">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع الجمع بين

هل الإحتفال بذكري ليلة الإسراء والمعراج جائز؟


الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ليس جائزًا شرعًا،

لأنه لم يثبت عن النبي  أو عن صحابته الكرام أنهم احتفلوا بهذه الليلة،

* ولا نقلت أي رواية صحيحة تدل على تخصيصها بأي نوع من الاحتفال،

وبالتالي، يُعد الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج من البدع المحدثة التي نهى عنها الإسلام.

** هل ليلة الإسراء والمعراج ليلة السابع والعشرين من رجب؟

يعتقد بعض الناس أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج التي عرج فيها النبي ﷺ إلى السماء،

ولكن لا يوجد دليل شرعي ثابت أو نص تاريخي صحيح يحدد هذه الليلة.

** ما الدليل على تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج؟

الإسلام يعتمد على اتباع الدليل الشرعي من القرآن والسنة في تحديد العبادات والمناسبات. 

النصوص الشرعية:

1- قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً }. [المائدة:3]

* إذا كان الإسراء واحدًا من أعظم فضائل النبي ،

ومع ذلك لم يُشرَّع تخصيص الزمان الذي حدث فيه أو المكان الذي وقع فيه بعبادة معينة من احتفال وغيره، 

فهذا يدل على تمام اكتمال الدين وشموليته دون الحاجة إلى إضافات مبتدعة.
 
2- قال  " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد ". (رواه البخاري).

* أي أن أي عبادة لم ترد في الشرع تعتبر بدعة مرفوضة.

3- قال النبي " إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ". (رواه أبو داود).

* وهذا يشمل الإحتفال بليلة لم يشرع الله تخصيصها بأي عبادة أو احتفال،

ولو كان هذا مشروعًا لكان أولى الناس بفعله محمد  والصحابة من بعده.

* بل إن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج أمر باطل وشيء مبتدع, وهو تشبه باليهود والنصارى في تعظيم أيام لم يعظمها الشرع.

** رأي العلماء :

قال العلامة تقي الدين السبكي رحمه الله :

.. ولا احتفال بما تضمنته التذكرة الحمدونية أنه في رجب ، وبإحياء المصريين ليلة السابع والعشرين منه لذلك،

فإنّ ذلك بدعة مُنضمة إلى جهلٍ. ينظر: (("السيف المسلول على من سب الرسول " (ص 492)).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

بعض المؤرخين للسيرة : يرون أنَّ ليلة سبعٍ وعشرين هي ليلة الإسراء والمعراج، ويحتفلون بها، 

وهذا شيءٌ لا أصلَ له، وليلة الإسراء والمعراج لم تُحفظ ،

وهذا بحكمة الله أن نسيها الناسُ، وذلك من أسباب عدم الغلو فيها.

وهي حقٌّ، فالله جل وعلا أسرى بنبيه إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء، كما قال جلَّ وعلا :

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1]، هذا أمرٌ مقطوعٌ به، لا شكَّ فيه،

ولكنَّ الليلة التي وقع فيها هذا الأمر غير معروفةٍ، ومَن قال :

إنها ليلة سبعٍ وعشرين من رجب فقد غلط ، وليس معه دليلٌ، والحديث الوارد في ذلك ضعيفٌ .

ولو عُلمت، ولو تيقَّنَّاها في ليلة سبعٍ وعشرين أو في غيرها؛ لم يُشرع لنا أن نُحييها بعبادةٍ أو باحتفالٍ؛

لأن هذا بدعة، لو كان هذا مشروعًا لفعله النبي ﷺ، واحتفل بها، أو خلفاؤه الراشدون، أو الصحابة،

فلما لم يحتفلوا بها : لا في حياته ﷺ، ولا بعد وفاته، دلَّ على أن الاحتفال بها بدعة،

ليس لنا أن نُحْدِث شيئًا ما شرعه الله، فالله ذمَّ قومًا فقال : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ. [الشورى:21]،

...فلا يجوز الاحتفال بليلة سبعٍ وعشرين على أنها ليلة الإسراء والمعراج، ولا بغيرها من الليالي التي لم يشرع الله الاحتفال بها. ينظر: (فتاوى الدروس).

** ما البديل عن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج؟

بدلاً من تخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب للعبادة أو الاحتفال،

يمكن للمسلمين أن يتدارسوا أحداث السيرة النبوية، وما فيها من دروس عظيمة في أي يوم من أيام السنة دون تخصيص ليلة معينة.

فهذا أسلم للناس وله من الوقوع في ضلالة البدعة ووزرها وعقوبتها


والله اعلم

* شارك الموضوع ليستفيد غيرك، أو قم بالتعليق إذا أعجبك


اقرأ أيضا:


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات