">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 إن مما أفسد على الناس دينهم ودنياهم 

اتباع عوام المسلمين لدعاة الضلالة والبدع من الأحزاب والجماعات وممن على شاكلتهم الذين لا هم لهم إلا الحُكم،

فزرعوا فى نفوس الناس وأفسدوا عقيدتهم وأقنعوهم أن الأرزاق بيد الحكام فهم يمنعون عنهم رزقهم ومرتباتهم والعياذ بالله،

ومن جهل الناس بدينهم تأثروا بكلامهم وافكارهم وهذا شيء واقع ومجرب حتى عند من يدعى التدين، فأخذ الناس يسخطون على حكامهم ويلصقون بالحكام كل مصيبة تحل بهم .

وهذا أمر خطير لأنه يزرع فى نفوس الناس أن علاج الغلاء وقلة الرزق بالثورات والمظاهرات والخروج على الحكام،

وهذا أمر قد ثبت فشله مع الخوراج منذ مئات السنين بل يأتى بنتائج عكسية .

لكن الإسلام علمنا أن العلاج فى الصبر والتوبة والرجوع إلى الله والسعي والاجتهاد في العمل وأن نعلم أن الأرزاق بيد الله وحده.

فأنت عندما تقوم بالعمل فى شركة أو فى سوبر ماركت أو غيره ثم يقوم صاحب العمل بتسريحك من العمل،

فهذا ليس معناه أنه تسبب فى قطع رزقك فهذا خطأ ولكن ما حدث هو انتهاء رزقك عنده فهو لا يملك أن يرزق نفسه فضلا عن غيره.

** فقد يكون بسط الرزق لبعض العباد ابتلاءً واختبارًا في حـد ذاته، قـال تعالى:

﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِي﴾. [الأنعام: 165]،

والشاهـد في هـذه الآيـة الكريمة قـوله تعالى : ﴿لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾.

يقول ابن كثير رحمه الله : أي : ليختبركم في الذي أنعم به عليكم، وامتحنكم به؛ ليختبر الغني في غناه، ويسأله عن شكره، والفقير في فقره ويسأله عن صبره. انتهى [(تفسير القرآن العظيم، ج2، ص201)].

** فاعلم أخي المسلم أن الرزق بيد الله وحده وليس بيد البشر، كما في قوله تعالى : { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }. سورة فاطر الآية.

فالله وحده هو الذي يرزقك ويعطيك ويمنعك لحكمته سبحانه، فلو فر الإنسان من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ، 

فعلى الإنسان أن يطمئن إلى أنه سيستوفي رزقه كاملا ، وقد دل الكتاب والسنة الصحيحة على ذلك، وإليك بيانه:

1- قال الله تعالى : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ. (سورة الذاريات).

قال الإمام الطبري فى تفسير هذه الآيه : يقول تعالى ذكره مقسما لخلقه بنفسه:

فوربّ السماء والأرض, إن الذي قلت لكم أيها الناس : إن في السماء رزقكم وما توعدون لحقّ, كما حقّ أنكم تنطقون.

وقد حدثنا محمد بن بشار, قال : ثنا ابن أبي عدي, عن عوف, عن الحسن, في قوله ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ).

قال : بلغني أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : " قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه فلم يصدّقوه ". انتهى.

2- ويقول الله تعالى في كتابه الكريم : (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ). [الشورى: 27.]

أي : ولو أعطى الله عباده فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان بعضهم على بعض أشرًا وبطرًا،

وقيل : خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك. ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم، وهو أعلم بذلك، فيُغني من يستحق الغنى، ويُفقر من يستحق الفقر؛

كما جاء في بعض الآثار : " إن من عبادي مَنْ لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسدتُ عليه دينه،

وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغنيتُه لأفسدتُ عليه دينه "انتهى [(ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج4، ص116).].

ولذا ليعلم كل مخلوق كل مخلوق أنه قد كتب الله له رزقه والله سبحانه وحده هو الرزاق ،

وهو سبحانه الذي يعطي ويمنع ولا أحد من البشر يقدر على قطع رزق قسمه الله لعبده إلا بإذنه تعالى .

3- وقال سبحانه : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. {فاطر:2}.

 أي: لن يمنع العبد ذرة زرق كتبها الله لعبده ولو اجتمع الخلق كلهم على منعه منها، ولن يعطى العبد ذرة رزق لم يكتبها الله له ولو اجتمع الخلق كلهم لإعطائها إياه،

قال صلى الله عليه وسلم : واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،

ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. (صحيح الترمذي).

4- وفي هذه الآية إقناع للمشركين بأن الرزق بيد الله عز وجل، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾.[فاطر: 3]،

فهذه إشارةً إلى نعمة الإبقاء بالرزق إلى الانتهاء، ثم بيَّن أنه " لا إله إلا هو" نظرًا إلى عظمته؛

حيث هو عزيز حكيم قادر على كل شيء قدير نافذ الإرادة في كل شيء ولا مثل لهذا، ولا مَعبود لذاته غير هذا، ونظرًا إلى نعمته؛ حيث لا خالق غيره، ولا رازق إلا هو.

5- وقال تعالى : ﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾[الفجر: 16].

قال الطبري في هذه الآية : " وأما إذا ما امتحَنه ربه بالفقر ﴿ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ﴾ يقول : فضيَّق عليه رِزقه وقترَه، فلم يُكثر ماله، ولم يوسِّع عليه،

﴿ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ يقول : فيقول ذلك الإنسان : " ربي أهانني "، يقول : أذلَّني بالفقر، ولم يَشكُر اللهَ على ما وهَب له مِن سلامة جوارِحه، ورزَقه مِن العافية في جسمه. انتهى (جامع البيان: (24: (412)).

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه (من الرزق) فإن رضي بما قسم الله له بورك له ووسعه وإن لم يرض لم يبارك له ولم يزده على ما كتب له). [صحيح] - [رواه أحمد].

وهذا الداء قد كثر في أبناء الدنيا فترى أحدهم يحتقر ما قسم له ويقلله ويقبحه ويعظم ما بيد غيره ويكثره ويحسنه ويجهد في المزيد دائما،

فيذهب عمره وتنحل قواه ويهرم من كثرة الهم والتعب فيتعب بدنه ويفرق جبينه وتسود صفحته من كثرة الآثام بسبب الانهماك في التحصيل،

مع أنه لا ينال إلا المقسوم فخرج من الدنيا مفلسا لا هو شاكر ولا نال ما طلب.

6- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن رُوح القدس (أي جبريل) نفَث (ألقى) في رُوعي (قلبي)

أن نفسًا لن تموتَ حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها؛ فأجملوا في الطلبِ، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصيةٍ؛ فإن اللهَ لا ينال ما عنده إلا بطاعته)). (صحيح الجامع للألباني حديث: 2085).

أي: لن يموت أحد حتى يستوفي أجله المحدد له، ويأخذ رزقه الذي كتب له كاملا بغير نقصان ومعلوم أن الرزق لا يتأخر عن وقته،

ولكن الإنسان قد يستعجله قبل وقته المقدر، فإذا لم يأت قبل ذلك الوقت استبطأه فطلبه من الحرام، وهو ما يعرضه للخسارة فإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

7- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إن الرِّزقَ ليطلُب العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجله )). (صحيح الجامع للألباني - حديث 1630).

دل الحديث على أن : الأرزاق مقسومة ومقدرة كالآجال، ولو فر الإنسان من رزقه كما يفر من أجله لأدركه رزقه كما يدركه أجله ، فعلى الإنسان أن يطمئن إلى أنه سيستوفي رزقه كاملا.

 قال عبدالرؤوف المناوي رحمه الله : لأن الله تعالى وعَد به وضمِنه، ووعدُه لا يتخلَّف، وضمانه لا يتأخَّر. انتهى من (فيض القدير - عبدالرؤوف المناوي - جـ 4 - صـ 71).

** طيب إنت عارف ليه حاسس بغلاء المعيشة وضيق الرزق وكثرة المشاكل،

لأن ببساطة كده ما أنت فيه هو بسبب ذنوبك ومعاصيك أنت فقط وليس بسبب ذنوب غيرك. 

فالمعاصي سبب كل عناء وطريق كل شقاء وإن ما يصيب الناس من ضر وضيق في أبدانهم وذرياتهم وأرزاقهم وأوطانهم إنما هو بسبب معاصيهم وما كسبته أيديهم. قال تعالى : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).

واتفضل شوف ذنوبك بتعمل فيك إيه من كلام ابن القيم رحمه الله :

1-  حرمان العلم : فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تُطفئ ذلك النور.

ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته  وتوقُّد ذكائه ، وكمال فهمه فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً  فلا تُطفئه بظلمة المعصية .

2- حرمان الرزق : ففي مسند الإمام أحمد عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه ". حسن هذا الحديث الشيخ  ابن باز .

3- وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه، وبينه وبين الناسقال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي .

4- تعسير أموره عليه : فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا .

5- أن العاصي يجد ظلمةً في قلبه يُحس بها كما يحس بظلمة الليل ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ،

فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ،

كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده ، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سواداً يراه كل أحد .

 قال عبد الله بن عباس : " إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ،

وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق ".

6- حرمان الطاعة : فلو لم يكن للذنب عقوبةٌ إلا أن يُصدَّ عن طاعةٍ تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى،

فينقطع عليه بالذنب طريقٌ ثالثة ثم رابعة وهلم جرا ، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلةً أوجبت له مرضاً طويلا منعه من عدة أكلات أطيب منها. والله المستعان .

7- أن المعاصي تزرع أمثالها: ويُولِّد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها .

8- أنه ينسلخ من القلب استقباح المعصية: فتصير له عادة ، لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ،ولا كلامهم فيه.

وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويُحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها  فيقول : يا فلان ، عملت كذا وكذا.

وهذا الضرب من الناس لا يعافون ويُسدُّ عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرون ، وإنَّ من المجاهرة : أن يستر الله العبد ثم يُصبح يفضح نفسه ويقول : يا فلان عملت يوم كذا .. كذا وكذا ، فيهتك نفسه وقد بات يستره ربه ". رواه البخاري (5949) ومسلم (2744). انتهى كلام ابن القيم.

** ومن شؤم المعصية أنها تمنع القطر من السماء، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القِطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا).

** وقال مجاهد في قوله تعالى :( وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ )، قال : « دواب الأرض تلعنهم يقولون : يمنع عنا القطر بخطاياهم». 

وقال عكرمة : « دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون : منعنا القطر بذنوب بني آدم ».

وفي النهاية

 السعادة في هذه الدنيا ليست بوفرة المال وإنما هي بالإيمان والقناعة والرضى وإن الدنيا أهون من أن يضيق الإنسان ذرعا لقلتها في يده.

إن العبدَ إذا أيقن بأن الأجل محدد وأن الرزق مقدر واطمأن قلبه بذلك فإنه لن يجزع من فقر أصابه أو جائحة أتلفت ماله،

ولن يشغل نفسه بالدنيا عن عمل الآخرة لأنه يعلم أنه مهما سعى واجتهد وأجهد نفسه فلن يكتسب إلا ما كُتب له،

 والمؤمن الحق الذي يفهم قضية الرزق فهمًا صحيحًا لن تستشرف نفسه ما في أيدي الناس ولن تتطلع عينه على ما في خزائنهم ولن تمتد يده إلى ما حرم الله تعالى عليه مهما كلف الأمر،

لعلمه أن الذي خلقه سيرزقه ولن يبث شكايته للناس لعلمه أنهم لا يرزقون أنفسهم فضلاً عن أن يرزقوا غيرهم ومن أخلَّ بذلك فهو ضعيف الإيمان،

ولا سيما إذا كان يقرأ ويفهم قول الله تعالى : ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾. [هود: 6].

 فلا تحزن ولا تيأس ولا تنظر إلى من فوقك وانظر إلى من دونك لتدرك نعم الله عليك في الصحة والعافية والتعلم،

فإن كنت فقيراً فغيرك مثقل بالديون وربما أدخل بسببها في السجون وإن قل المال في يدك فغيرك فقد المال والصحة والولد،

وإن لم تستطع الزواج لضيق ذات اليد فهناك من خلق الله من لا يستطيعه أصلا لعاهة فارض بقضاء الله وقدره في تقسيم الأرزاق،

واعلم أن الله لا يقدر لك إلا الخير وأن تدبير الله لك خير من تدبيرك لنفسك، كما قال الله تعالى : وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.

تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي

وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي

وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني

وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ

سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ

وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ

فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً

وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ.


والله اعلم


اقرأ أيضا..

اكتشف الأسباب الشرعية لكثرة الرزق

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات