيرة الأولى؟
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق