">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام ست من شوال؟


يجوز الجمع بين قضاء رمضان وصيام ست من شوال في نية واحدة فالأعمال بالنيات ،

لأن المقصود هو إشغال هذه الأيام بالصيام،

وذلك قياساً على حصول تحية المسجد بأي صلاة عند الدخول إلى المسجد، وقياساً كذلك على إجزاء الغسل الواجب عن غسل الجمعة .

ولكن لا يحصل للصائم الثواب الكامل عن صومهما منفردين وإذا جعل القضاء وحده والستة وحدها كان أفضل.

فالصائم هنا يحصل على أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة.

وهو مذهب المالكية كما في المدونة وأكثر الشافعية ورواية عند الحنابلة واختاره الإمام الألبانى .

وهنا يندرج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس، وهذا تيسير وتخفيف فلا ينبغى التقيد فيه بمذهب معين ولا الحكم ببطلان المذاهب الأخرى،

خاصة وأنه لم يرد في هذه المسألة نص صحيح صريح بل ولا نص ضعيف يمكن التعويل عليه ولذلك كانت الأقوال اجتهادات مبنية على قواعد وأصول .

*  فقالواإن تحية المسجد تحصل بصلاة الفريضة أو بصلاة أي نفل وإن لم تنو مع ذلك، لأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بما ذكر،

ويسقط ذلك طلب التحية ويحصل ثوابها الخاص وإن لم ينوها، لخبر الشيخين : « إذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين »، ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وُجِدَت. 

فقد جاء فى شرح مختصر خليل للخرشي :

قال البدر: انظر لو صام يوم عرفة عن قضاء عليه ونوى به القضاء وعرفة معا فالظاهر أنه يجزئ عنهما معا،

قياسا على من نوى بغسله الجنابة والجمعة فإنه يجزئ عنهما معا وقياسا على من صلى الفرض ونوى التحية.. انتهى من (شرح مختصر خليل للخرشي (2/ 241).

قال العلامة الدسوقي رحمه الله :

واعلم أنه يؤخذ من هذه المسألة صحة نية صوم عاشوراء للفضيلة والقضاء، ومال إليه ابن عرفة،

ويؤخذ منه أيضا : أن من كبر تكبيرة واحدة ناويا بها الإحرام والركوع فإنها تجزئه،

وأنه إن سلم تسليمة واحدة ناويا بها الفرض والرد فإنها تجزئه، وبه قال ابن رشد. انتهى من (حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ).

قال شمس الدين الرملي رحمه الله - في"نهاية المحتاج" (3/ 208) :

ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها.

كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم،

لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً. انتهى. ومثله في [مغني المحتاج" (2/ 184) ]، و [حواشي تحفة المحتاج" (3/ 457) ]. 

وقال أيضًا رحمه الله : 

إن الصوم في الأيام المُتأكد صوْمها مُنصرفٌ إليها،

بل لو نوى به غيرها حصلت أيضا، كتحية المسجد، لأن المقصود وجود صوم فيها. انتهى من ["نهاية المحتاج" (3/ 208)].

وسئل أيضا رحمه الله :

عن شخص عليه صوم من رمضان وقضاء في شوال، هل يحصل له قضاء رمضان وثواب ستة أيام من شوال، وهل في ذلك نقل؟

 فأجاب :

بأنه يحصل بصومه قضاء رمضان وإن نوى به غيره، ويحصل له ثواب ستة من شوال، وقد ذكر المسألة جماعة من المتأخرين . انتهى من (فتاوى الرملي ).

وجاء في إعانة الطالبين من كتب الشافعية :

إذا كان عليه صوم فرض قضاء أو نذر وأوقعه في هذه الأيام المتأكد صومها؛

حصل له الفرض الذي عليه، وحصل له ثواب صوم الأيام المسنون....اهـ.

وجاء في [حاشية الشرقاوي على التحرير للشيخ زكريا الأنصاري 1/ 474] :

ولو صام فيه [أي في شهر شوال] قضاء عن رمضان أو غيره نذراً أو نفلاً آخر، حصل له ثواب تطوعها؛

إذ المدار على وجود الصوم في ستة أيام من شوال…،

لكن لا يحصل له الثواب الكامل المترتب على المطلوب إلا بنية صومها عن خصوص الست من شوال، ولاسيما من فاته رمضان؛

لأنه لم يصدق أنه صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال .انتهى.

 قال ابن قُدامة رحمه الله :

 إن ما شُرع لتحية المسجد يجزئ عنه الواجب مِن جنسه، كإجزاء طواف العمرة عن طواف القدوم، وصلاة الفرض عن تحية المسجد.

فكذلك ما شُرع لتوديع البيت، يُجزئ عنه الواجب مِن جنسه، وعلى هذا يُجزئ طواف الإفاضة عن طواف الوداع .انتهى من [المغني 5/ 338].

وسئل العلامة الألباني رحمه الله :

 ربما أفطرت يومًا من رمضان، وأردتُ أن أصوم الستة من شوال، هل يجوز أن أجعل نيتي قضاء وصيام يوم من هذه الستة فى آن واحد ؟

فأجاب :

 إذا كنت تسأل عن الجواز فالجواب نعم يجوز، وأنا أذكر لك الآن هنا ثلاثة مراتب ، فيختار المسلم منها ما يطيب له .

1- المرتبة الأولى وهى العليا : أن يصوم القضاء لوحده، ثم الست من شوال لوحده،

فيحصل له من الأجر عشرين حسنة، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فإذا صام يوم من رمضان له على الأقل عشر حسنات، وصام يوم من شوال له عشر حسنات صاروا عشرين، وهذه الحالة الفضلى العليا.

2- ينوى قضاء ماعليه من رمضان ويفعل، ويضم الى هذه النية نية الست من شوال ،

هذا لا يكتب له عشرة زائد عشرة، هذا يكتب له عشرة زائد واحد، هذا الواحد هو النية الطيبة، لقوله فى الحديث القدسى:

( إذا هم عبدى بحسنة فلم يعملها أكتبوها له حسنة، وإذا عملها اكتبوها له عشر حسنات الى مائة حسنة ، الى سبعمئة الى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء ).

هاى المرتبة التانية : انكتب له على الأقل أحد عشر حسنة.

3- صوم القضاء فقط .
انتهى من : (سلسلة الهدى والنور شريط (327). الوجه الأول. وأيضًا من سلسلة الهدى والنور: شريط رقم 753 ( 00:26:10 ).

وسئل أيضا رحمه الله :

ما حكم الجمع بين النيات في العبادات, كأن ينوي الرجل بصيامه قضاء رمضان وصوم يوم الاثنين ؟

فأجاب :

لأكثر من نية لكن النية ما يصح تكون إلا واحدة قد تكون فرضاً والأخرى تكون نافلة ،

أما الجمع بين نيتين فريضتين فلا يجوز لأن الفرض لا يغني عن فرض معلوم السنة الصحيحة من قوله عليه السلام عن رب العالمين :

( إذا هم عبدي بحسنةٍ فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ) همّ ولم يعمل ( وإذا هم عبدي بحسنة فعملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مئة إلى سبع مئة إلى أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء ).

فالآن عندنا ست أيام من شوال وفضله معروف عندكم، كذلك عندنا يوم الخميس له فضل ويوم الاثنين لهم فضل معين ،

فحينما يتقصد الإنسان أن يصوم الست من شوال فيختار من الشهر كله الاثنين والخميس لما فيهما من فضيلة فهو بكون جمع نيتين،

لكن ماذا يكتب له يكتب له أجر إحدى النيتين لقاعدة التضعيف المذكور في الحديث آنفا ( فاكتبوا له عشر حسنات ) زائد نية واحدة بدون مضاعفة ليش لأنه ما فيه عمل.

لهذا نحن نقول الأفضل أن نعطي لكل نية عملها كأن يصوم ست أيام لوحدهن ويصوم الاثنين والخميس كما هي عادته لوحدهن هذه بلا شك خير وأفضل .

لكن هنا نحن نقول في عندنا ثلاثة صور أو عندنا ثلاثة أشخاص مثل:

 الآن أنا : أقضي مما علي من رمضان فأنا أصوم في يوم واحد بنية رمضان ،

واحد ثاني : بصوم بنية رمضان زايد واحد من شوال،

واحد ثالث : رمضان ونية شوال وقصد إثنين أو خميس، هذه ثلاث صور، 

لا شك أنه أعلاها الأخيرة لأنه جمع في عبادة واحدة ثلاث نيات لكنه عمل واحد،

ثم أحسن منهم الثاني وهو اللي نوى نية فريضة ونافلة، وأخيراً اللي هو أنا عندي فقط صيام رمضان،

فإذا كان إنما الأعمال بالنيات فحينئذٍ من استطاع أن يجمع بين نيتين بالشرط السابق مو فريضتين فرض ونافلة أو نافلة ونافلة ،

فهذا يتفرع منه يعني مسائل أخرى وربما نسأل عنها وقريبا ...

السائل : ... عند ذكر الحديث من صام رمضان وبعده الستة من شوال يعني المصنفين بذكروا أنه رمضان بعشر أشهر الحسنة بعشر أمثالها وست في ستين شهرين ،

فهاي توكيد لصيام سنة والحال بكون أجر النية ليس اجر العمل وأجر النية حسنة واحدة.

الشيخ : أي هذا هو.

السائل : أما ما يعني ما ضوعفت عشر أضعاف.

الشيخ :

 هذا ... سؤالك بنقول يكتب له أجر نية يعني هلا واحد ما عليه قضاء رمضان وما صام ستة من شوال شو بنكتب له لا شيء،

طيب واحد ما عليه قضاء رمضان لكن تقصد صيام ستة من شوال يكتب له لأنه هذا عمله .

السائل : نعم

الشيخ : 

مو إشكال أنه هذا ما يكتب له لا إحنا عم نقول ما يكتب له إلا أجر النية. انتهى من (فتاوى عبر الهاتف والسيارة-(039)).


والله اعلم


وللفائدة..

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات