يبحث الكثير من المسلمين عن الحكم الشرعي لما يجب فعله إذا قام المصلي للركعة الثالثة في صلاة التراويح عن طريق الخطأ.
▣ في هذا المنشور، سنوضح الحكم الشرعي المستند إلى الأدلة من السنة النبوية وأقوال العلماء، بالإضافة إلى كيفية تصرف المأموم في مثل هذه الحالة.
▣▣ حكم من قام إلى الركعة الثالثة في صلاة التراويح؟
▣ إذا نوى المُصلي أو الإمام صلاة ركعتين في التراويح، ثم قام إلى ركعة ثالثة ناسيًا، فإن الواجب عليه أن يرجع إلى الجلوس بمجرد تذكره،
لأنه كأنما قام إلى ركعة ثالثة في صلاة الفجر، حتى لو كان قد شرع في قراءة الفاتحة أو الركوع.
◄ وذلك لأن صلاة الليل، ومنها التراويح، تكون مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
▣▣ الدليل الشرعي :
▣ عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى...(رواه البخاري).
- وعند مسلم (749) : قيل لابن عمر : ما مثنى مثنى؟ قال : تسلم في كل ركعتين .
فقوله : (( مثنى مثنى )) يقتضي التسليم من كل ركعتين .
▣▣ ما يجب على من قام إلى الثالثة :
1- الرجوع والجلوس : إذا تذكر المصلي أو ذُكِّر بأنه قام إلى الركعة الثالثة، فإنه يجب عليه الرجوع فورًا والجلوس للتشهد، ثم التسليم،
◄ حتى لو كان قد شرع في قراءة الفاتحة في الركعة الثالثة، فإنه يرجع ويجلس للتشهد.
2- سجود السهو : بعد التسليم، يسجد المصلي سجدتين للسهو، لأن ما حدث يعتبر زيادة في الصلاة، ولا فرق فى ذلك بين الفرض والنفل
▣▣ حكم متابعة المأموم للإمام في الركعة الثالثة؟
إذا تابع المأموم الإمام في الركعة الثالثة ظانًا أن ذلك جائز، أو كان جاهلًا بحكم الزيادة، أو ناسيًا، فصلاته صحيحة.
▣▣ أقوال العلماء في المسألة :
** جاء في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 222) :
"(و) إن نوى ركعتين نفلا ، فقام إلى ثالثة (ليلا ، فكقيامه إلى) ركعة (ثالثة بـ) صلاة (فجر) ، نصا [أي : نص عليه الإمام أحمد].
لحديث : صلاة الليل مثنى مثنى ، ولأنها صلاة شرعت ركعتين ، أشبهت الفريضة". انتهى.
** قال العلامة ابن باز رحمه الله :
إذا قام في التراويح قد نوى ثنتين فقام إلى الثالثة ينبه وعليه أن يرجع، كما لو قام في الثالثة في الفجر؛ لأن النبي عليه السلام قال : صلاة الليل مثنى مثنى.
فإذا قد نوى ثنتين كما هو العادة في التراويح وهو السنة، فإذا قام إلى الثالثة ينبه أو تنبه هو يرجع، ولو كان في أثناء القراءة ولو بعد الركوع يرجع ويجلس
ويقرأ التحيات يكملها والصلاة على النبي ﷺ والدعاء ثم يسلم،.. كما لو فعل هذا في الفجر أو في الجمعة يرجع. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).
** وقال أيضا رحمه الله :
... لكن ما دام أنه فعل هذا, وكان جاهلاً وكملها أربع وسجد للسهو لا حرج إن شاء الله .
المقدم : جزاكم الله خيرا إنما كان الأولى أن يكتفي بالاثنتين ولو اعتدل قائماً؟
الشيخ : الواجب أن يرجع، لقول النبي ﷺ : صلاة الليل مثنى, مثنى .
فإذا قام إلى الثالثة ناسياً وجب عليه الرجوع -في الأصح- حتى يحقق ما نواه من الثنتين ثم يسجد للسهو ويسلم بعدما يأتي بالتشهد،
وهكذا في النهار -على الأصح- لقول النبي ﷺ : صلاة الليل والنهار مثنى, مثنى يعني : ثنتين ثنتين،
لكن لو نوى خمساً جميعاً أو سبعاً جميعاً فهذا لا حرج؛ لأنه فعله النبي ﷺ.. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).
** وقال العلامة العثيمين رحمه الله :
إذا قام إلى الثالثة في التراويح ناسياً فإنه يرجع ، حتى لو قرأ الفاتحة فإنه يرجع ويجلس ويتشهد ويسلم ، ثم يسجد سجدتين ،...
وأنا سمعتُ أن بعض الأئمة إذا قام إلى الثالثة سهواً وذكَّروه استمر وصلى أربعاً ، وهذا في الحقيقة جهل منهم ،
مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (صلاة الليل مثنى مثنى).. ينظر: "كتاب جلسات رمضانية للعثيمين" .
▣▣ مسألة : إذا شك المأموم في نية الإمام.
▣ أحياناً قد يتردد المأموم هل الإمام سيصلي الوتر ثلاث ركعات متصلة أم ركعتين ثم يسلم؟
◄ في هذه الحالة يجوز له أن ينوي صلاة الوتر بنية مطلقة، دون تحديد عدد الركعات، ويجعل نيته تابعة للإمام،
فإن فصل الإمام بين الركعات سلم معه، وإن وصل، واصل معه.
- سئل الشيخ العثيمين رحمه الله:
عن مسافر لا يدري هل سيتم إمامه أم يقصر؟
فأجاب :
ولو قال حينما رأى إماماً يصلي بالناس في مكان يجمع بين مسافرين ومقيمين : إن أتمّ إمامي أتممت ، وإن قصر قصرت : صح ، وإن كان معلقاً؛
لأن هذا التعليق يطابق الواقع، فإن إمامه إن قصر ، ففرضه هو القصر، وإن أتم ، ففرضه الإِتمام،
وليس هذا من باب الشك، وإنما هو من باب تعليق الفعل بأسبابه، وسبب الإِتمام هنا : إتمام الإِمام ، والقصر هو الأصل. ينظر: ("الشرح الممتع" (4/269)) .
▣▣ الخلاصة :
* صلاة التراويح تكون مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين.
* إذا قام المصلي أو الإمام إلى الركعة الثالثة ناسيًا، وجب عليه الرجوع والجلوس للتشهد، ثم التسليم وسجود السهو.
* متابعة المأموم للإمام في الزيادة لا تبطل صلاته إذا كان جاهلًا أو ناسيًا.
والله اعلم
▣ هل سبق وأن واجهت هذا الموقف في صلاة التراويح؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، ولا تتردد في نشر هذا المنشور لتعم الفائدة!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق