القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قال الله جل ثناؤه:

 { هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال * ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}. سورة الرعد.

فالرعد: 

هو ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله والصوت الذي يُسمع هو صوت حركة السحاب إذا حركه الملك الموكل به.

والبرق: 

هو ما يرى من النور اللامع ساطعا من خلال السحاب.


جاء في الحديث الصحيح : 

(إن الله سبحانه وتعالى ينشئ السحاب، فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك). (صحيح الجامع)

قال الرامهرمزي:

 "هذا من أحسن التشبيه وألطفه لأنه جعل صوت الرعد منطقا للسحاب وتلألؤ البرق بمنزلة الضحك لها".اه
(الأمثال للرامهرمزي)

وقد فسَّره ابن كثير رحمه الله في تفسيره لما تعرض لهذا الحديث بأن نطق السحاب وضحكه هو البرق والرعد.


وعن عبدالله ابن عباس أنه قال:

أقبلتْ يهودُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا يا أبا القاسمِ نسألُك عن أشياءَ إن أجَبْتنا فيها اتَّبعناك وصدَّقناك وآمنَّا بك قال فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيلُ على نفسِه قالوا اللهُ على ما نقولُ وكيلٌ قالوا أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ قال تنامُ عيناه ولا ينامُ قلبُه قالوا فأخبِرْنا كيف تُؤَنَّثُ المرأةُ وكيف تُذكَّرُ قال يلتقي الماءانِ فإن علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجلِ أُنِّثتْ وإن علا ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ أُذكِرَتْ قالوا صدقتَ فأخبِرْنا عن الرَّعدِ ما هو قال الرعدُ ملَكٌ من الملائكةِ مُوكَّلٌ بالسَّحابِ بيدَيه أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يزجرُ به السحابَ والصوتُ الذي يُسمعُ منه زَجْرُهُ السَّحابَ إذا زجَرَه حتى ينتهيَ إلى حيث أمرَه.

(السلسلة الصحيحة)


قال ابن عبد البر في الاستذكار:

 جمهور أهل العلم يقولون:

 الرعد ملك يزجر السحاب، ويجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً، لقول الله تعالى: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ. اهـ.


قال شيخ الإسلام رحمه الله:

وأما 

" الرعد والبرق "

 ففي الحديث المرفوع في الترمذي وغيره {أنه سئل عن الرعد قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله}

وفي مكارم الأخلاق للخرائطي:

 عن علي أنه سئل عن الرعد فقال: " ملك وسئل عن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة. وفي رواية عنه: مخاريق من حديد بيده ".

 وروي في ذلك آثار كذلك وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك كقول من يقول: إنه اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه فإن هذا لا يناقض ذلك فإن الرعد مصدر رعد يرعد رعدا. وكذلك الراعد يسمى رعدا. كما يسمى العادل عدلا. والحركة توجب الصوت والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة وصوت الإنسان هو عن اصطكاك أجرامه الذي هو شفتاه ولسانه وأسنانه ولهاته وحلقه وهو مع ذلك يكون مسبحا للرب وآمرا بمعروف وناهيا عن منكر. 

فالرعد إذا صوت يزجر السحاب وكذلك البرق قد قيل: لمعان الماء أو لمعان النار وكونه لمعان النار أو الماء لا ينافي أن يكون اللامع مخراقا بيد الملك فإن النار التي تلمع بيد الملك كالمخراق مثل مزجي المطر. والملك يزجي السحاب كما يزجي السائق للمطي. 

والزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات والحوادث لها أسباب وحكم فكونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك.

وأما أسبابه:

 فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق فإذا انضغط طلب مخرجا فيشق ويزلزل ما قرب منه من الأرض...".اه

 (مجموع الفتاوى 24|263-264)


ومهما كان صوت الرعد ولمعان البرق ناتجاً بسبب خلخلة الهواء وتوزع شحنات الكهرباء الموجبة والسالبة في السحب الناشئة عن دوران البرد -كما يقولون- أو كان ناشئاً عن اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه أو غير ذلك، فإن ذلك لا يخرجه عن إرادة الله سبحانه وتعالى وقدرته، وأن يكون ذلك بسبب الملك الموكل به، فالمسلم يؤمن بكل ما جاء عن الله تعالى في محكم كتابه أو ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم.


الدعاء عند سماع الرعد

1- عن عبدالله بن الزبير 

أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان الذي يسبِّح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا لوعيدٌ لأهل الأرض شديد.

 (قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني في تخريج " الكلام الطيب " (157) : صحيح الإسناد موقوفا ).

2- وعنْ طَاوُس

 أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد ,

 قَالَ :

 " سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ " .

أخرجه الطبري في تفسيره (20264) .
وذكره النووي في كتاب الأذكار (ص 263) فقال : وروى الإمام الشافعي رحمه الله في الأم بإسناد صحيح عن طاوس الإمام التابعي الجليل رحمه الله أنه كان يقول : فذكره .


وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله:

 ما القول المشروع 

عند سماع الرعد أو رؤية البرق؟

فأجاب فضيلته: 

(جاء في بعض الأحاديث

 أنه يقال إذا سمع الرعد:

 (سبحان من سبح الرعد بحمده

 والملائكة من خيفته).

 وكان ابن الزبير يفعل ذلك

 إذا سمعه رضي الله عنه. 

فأما البرق فهذا

 فلا أذكر شيئًا في هذا لا أذكر شيئًا يقال عند رؤية البرق، لا أعلم شيئًا من السنة في هذا).اه



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات