القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

فضل صلاة التراويح فى المسجد وعدد ركعاتها


صلاة التراويح سُنَّة مؤكَّدة للرجال والنساء جميعًا بإجماع الصحابة ومن بعدهم من الأئمَّة منكرها مبتدعٌ ضالٌّ مردود الشهادة .

وسميت بذلك لأن الناس كانوا يطيلون القيام فيها والركوع والسجود فإذا صلوا أربعا استراحوا ثم استأنفوا الصلاة أربعا ثم استراحوا ثم صلوا ثلاثا .

ويجوز أن تصلى التراويح في البيت ولكن صلاتها في المسجد أفضل فينبغي أن يحرص المسلم على قيام رمضان في جماعة والبقاء مع الإمام حتى يتم الصلاة فإنه بذلك يفوز المصلي بثواب قيام ليلة كاملة وذلك من فضل الله على عباده . 

وإليك فضلها :

1- صلاة التراويح سبب لغفران ما تقدم من الذنوب : فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه  ). رواه البخاري 

2- من صلى صلاة التراويح فى المسجد مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة : فعن أبي ذر رضي الله عنه، قال : ((قلت : يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة )؟ فقال : إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة  )((صحيح النسائي)) (1604)

فمن صلى ركعتين أو أربعا من صلاة التراويح فإن صلاته تحسب من صلاة الليل وهو مأجور على صلاته إن شاء الله ولكن لا ينال الأجر كاملا إلا من دخل مع الإمام وأتم معه الصلاة حتى ينصرف .

فائدة : يشرع للنساء حضورها بل يجوز أن يجعل لهن إمام خاص بهن غير إمام الرجال كما فعل عمر وعلي أيضا كما روى ذلك البيهقي وعبد الرزاق وذكر الأثرين الألباني في صلاة التراويح ص21 .

3- أن فاعلها إذا مات وهو مداوم عليها، كان من الصديقين والشهداء : فعن عمرو بن مرة الجهني، قال : ( جاء رجل من قضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته، واتيت الزكاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء ). صحح إسناده ابن حجر في ((مختصر البزار)) (1/70)، والألباني في ((قيام رمضان)) (18)

وقت صلاة التراويح

السنة في التراويح أن تصلى بعد العشاء وبعد ركعتي سنة العشاء طول شهر رمضان .

قال ابن تيمية رحمه الله : 

فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك أئمة المسلمين، لا يعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء، فإن هذه تسمى قيام رمضان . اه ((مجموع الفتاوى)) (23/120).

القراءة في صلاة التراويح

لم يحد فيها النبي صلى الله عليه وسلم حدا لا يتعداه بزيادة أو نقصان بل كانت قراءته فيها تختلف قصرا وطولا فكان تارة يقرأ قدر عشرين اية وتارة قدر خمسين اية، وكان يقول : "" من صلى في ليلة بمئة اية لم يكتب من الغافلين ) وقرأ في ليلة السبع الطوال .. وهكذا .

فعلى من صلى قائما لنفسه فليطول ما شاء وكذلك إذا كان معه من يوافقه ، وأما إذا صلى إماما فعليه أن يطيل بما لا يشق على من وراءه ، لحديث ( إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة ، وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء ). متفق عليه .

قال ابن تيمية رحمه الله :

وأما قراءة القران في التراويح فمستحب باتفاق أئمة المسلمين، بل من أجل مقصود التراويح قراءة القران فيها ليسمع المسلمون كلام الله؛ فإن شهر رمضان فيه نزل القران، وفيه كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القران، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القران . انتهى من ((مجموع الفتاوى)) (23/122-123).

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : 

هل ينبغي للإمام مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح؟ 

فأجاب :

 "هذا أمر مطلوب في جميع الصلوات، في التراويح وفي الفرائض؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " أيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والصغير وذا الحاجة ". (رواه البخاري ومسلم)؛ فالإمام يراعي المأمومين ويرفق بهم في قيام رمضان، وفي العشر الأخيرة، وليس الناس سواء، فالناس يختلفون؛ فينبغي له أن يراعي أحوالهم، ويشجعهم على المجيء، وعلى الحضور.

 فإنه متى أطال عليهم، شق عليهم، ونفرهم من الحضور؛ فينبغي له أن يراعي ما يشجعهم على الحضور، ويرغبهم في الصلاة، ولو بالاختصار وعدم التطويل، فصلاة يخشع فيها الناس ويطمئنون فيها -ولو قليلا- خير من صلاة يحصل فيها عدم الخشوع، ويحصل فيها الملل والكسل ". انتهى من (مجموع فتاوى ابن باز).

عدد ركعات صلاة التراويح 

ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يُسلِّم من كل اثنتين ويُوتر بواحدةٍ وربما صلَّى ثلاث عشرة ركعة عليه الصلاة والسلام فالأفضل الإقتصار على ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا العدد أرفق بالناس وأعون للإمام على الخشوع في ركوعه وسجوده وفي قراءته وفي ترتيل القراءة وتدبرها وعدم العجلة في كل شيء .

فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت : ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة . متفق عليه.

وعن عبد الله ابن عباس رضى الله عنه أنه قال : كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة يعني بالليل . صحيح البخاري.

وإليك الكيفيات التي صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والوتر 

قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتاب قيام رمضان ص28 :

الكيفية الأولى : ثلاث عشرة ركعة ، يفتتحها بركعتين خفيفتين وهما على الأرجح سنة العشاء البعدية ، أو ركعتان مخصوصتان يفتتح بهما صلاة الليل، ثم يصلي ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ، ويوتر بركعة. رواه مسلم وأبو عوانه .

الكيفية الثانية : يصلي ثلاث عشرة ركعة ، منها ثمانية يسلم بين كل ركعتين ثم يوتر بخمس لا يجلس ولا يسلم إلا في الخامسة . رواه أحمد ومسلم وأبو داود وغيرهم .

الكيفية الثالثة : إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة . رواه مسلم وغيره.

الكيفية الرابعة : إحدى عشرة ركعة يصلي منها أربعا بتسليمة واحدة ثم أربعا كذلك ثم ثلاثا لا يجلس إلا في الثالثة . متفق عليه .

الكيفية الخامسة : إحدى عشرة ركعة منها ثماني ركعات لا يقعد فيها إلا في الثامنة ، يتشهد ثم يقوم ولا يسلم ثم يوتر بركعة ثم يسلم ، فهذه تسع ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس . رواه مسلم وغيره .

الكيفية السادسة : يصلي تسع ركعات منها ست لا يقعد إلا في السادسة منها ثم يتشهد ويصلي على النبي ثم يقوم ولا يسلم ثم يوتر بركعة ثم يسلم فهذه سبع ثم يصلي ركعتين وهو جالس . رواه مسلم وأبو داود وغيرهما .

ثم قال رحمه الله :

( هذه الكيفيات التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم نصا عنه ، ويمكن أن يزاد عليها أنواع أخرى وذلك بأن ينقص من كل نوع منها ما شاء من الركعات حتى يقتصر على ركعة واحدة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ( الوتر حق ، فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة ). رواه الطحاوي والحاكم. وهو حديث صحيح الإسناد ، فهذه الخمس والثلاث ، إن شاء صلاها بقعود واحد وتسليمة واحدة وإن شاء سلم بين كل ركعتين وهو الأفضل ). انتهى كلامه رحمه الله .

القراءة في ثلاث الوتر 

من السنة أن يقرأ في الركعة الأولى من ثلاث الوتر : سورة الأعلى وفي الثانية سورة الكافرون وفي الثالثة سورة قل هو الله أحد ، ويضيف إليها أحيانا سورتي الفلق والناس . 

والأحاديث في صحيح سنن الترمذي (462) و (463) وابن ماجه أيضا ( 1172) وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ مرة في ركعة الوتر بمئة اية من النساء . انظر (صفة صلاة النبي ص(122))

وإذا سلم من الوتر قال :

 سبحان الملك القدوس ( ثلاثا ) ويمد بها صوته ويرفع في الثالثة . صحيح سنن أبي داود (1284)


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات