">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 يمتدُّ وقت صلاة المغرب إلى أن يَغيب الشفقُ الذي هو الحُمرة أي : إلى ما بعد ساعة وربع ونحوها من غروب الشمس وأحياناً إلى ساعة وثلاثين دقيقة وقد يقصر حتى يكون ساعة وربع ساعة فتارة يطول مغيب الشفق وتارة يقصر على حسب الصيف والشتاء لذلك لا يُستحبّ تأخيرها إلى قُرب خروج الشّفق بل التعجيل بصلاة المغرب أفضل .

والدليل :

عن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه : أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتاه سائلٌ يسأله عن مواقيتِ الصَّلاة، فلم يردَّ عليه شيئًا... وفيه : ثم أخَّرَ المغربَ حتى كان عندَ سقوطِ الشَّفقِ، ثم أخَّر العِشاءَ حتى كان ثُلُثُ الليلِ الأوَّلُ، ثم أصبح فدعَا السائلَ، فقال: الوقتُ بين هذَينِ . رواه مسلم

قال الإمام ابنُ حزم رحمه الله :

فوقت المغرب عند ابن أبي ليلى، وسفيان الثوري، ومالك، والشافعي، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، والحسن بن حي، وداود وغيرهم -: يخرج ويدخُل وقتُ صلاة العتمة بمغيب الحمرة، وهو قولُ أحمد بن حنبل، وإسحاق . ((المحلى)) (2/224)

وقال ابنُ عبد البَرِّ رحمه الله :

 (واختلفوا في آخِرِ وقت المغرب بعد إجماعهم على أنَّ وقتها غروب الشمس؛ فالظاهر من قول مالك : أنَّ وقتها وقت واحد عند مغيب الشمس، وبهذا تواترتِ الروايات عنه، إلَّا أنه قال في الموطأ : فإذا غاب الشفق فقد خرج وقتُ المغرب ودخل وقتُ العشاء، وبهذا قال أبو حنيفة، وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، وابن حي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وداود، والطبري، كلُّ هؤلاء يقولون : آخر وقت المغرب مغيب الشفق، والشفق عندهم الحمرة . ((الاستذكار)) (1/28).

وقال الإمام الصنعانيُّ رحمه الله :

 (... وآخِرُه «أي: وقت المغرب» "ما لم يَغِبِ الشَّفَقُ"، وفيه دليلٌ على اتِّساعِ وقت الغروب، وعارَضَه حديث جبريل؛ فإنَّه صلَّى به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المغرب في وقت واحدٍ في اليومين، وذلك بعد غروب الشمس، والجمع بينهما : أنه ليس في حديث جبريلَ حصرٌ لوقتهما في ذلك، ولأنَّ أحاديثَ تأخير المغرب إلى غروب الشفق متأخِّرةٌ؛ فإنَّها في المدينة، وإمامة جبريل في مكَّة، فهي زيادة تَفضَّلَ اللهُ بها . ((سبل السلام)) (1/107).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

 صلاة المغرب وقتها معلوم بينه النبي ﷺ وهو ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق وهو الحمرة التي في جهة الغرب، هذا وقت المغرب وهو وقت لا بأس به طويل ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحمر، في جهة الغرب .

والأفضل أن تصلى في أول الوقت هذا هو الأفضل كان النبي يصليها في أول الوقت عليه الصلاة والسلام، كان إذا أذن صلى الناس ركعتين ثم أمر بالإقامة عليه الصلاة والسلام، فليس بين الإقامة في المغرب وبين الأذان إلا شيء قليل، وهو ما يفعله المسلمون من صلاة الركعتين .اه


وسئل أيضا رحمه الله :

 ما حكم صلاة المغرب جماعة قبل أذان العشاء بعشر دقائق ؟

 فأجاب : 

الصلاة صحيحة إذا كان صلوها قبل غروب الشفق ، لكن تركوا الأفضل ؛ لأن الأفضل أن يصلوا في أول الوقت ، لكن لو أخروا صلاة المغرب ، وصلوها قبل غروب الشفق الأحمر بعشر دقائق أو بربع ساعة لا حرج ، لكن لا ينبغي لهم ذلك ، السنة أن تقدم ، وأن يبادر بها في أول وقتها . (فتاوى نور على الدرب شريط رقم 268)

وقال الشيخ العُثيمين رحمه الله :

 ووقت المغرب :

 من غروب الشَّمسِ إلى مغِيبِ الشَّفَق، وهو الحُمرة التي تعْقُب غُروبَ الشمسِ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (12/481).

وسئل أيضا رحمه الله :

ما حكم تأخير المرأة صلاة المغرب لأجل سماع برنامج ديني؟

فأجاب :

 ليس عليها إثم في هذا التأخير ما دامت تصلي الصلاة قبل خروج وقتها، ومن المعلوم أن وقت المغرب يمتد إلى دخول وقت العشاء، أي : إلى ما بعد ساعة وربع ونحوها من غروب الشمس، وأحياناً إلى ساعة وثلاثين دقيقة، وقد يقصر حتى يكون ساعة وربع ساعة، المهم أن تأخير صلاة المغرب من أول وقتها من أجل استماع هذا البرنامج لا بأس به، لأن استماع هذا البرنامج وغيره من البرامج الدينية استماع إلى حلقة علم، ولا يخفى على أحد فضل طلب علم والتماسه، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام : «من سلك طريقاً يتلمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة»

وطلب العلم من أفضل العبادات والقربات، حتى قال الإمام أحمد : العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا : كيف تصح النية يا أبا عبد الله؟ قال : ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره. 

وطلب العلم نوع من الجهاد في سبيل الله، لأن دين الله عز وجل قام بأمرين، بالعلم، والقتال لمن ناوأه وقام ضده، وإذا علم الله عز وجل من نية هذه المرأة أنه لولا طلبها الاستماع لهذا البرنامج لصلت في أول الوقت، فإنها قد تثاب ثواب من صلى في أول الوقت، لأنها إنما أخرت الصلاة لمصلحة شرعية قد تكون أفضل من تقديم الصلاة في أول وقتها .اه (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [161])

يُستحبّ التعجيل بصلاة المغرب

 وفي ذلك نصوص عديدة منها :

1 - ما رواه سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه : "أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي المغرب إِذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب". (أخرجه البخاري).

2 - عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال : "صلّوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس". ( "الصحيحة" (1915)).

3 - ما رواه رافع بن خديج -رضي الله عنه - قال : "كُنّا نصلّي المغرب مع النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فينصرف أحدُنا؛ وإِنَّه ليُبصر مواقع نَبْلِه" . (أخرجه البخاري).

جاء في "المغني" (1/ 390) :

 "وإِذا غابت الشمس وجَبَت المغرب، ولا يُستحبّ تأخيرها إِلى أن يغيب الشّفق، أمَّا دخول وقت المغرب بغروب الشمس؛ فإِجماع أهل العلم لا نعلم بينهم خلافاً فيه، والأحاديث دالّة عليه وآخره مغيب الشّفق، وبهذا قال الثوري وإِسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي وبعض أصحاب الشافعي، وقال مالك والأوزاعي والشافعي : ليس لها إلاَّ وقت واحد عند مغيب الشمس؛ لأن جبريل عليه السلام صلاّها بالنّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في اليومين لوقت واحد في بيان مواقيت الصَّلاة". اه

قال ابن المنذر في "الأوسط" (2/ 369) : "وأجمع كلّ من نحفظ عنه من أهل العلم على أنَّ التعجيل بصلاة المغرب أفضل، وكذلك نقول". اه


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات