">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع الجمع

هل نكتفي بالحساب الفلكي لدخول شهر رمضان؟

 
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يثار التساؤل حول مدى جواز الاعتماد على الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر الكريم.

 فهل تكفي الحسابات الفلكية لتحديد بداية رمضان؟ أم أن رؤية الهلال بالعين المجردة هي المعتمدة شرعًا؟

▣▣ هل يجوز العمل بالحساب الفلكي والإعتماد عليه لإثبات دخول رمضان؟

اتفق الفقهاء على أن الشهر الشرعي يكون 29 يومًا أو 30 يومًا، كما جاء في حديث النبي ﷺ:

( جعل الله الأهلة مواقيت للناس فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما ). ( صحيح الجامع ).

** وبناءً على ذلك، لا يجوز العمل بالحساب الفلكي، ولا الإعتماد عليه في إثبات دخول رمضان،

بل يجب الإعتماد على رؤية الهلال بالعين المجردة لأنها المعتبرة شرعاً.

▣▣ ما الدليل على أن رؤية الهلال هي المعتبرة شرعا؟

1- حديث ابن عمر رضي الله عنهما : قال رسول الله ﷺ:

( إنا أمة أمية لا نكتب، ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا ) يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين. رواه البخاري .

2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال النبي ﷺ: " صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته؛ فإن غُبِّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".(رواه البخاري).

أوجه الدلالة من الأحاديث :

** تعليق الحكم بالرؤية : جعل النبي  الحكم بدخول الشهر مرتبطًا برؤية الهلال، 

وهي طريقة بسيطة يستطيعها عامة الناس دون حاجة إلى حسابات معقدة.

** عدم الرجوع إلى الحساب الفلكي : لم يأمر النبي  بالرجوع إلى علماء الفلك في حالة الغيم، 

بل أمر بإكمال العدة ثلاثين يومًا، مما يدل على أن الرؤية هي الأساس.

ولو كان الحساب الفلكي هو المراد شرعًا لكان الله قد دلنا عليه بشكل مباشر، 

لكن الله سبحانه لم يفعل ذلك، مما يدل على أنه غير مراد شرعًا.

▣▣ لماذا لا نأخذ بالحساب الفلكي؟

1- النبي ﷺ علق دخول الشهر على رؤية الهلال فقط، ولم يأمر بالرجوع إلى الحسابات الفلكية.

2- الصحابة لم يرجعوا إلى المنجمين وعلماء الفلك في تحديد بداية الصيام.

3- الإجماع الفقهي منع الأخذ بالحسابات الفلكية.

▣▣ ما الحكمة من إعتماد رؤية الهلال بالعين المجردة؟

** رفع الحرج عن الأمة الإسلامية، لأن رؤية الهلال أمر يسير يفهمه الجميع، على عكس الحسابات الفلكية.

** تحقيق وحدة الأمة في الصيام والإفطار على رؤية واحدة واضحة للجميع.

▣▣ إجماع العلماء على عدم الإعتماد على الحساب الفلكي:

أجمع الفقهاء على عدم جواز الإعتماد على الحساب الفلكي في إثبات دخول رمضان، ومن أقوالهم :

- (قال الإمام أبو بكر الجصاص رحمه الله (ت 370هـ :

فالقائل باعتبار منازل القمر وحساب المنجمين خارج عن حكم الشريعة،

وليس هذا القول مما يسوغ الاجتهاد فيه؛ لدلالة الكتاب ونص السنة، وإجماع الفقهاء بخلافه. ينظر: ((أحكام القرآن)) (1/250).

قال الإمام القرطبي رحمه الله :

وهذا لا نعلم أحدا قال به - أي: الأخذ بالحساب وتقدير المنازل-

إلا بعض أصحاب الشافعي؛ أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين، والإجماع حجة عليهم. ينظر: ((تفسير القرطبي)) (2/293).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

.. وهذا القول - وإن كان مقيدا بالإغمام ومختصا بالحاسب- فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه، 

فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به، فما قاله مسلم. ينظر: ((مجموع الفتاوى)) (25/132 - 133).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

قيل للعرب أميون لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة، قال تعالى : (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )

ولا يرد على ذلك أنه كان فيهم من يكتب ويحسب لأن الكتابة فيهم قليلة نادرة .

والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضا إلا النزر اليسير،

فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير واستمر الحكم في الصوم ،

ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يشعر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلا ، 

ويوضحه قوله في الحديث : [ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ]. ولم يقل فسلوا أهل الحساب ، 

والحكمة فيه : كون العدد عند الإغماء يستوي فيه المكلفون فيرتفع الاختلاف والنزاع عنهم. ينظر: (فتح الباري - لابن حجر (4/151-152)).

▣▣ الخلاصة :

الأدلة الشرعية والإجماع الفقهي : 

يؤكدان أن إثبات دخول شهر رمضان يكون فقط برؤية الهلال أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا، وليس بالحساب الفلكي.


والله اعلم


 ما رأيك في هذا الموضوع؟ هل ترى أن الحساب الفلكي قد يكون وسيلة مساعدة أم أن الرؤية البصرية هي الأصح؟ 

شاركنا رأيك في التعليقات!. 


اقرأ أيضا:


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات