✅ العمرة عبادة عظيمة، وقد يقع بعض المعتمرين في أخطاء تُنقص الأجر أو تبطل بعض المناسك.
▣▣ فضل الطواف بالبيت العتيق :
قال النبي ﷺ: " مَن طاف بِهَذا البيتِ أسبوعًا يُحصيهِ، فيُصلِّي رَكْعتينِ كانَ كعِتقِ رقَبةٍ، وما وضَعَ رجلٌ قدمًا، ولا رفَعها ؛ إلَّا كتبَ اللَّهُ لهُ بِها حسَنةً، ومحا عنه بها سيِّئةً، ورفع لهُ بِها درجةً ".(إسناده صحيح – هداية الرواة رقم: 2513).
◄ هذا الحديث يبين عظيم فضل الطواف بالبيت العتيق، مما يحفّز المعتمر على أداء المناسك بإخلاص واجتناب الأخطاء الشائعة التي قد تُنقص الأجر.
✅ في هذا الدليل الشامل سنستعرض أهم هذه الأخطاء مع كيفية تصحيحها وتجنبها، لتؤدي عمرتك على الوجه الصحيح.
▣▣ أولاً : أخطاء في الإحرام وكيفية تجنبها:
1- وضع الطيب على ملابس الإحرام.
● من الخطأ أن يضع المعتمر الطيب على ملابس الإحرام (الإزار أو الرداء)، والصحيح أن يضع الطيب على البدن فقط قبل الإحرام.
◄ فإن طيب الملابس، لا يجوز له لبسها إلا بعد غسلها أو تغييرها.
2- الإعتقاد أن لبس كل ما هو مخيط لا يجوز.
● يظن بعض الناس أن لبس الساعة أو الحزام أو النعلين لا يجوز لأنها "مخيطة".
◄ والصواب : أن المقصود بالمخيط هو ما فُصِّل وخِيط ليلبس على قدر البدن مثل السراويل والثياب، أما الساعة والحزام والنعل فلا حرج فيها.
3- تجاوز الميقات دون إحرام.
● من نوى العمرة أو الحج وتجاوز الميقات دون إحرام، فقد ترك واجبًا من واجبات النسك.
◄ ويجب عليه : أن يرجع ليحرم من الميقات، فإن لم يفعل وجب عليه دم يُذبح في مكة ويوزّع على الفقراء هناك.
4- الحيض والنفاس لا يمنعان الإحرام.
● يجوز للمرأة أن تحرم وهي حائض أو نفساء، لكن لا تطوف إلا بعد الطهر.
● ثم تغتسل فى سكنها، وتذهب للحرم فتطوف وتسعى وتقصر شعرها، وتتم بذلك عمرتها دون الحاجة لتجديد النية أو الخروج للتنعيم.
◄ ويُستحب أن تشترط عند الإحرام بقولها : "إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني"، حتى يكون لها الخيار بالتحلل عند الحاجة.
5- الحيض بعد الإحرام.
● إذا أحرمت المرأة ثم حاضت قبل الطواف، فإنها تبقى محرمة حتى تطهر ثم تكمل عمرتها.
◄ أما إذا كانت قد اشترطت عند الإحرام، وقالت: ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستنى ) فلها أن تتحلل وتخرج مع أهلها ولا شيء عليها.
6- فعل محظورات الإحرام عن نسيان أو تعمد.
● من فعل شيئا من محظورات الإحرام ناسيا أو جاهلا أو مكرها فلا شيء عليه، سواء كان :
حلق الشعر أو قلم أظفاره أو غطى رأسه أو تطيب أو لبس مخيطا وسواء كان صيدا أو جماعا أو غيرهما، وسواء كان فيه إتلاف أو لم يكن،
لقوله تعالى : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. [البقرة: 286]، فقال الله : (( قد فعلت )). رواه مسلم (126).
● وأما من فعل ذلك متعمدا فإنه يجب عليه في كل ذلك فدية الأذى، فيخير بين : صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين - لكل مسكين نصف صاع - أو ذبح شاة .
◄ ويشترط أن توزع صدقة فدية الأذى على مساكين الحرم، كما يجوز صيام فدية الأذى مفرقا ومتتابعا، ويكون الصوم في أي موضع فله أن يفعله حيث شاء لا يختص ذلك بمكة ولا بالحرم .
▣▣ ثانياً : أخطاء في الطواف وكيفية تجنبها:
1- الإعتقاد أن الطواف لا يصح دون تقبيل الحجر الأسود.
● تقبيل الحجر الأسود سنة وليس شرطًا لصحة الطواف.
◄ فإذا أدى الوصول إليه إلى مزاحمة أو إيذاء، فالأفضل الاكتفاء بالإشارة إليه باليد.
2- البدء من غير الحجر الأسود.
● يشترط لصحة الطواف البدء من الحجر الأسود، وليس بعده، وجعل البيت عن اليسار، والطواف من وراء الحجر.
● يجب أن يكون الطواف سبعة أشواط متوالية، ولا يجزئ أقل منها.
3- الطواف خارج حدود المسجد الحرام.
● الطواف يجب أن يكون داخل المسجد الحرام حول الكعبة، أما من طاف خارج المسجد فلا يُعتد بطوافه.
4- الطواف راكبًا بلا عذر.
● الأصل أنه يجب على المعتمر أن يطوف ماشيًا، والنبي ﷺ ما طاف راكبا إلا لعذر، لكي يراه الناس ليتأسوا به.
◄ ولا يُستثنى من ذلك إلا من كان عاجزًا عن المشي، فلا إثم عليه ولا فداء لو طاف راكبًا أو محمولًا.
5- تخصيص أدعية لكل شوط.
● من الخطأ تخصيص كل شوط من الطواف بدعاء معين، واجتماع الطائفة من الناس على قائد يلقنهم الدعاء.
◄ الأولى أن يدعو المسلم بما شاء من خير الدنيا والآخرة.
6- النقص في عدد الأشواط.
● لو شك في أثناء الطواف في عدد الأشواط التي طافها، فإنه يبني على اليقين وهو الأقل.
7- إذا نسي الإنسان شيئاً من أشواط الطواف.
✔ إذا نسي شوطاً وتذكّر قريباً:
● من طاف بالبيت ثم نسي إكمال عدد الأشواط، وتذكّر مباشرة أو بعد وقت قصير، فليُكمل ما بقي عليه من الأشواط فقط.
فمثلاً : من طاف ستة أشواط ثم تذكّر قبل أن يبتعد كثيراً، فإنه يرجع من الحجر الأسود، ليأتي بالشوط السابع، ولا حرج عليه.
✔ إذا لم يتذكّر إلا بعد زمن طويل:
● إن كان الطواف طواف نسك (عمرة أو حج) ولم يتذكّر النقص إلا بعد مضي وقت طويل، وجب عليه إعادة الطواف من جديد،
ولا يصح أن يبني على الأشواط السابقة، لأن الطواف يشترط فيه التتابع وعدم الانقطاع الطويل.
8- قطع الطواف للصلاة المفروضة.
● قطع الطواف للفريضة : إذا أقيمت الصلاة وأنت تطوف، فصلِّ في مكانك، ثم أكمل الطواف والشوط من موضع التوقف، ولا حاجة إلى أن تعيد الشوط من الحجر الأسود.
● قطع الطواف للنافلة : لا يقطع الطواف أو السعي من أجل النافلة (كالتراويح)، والأفضل ترتيب الطواف قبلها أو بعدها لتحصيل فضل قيام الليل مع الجماعة.
9- طواف الحائض عند الضرورة.
● الأصل أن المرأة الحائض لا يجوز لها الطواف بالبيت حتى تطهر،
لكن إن اضطرت لذلك كأن تكون مع رفقة لا ينتظرونها ولا يمكنها البقاء، جاز لها الطواف مع الاحتياط بستر موضع الدم جيدًا حتى لا يتنجس المسجد.
◄ وهذا من باب الضرورة التي تسقط الشرط أو الواجب عند العجز عنه، والقاعدة الشرعية : "لا واجب مع عجز، ولا حرام مع ضرورة". ينظر : ((إعلام الموقعين)) (3/19).
10- اعتقاد لزوم أداء الركعتين خلف مقام إبراهيم.
● ركعتا الطواف يجوز صلاتهما في أي مكان من المسجد الحرام إذا كان هناك زحام عند المقام، ولا يشترط أداؤهما خلفه مباشرة.
▣▣ ثالثاً: أخطاء في السعي بين الصفا والمروة وكيفية تجنبها:
1- اعتقاد وجوب الطهارة للسعي.
● لا يُشترط في السعي بين الصفا والمروة الطهارة من الحدثين ولا ستر العورة، بخلاف الطواف، إذ لو لم تُشترط الطهارة مع أهميتها، فغيرها أولى.
2- السعي بين الصفا والمروة راكبًا من غير عذر.
● يجوز السعي بين الصفا والمروة راكبا من غير عذر، ولا شيء عليه، وهذا مذهب الشافعية. ينظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (17/429).
3- عدم إتمام المسافة الكاملة بين الصفا والمروة.
● يشترط في صحة كل شوط من أشواط السعي قطع جميع المسافة بين الصفا والمروة، فإن لم يقطعها كلها لم يصح.
◄ لأن المسافة للسعي محددة من قبل الشرع، والنقص عن الحد مبطل.
4- ترك البدء بالصفا.
● يشترط أن يبدأ سعيه بالصفا، وينتهي بالمروة، حتى يختم سعيه بالمروة، فإن بدأ بالمروة، ألغى هذا الشوط.
5- إكمال السعي بأقل من سبعة أشواط.
● يشترط في صحة السعي بين الصفا والمروة، أن يكون سبعة أشواط، ذهابه من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط، والأفضل الموالاة بين الأشواط.
6- نسيان شوط من أشواط السعي.
قد ينسى المعتمر إتمام أحد أشواط السعي بين الصفا والمروة:
● إذا تذكر قريبًا : يكمل الشوط الذي نسيه ثم يتم سعيه.
● إذا طال الفصل : فالأحوط أن يعيد السعي من جديد، لأن الموالاة بين الأشواط شرط عند كثير من أهل العلم.
● أما على قول بعض العلماء : إذا لم يشترطوا الموالاة، يكمل ما نسيه ولو طال الفصل، لكن الاحتياط في إعادة السعي أفضل للخروج من الخلاف.
7- قطع السعي عند إقامة الصلاة.
● إذا أقيمت صلاة الفريضة أثناء السعي، يوقف المعتمر سعيه ليصلي مع الجماعة، ثم يكمل من نفس الموضع الذي توقف عنده، ولا يلزمه إعادة الشوط.
مثال : من كان في منتصف الشوط الثالث وأقيمت الصلاة، يصلي ثم يواصل من مكانه، وإن لم يجد موضعًا مناسبًا صلى مع الجماعة ثم رجع ليكمل.
● أما صلاة النافلة مثل التراويح وقيام الليل، فلا يلزم قطع السعي أو الطواف لها، والأفضل تنظيم الوقت قبلها أو بعدها حتى لا تفوته الجماعة.
8- السعي عند أذان الصلاة مع فقدان الطهارة.
● قد يحدث أن يكون المعتمر يسعى بين الصفا والمروة، فيؤذن للصلاة وهو على غير طهارة، ففي هذه الحالة يجب عليه أن يخرج إلى الميضأة ليتوضأ ثم يصلي مع الجماعة.
✔ إن كان الفصل قصيرًا (الميضأة قريبة ولم يطل الوقت)، فإنه يكمل السعي من حيث توقف.
✔ أما إذا طال الفصل (الميضأة بعيدة أو الوقت المستغرق طويل)، فإنه يبدأ السعي من أوله.
▣▣ رابعاً: أخطاء في الحلق والتقصير وكيفية تجنبها:
1- تقصير بعض الشعر فقط.
● من الأخطاء أن يقصر المعتمر جزءًا من شعر رأسه ويترك الباقي.
◄ والصواب والواجب أن يعمم التقصير أو يحلق الرأس كله.
2- اعتقاد أن الحلق أو التقصير يجب أن يكون في الحرم.
● الحلق أو التقصير لا يشترط أن يكون داخل حدود الحرم، بل يصح في أي مكان بعد انتهاء السعي.
◄ وعلى هذا إذا فرغ المعتمر من السعي ولم يجد حلاقًا أو أحدًا يقصر رأسه فليبق على إحرامه حتى يحلق أو يقصر ولا يحل له أن يتحلل قبل ذلك.
3- التحلل قبل الحلق أو التقصير.
● لا يجوز التحلل من الإحرام قبل الحلق أو التقصير.
✔ فلو قُدِّر أن شخصًا فعل هذا جاهلا بأن تحلل قبل أن يحلق أو يقصر ظنًا منه أن ذلك جائز فإنه لا حرج عليه لجهله ،
ولكن يجب عليه حين يعلم أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام، لأنه لا يجوز التمادي في التحلل من الإحرام مع علمه بأنه لم يحل ثم إذا حلق أو قصر تحلل.
▣▣ أسئلة شائعة حول أخطاء العمرة :
✅ هل يجوز للمرأة الإحرام وهي حائض؟
نعم، يجوز لها الإحرام وهي حائض أو نفساء، لكن لا تطوف إلا بعد الطهر،
✅ هل يشترط الوضوء أو الطهارة في السعي بين الصفا والمروة؟
لا، الطهارة ليست شرطًا لصحة السعي، بخلاف الطواف الذي يشترط له الطهارة.
✅ ماذا أفعل إذا نسيت شوطًا من الطواف أو السعي؟
إن تذكرت قريبًا تكمل ما بقي من الأشواط، أما إذا طال الفصل فالواجب إعادة النسك من البداية احتياطًا.
✅ هل الحلق أو التقصير يجب أن يكون داخل مكة؟
لا، يجوز الحلق أو التقصير في أي مكان بعد الانتهاء من السعي، سواء داخل مكة أو خارجها.
✅ هل يجوز قطع الطواف أو السعي لأداء الصلاة؟
نعم، يجوز قطع الطواف أو السعي للصلاة المفروضة، ثم يُكمل المعتمر من المكان الذي توقف فيه.
✅ المصادر. ينظر : (مجموع فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله).
والله اعلم
اقرأ أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق