غزوة بدر الكبرى واحدة من أعظم الغزوات في التاريخ الإسلامي، وقعت في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان.
▣ لكن ما السبب الحقيقي وراء هذه الغزوة؟ وهل كان النبي ﷺ يسعى للحرب أم لاستعادة حقوق المسلمين؟
▣▣ سبب غزوة بدر : استرداد الحقوق المسلوبة.
◄ كان السبب الرئيسي لغزوة بدر هو محاولة المسلمين استرداد جزء من أموالهم التي صادرها كفار قريش بعد هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة.
◄ فقد بلغ النبي ﷺ أن أبا سفيان يقود قافلة تجارية تحمل أموالًا وأمتعة لقريش، فقرر الخروج لاعتراض هذه القافلة لاسترداد بعض الحقوق المالية التي سلبت منهم.
▣ لكن أبو سفيان، أدرك الأمر وغيّر مسار القافلة، وأرسل إلى قريش في مكة يطلب المساعدة.
فقامت قريش بتجهيز جيش ضخم للخروج إلى القتال، رغم أن المسلمين لم يكونوا يريدون الحرب.
▣▣ هل كانت غزوة بدر معركة مخططة؟
◄ في الحقيقة، النبي ﷺ لم يكن يخطط لخوض معركة مع قريش، بل كان الهدف الأساسي هو استرداد الأموال التي نهبها كفار قريش من المسلمين.
ومع ذلك، عندما علمت قريش بتحرك المسلمين، قررت إرسال جيش كبير لحماية القافلة، مما أدى إلى المواجهة الشهيرة التي عُرفت بغزوة بدر.
◄ ودليل ذلك :
▣ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ( لما سمع رَسول الله ﷺ بأبي سفيان مقبلا من الشام ، ندب إليهم المسلمين ، وقال : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعلَّ اللهَ يُنفِّلُكموها!
فانتدب الناس ، فخفّ بعضهم وثقُل بعضهم ، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله ﷺ يلقى حربًا ). (فقه السيرة للألباني-رقم : 218 -خلاصة حكم المحدث : صحيح).
▣▣ هل كان استهداف القافلة اعتداءً؟
▣ قد يتساءل البعض : كيف يجوز للنبي ﷺ أن يخرج ليأخذ أموال قريش؟
◄ والإجابة واضحة : قريش هي التي نهبت أموال المسلمين وصادرتها ظلمًا، وطردتهم من ديارهم، بل وأعلنت الحرب عليهم.
** قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
في هذا اليوم، وهو يوم بدر خرج النبي عليه الصلاة والسلام من المدينة يريد عيراً لقريش، يعني :
حمولة جاءت من الشام إلى مكة، يريد أن يأخذها عليه الصلاة والسلام؛ لأن قريشاً هي التي اعتدت عليه،
فلا يقول قائل : كيف يخرج يأخذ أموال الناس؛
لأن أموال قريش غير محترمة بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه؛
حيث إنهم حرب للرسول ﷺ وأصحابه، والحربي دمه غير محترم، وماله غير محترم، وهم الذين أخرجوا النبي ﷺ وأصحابه من ديارهم.. ينظر: ( كتاب : جلسات رمضانية- للشيخ العثيمين- ١٤١٠ هـ - ١٤١٥ هـ).
◄ وبذلك، فإن استهداف القافلة كان لإسترداد حقوقهم، وأموالهم المصادرة، وليس اعتداءً، بل هو رد فعل طبيعي على ظلم قريش المستمر للمسلمين.
▣▣ كم كان عدد المسلمين والمشركين في غزوة بدر؟
▣ عدد المسلمين : 313 رجلًا فقط، معهم 70 بعيرًا وفرسان فقط، أي أنهم كانوا يتعاقبون على الركوب.
▣ عدد المشركين : حوالي 1000 مقاتل، معهم 600 درع، و100 فرس، وكانوا مستعدين تمامًا للحرب.
▣▣ نتائج غزوة بدر :
رغم قلة عدد المسلمين، إلا أنهم انتصروا بفضل الإيمان والتخطيط والتأييد الإلهي، حيث قال الله تعالى :
{ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ }. [آل عمران: 13].
◄ قتل في المعركة 70 من كبار قريش، وأُسر 70 آخرون، وكان هذا نصرًا عظيمًا للمسلمين.
▣▣ ما الدروس المستفادة من غزوة بدر؟
1- الثبات على الحق : المسلمون كانوا قليلين لكن نصرهم الله بسبب إخلاصهم.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب : فالنبي ﷺ دعا الله كثيرًا رغم أنه أعدّ للمعركة.
3- النصر لا يعتمد على العدد بل على الإيمان والتخطيط الجيد.
▣▣ الخاتمة :
* كانت غزوة بدر أول معركة فاصلة بين المسلمين والمشركين، وأثبتت أن الحق ينتصر دائمًا مهما كان ضعيفًا في الظاهر.
* فلنتمسك بديننا ونصبر كما صبر الصحابة، حتى ننال النصر في الدنيا والآخرة.
والله اعلم
▣ هل كنت تعرف هذه المعلومات عن غزوة بدر؟ شاركنا رأيك في التعليقات!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق