صلاة التراويح تعدُّ من العبادات العظيمة التي يحرص المسلمون على أدائها في شهر رمضان المبارك، لما لها من الفضل الكبير والثواب الجزيل.
▣ في هذا المنشور، سنتحدث عن فضائل صلاة التراويح، وقتها، وعدد ركعاتها، مع التركيز على أهمية أدائها في المسجد.
▣▣ لماذا سُمّيت صلاة التراويح بهذا الاسم؟
▣ صلاة التراويح: هي صلاة قيام الليل التي تُؤدى في شهر رمضان بعد صلاة العشاء.
▣ سُميت بهذا الاسم: لأن المسلمين كانوا يستريحون بين كل أربع ركعات، حيث يُطيلون القيام والركوع والسجود.
◄ وهي سُنَّة مؤكَّدة للرجال والنساء جميعًا بإجماع الصحابة والأئمَّة من بعدهم، ولا ينكر فضلها إلا مبتدعٌ ضالٌّ مردود الشهادة.
▣▣ فضائل صلاة التراويح :
1- سبب لغفران الذنوب : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله ﷺ يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". (رواه البخاري).
2- قيام ليلة كاملة لمن صلى مع الإمام : عن أبي ذر رضي الله عنه قال : " قلت : يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة؟ فقال : إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة ". ((صحيح النسائي)) (1604).
◄ لذا يُستحب للمسلم أن يحرص على البقاء مع الإمام فى المسجد حتى يختم الصلاة لينال هذا الأجر العظيم.
3- من مات وهو مداوم عليها، كان من الصديقين والشهداء: عن عمرو بن مرة الجهني قال :
" جاء رجل من قضاعة إلى النبي ﷺ فقال: إني شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته، وأتيت الزكاة،
فقال رسول الله ﷺ : من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء ". (صحح إسناده ابن حجر في ((مختصر البزار)) (1/70)، والألباني في ((قيام رمضان)) (18)).
▣▣ أهمية وفضل صلاة التراويح في المسجد.
أداء صلاة التراويح جماعة في المسجد له أهمية كبيرة وفضل عظيم في الإسلام.
قال رسول الله ﷺ: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة. ((صحيح النسائي)) (1604).
▣ هذا الحديث يُظهر أن الصلاة في المسجد مع الإمام حتى الانتهاء تُكافئ قيام ليلة كاملة، مما يجعلها فرصة ذهبية للمسلمين لزيادة حسناتهم.
◄ أما من صلى ركعتين أو أربعا من صلاة التراويح فقط مع الإمام فإن صلاته تحسب من صلاة الليل وهو مأجور على صلاته إن شاء الله،
ولكن لا ينال الأجر كاملاً إلا من دخل مع الإمام وأتم معه الصلاة حتى ينصرف من الوتر.
▣▣ وقت صلاة التراويح:
▣ جاءت السُنة بأن وقت صلاة التراويح أن تصلى بعد العشاء وبعد ركعتي سنة العشاء طول شهر رمضان .
** قال ابن تيمية رحمه الله : فما كان الأئمة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي ﷺ، وعهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك أئمة المسلمين.. ينظر: ((مجموع الفتاوى)) (23/120).
▣▣ القراءة في صلاة التراويح :
▣ لم يحدد النبي ﷺ مقدارًا معينًا من القراءة في قيام الليل (صلاة التراويح)، فكان يقرأ أحيانًا عشرين آية، وأحيانًا خمسين آية، وأحيانًا أخرى أكثر من ذلك.
◄ فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين". (صحيح أبي داود-رقم: 1398).
▣ مراعاة حال المأمومين :
يُستحب للإمام أن يراعي أحوال المصلين، فلا يطيل القراءة بما يشق عليهم، خاصة أن فيهم الصغير والكبير والمريض وصاحب الحاجة.
فقد قال رسول الله ﷺ: " إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة ، وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء ". (متفق عليه).
** قال الشيخ ابن باز رحمه الله : .. ينبغي له أن يراعي ما يشجعهم على الحضور، ويرغبهم في الصلاة، ولو بالاختصار وعدم التطويل،
فصلاة يخشع فيها الناس ويطمئنون فيها -ولو قليلا- خير من صلاة يحصل فيها عدم الخشوع، ويحصل فيها الملل والكسل. ينظر: (مجموع فتاوى ابن باز).
▣▣ عدد ركعات صلاة التراويح :
▣ لم يكن النبي ﷺ يزيد في قيام الليل، سواء في رمضان أو غيره، على إحدى عشرة ركعة، وقد جاء عنه أنه صلَّى أحيانًا ثلاث عشرة ركعة ،
وكان يُسلِّم بعد كل ركعتين ويُوتر بواحدة.
◄ فالأفضل الإقتداء بفعله ﷺ، لأن هذا العدد أيسر على الناس، ويعين الإمام على الخشوع في ركوعه وسجوده، كما يساعده على التمهل في قراءته، دون استعجال.
** فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت : ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. متفق عليه.
** وعن عبد الله ابن عباس رضى الله عنه أنه قال : كانت صلاة النبي ﷺ ثلاث عشرة ركعة- يعني بالليل. صحيح البخاري.
▣▣ حضور النساء لصلاة التراويح :
▣ يجوز للنساء حضور صلاة التراويح في المسجد، بل يستحب ذلك إن أُمنت الفتنة، ولها أن تصلي خلف إمام خاص بهن إذا وُفّر ذلك.
** فقد روى عبدالرزاق (5124): عن الثوري، عن هشام بن عروة، « أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر سليمان بن أبي حثمة أن يؤم النساء في مؤخر المسجد في شهر رمضان ». ينظر: ( صلاة التراويح- للألباني- ص21) .
▣▣ الخاتمة :
* صلاة التراويح من أعظم القربات في رمضان، وهي فرصة عظيمة لنيل المغفرة ومضاعفة الحسنات.
* فليحرص المسلم على أدائها في المسجد جماعة، مع مراعاة الخشوع والتدبر في الصلاة، والالتزام بسنة النبي ﷺ في عدد ركعاتها ووقتها.
والله اعلم
▣ والآن أخبرونا! هل تحرصون على أداء صلاة التراويح في المسجد أم تفضلون صلاتها في البيت؟ اترك تعليقك أدناه وشاركنا رأيك، ولا تنسَ مشاركة هذا المقال مع أصدقائك لتعم الفائدة.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق