الصلاة الناريَّة هي صلاة ابتدعها الصُّوفية وسميت بذلك تشبيهًا لسرعة تأثيرها مثل النار وسميت أيضا بالصلاة التفريجية وصيغتُها :
"اللَّهُمَّ صلِّ الصَّلاة الكاملة، وسلِّم السَّلام التامَّ على محمَّد، النَّبي الذي تنحلُّ به العقد، وتنفرج به الكرب، وتُقْضى به الحوائج،
وتُنال به الرَّغائب وحسن الخواتيم، ويُسْتَسْقى الغمام بوجْهِه الكريم، وعلى آلِه وصحْبِه في كلِّ لمحة ونفَسٍ عددَ كلِّ معلوم لك يا اللهُ، يا حي، يا قيُّوم".
وقالوا إذا كان الانسان له مهمة من المهام شديدة يريد أن يحققها الله له يصليها بالعدد الكبير وهي 4444 مرة لا زيادة عن هذا ولا نقصان.
ولكن كل ذلك من الإبتداع فى دين الله فهذه الصلاة لم تثبت ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام ،
فكل قول أو فعل لم يفعله أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فهو بدعة لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ،
كما أن فى هذه الصلاة فيها عبارات مخالفة للشرع وشركاً وغلواً في النبي صلى الله عليه وسلم ونسبة أفْعال له لا يصحُّ أن تُنسب إلاَّ لله - عزَّ وجلَّ-
لأن الذي يحل العقد ويفرج الكرب ويقضي الحوائج هو الله سبحانه لا شريك له ، قال تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ، أإله مع الله قليلاً ما تذكرون) . [النمل :62].
فالبدع كلها ضلالة وليس شيء من البدع حسناً كما يظن بعض الناس لأن أبغض الأمور إلى الله البدع ،
وكلما أحدث في الدين مما لم يأمر الله به ورسوله –عليه الصلاة والسلام- فهو بدعة مردودة على صاحبها، كما قال صلى الله عليه وسلم-:
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718)، وفي رواية "مسلم" ( 1718 ) : "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ". وقال –صلى الله عليه وسلم-: " وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ". رواه مسلم (867).
قال النووي رحمه الله :
وهذا الحديث قاعدةٌ عظيمةٌ مِن قواعد الإسلام ، وهو مِن جوامع كَلِمه صلى الله عليه وسلم ؛ فإنَّه صريحٌ في رد البدع والمخترعات،
وفي الرواية الثانية زيادة وهي : أنَّه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعةٍ سُبق إليها، فإذا احتُج عليه بالرواية الأولى - أي: " مَن أحدث " - يقول : أنا ما أحدثتُ شيئاً،
فيُحتج عليه بالثانية - أي : "مَن عمل "- التي فيها التصريح بردِّ كلِّ المحدثات، سواء أحدثها الفاعل، أو سُبق بإحداثها... وهذا الحديث مما ينبغي حفظه، واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به .انتهى من ("شرح مسلم" (12/16))
وقال الشوكاني رحمه الله :
هذا الحديث من قواعد الدين، ومِن أصرحه وأدلِّه على إبطال ما ذهب إليه الفقهاءُ من تقسيم البدع إلى أقسام . انتهى من ([نيل الأوطار (2/69).]).
وقال المباركفوري صاحب (تحفة الأحوذي) :
فقوله صلى الله عليه وسلم "كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين،
وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية؛ فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه في التراويح : نعمت البدعة ". اهـ.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : (وكم من مريد للخير لا يدركه).[الدارمي:1/68-69].
- وقال حذيفة رضي الله عنه : (كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً... ). [الأمر بالاتباع للسيوطي:ص:62].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى :
المحافظة على عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "كل بدعة ضلالة" متعين، وأنه يجب العمل بعمومه،
وأن من أخذ يصنف البدع إلى حسن وقبيح، ويجعل ذلك ذريعة إلى ألا يحتج بالبدعة على النهي فقد أخطأ ...
فما سمي بدعة, وثبت حسنه بأدلة الشرع، فأحد الأمرين فيه لازم : إما أن يقال : ليس ببدعة في الدين, وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة, كما قال عمر: " نعمت البدعة هذه ".
وإما أن يقال : هذا عام خصت منه هذه الصورة لمعارض راجح، كما يبقى فيما عداها على مقتضى العموم، كسائر عمومات الكتاب والسنة.اهـ.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
هذا اللفظ غير مشروع، وفيه غلو ومخالفة للشرع المطهر، والمشروع للمسلم أن يصلي على النبي ﷺ بالصلاة التي علمها النبي ﷺ لأصحابه : وهي:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
فهذه الصفة أكمل الصفات الواردة عنه ﷺ في الصلاة عليه. وإن صلى عليه المسلم ﷺ بأي صفة من الصفات الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام كفى ذلك.. والله ولي التوفيق. انتهى من [ (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/ 310).].
وإليك صيغ الصلاة على النبي ﷺ الصحيحة:
1- «اللهم صل على محمد, وعلى أهل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد«.
2- «اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم, وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم, وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد«.
3- «اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد«.
4- «اللهم صل على محمد النبي الأمي, وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم في العالمين, إنك حميد مجيد«.
5- «اللهم صل على محمد عبدك ورسولك, كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد عبدك ورسولك, وعلى آل محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم«.
6- «اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد«.
7- «اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد«. انتهى من ( كتاب صفة صلاة النبي- للشيخ الألباني رحمه الله).
وفى النهاية أسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين وقادة مصلحين وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم وأن لا يجعل ما علمنا وبالاً علينا وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين.
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق