القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 إن مما أفسد على الناس دينهم ودنياهم 

اتباع عوام المسلمين لدعاة الضلالة والبدع من الاحزاب والجماعات وممن على شاكلتهم الذين لا هم لهم إلا الحكم فزرعوا فى نفوس الناس وأفسدوا عقيدتهم وأقنعوهم أن الأرزاق بيد الحكام فهم يمنعون عنهم رزقهم ومرتباتهم والعياذ بالله ومن جهل الناس بدينهم تأثروا بكلامهم وافكارهم وهذا شيء واقع ومجرب حتى عند من يدعى التدين
فأخذ الناس يسخطون على حكامهم ويلصقون بالحكام كل مصيبة تحل بهم .

وهذا أمر خطير لأنه يزرع فى نفوس الناس أن علاج الغلاء وقلة الرزق بالثورات والمظاهرات والخروج على الحكام وهذا أمر قد ثبت فشله مع الخوراج منذ مئات السنين بل يأتى بنتائج عكسية .

لكن الإسلام علمنا أن العلاج فى الصبر والتوبة والرجوع إلى الله والسعي والاجتهاد في العمل وأن نعلم أن الأرزاق بيد الله وحده .

فانت عندما تقوم بالعمل فى شركة أو فى سوبر ماركت أو غيره ثم يقوم صاحب العمل بتسريحك من العمل فهذا ليس معناه انه تسبب فى قطع رزقك فهذا خطأ ولكن ما حدث هو انتهاء رزقك عنده فهو لا يملك أن يرزق نفسه فضلا عن غيره .

فقد يكون بسط الرزق لبعض العباد ابتلاءً واختبارًا في حـد ذاته قـال تعالى : ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِي﴾. [الأنعام: 165]، والشاهـد في هـذه الآيـة الكريمة قـوله تعالى : ﴿لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾.

يقول ابن كثير رحمه الله : أي : ليختبركم في الذي أنعم به عليكم، وامتحنكم به؛ ليختبر الغني في غناه، ويسأله عن شكره، والفقير في فقره ويسأله عن صبره[(ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص201)].

فالله وحده 

هو الذي يرزقك ويعطيك ويمنعك لحكمته سبحانه

** قال تعالى :

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ. (سورة الذاريات)

قال الإمام الطبرى فى تفسير هذه الآيه :

يقول تعالى ذكره مقسما لخلقه بنفسه: فوربّ السماء والأرض, إن الذي قلت لكم أيها الناس : إن في السماء رزقكم وما توعدون لحقّ, كما حقّ أنكم تنطقون.

وقد حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا ابن أبي عدي, عن عوف, عن الحسن, في قوله ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ). قال : بلغني أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : " قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه فلم يصدّقوه ". اه

 قال بعض الحكماء : كما أن كل إنسان ينطق بنفسه ولا يمكنه أن ينطق بلسان غيره ، فكذلك كل إنسان يأكل رزقه ولا يمكنه أن يأكل رزق غيره . 

** ويقول الله تعالى في كتابه الكريم :

 (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ). [الشورى: 27]

ولو أعطى الله عباده فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان بعضهم على بعض أشرًا وبطرًا، وقيل : خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك. ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم، وهو أعلم بذلك، فيُغني من يستحق الغنى، ويُفقر من يستحق الفقر؛ كما جاء في بعض الآثار: "إن من عبادي مَنْ لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسدتُ عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيتُه لأفسدتُ عليه دينه"[(ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج4، ص116).].

ولذا ليعلم كل مخلوق كل مخلوق انه قد كتب الله له رزقه والله سبحانه وحده هو الرزاق وهو سبحانه الذي يعطي ويمنع ولا أحد من البشر يقدر على قطع رزق قسمه الله لعبده إلا بإذنه تعالى .

** وقال سبحانه :

مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. {فاطر:2}.

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لا تستبطئوا الرزق، فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام.  أخرجه ابن حبان في صحيحه.

 ولن يمنع العبد ذرة زرق كتبها الله لعبده 

ولو اجتمع الخلق كلهم على منعه منها، ولن يعطى العبد ذرة رزق لم يكتبها الله له ولو اجتمع الخلق كلهم لإعطائها إياه، قال صلى الله عليه وسلم : واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وفي هذه الآية إقناع للمشركين بأن الرزق بيد الله عز وجل قال تعالى- : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾.[فاطر: 3]،

** وقال تعالى : ﴿ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾

 إشارةً إلى نعمة الإبقاء بالرزق إلى الانتهاء، ثم بيَّن أنه "لا إله إلا هو" نظرًا إلى عظمته؛ حيث هو عزيز حكيم قادر على كل شيء قدير نافذ الإرادة في كل شيء ولا مثل لهذا، ولا مَعبود لذاته غير هذا، ونظرًا إلى نعمته؛ حيث لا خالق غيره، ولا رازق إلا هو.

** وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾.[الذاريات: 58]، قال تعالى ذكره -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ﴾ .خلْقَه، المتكفِّل بأقواتهم ذو القوة المتين.

قال الطبريُّ في هذه الآية : 

"وأما إذا ما امتحَنه ربه بالفقر ﴿ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ﴾ يقول : فضيَّق عليه رِزقه وقترَه، فلم يُكثر ماله، ولم يوسِّع عليه ﴿ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ يقول : فيقول ذلك الإنسان : "ربي أهانني"، يقول : أذلَّني بالفقر، ولم يَشكُر اللهَ على ما وهَب له مِن سلامة جوارِحه، ورزَقه مِن العافية في جسمه .اه جامع البيان: (24: (412)).

** قال الله تعالى :

الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم.

فحصول الرزق للعبد أسبق وأسرع من وصول أجله لأن الأجل لا يأتي إلا بعد فراغ الرزق .

فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رُوح القدس (أي جبريل) نفَث (ألقى) في رُوعي (قلبي) أن نفسًا لن تموتَ حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها؛ فأجملوا في الطلبِ، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصيةٍ؛ فإن اللهَ لا ينال ما عنده إلا بطاعته)). (صحيح الجامع للألباني حديث: 2085).

 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرِّزقَ ليطلُب العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجله)). (صحيح الجامع للألباني - حديث 1630).

 قال عبدالرؤوف المناوي رحمه الله : لأن الله تعالى وعَد به وضمِنه، ووعدُه لا يتخلَّف، وضمانه لا يتأخَّر. (فيض القدير - عبدالرؤوف المناوي - جـ 4 - صـ 71).


طيب إنت عارف ليه

 حاسس بغلاء المعيشة وضيق الرزق وكثرة المشاكل ببساطة كده ما أنت فيه هو بسبب ذنوبك ومعاصيك أنت فقط وليس بسبب ذنوب غيرك واتفضل شوف ذنوبك بتعمل فيك إيه .

إليك بعض آثارها 

من كلام ابن القيم رحمه الله :

1-  حرمان العلم 

فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تُطفئ ذلك النور . ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته  وتوقُّد ذكائه ، وكمال فهمه فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً  فلا تُطفئه بظلمة المعصية .

2- حرمان الرزق 

ففي مسند الإمام أحمد عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه ". حسن هذا الحديث الشيخ  ابن باز .

3- وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه، وبينه وبين الناس . قال بعض السلف إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي .

4- تعسير أموره عليه 

فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا .

5- أن العاصي يجد ظلمةً في قلبه 

 يُحس بها كما يحس بظلمة الليل ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده ، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سواداً يراه كل أحد .

 قال عبد الله بن عباس : " إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق " .

6- حرمان الطاعة 

 فلو لم يكن للذنب عقوبةٌ إلا أن يُصدَّ عن طاعةٍ تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه بالذنب طريقٌ ثالثة ثم رابعة وهلم جرا ، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلةً أوجبت له مرضاً طويلا منعه من عدة أكلات أطيب منها. والله المستعان .

7- أن المعاصي تزرع أمثالها

 ويُولِّد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها .

8- أن المعاصي تُضعف القلب عن إرادته 

فتقوى إرادة المعصية ، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ، ... فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيءٍ كثير وقلبه معقودٌ بالمعصية ، مُصرٌ عليها ، عازم على مواقعتها متى أمكنه ، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .

9- أنه ينسلخ من القلب استقباح المعصية

فتصير له عادة ، لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ،ولا كلامهم فيه .وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة  حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويُحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها  فيقول : يا فلان ، عملت كذا وكذا . وهذا الضرب من الناس لا يعافون ويُسدُّ عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرون ، وإنَّ من المجاهرة : أن يستر الله العبد ثم يُصبح يفضح نفسه ويقول : يا فلان عملت يوم كذا .. كذا وكذا ، فيهتك نفسه وقد بات يستره ربه ". رواه البخاري (5949) ومسلم (2744) .

ومن شؤم المعصية 

أنها تمنع القطر من السماء

 ففي سنن ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القِطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا).

 وقال مجاهد في قوله تعالى :

(وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ)،

 قال : «دواب الأرض تلعنهم يقولون : يمنع عنا القطر بخطاياهم». وقال عكرمة : «دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون : منعنا القطر بذنوب بني آدم». وقال أبو هريرة رضي الله عنه : «إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم».

فالمعاصي سبب كل عناء

 وطريق كل شقاء

 فما حلت بديار إلا أهلكتها، ولا فشت في مجتمعات إلا دمرتها، وما هلك من هلك إلا بالذنوب، وما نجا من نجا بعد رحمة الله إلا بالطاعة والتوبة، وإن ما يصيب الناس من ضر وضيق في أبدانهم وذرياتهم وأرزاقهم وأوطانهم إنما هو بسبب معاصيهم وما كسبته أيديهم. قال تعالى : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).

فاعلم أخى المسلم 

أن الرزق كله بيد الله سبحانه وتعالى يقسمه على عباده. كما في قوله تعالى : {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}. سورة فاطر الآية 

ومع ذلك فالإنسان يُمْتَحَنُ في رزقه كما يُمْتَحَنُ في صحته وأولاده وماله.

 ومما يُؤْسف له أن بعض الناس

لم يأخذوا بالأسباب الشرعية للرزق والتى منها :

1- الإستغفار

ذكر الإمام القرطبي في تفسيره قال : (شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله، وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً؛ فقال له: استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه؛ فقال له: استغفر الله، فقلنا له في ذلك؟. فقال : ما قلتُ من عندي شيئاً؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي18/302،

وهذا يدلُّ على أنَّ الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار، كما فقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لَزِم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كُلِّ هَمٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب). أخرجه أبو داود

وذكر لنا سبحانه قولَ هود عليه السلام لقومه : ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾. (هود: 52)

فذكر القرطبي رحمه الله :

أن الاستغفارَ يستنزلُ به الرزق والأمطار وأن عادًا -قوم هود- كانوا أهل بساتين وزروع وعمارة، فحُبِس عنهم المطر، فقال لهم هود -عليه السلام-: إن آمنتم وأكثرتم الاستغفار يحيي الله بلادَكم، ويرزقَكم الأموال والأولاد، ويزيدكم قوة إلى قوتكم.

2- الصلاة

الصلاة صلة بين العبد وربه، يستمد منها القلب قوة وتحس فيها الروح طمأنينة، فهي عماد الدين لذلك جاءت الآيات القرآنية تحث عليها {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاةِ وَاصْطَبرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.

وأحسنَ ابنُ قيم الجوزية رحمه الله إذ قال : [الصَّلَاةُ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى تَحْصِيلِ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَدَفْعِ مَفَاسِدِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهِيَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ، وَدَافِعَةٌ لِأَدْوَاءِ الْقُلُوبِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ، وَمُنَوِّرَةٌ لِلْقَلْبِ، وَمُبَيِّضَةٌ لِلْوَجْهِ، وَمُنَشِّطَةٌ لِلْجَوَارِحِ وَالنَّفْسِ، وَجَالِبَةٌ لِلرِّزْقِ، وَدَافِعَةٌ لِلظُّلْمِ، وَنَاصِرَةٌ لِلْمَظْلُومِ، وَقَامِعَةٌ لِأَخْلَاطِ الشَّهَوَاتِ، وَحَافِظَةٌ لِلنِّعْمَةِ، وَدَافِعَةٌ لِلنِّقْمَةِ، وَمُنْزِلَةٌ لِلرَّحْمَةِ، وَكَاشِفَةٌ لِلْغُمَّةِ..].اه

3- التقوى

وقد وردت تعريفات كثيرة للتقوى منها : ما ورد على لسان الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنه قال: «هي العمل بالتنزيل، والخوف من الجليل،  والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل». لذلك ينبه القرآن الكريم إلى أهمية التقوى وفضلها {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}. سورة الطلاق الآية (2 -3)،

وكم من قصص قرآنية تحدثت عن فضل التقوى وأنها مجلبة للفرج والرزق والخير كما ذكر صاحب كتاب صفوة التفاسير : (وقال المفسرون : الآية عامة وقد نزلت في «عوف بن مالك الأشجعي» أسر المشركون ابنه، فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال: إن العدوَّ أسر ابني وجزعتْ أمه فما تأمرني؟ فقال صلى الله عليه وسلم- له : اتق الله واصبر، وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول «لا حول ولا قوة إلا بالله» ففعل هو وامرأته، فبينما هو في بيته إذ قرع ابنه الباب، ومعه مائة من الإبل غفل عنها العدو فاستاقها فنزلت: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}. صفوة التفاسير للصابوني 3/400.

4- صلة الرحم

ديننا الإسلامي الحنيف اهتم بصلة الأرحام، وأكد على ضرورة المحافظة عليها والعناية بأمرها، حتى جعلها مرتبة متقدمة من مراتب الإيمان، لذلك نبَّه الإسلام لأهمية صلتها وضرر قطعها فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: {الرحمُ مُعَلَّقةٌ بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، وَمَنْ قطعني، قطعه الله}. أخرجه البخاري،

 لذلك نصت الأحاديث الشريفة على فضلها وحسن الاستمساك بها، لما يترتب على ذلك من سعة في الرزق وطول في العمر وسعادة في الدنيا ونعيم في الآخرة.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ". رواه البخارى. وثبت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». [صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2524)]

قال النووي رحمه الله : (بسط الرزق: توسيعه وكثرته، وقيل: البركة فيه). [شرح النووي (16/ 114).]

وقال الحافظ ابن حجر : (قال العلماء: معنى البسط في الرزق البركة فيه؛ لأن صلة أقاربه صدقة، والصدقة تربي المال وتزيد فيه فينمو بها ويزكو). [ فتح الباري لابن حجر (4/ 302)]

5- شكر المنعم الرزاق سبحانه على نِعَمِه فقد قال سبحانه : ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾.(إبراهيم: 7). وقال سبحانه أيضًا :﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾(الضحى: 11)

فلو شكرت الله سبحانه وحمدته على نعمةٍ أنعمها عليك كان شكرُك وحمدُك أفضلَ من تلك النعمة .

 فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَحَمِدَ اللهَ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْحَمْدُ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ".

فإذا أعطاك الله نعمةَ الصحة

وكنتَ شديداً عتيداً قوياً نشيطاً كالحصان لا بد من سنوات تمضي وتمضي حتى يأتي الأجل، ويموت الإنسان، فأين هذه النعمة؟ زالت!..لكنك إذا حمدت الله عليها، وارتقت نفسك في مدارج الحمد وسَمَتْ، سَعِدْتَ بحمدك إلى الأبد. 

إذن الحمد على النعمة أفضل من النعمة نفسها. قال صلى الله عليه وسلم: "مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ، إِلَّا كَانَ الَّذِي أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ".

ولو أنك وُهِبتَ زوجةً صالحة

 فأعانتك على متاعب الحياة، وحصَّنتك، وسكنت إليها، فلا بدّ من ساعة تفارقها أو تفارقك، إما أن تفارقها أولاً، وإما أن تفارقك -هي- أولاً، لكنَّكَ إذا حمدتَ الله على نعمة الزوجة الصالحة، فإنَّ هذا الحمد تَسْعَدُ بثوابه إلى أبد الآبدين.

العبد ماذا أَعطى ؟

-أعطى- هذه الكلمة، كلمة (الْحَمْدُ للهِ)، هذه الكلمة التي أعطاها العبد لربه أفضل عند الله مما أَخذ، لو أخذ بيتاً ثمنه خمسة ملايين، وقال: يا ربي لك الحمد، فكلمة (الْحَمْدُ للهِ)
 أفضل عند الله من هذا البيت؛ لأن هذا البيت مصيره إلى الخراب، لكن هذا الحمد يَسعدُ به الإنسان إلى الأبد. اهـ

قال ابن القيم في الفوائد :

والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه ـ لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل ـ وإن كان دنيئا ـ وبقلة الرغبة في الآجل ـ وإن كان عليا. اهـ

ولا يطالب العبد في هذا المقام إلا بأمرين :

الأول 

أن يبذل الأسباب المشروعة لتحصيل الرزق الحلال.

والثاني :

أن يرضي بما قسمه الله له، فإن قضاء الله لعبده المؤمن دائما هو الخير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن ـ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره.

ولعل أمرا يكرهه الإنسان ويحزن لحدوثه وهو في الحقيقة محض الخير له. قال الله سبحانه : وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.

يقول ابن القيم :

فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة، لعدم علمه بالعواقب، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. انتهى.

فلا شك أن المعاصي جميعا 

 سواء كانت في حق الله أو في حقوق العباد من أسباب ضيق الرزق ونكد والعيش. جاء في المسند وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

 حتى وإن أنعم الله سبحانه على العاصي ببعض النعم استدراجا له ـ فإنها لا تأتيه إلا منغصة منزوعة البركة بسبب ذنوبه ومخالفته. 

ويقول ابن القيم في كتابه الجواب الكافي :

ومن عقوباتها ـ المعاصي ـ أنها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة، وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محيت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق، قال تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء.{الأعراف:96}. وقال تعالى : وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا.{الجن:16}. وفي الحديث : إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. انتهى..

فمن الناس مَن يصلحه الغنى ومنهم يصلحه الفقر فالله بعلمه وحكمته خلق الناس أصنافًا مختلفون وكذلك جعل أرزاقهم فمنهم من أعطاه الله المال ومنهم من كان رزقه الزوجة الصالحة أو الذرية الطيبة أو كان علمًا أو منصبًا أو غير ذلك والله يرزق من يشاء بغير حساب إنما يعلم حالك هو ربك سبحانه ويعلم ما ينفعك وما يضرك فمن رضِي بما قسم الله له فقد فاز بالرضا وهو أعلى درجات الصبر وإن كان غير ذلك فليس له إلا ما كتب الله له وله السخط، فقد كُتبَ رزقك أيها الإنسان وأنت في بطن أمك جنينًا، إنما عليك السعي كما أمرك الله وارضَ بما قسمه الله لك ولا تستعجل رزقك بالحلال فتأخذه من حرام .

وفي النهاية

 السعادة في هذه الدنيا ليست بوفرة المال وإنما هي بالإيمان والقناعة والرضى وإن الدنيا أهون من أن يضيق الإنسان ذرعا لقلتها في يده.

 ففي صحيح مسلم عن جابر :

أن النبي صلى الله عليه وسلم : مر بالسوق والناس كنفيه فمر بجدي أسك ميت  فتناوله فأخذ بأذنه فقال : أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا : ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ أتحبون أنه لكم؟ قالوا والله لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك فكيف وهو ميت؟ فقال : والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم.

فما أحقر هذه الدنيا التي شغلتنا عن الآخرة وألهتنا عن الاستعداد للقاء الله سبحانه. 

وأختم بهذه الاية المباركة : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ. سورة الانعام.

يقول الامام الطبرى رحمه الله :

أما قوله : 

(ورفع بعضكم فوق بعض درجات) 

أي :

 وخالف بين أحوالكم, فجعل بعضكم فوق بعض, بأن رفع هذا على هذا، بما بسط لهذا من الرزق ففضّله بما أعطاه من المال والغِنى، على هذا الفقير فيما خوَّله من أسباب الدنيا,وهذا على هذا بما أعطاه من الأيْد والقوة على هذا الضعيف الواهن القُوى, فخالف بينهم بأن رفع من درجة هذا على درجة هذا، وخفض من درجة هذا عن درجة هذا . وحدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي:(ورفع بعضكم فوق بعض درجات)، يقول : في الرزق .

وأما قوله :

(ليبلوكم في ما آتاكم)، 

فإنه يعني : 

ليختبركم فيما خوَّلكم من فضله ومنحكم من رزقه, فيعلم المطيع له منكم فيما أمره به ونهاه عنه، والعاصي؛ ومن المؤدِّي مما آتاه الحق الذي أمره بأدائه منه، والمفرِّط في أدائه .

وأما قوله :

إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. 

قال أبو جعفر :

 يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " إن ربك "، يا محمد، لسريع العقاب لمن أسخطه بارتكابه معاصيه، وخلافه أمره فيما أمره به ونهاه, ولمن ابتلى منه فيما منحه من فضله وطَوْله, تولِّيًا وإدبارًا عنه, مع إنعامه عليه، وتمكينه إياه في الأرض كما فعل بالقرون السالفة

 يقول : 

وإنه لساتر ذنوبَ مَنْ ابتلى منه إقبالا إليه بالطاعة عند ابتلائه إياه بنعمة, واختباره إياه بأمره ونهيه, فمغطٍّ عليه فيها، وتارك فضيحته بها في موقف الحساب بتركه عقوبته على سالف ذنوبه التي سلفت بينه وبينه إذ تاب وأناب إليه قبل لقائه ومصيره إليه. اه

وأخيرا

إن العبدَ إذا أيقن بأن الأجل محدد وأن الرزق مقدر واطمأن قلبه بذلك فإنه لن يجزع من فقر أصابه أو جائحة أتلفت ماله ولن يشغل نفسه بالدنيا عن عمل الآخرة لأنه يعلم أنه مهما سعى واجتهد وأجهد نفسه فلن يكتسب إلا ما كُتب له والمؤمن الحق الذي يفهم قضية الرزق فهمًا صحيحًا لن تستشرف نفسه ما في أيدي الناس ولن تتطلع عينه على ما في خزائنهم ولن تمتد يده إلى ما حرم الله تعالى عليه مهما كلف الأمر لعلمه أن الذي خلقه سيرزقه ولن يبث شكايته للناس لعلمه أنهم لا يرزقون أنفسهم فضلاً عن أن يرزقوا غيرهم ومن أخلَّ بذلك فهو ضعيف الإيمان ولا سيما إذا كان يقرأ ويفهم قول الله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾. [هود: 6].

 فلا تحزن ولا تيأس ولا تنظر إلى من فوقك وانظر إلى من دونك لتدرك نعم الله عليك في الصحة والعافية والتعلم فإن كنت فقيراً فغيرك مثقل بالديون وربما أدخل  بسببها في السجون وإن قل المال في يدك فغيرك فقد المال والصحة والولد وإن لم تستطع الزواج لضيق ذات اليد فهناك من خلق الله من لا يستطيعه أصلا لعاهة فارض بقضاء الله وقدره في تقسيم الأرزاق واعلم أن الله لا يقدر لك إلا الخير وأن تدبير الله لك خير من تدبيرك لنفسك. كما قال الله تعالى : وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.

تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي

وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي

وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني

وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ

سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ

وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ

فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً

وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ.


والله اعلم


قد يهمك أيضا..



هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات