">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حديث يُبشر بالخير: لمن يأتي يوم القيامة بذنوب أمثال الجبال؟


يَمُنُّ الله على أهل الإسلام يوم القيامة بنجاتهم من النار ودخولهم الجنة،

فيأتي بأُناسٍ من المسلمين يوم القيامة وعليهم ذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم برحمة منه وفضل،

ويضعها على اليهود والنصارى الذين كانوا سبباً في وقوع المسلمين في الذنوب التي غفرت لهم ، لقوله سبحانه : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ).[ النحل: 25].،

ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى ضلالة كان عليه مثل إثم من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )صحيح مسلم.

وبيان ذلك فى هذا الحديث :

قال رسول الله ﷺ : يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى. (رواه مسلم  (2767)).

فقوله : « ويضعها على اليهود والنصارى»، يحتمل أن يكون معناه : أنه تعالى يزيدهم عذابا فوق العذاب لما كانوا يفسدون، ويخصهم بالعذاب على سوء أفعالهم دون المؤمنين،

وإلا فإن الله سبحانه لا يظلم أحدا ولا يعذب عنده أحد بذنب أحد؛ فلا تزر وازرة وزر أخرى،

لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم، وأبقاها سيئات الكفار؛

صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين؛ لكونهم حملوا الإثم الباقي، وهو إثمهم. ولعل تخصيص اليهود والنصارى بالذكر؛ لاشتهارهما بمعاداة المسلمين. ينظر: (الدرر السنية- الموسوعة الحديثية).

قال الإمام النووي رحمه الله :

معنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبى هريرة : ( لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار ) فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره .

وأما رواية : ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ) : فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ،

ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم ، لا بذنوب المسلمين،

ولا بد من هذا التأويل ، لقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، وقوله : ( ويضعها ) مَجاز ، والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه ،

لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم ، وأبقى على الكفار سيئاتهم،

صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ،

ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها ، بأن سنُّوها ، فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ،

ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها ، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها. انتهى من (" شرح مسلم " (17/85))

فكلنا نرى كيف يسن الكفار من سنن الفساد التي يشيعونها بين المسلمين لتضليلهم وايقاعهم في الشهوات والمعاصي،

 فيقع فيها المسلم فيعصي الله، فإذا تاب الله عليه سقط عنه وزرها، وبقي وزرها على من سنها وابتدعها لضلال الناس.

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة :

أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فيغفرها للمسلمين ويضعها على اليهود والنصارى ) ، فهذا الحديث قد شك راويه فيه ، ولا يحتج به مع الشك ، ولكونه يخالف ظاهر القرآن الكريم،

لكن إن صح عنه صلى الله عليه وسلم فهو لا يقول إلا الحق ، ويجب حمله على ما يوافق الأدلة الأخرى،

وذلك بحمله على اليهود والنصارى الذين كانوا سببا في وقوع المسلمين في الذنوب التي غفرت لهم ، لقوله سبحانه : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ )،

ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى ضلالة كان عليه مثل إثم من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) ولما جاء في معناه من الأحاديث . انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (3/468). 


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات