">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

فضل من جلس يذكر الله بعد صلاة الفجر فى جماعة


صلاة الفجر وذكر الله في هذا الوقت فضل عظيم فمن صلى الفجر في جماعة والمقصود هنا بالجماعة هى جماعة المسجد ،

أو من صلى في بيته من الرجال صلاة الفجر لمرض أو خوف لكونه معذورا حين صلى في بيته فيجلس في مصلاه ثم يقعد يذكر الله ،

أو إذا جلست المرأة في مصلى بيتها تذكر الله عز وجل إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ثم تصلي ركعتين فيرجى لها الثواب إن شاء الله،

والسنة أن تبقى جالسًا متربعًا في مكانك وهنا لا يشترط بقاء المصلي في المكان الذي صلى فيه فما دام في المسجد يذكر الله تعالى إلا أن الأفضل أن يبقى فى مكانه الذي صلى فيه،

فإنه يرجى له حصول ذلك الثواب وذكر الله سواء كان بتلاوة القرآن أو بالأذكار والتسبيح أو يقرأ في كتب العلم أو يذاكر في العلم بتعلم الأحكام الشرعية إلى وقت الشروق ،

ثم بعد ذلك يصلى ركعتي الضحى بعد الشروق وتقدر بثلث ساعة بعد الشروق تقريبا إلى قبيل الظهر بنحو عشر دقائق كل هذا وقت لركعتي الضحى ،

كان له هذا الأجر العظيم من حجة وعمرة تامة تامة تامة وهذا تأكيد لما يحصل عليه من الأجر والثواب لتلك الجلسة ،

وهذا لا يغني عن حجة الإسلام ولا عن عمرة الإسلام ولكن الأجر يساوي أجر حجة وأجر عمرة فى الجزاء وليس الإجزاء .

وإدراك هذا الفضل مرتبط بتحقيق هذه الأمور :

الأول : صلاة الفجر في جماعة.

الثاني : البقاء في المسجد أو المُصلَّى حتى تطلع الشمس.

الثالث : صلاة ركعتين بعد ارتفاع الشمس .

والدليل :

1- عن أنس رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة . رواه الترمذي (586) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (3403)

الحديث فيه : ترغيب في ذكر الله تعالى والجلوس في المسجد إلى طلوع الشمس وأداء ركعتين بعد ذلك.

2- عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال :  نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس ؛  فإذا طلعت الشمس قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم . صحيح مسلم 

3- وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين ( أو أكثر ) من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع ( رقاب ) من ولد إسماعيل . (رواه أحمد بإسناد حسن وحسنه الألباني).

ستنال بفضل الله أجر حجة وعمرة وعتق أربع رقاب في سبيل الله.

4- وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة. (رواه الطبراني وحسنه الألباني).

5- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة وقال : ( من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزله عمرة وحجة متقبلتين ). (رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ج 1 ص 189).

6- وعن عبد الله بن غابر أن أبا أمامة وعتبة بن عبد الله حدثاه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت فى المسجد حتى يسبح الله سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تاماً له حجة وعمرته. (رواه الطبراني وحسنه لغيره الألباني).

فقوله : ( ثم ثبت فى المسجد ) يدل على أنه لا يشرط الجلوس في نفس مكان الصلاة ما دام هو بداخل المسجد.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

... من جلس في مصلاه يذكر الله، يصلي على النبي ﷺ ويسبح، ويدعو حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين سنة الضحى،

هاتان الركعتان يقال لها : سنة الضحى، ويسميها العامة سنة الإشراق، وهي سنة الضحى مبكرة، فله أجر، جاء في الحديث : ( أجر حجة وعمرة تامتين ).

ولا فرق بين الرجال والنساء، الرجل والمرأة سواء في هذا، الحديث عام للرجال والنساء،

فالمرأة في بيتها تجلس في مصلاها، والرجل في مصلاه في المسجد حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين، هذا كله خير عظيم، يشتغل بذكر الله، بالدعاء، بقراءة القرآن، الحمد لله... انتهى من (فتاوى نور على الدرب لابن باز).

وفى هذه الأحاديث عدة مسائل مفيدة

1لا يشرط الجلوس في نفس مكان الصلاة ما دام هو بداخل المسجد فالأجر يشمل كل من بقي في المسجد ينتظر الصلاة في أي بقعة منه.

إلا أن الأفضل أن يبقى فى مكانه الذي صلى فيه، إلا إذا احتاج مثلا أخذ المصحف ليقرأ منه، أو شيء آخر فلا مانع من ذلك.

قال ابن رجب رحمه الله   :

" ورد في فضل من جلس في مصلاه بعد الصبح حتى تطلع الشمس ، وبعد العصر حتى تغرب الشمس أحاديث متعددة .

وهل المراد بـ ( مُصلاه ) نفس الموضع الَّذِي صلى فِيهِ ، أو المسجد الَّذِي صلى فِيهِ كله مصلى لَهُ ؟ هَذَا فِيهِ تردد .

وفي صحيح مُسْلِم عَن جابر بن سمرة ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا صلى الفجر جلس فِي مصلاه حَتَّى تطلع الشمس حسناء .

وفي رِوَايَة لَهُ : كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مُصلاه الَّذِي يصلي فِيهِ الصبح أو الغداة حَتَّى تطلع الشمس ، فإذا طلعت الشمس قام .

ومعلوم أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يكن جلوسه فِي الموضع الَّذِي صلى فِيهِ ؛ لأنه كَانَ ينفتل إلى أصحابه عقب الصلاة ويقبل عليهم بوجهه .

وخرجه الطبراني ، وعنده : كَانَ إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حَتَّى تطلع الشمس .

ولفظة : ( الذكر ) غريبة .

وفي تمام حَدِيْث جابر بْن سمرة الَّذِي خرجه مُسْلِم : وكانوا يتحدثون فيأخذون فِي أمر الجَاهِلِيَّة، فيضحكون ويتبسم .

فهذا الحديث يدل على أن المراد بـ ( مصلاه الذي يجلس فيه ) : المسجد كله .

وإلى هذا ذهب طائفة من العلماء ، منهم : ابن بطة من أصحابنا وغيره ". انتهى من ("فتح الباري" (4/56))

 وقال القاري في المرقاة :

 وعنه ـ أي عن أنس ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله ـ أي استمر في مكانه ومسجده الذي صلى فيه ـ 

فلا ينافيه القيام لطواف أو لطلب علم أو مجلس وعظ في المسجد، بل وكذا لو رجع إلى بيته واستمر على الذكر حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ،

قال الطيبي : أي ثم صلى بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح حتى يخرج وقت الكراهة، وهذه الصلاة تسمى صلاة الإشراق وهي أول صلاة الضحى. انتهى.

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

 الحديث الذي معناه بأن الذي يصلي الفجر في جماعة ثم يجلس في مكانه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة، هل معنى ذلك بأن الذي يغير المكان في المسجد في مكان أكثر راحة وهدوءا يحجب عن هذا الفضل ؟

فأجاب بقوله :

 الظاهر أنه لا يحجب؛ لأن المسجد كله مصلى، 

فإذا انتقل من مكان إلى مكان ليستند على عمود أو غيره أو لأنه أريح وأبعد عن هؤلاء القراء حتى لا يشوش عليهم كله لا بأس، يحصل له الفضل إن شاء الله .اه (فتاوى نور على الدرب لابن باز(10/390))

وسئل الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :

قوله : (في مصلاه الذي صلى فيه) هل المراد البقعة التي صلى فيها أو عموم المسجد؟

فأجاب بقوله :

لاشك أن الإنسان إذا كان في المكان الذي صلى فيه فالأمر في ذلك واضح ليس فيه أي إشكال، 

وإنما الإشكال فيما إذا قام منه إلى مكان آخر، وما دام أنه موجود في المسجد فلا شك أنه على خير .

فمن كان ينتظر الصلاة فهو في صلاة والملائكة تدعو له، ولو أنه خرج لتجديد الوضوء فهذا من الأمور الضرورية التي لابد منها، 

ولا يعني ذلك أنه يعدم الأجر، أو أن الملائكة لا تصلي عليه؛ لأن الحاجة طرأت عليه فخرج، والخير حصل له قبل أن يذهب، كما جاء في الحديث : (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس) الحديث،

 يعني : لو أن الإنسان قام ليحضر درساً أو قام من مكانه ليستند على عمود، فإن حضور الدرس لا يدخل في الحديث، وإن جلس في المصلى يذكر الله، 

وحديث : ( من جلس بعد الفجر) فالذي يبدو أنه من جلس ليذكر الله أو يقرأ القرآن، أما كونه يحضر درساً فيبدو أنه يختلف عما جاء في الحديث، لكن الكل على خير بلا شك . اه (شرح سنن أبي داود(66/17))

2 - السنة أن تجلس متربعًا بعد صلاة الفجر حتى تشرق الشمس.

وجلسة التربيع : تكون بضم الساقين على بعضهما مع تمكين المقعدة من الأرض.

فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء)صحيح أبي داود.

3 - من صلى في بيته صلاة الفجر لعذر يحصل له الأجر.

وأما من صلى في المسجد ثم ذهب إلى البيت وذكر الله ما حصل له الأجر الوارد فى الحديث ولكن له أجر الذكر فقط.

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

 هل المكوث في المنزل بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن حتى تطلع الشمس ثم يصلي الإنسان ركعتي الشروق له نفس الأجر الذي يحصل بالمكوث في المسجد. نرجو من سماحتكم الإفادة أطال الله في عمركم على طاعته؟

فأجاب بقوله : 

هذا العمل فيه خير كثير وأجر عظيم، ولكن ظاهر الأحاديث الواردة في ذلك أنه لا يحصل له نفس الأجر الذي وعد به من جلس في مصلاه في المسجد. 

لكن لو صلى في بيته صلاة الفجر لمرض أو خوف ثم جلس في مصلاه يذكر الله أو يقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم يصلي ركعتين،

فإنه يحصل له ما ورد في الأحاديث لكونه معذورا حين صلى في بيته. 

وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله أو تقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين، 

فإنه يحصل لها ذلك الأجر الذي جاءت به الأحاديث، وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين. 

والأحاديث في ذلك كثيرة يشد بعضها بعضا، وهي من قسم الحديث الحسن لغيره. والله ولي التوفيق .اه (مجموع فتاوى ابن باز (11/404))

- لو أحدث وخرج لإعادة الوضوء فإن خروجه لا يؤثر.

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية " (6/150) :

من جلس في مصلاه بعد أداء صلاة الفجر يذكر الله حتى طلعت الشمس ثم أحدث فخرج من المسجد ليتوضأ ،

ثم رجع بعد وضوئه لمصلاه من قريب ولم يطل مكثه خارج المسجد فصلى ركعتين بعد ارتفاع الشمس قدر رمح ، 

فإن خروجه ذلك لا يؤثر ولا يمنع من حصوله على الثواب العظيم المترتب على تلك العبادة إن شاء الله تعالى وهو إدراك حجة وعمرة تامتين والفوز بجنته . انتهى .

5 - دخول النساء في هذا الفضل.

إذا جلست المرأة في مصلى بيتها تذكر الله عز وجل إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ثم تصلي ركعتين فيرجى لها الثواب إن شاء الله . 

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » هل هذا الفضل يكون للنساء أيضا إذا صلين في بيوتهن؟ وهل يشترط لهذا الفضل أن تكون الصلاة في جماعة؟ أي هل يكون للمرأة إذا صلت في بيتها وحدها غير جماعة وقعدت تذكر الله حتى تطلع الشمس ذلك الفضل؟ وجهونا جزاكم الله خيرا.

فأجاب بقوله :

 نعم يرجى لها ذلك، يرجى لها هذا الفضل العظيم،

أما الصلاة المذكورة فتكون بعد أن تطلع الشمس، أي عند ارتفاع الشمس قدر رمح، أي بعد ربع ساعة أو نحوها من مطلع الشمس . اه (فتاوى نور على الدرب لابن باز(9/89))

وقال أيضا رحمه الله :

 نرجو للنساء كذلك، إذا جلست بعد صلاتها في مصلاها تذكر الله، تقرأ القرآن، تدعو، ثم صلت ركعتين بعد ارتفاع الشمس يرجى لها هذا الخير العظيم، النساء كالرجال،

 ما ورد في حق الرجال يعم النساء، وما ورد في حق النساء يعم الرجال إلا بدليل يخص أحد الصنفين، وإلا فالأصل العموم؛ 

لأنهم كلهم مكلفون وكلهم مشتركون في الأوامر والنواهي، فما ثبت من تحريم أو تحليل أو وجوب أو فضل فهو يعم الجميع إلا ما خصه الدليل . اه (فتاوى نور على الدرب لابن باز(10/436))


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات