يسعى المسلمون في حياتهم جاهدين لنيل رضا الله تعالى والفوز بجنته، ويُعدّ حسن الخاتمة من أعظم ما يُمكن للمسلم أن يناله،
فهو بمثابة شهادةٌ على حياةٍ طيبةٍ مُباركةٍ ختمها الله تعالى بالنّعيم والرّضا، وهذا من توفيق الله تعالى للعبد.
** هذا وقد جمع العلامة الألباني رحمه الله في كتابه "أحكام الجنائز" علاماتٍ يُستدلُّ بها على حُسْن الخاتمة، ومنها :
1- النطق بالشهادتين؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( مَن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخَل الجنَّة ). [صحيح أبي داود].
2- الموت برَشْح الجَبين؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( مَوت المؤمن بعَرَق الجَبين ). [صحيح النسائي].
3- الموت ليلة الجمعة أو نهارها؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( ما من مُسلِم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلاَّ وقَاه الله فتنةَ القبر ). [[صحيح الترمذي.( 1074 ) ]].
4- الإستشهاد في سبيل الله؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( للشهيد عند الله ستُّ خِصالٍ : يُغفَر له في أوَّل دَفْعَة من دمه، ويَرى مقعده من الجنَّة، ويُجار من عذاب القبر،
ويَأْمن الفزعَ الأكبر، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمان، ويُزوَّج من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنسانًا من أقاربه ). [ صحيح ابن ماجه].
5- الموت بالطَّاعون؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( الطاعون شهادة لكلِّ مسلمٍ ). [البخاري].
(6 - 8) - الموت بداء البطن، والموت بالغَرَق والهدْم؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( الشهداء خمسة : المطعون، والمبطون، والغَرِق، وصاحب الهدْم، والشهيد في سبيل الله ). [البخاري].
9- موت المرأة الحامل أو في نِفاسها؛ لحديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( والمرأة يَقتلُها ولدُها جَمعاءَ، شهادةٌ ). [ إسناده صحيح وله طرق أخرى-أحكام الجنائز].
(10 - 11) - الموت بالحَرْق وذات الجَنْب؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( الشهادةُ سبعٌ سوى القتل في سبيل الله : المطعون شهيد، والغَرِق شهيد، وصاحب ذات الجَنْب شهيد،
والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهَدْم شهيد، والمرأة تَموت بجُمْعٍ شهيدةٌ ).[صحيح الجامع].
12- الموت بداء السلِّ؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( السلُّ شهادة )[صحيح الجامع].
(13 - 15)- الموت في الدفاع عن المال، وعن النفس، وعن الدين؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
( مَن قُتِل دون ماله، فهو شهيد، ومَن قُتِل دون أهله، فهو شهيد، ومَن قتِل دون دِينه، فهو شهيد، ومن قتِل دون دَمِه، فهو شهيد ). [ إسناده صحيح - أحكام الجنائز].
16- الموت مُرابِطًا في سبيل الله؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( رباط يوم وليلة، خيرٌ من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرَى عليه عمَلُه الذي كان يَعملُه، وأُجرِي عليه رزقُه، وأَمِنَ الفتَّان ). [مسلم].
17- الموت على عَمَلٍ صالِح؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( مَن قال : لا إله إلا الله؛ ابتغاءَ وجْه الله - خُتِم له بها - دخَل الجنَّة،
ومَن صام يومًا ابتغاءَ وجْه الله - خُتِم له بها - دخَل الجنة، ومَن تَصدَّق بصدقة ابتغاءَ وجْه الله - خُتِم له بها - دخَل الجنة ). [صحيح الترغيب].
* ما هي أسباب حسن الخاتمة؟
- الإيمان والتقوى : يُعدّ الإيمان والتقوى من أهمّ أسباب حسن الخاتمة،
فالمؤمن المُتقى الذي يُواظب على أداء الفرائض والسنن ويجتنب المحرمات هو أقرب الناس إلى حسن الخاتمة.
- الدعاء بخاتمةٍ حسنة : يجب على المسلم أن يُكثر من الدعاء بأن يرزقه الله تعالى حسن الخاتمة، فالدعاء سلاحٌ مُؤمنٍ لا يُردّ.
- مُلازمة العمل الصالح : يجب على المسلم أن يُلازم العمل الصالح، وأن يُكثر من الصدقات والأعمال الخيرية،
فالمُداومة على العمل الصالح تُقرب العبد من الله تعالى وتُحسّن خاتمته.
* خاتمة :
إنّ حسن الخاتمة من أعظم ما يُمكن للمسلم أن يناله، ويجب عليه أن يسعى جاهداً لنيله من خلال الإيمان والتقوى والدعاء والعمل الصالح والإحسان إلى الناس.
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق