تُعد رؤية الهلال من المسائل الفقهية التي تثار كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك وعيد الفطر،
حيث يثار التساؤل حول مدى جواز الاعتماد على المراصد الفلكية لرؤية الهلال.
▣ فهل يمكن الاعتماد عليها شرعًا؟ وما هو موقف العلماء من استخدامها؟.
▣▣ المراصد الفلكية ورؤية الهلال.
يجوز استعمال المراصد الفلكية لرؤية الهلال كما يُستخدم المنظار المُقرب (الدربيل)، ولكنه ليس واجبًا.
▣ فإذا رأى الهلال عبرها شخص عدل يوثق به، فإن هذه الرؤية يُعمل بها، لأن رؤية الهلال تمت بالعين، وليس عن طريق الحساب الفلكي.
▣ يستند هذا الحكم إلى عموم قول النبي ﷺ: «لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا». (صحيح الجامع).
▣ فهذه النصوص تشمل كل رؤية للهلال سواء تمت بالعين المجردة أو عبر المنظار أو المرصد، ما دامت رؤية مباشرة، وليست اعتمادًا على الحسابات الفلكية.
▣▣ هل يمكن الاستغناء عن الرؤية البصرية بالمراصد الفلكية؟
يرى كثير من العلماء أن المراصد الفلكية وسيلة مساعدة وليست بديلاً عن الرؤية الشرعية،
فإذا ثبتت الرؤية البصرية للهلال، سواء بالعين المجردة أو عبر المراصد، وجب العمل بها.
▣ أما الحسابات الفلكية المجردة فلا يعتمد عليها في إثبات دخول الأشهر الهجرية.
▣▣ فتاوى العلماء حول استخدام المراصد الفلكية:
- سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما صحة رؤية الهلال عبر المراصد الفلكية، هل يعمل بها سماحة الشيخ؟
الجواب :
نعم إذا رآه بعينه عن طريق المرصد، أو من طريق جبل، أو من طريق المنارة،
إذا ثبت أنه رآه بعينه يعمل بها سواء من طريق المراصد أو من طريق المنارة أو من طريق السطوح أو من أي طريق، لكن لابد أن يشهد الثقة أنه رآه بعينه. ينظر: (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 70).
- وقال أيضا رحمه الله :
أما الالات فظاهر الأدلة الشرعية عدم تكليف الناس بالتماس الهلال بها، بل تكفي رؤية العين،
ولكن من طالع الهلال بها وجزم بأنه راه بواسطتها بعد غروب الشمس وهو مسلم عدل،
فلا أعلم مانعا من العمل برؤيته الهلال؛ لأنها من رؤية العين لا من الحساب. ينظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (15/69).
- وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :
... وأما استعمال ما يسمى « بالدربيل » وهو المنظار المقرب في رؤية الهلال فلا بأس به، ولكن ليس بواجب،
لأن الظاهر من السنة أن الاعتماد على الرؤية المعتادة لا على غيرها، ولكن لو استعمل فرآه من يوثق به فإنه يعمل بهذه الرؤية،
وقد كان الناس قديما يستعملون ذلك لما كانوا يصعدون المنائر في ليلة الثلاثين من شعبان، أو ليلة الثلاثين من رمضان فيتراءونه بواسطة هذا المنظار،
وعلى كل حال متى ثبتت رؤيته بأي وسيلة فإنه يجب العمل بمقتضى هذه الرؤية، لعموم قوله ﷺ: « إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا ». ينظر: (مجموع فتاوى العثيمين - ج 19 - الفقه 9 الصيام).
جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :
تجوز الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال،
ولا يجوز الاعتماد على العلوم الفلكية في إثبات بدء شهر رمضان المبارك أو الفطر؛
لأن الله لم يشرع لنا ذلك، لا في كتابه ولا في سنة نبيه ﷺ،... ينظر: (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء- الفتوى رقم (٣١٩)).
▣▣ خلاصة الحكم الشرعي :
* يجوز الاستعانة بالمراصد الفلكية لرؤية الهلال، لكنها ليست بديلاً عن الرؤية الشرعية.
* إذا رُؤي الهلال عبر المراصد بالعين المجردة أو بمكبر بصري من قبل شاهد عدل، فتكون الرؤية معتبرة شرعًا.
* لا يجوز الاعتماد على الحسابات الفلكية المجردة دون رؤية بصرية لإثبات دخول الشهر.
والله اعلم
▣ ما رأيك في هذه المعلومات؟ هل لديك تجربة أخرى في تحري الهلال؟ شاركنا أفكارك في التعليقات.
اقرأ أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق