القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

مشروعية تكرار بعض الآيات فى صلاة الفريضة


يشرع تكرار بعض الآيات فى صلاة الفريضة كما فى صلاة نافلة الليل لغرض التدبر وتحريك القلوب لأن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض ولكن هذا الفعل ليس بسنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في الفرائض لذلك الصحيح أن نقول أن هذا التكرار جائز فى الفرض وسنة فى النفل خاصة صلاة الليل .


ومن الأدلة على ذلك :

1- عن أنس بن مالك : أنه كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة، مما يقرأ به افتتح بـقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتى يفرغ منها، ثم سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعةٍ فكلَّمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تُجزئك حتى تقرأ بأُخرى، فإما تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأُخرى، فقال: ما أنا بتاركها! إن أحببتُم أن أؤمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتُكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمَّهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال : يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأُمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعةٍ ؟ فقال: إني أُحبها، فقال : حُبُّك إيَّاها أدخلك الجنة. (صحيح البخاري)

قال الشيخ الألباني رحمه الله : يمكن أن نأخذ من هذا الحديث أنه يشرع تكرار آية ما في الفريضة إذا كان ذلك يرضى الجماعةانتهى من (الشريط الحادي والعشرين من سلسلة فتاوى جدة)

2- عن أبي رضي الله عنه قال : " قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية فرددها حتى أصبح والآية ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) ". ( صحيح سنن النسائي رقم ( 1010 ) 2/ 177)

3- عن مسروق قال : قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته قام ليلة حتى أصبح أو قرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله عز وجل فيركع ويسجد ويبكي ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) . (أخرجه ابن أبي شيبة رقم ( 8370 ) 2 / 224 ، والطبراني في الكبير رقم ( 1250 ) 2/ (50 ))

4- وعن سعيد بن عبيد الطائي قال : سمعت سعيد بن جبير وهو يصلي بهم في شهر رمضان يردد هذه الآية " فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ". (أخرجه ابن أبي شيبة رقم ( 8369 ) 2 / (224)) .

5- وعن نسير أبي طعمة مولى الربيع بن خثيم قال : كان الربيع بن خثيم يصلي فمر بهذه الآية ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات ). فجعل يرددها حتى أصبح ". (أخرجه ابن أبي شيبة رقم ( 8371 ) 2 / (224)) .

قال النووي رحمه الله :

 (عن أبي ذر) قال : " قام النبي صلى الله عليه وسلم، بآية يرددها حتى أصبح، والآية : (إن تُعذّبهم فإنهم عِبادُكَ). رواه النسائي وابن ماجة

وعن تميم الداري) أنه كرّر هذه الآية حتى أصبح : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ). 

وذكر أن أسماء -رضي الله عنها- كرّرت قوله تعالى : ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ). طويلاً، وردّد ابن مسعود : ( رب زدني علماً ). وردد سعيد ابن جبير : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الل ه)، وردد -أيضاً- : ( فسوف يعلمون، إذ الأغلال في أعناقهم )، وردد أيضاً : (ما غرك بربك الكريم).

وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى : ( لهم من فوقهم ظلل من النار، ومن تحتهم ظلل). رددها إلى السحر. انتهى من (التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص43- (44)) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

............ قد جاء في صحيح البخاري : أن رجلا من الأنصار كان يؤمهم وكان كلما فرغ من قراءة الفاتحة بقراءة سورة ( قل هو الله أحد ) ويكررها وكان الذين يصلون خلفه يعلمون أن هذا من خيرهم وأفضلهم فكانوا يكرهون أن يؤمهم غيره ولكن مع ذلك كان في قلوبهم شيء من وراء تكراره لهذه السورة ( قل هو الله أحد ) فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله عن السبب فقال : إني أحبها قال : حبك إياها أدخلك الجنة ] وهم حينما كانوا يطلبون منه أن لا يكرر هذا الشيء يلاحظون أن التكرار قد يمل بعض الناس فكان يقول لهم : ( إن أعجبكم أممتكم وإلا فليؤمكم غيري ) فذكروا ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فأقره عليه السلام على ذلك بل قال : حبك إياها أدخلك الجنة].

يمكن أن نأخذ من هذا الحديث أنه يشرع تكرار آية ما في الفريضة إذا كان ذلك يرضى الجماعة وليس سنة مضطردة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في الفرائض .

 ولذلك كان ترداد هذا الإمام لـ ( قل هو الله أحد ) موضع استنكار من بعض أصحابه حتى وصل الأمر بالإمام أن يقول لهم إن أعجبكم هذا فأنا أؤمكم وإلا فلا ) فلما ذكروا أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك وقال : [ حبك إياها أدخلك الجنة ] . 

فيمكن أن نأخذ من هذا الحديث حكما خاصا بجماعه يقتدون بإمام قارئ مجود حسن الصوت يتغنى بالقرآن كما جاء في الأحاديث الصحيحة فلا يرضون به بديلا لكن قد يأخذون عليه مثل هذا الترداد فالجواب أنه يجوز إذا ما رضوا إمامته بسبب حسن تلاوته. هذا آخر ما عندي من الجواب . انتهى من (الشريط الحادي والعشرين من سلسلة فتاوى جدة)

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

 ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة والعذاب ؟

الجواب :

 لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على الترديد والخشوع والاستفادة فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه ردد آية { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[المائدة : 118]، رددها كثيرا صلى الله عليه وسلم .

فالحاصل : أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك ، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم ويحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش أما إذا كان ترديد ذلك لا يحصل عليه إلا الخشوع والتدبر والإقبال على الصلاة فهذا كله خير .انتهى من (مجموع الفتاوى  11 / 343 ، (344))

 وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

أما تكرار الآية فإن من السنة في النافلة خاصة أن يكرر الإنسان الآية التي يرى أن في تكرارها خشوعاً في قلبه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلى صلاة الليل ومر بهذه الآية : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. [المائدة:118]. وجعل يرددها إلى الصباح وهو في صلاته -عليه الصلاة والسلام-.

كذلك -أيضاً- ربما سمع بعضكم إذا مررت بآية تسبيح أو دعاء أو تعوذ أني أسبح وأتعوذ لأن هذا مشروع أيضاً في صلاة الليل «في صلاة النافلة». 

أما في الفريضة فإن عند أهل العلم -رحمهم الله- قاعدة : أن ما ثبت في النفل ثبت في الفرض، بناءً على هذه القاعدة التي دلت عليها أيضاً السنة نقول : حتى في الفريضة إذا مررت بآية يكون في تكرارها خشوع فكرر؛ 

لكن يمنعني من هذا أن الواصفين لصلاة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الفريضة لم يكونوا يقولون ذلك عنه، فلهذا نقول : في الفريضة جائز، في النافلة سنة . انتهى باختصار من (اللقاء الشهري>اللقاء الشهري [49])


 والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات