سماع الرعد هو من المواقف التي تذكّر الإنسان بعظمة الله وقدرته المطلقة.
* الرعد والبرق آيتان من آيات الله الكونية، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يدل على مكانتهما ودلالتهما.
** يتساءل كثيرون : ماذا ينبغي أن نقول عند سماع الرعد؟ فى هذا الموضوع سنجيب على هذا السؤال .
الجواب: عند سماع صوت الرعد يستحب أن نقول : "سبحان الذي يُسبِّحُ الرعدُ بحمده والملائكةُ من خيفته".
لما ثبت عن عبدالله بن الزبير : أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال : سبحان الذي يسبِّح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته.،
وهذا الدعاء مقتبس من قول الله تعالى : ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾. [الرعد: 13].
* فلا يفوتك أن تردد وتكـرر هذا الذكر العظيم كلما سمعت صوت الرعد، فهو عبادة تذكّر الإنسان بخضوع كل شيء في الكون لربه.
إليك دليل ذلك:
1 - عن عبدالله بن الزبير : أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال : سبحان الذي يسبِّح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته،
ثم يقول : إن هذا لوعيدٌ لأهل الأرض شديد. (حديث موقوف صحيح-صحيح الأدب المفرد-رقم : 556).
* دل الحديث على : مشروعية قول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، عند سماع صوت الرعد.
2 - عن ابن عباس قال : " كنا مع عمر رضي الله عنه في سفر فأصابنا رعد وبرق وبرد.
فقال لنا كعب : من قال حين يسمع الرعد : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي من ذلك ، فقلنا فعوفينا ". (الفتوحات الربانية لابن حجر-رقم : 4/286 | خلاصة حكم المحدث : موقوف حسن الإسناد).
* دل ذلك : على أنه إذا ردد المسلم هذا الذكر ثلاثا : فهو حسن.
- قال ابن علان : " قال الحافظ : هذا موقوف حسن الإسناد، وهو وإن كان عن كعب، فقد أقره ابن عباس وعمر، فدل على أن له أصلا ". انتهى من "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" (4/ 286).
3 - وعنْ طَاوُس : أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد , قَالَ : " سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ ". أخرجه الطبري في تفسيره (20264) .وذكره النووي في كتاب الأذكار (ص 263) فقال : وروى الإمام الشافعي رحمه الله في الأم بإسناد صحيح عن طاوس الإمام التابعي الجليل رحمه الله أنه كان يقول : فذكره .
** إليك أقوال أهل العلم:
- قال العلامة ابن عابدين رحمه الله - عند تعداده الأعمال المستحبة عند نزول المطر:
وأن يقول عند سماع الرَّعد : " سُبْحَانَ الَّذِى يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ "،
وأن يقول : " اللَّهُمَّ لاَ تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ ". ينظر: "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 186، ط. دار الفكر).
- وقال الإمام النووي رحمه الله :
يُستحبُّ لسامع الرَّعد أن يُسبِّح ؛ لما روى مالك في "الموطأ" بإسناده الصحيح عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : "سُبْحَانَ الَّذِى يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ". ينظر: "المجموع" (5/ 93، ط. دار الفكر).
- سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما القول المشروع عند سماع الرعد أو رؤية البرق؟
فأجاب :
جاء في بعض الأحاديث : أنه يقال إذا سمع الرعد : (سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته). وكان ابن الزبير يفعل ذلك إذا سمعه رضي الله عنه.
فأما البرق : فهذا فلا أذكر شيئًا في هذا لا أذكر شيئًا يقال عند رؤية البرق، لا أعلم شيئًا من السنة في هذا. انتهى من (فتاوى نور على الدرب).
** خاتمة :
سماع الرعد فرصة للمؤمن ليزداد قربًا من الله عز وجل، بالتسبيح والذكر واستحضار عظمته وقدرته.
اقرأ أيضا : الرعد والبرق : ما معناهما في الشرع؟
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق