">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع أ

تغيير النية أثناء الصلاة : ما الجائز والممنوع؟


تغيير النية أثناء الصلاة موضوع حساس ومهم في الفقه الإسلامي، إذ يترتب عليه صحة الصلاة أو بطلانها.

* لذلك من الضروري أن يفهم المسلم القواعد الشرعية المتعلقة بهذا الأمر، لتجنب الوقوع في الأخطاء التي قد تؤدي إلى بطلان عبادته.

▣▣ ما المقصود بتغيير النية في الصلاة؟

تغيير النية في الصلاة يعني الانتقال من نية عبادة معينة إلى نية عبادة أخرى أثناء أداء الصلاة،

وقد يكون التغيير بين أنواع الصلوات المختلفة، مثل : الفرض والنفل، أو بين النوافل الراتبة، أو حتى بين النية المطلقة والمعينة.

▣▣ حالات تغيير النية وأحكامها :

1- تغيير النية أثناء الصلاة من معيَّن إلى معيَّن.

هذا النوع لا يجوز شرعًا، لأن العبادة المعينة لابد أن ينويها من أولها قبل أن يدخل فيها، ويشمل:

تغيير نية الفريضة إلى فريضة أخرى : مثل تغيير نية صلاة الظهر إلى العصر.

تغيير نية النوافل الراتبة : كتحويل نية سنة الضحى إلى سنة الفجر.

2- تغيير النية أثناء الصلاة من مطلق إلى معين.

هذا التغيير غير جائز أيضًا.

مثال : إذا بدأ المسلم الصلاة بنية نافلة مطلقة، ثم قرر تحويلها أثناء الصلاة إلى سنة الفجر أو صلاة الفجر.

3- تغيير النية أثناء الصلاة من معين إلى مطلق.

هذا التغيير هو الوحيد الذي يجوز.

مثال : إذا بدأ المسلم صلاة نافلة بنية معينة، كراتبة الفجر، ثم تبين له أنه قد أداها،

أو كمن دخل في الفريضة وحده ثم أتت جماعة قد فاتتهم الفريضة فيقلبها نافلة فيصلي ركعتين ويسلم

ثم يصلي معهم الفرض ليدرك فضل الجماعة، فهذا تغيير للمصلحة الشرعية،

فيجوز تحويل النية إلى نافلة مطلقة لاستمرار الصلاة دون بطلانها.

▣▣ أقوال العلماء فى تغيير النية :

قال الإمام النوويُّ رحمه الله :

 قال الماوَرْدِيُّ : نقلُ الصلاةِ إلى صلاةٍ أقسامٌ :

 أحدُها : نقلُ فرضٍ إلى فرض : فلا يحصلُ واحدٌ منهما، 

الثاني : نقلُ نفلٍ راتبٍ إلى نفلٍ راتبٍ : كَوِتْرٍ إلى سنةِ الفجر فلا يحصلُ واحدٌ منهما،

الثالث : نقلُ نفلٍ إلى فرضٍ : فلا يحصل واحدٌ منهما. ينظر: ("المجموع" (4/183-184)).

- قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

إذا دخل الفريضة ليس له أن يحول إلى فريضة أخرى، وليس له أن يحول إذا دخل في راتبة الظهر إلى شيء آخر إلى فريضة

أو راتبة الفجر أو نحو ذلك، لأنه متى دخل في صلاة بنية يكملها،

إلا إذا كان هناك مصلحة : كأن يدخل في الفريضة وحده ثم يأتي جماعة قد فاتتهم الفريضة،

فيقلبها نافلة ويسلم ويصلي معهم الفرض ليدرك فضل الجماعة، فهذا تغيير للمصلحة الشرعية،

أو يدخل في الفريضة يحسب أنهم قد صلوا ثم يبين أنهم لم يصلوا فيقلبها نافلة ويصلي معهم الفريضة،

فإذا كان لهذه المصلحة فإن قلبها مطلوب حتى يدرك الجماعة. ينظر:(فتاوى نور على الدرب).

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

 تغيير النية : إما أن يكون من معيَّن لمعيَّن ، أو من مطلق لمعيَّن : فهذا لا يصح ، وإذا كان من معيَّن لمطلق : فلا بأس .

مثال ذلك: من معيَّن لمعيَّن :

 أراد أن ينتقل من سنة الضحى إلى راتبة الفجر التي يريد أن يقضيها ، كبَّر بنية أن يصلي ركعتي الضحى ،

ثم ذكر أنه لم يصل راتبة الفجر فحولها إلى راتبة الفجر :

فهنا لا يصح ؛ لأن راتبة الفجر ركعتان ينويهما من أول الصلاة .

كذلك أيضاً : رجل دخل في صلاة العصر ، وفي أثناء الصلاة ذكر أنه لم يصل الظهر فنواها الظهر :

هذا أيضاً لا يصح ؛ لأن المعين لابد أن تكون نيته من أول الأمر .

وأما من مطلق لمعيَّن : 

فمثل: أن يكون شخص يصلي صلاة مطلقة - نوافل -

ثم ذكر أنه لم يصل الفجر ، أو لم يصل سنة الفجر فحوَّل هذه النية إلى صلاة الفجر أو إلى سنة الفجر : 

فهذا أيضاً لا يصح .

أما الانتقال من معيَّن لمطلق :

 فمثل: أن يبدأ الصلاة على أنها راتبة الفجر ، وفي أثناء الصلاة تبين أنه قد صلاها : فهنا يتحول من النية الأولى إلى نية الصلاة فقط .

ومثال آخر: إنسان شرع في صلاة فريضة وحده ثم حضر جماعة ،

فأراد أن يحول الفريضة إلى نافلة ليقتصر فيها على الركعتين (ثم يصلي الفريضة مع الجماعة)،

فهذا جائز ؛ لأنه حوَّل من معين إلى مطلق.. ينظر:(" مجموع فتاوى العثيمين " ( 12 / السؤال رقم 347 )) .

▣▣ الخلاصة :

الإلتزام بالنية في بداية الصلاة ضروري لصحة العبادة.

بتطبيق هذه القواعد الشرعية، يضمن المسلم أداء صلاته بالشكل الصحيح.


والله أعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات