▣▣ يتساءل كثير من المسلمين :
هل يمكن الجمع بين قضاء رمضان وصيام ست من شوال في نية واحدة؟
✔ الجواب هو : أن ذلك جائز عند بعض الفقهاء، حيث تُحسَب النية للصيامين معًا، لكن لا يحصل الصائم على الأجر الكامل لكليهما كما لو صامهما منفصلين.
▣ وهو مذهب المالكية كما في المدونة، وأكثر الشافعية، ورواية عند الحنابلة.
▣▣ حكم الجمع بين قضاء رمضان وست شوال؟
✅ يجوز الجمع بين صيام القضاء وستة شوال في نية واحدة، لأن الأعمال بالنيات، والمقصود إشغال هذه الأيام بالصيام، وهذا يتماشى مع قاعدة التداخل في العبادات.
▣ وقد قاس العلماء ذلك على عدة مسائل فقهية، منها:
✔ حصول تحية المسجد بأي صلاة عند الدخول، حتى وإن لم تُنْوَ بشكل مستقل، لأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس،
كما في حديث النبي ﷺ: "إذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين".(متفق عليه).
✔ إجزاء الغسل الواجب عن غسل الجمعة، حيث يندرج الغسل المستحب تحت الغسل الواجب.
◄ وبناءً على هذا القياس، فإن صيام النفل يندرج تحت صيام الفرض، وليس العكس، وهذا تيسير وتخفيف على الناس.
▣ لذا، لا ينبغي التقيد بمذهب معين أو الحكم ببطلان الآراء الأخرى،
خاصة وأن هذه المسألة ليس فيها نص شرعي صحيح صريح، بل هي مبنية على اجتهادات مستندة إلى قواعد وأصول فقهية معتبرة.
▣▣ هل الجمع بين النيتين يقلل من الأجر؟
▣ عند الجمع بين القضاء وست شوال، فإن الصائم لا ينال الثواب الكامل الذي وعد به النبي ﷺ في الحديث : "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر". (رواه مسلم).
◄ لكن يحصل الصائم على أجر أداء الفريضة، إضافةً إلى أصل ثواب صيام الستة، أي:
لا يكتب له عشر حسنات زائد عشرة، بل يكتب له عشر حسنات زائد واحد، أي : حسنة واحدة فقط لأنها لم تُقترن بعمل مستقل، وهذا الواحد هو النية الطيبة.
◄ وهذا لأن الأجر المضاعف يُرتبط بالعمل الفعلي، أما النية وحدها دون عمل مستقل فلا تُضاعف، وإنما يُثاب عليها بحسنة واحدة، كما ورد في الحديث القدسي:
"إذا همَّ عبدي بحسنة فلم يعملها، كتبتها له حسنة، وإذا عملها، كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء".
✅ لذا الأفضل صيامهما منفصلين، حتى يحصل المسلم على الثواب الكامل لكل منهما.
▣▣ أدلة الفقهاء على الجواز :
** جاء فى شرح "مختصر خليل للخرشي" :
قال البدر: انظر لو صام يوم عرفة عن قضاء عليه ونوى به القضاء وعرفة معا، فالظاهر أنه يجزئ عنهما معا،
قياسا على من نوى بغسله الجنابة والجمعة فإنه يجزئ عنهما معا، وقياسا على من صلى الفرض ونوى التحية.. ينظر: (شرح مختصر خليل للخرشي (2/ 241).
** قال العلامة الدسوقي رحمه الله :
واعلم أنه يؤخذ من هذه المسألة صحة نية صوم عاشوراء للفضيلة والقضاء، ومال إليه ابن عرفة،
ويؤخذ منه أيضا : أن من كبر تكبيرة واحدة ناويا بها الإحرام والركوع فإنها تجزئه.. ينظر: (حاشية الدسوقي على الشرح الكبير).
** قال الإمام الرملي رحمه الله - في"نهاية المحتاج" (3/ 208) :
ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها...
لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً. ينظر: [مغني المحتاج" (2/ 184) ] و [حواشي تحفة المحتاج" (3/ 457) ].
** وجاء في "إعانة الطالبين" من كتب الشافعية :
إذا كان عليه صوم فرض قضاء أو نذر، وأوقعه في هذه الأيام المتأكد صومها؛ حصل له الفرض الذي عليه، وحصل له ثواب صوم الأيام المسنون...اهـ.
** قال ابن قُدامة رحمه الله :
إن ما شُرع لتحية المسجد يجزئ عنه الواجب مِن جنسه ، كإجزاء طواف العمرة عن طواف القدوم، وصلاة الفرض عن تحية المسجد... ينظر: [المغني 5/ 338].
** وسئل العلامة الألباني رحمه الله :
ربما أفطرت يومًا من رمضان، وأردتُ أن أصوم الستة من شوال، هل يجوز أن أجعل نيتي قضاء وصيام يوم من هذه الستة فى آن واحد ؟
فأجاب :
إذا كنت تسأل عن الجواز فالجواب نعم يجوز، وأنا أذكر لك الآن هنا ثلاثة مراتب ، فيختار المسلم منها ما يطيب له:
1- المرتبة الأولى وهى العليا : أن يصوم القضاء لوحده، ثم الست من شوال لوحده،
فيحصل له من الأجر عشرين حسنة، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فإذا صام يوم من رمضان له على الأقل عشر حسنات،
وصام يوم من شوال له عشر حسنات صاروا عشرين، وهذه الحالة الفضلى العليا.
2- ينوى قضاء ماعليه من رمضان ويفعل، ويضم الى هذه النية نية الست من شوال ،
هذا لا يكتب له عشرة زائد عشرة، هذا يكتب له عشرة زائد واحد، هذا الواحد هو النية الطيبة، لقوله فى الحديث القدسى:
( إذا هم عبدى بحسنة فلم يعملها أكتبوها له حسنة، وإذا عملها اكتبوها له عشر حسنات الى مائة حسنة ، الى سبعمئة الى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء ).
هاى المرتبة التانية : انكتب له على الأقل أحد عشر حسنة.
3- صوم القضاء فقط .
انتهى من (سلسلة الهدى والنور- شريط (327) الوجه الأول) و (سلسلة الهدى والنور- شريط رقم 753 ( 00:26:10 )).
▣▣ ختامًا :
* المسألة اجتهادية ولم يرد فيها نص صريح، والأمر واسع بحمد الله.
* ننصح باختيار الأفضل عند القدرة.
والله اعلم
▣ هل سبق لك الجمع بين القضاء وست شوال؟ شاركنا رأيك في التعليقات!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق