تعد حادثة الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث التي مرت في حياة النبي محمد ﷺ، وهي رحلة تحمل دروسًا عظيمة في العقيدة والتوحيد.
▣▣ في هذا الموضوع، نعرض لكم 10 حقائق هامة مستمدة من الأحاديث الصحيحة والتفاسير المعتمدة حول هذه الليلة المباركة :
1- أحاديث الإسراء والمعراج ثابتة ومتواترة.
▣ وردت حادثة الإسراء والمعراج في الأحاديث الصحيحة التي رواها أكثر من 45 صحابيًا، مما يجعلها من الوقائع التي لا تقبل الشك. ينظر: (نظم المتناثر من الحديث المتواتر- للكتاني).
▣ نقلت هذه الروايات في صحيحي البخاري ومسلم، مما يعزز مصداقيتها وأهميتها في العقيدة الإسلامية.
2- رحلة الإسراء والمعراج كانت يقظة بالروح والجسد.
▣ أجمع العلماء على أن الإسراء والمعراج حدثا بالروح والجسد معًا، لأن الله أخبر في كتابه أنه أسرى بعبده،
ولم يخبرنا بأنه أسري بروح عبده، وليس جائزاً لأحد أن يتعدى ما قاله الله إلى غيره. ينظر: (تفسير الطبري).
▣ لا يمتنع ذلك عقلاً ولو جاز استبعاد صعود البشر لجاز استبعاد نزول الملائكة وذلك يؤدي إلى إنكار النبوة وهو كفر .
▣ تفسير رؤية النبي ﷺ للملك أثناء نومه هو أن بداية الوحي كانت خلال النوم، ثم انتقلت الرحلة إلى حال اليقظة.
3- حادثة شق الصدر تمهيدًا للرحلة.
▣ شُق صدر النبي ﷺ أكثر من مرة في حياته، منها:
في طفولته تمهيدًا لتطهير قلبه.
عند البعثة لتأهيله لتحمل الرسالة.
قبل الإسراء والمعراج لإعداده للقاء ربه.
4- البداية من بيت أم هانئ وصولًا إلى المسجد الأقصى.
▣ نام النبي ﷺ في بيت أم هانئ بمكة، حيث جاءه الملك وأخذه إلى المسجد الحرام،
وبيتها عند شعب أبي طالب، ففرج سقف بيته - وأضاف البيت إليه لكونه كان يسكنه.
▣ أُركب النبي ﷺ البراق من المسجد الحرام، الذي نقله إلى المسجد الأقصى، وهي رحلة تؤكد مكانة الأقصى كقبلة أولى للمسلمين.
5- رؤية الأنبياء في السماوات تفسيرًا وتشريفًا.
▣ التقى النبي ﷺ بالأنبياء في السماوات السبع، وفسر العلماء ذلك بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم أو أن أجسادهم أُحضرت لهذه المناسبة. ينظر:[فتح الباري بشرح صحيح البخاري-لابن حجر].
▣ اجتماع الأنبياء تحت إمامة النبي محمد ﷺ في المسجد الأقصى كان دلالة واضحة على مكانته كخاتم الأنبياء.
6- سدرة المنتهى : آخر محطات النبي ﷺ في المعراج.
▣ كانت سدرة المنتهى آخر نقطة وصل إليها النبي ﷺ في رحلته السماوية.
▣ وردت الأحاديث التي توضح أن أغصانها تقع في السماء السادسة، بينما تمتد فروعها إلى السماء السابعة.
7- مراجعة موسى للنبي ﷺ بشأن الصلوات.
▣ نصح موسى عليه السلام النبي ﷺ بالرجوع إلى الله لطلب التخفيف من عدد الصلوات المفروضة.
▣ ومعنى ذلك أن الله - سبحانه وتعالى - لم يبدل قوله، أي: أن لم يرفع الصلاة بعد أن فرضها .
▣ هذا الحوار بين النبيين يظهر رحمة الله بأمة الإسلام، ويوضح مكانة النبي محمد ﷺ عند ربه.
8- ذكر المعراج في القرآن الكريم.
▣ جاء ذكر الإسراء- في سورة الإسراء : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا).[الإسراء: 1].
▣ أما المعراج، فورد في سورة النجم، حيث قال الله تعالى : (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى). [النجم: 13-14].
9- لا تناقض بين النصوص الشرعية وروايات الحادثة.
▣ بعض المفاهيم المغلوطة حول الحادثة، مثل جهل الله أو النبي ﷺ بأحوال المكلفين، تم الرد عليها بوضوح.
▣ فمراجعة موسى للنبي كانت لتخفيف العبء عن الأمة، وليس لأن الله سبحانه بحاجة إلى مراجعة علمه.
▣ وذلك لأن الله يعلم ما كان وما سيكون، ويعلم أن محمدا سيطلب التخفيف، وكانت الحكمة من ذلك هي إظهار رحمة الله بالأمة.
10- مكانة النبي محمد ﷺ فوق كل الأنبياء.
▣ إسراء النبي ﷺ ومعراجه أكدا مكانته العظيمة، سواء من خلال إمامته للأنبياء أو صعوده إلى سدرة المنتهى.
▣ هذا التكريم يظهر فضل النبي محمد ﷺ على البشرية جمعاء. انتهى.
** ما الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس أولاً؟
الجواب :
أن ذلك كان إظهاراً لصدق دعوى الرسول صلى الله عليه وسلم المعراج حين سألته قريش عن نعت بيت المقدس،
فنعته لهم وأخبرهم عن عيرهم التي مر عليها في طريقه، ولو كان عروجه إلى السماء من مكة لما حصل ذلك،
إذ لا يمكن اطلاعهم على ما في السماء لو أخبرهم عنه، وقد اطلعوا على بيت المقدس، فأخبرهم بنعته.
وفي حديث المعراج دليل على ثبوت صفة العلو لله تعالى : من وجوه، لمن تدبره، وبالله التوفيق. ينظر: ((شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي-)(1/270)).
** دروس مستفادة من الإسراء والمعراج:
الإلتزام بالصلاة في وقتها، فهي الركن الثاني في الإسلام.
التذكير بالدروس المستفادة من صبر النبي ﷺ وثباته.
نشر هذه الحقائق لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن هذه الحادثة.
اقرأ أيضا : هل ليلة الإسراء والمعراج حدثت في 27 رجب؟
والله اعلم
* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك
%20(1).webp)
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق