لا يجوز الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج لأنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام أي إحتفال بهذه الليلة،
لذا فالإحتفال بليلة الإسراء والمعراج من البدع والإحداث فى الدين.
** وأما ليلة السابع والعشرين من رجب ، فإن الناس يدعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها إلى الله عز وجل،
وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية ، وكل شيء لم يثبت فهو باطل والمبني على الباطل باطل.
* فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وفي رواية لمسلم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
قال ابن تيمية رحمه الله :
وأما إتخاذ موسم غير المواسم الشرعية ، كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد ، أو بعض ليالي رجب ، أو ثامن عشر ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار،
فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ، ولم يفعلوها. اهـ ("مجموع الفتاوى" (25/298) )
وقال العلامة تقي الدين السبكي رحمه الله :
وقد تضمن الإسراء أنواعاً من الكرامات ، والإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة ، واختلف في تاريخه مع الإجماع على أنه كان في مكة ،
والذي كان يختاره شيخنا أبو محمد الدمياطي : أنه قبل الهجرة بسنة : وهو في ربيع الأول ،
ولا احتفال بما تضمنته التذكرة الحمدونية أنه في رجب ، وبإحياء المصريين ليلة السابع والعشرين منه لذلك،
فإنّ ذلك بدعة مُنضمة إلى جهلٍ. اهـ ( ("السيف المسلول على من سب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم" (ص 492)).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
هل صح شيء في ليلة الإسراء والاحتفال بها؟
فأجاب :
بعض المؤرخين للسيرة يرون أنَّ ليلة سبعٍ وعشرين هي ليلة الإسراء والمعراج، ويحتفلون بها، وهذا شيءٌ لا أصلَ له، وليلة الإسراء والمعراج لم تُحفظ ،
وهذا بحكمة الله أن نسيها الناسُ، وذلك من أسباب عدم الغلو فيها.
وهي حقٌّ، فالله جل وعلا أسرى بنبيه إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء، كما قال جلَّ وعلا : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1]، هذا أمرٌ مقطوعٌ به، لا شكَّ فيه،
ولكنَّ الليلة التي وقع فيها هذا الأمر غير معروفةٍ، ومَن قال :
إنها ليلة سبعٍ وعشرين من رجب فقد غلط ، وليس معه دليلٌ، والحديث الوارد في ذلك ضعيفٌ .
ولو عُلمت، ولو تيقَّنَّاها في ليلة سبعٍ وعشرين أو في غيرها؛ لم يُشرع لنا أن نُحييها بعبادةٍ أو باحتفالٍ؛
لأن هذا بدعة، لو كان هذا مشروعًا لفعله النبي ﷺ، واحتفل بها، أو خلفاؤه الراشدون، أو الصحابة،
فلما لم يحتفلوا بها : لا في حياته ﷺ، ولا بعد وفاته، دلَّ على أن الاحتفال بها بدعة،
ليس لنا أن نُحْدِث شيئًا ما شرعه الله، فالله ذمَّ قومًا فقال : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ. [الشورى:21]،
وقال الله سبحانه في حقِّ نبيه ﷺ : ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ *إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. [الجاثية:18- 19]،
فالله أمره أن يلزم الشريعة فقط، وأنكر على مَن خالفها أو أحدث شيئًا ما شرعه الله .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَن أحدث في أمرنا –يعني: في ديننا- هذا ما ليس منه فهو ردٌّ. يعني : فهو مردودٌ،
وقال : خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ﷺ، وشرّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة.
فلا يجوز الاحتفال بليلة سبعٍ وعشرين على أنها ليلة الإسراء والمعراج، ولا بغيرها من الليالي التي لم يشرع الله الاحتفال بها. انتهى من (فتاوى الدروس).
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من رجب ، أو ليلة النصف من شعبان ، أو في يوم عاشوراء ،
فإنه لا أصل له ، وينهى عنه ، ولا يحضر الإنسان إذا دعي إليه ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة) ،
فأما ليلة السابع والعشرين من رجب ، فإن الناس يدعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها إلى الله عز وجل،
وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية ، وكل شيء لم يثبت فهو باطل ، والمبني على الباطل باطل
ثم على تقدير ثبوت أن ليلة المعراج ليلة السابع والعشرين من رجب ، فإنه لا يجوز لنا أن نحدث فيها شيئًا من شعائر الأعياد أو شيئًا من العبادات ،
لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، فإذا كان لم يثبت عمن عرج به ، ولم يثبت عن أصحابه الذين هم أولى الناس به ، وهم أشد الناس حرصًا على سنته وشريعته ،
فكيف يجوز لنا أن نُحدث ما لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تعظيمها ، ولا في إحيائها .اهـ ("مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين" (2/296-297)).
* إذن من أراد أن يذكّر الناس بما في السيرة النبوية الشريفة من أحداث مهمة ودروس عظيمة ، فعنده أيام السنة كلها دون تخصيص ذلك اليوم بالمناسبة أو اتخاذه عادة مبتدعة ،
فهذا أسلم للناس وله من الوقوع في ضلالة البدعة ووزرها وعقوبتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أحيا سنة من سنتي ، فعمل بها الناس ، كان له مثل أجر من عمل بها ، لا ينقص من أجورهم شيئا ، ومن ابتدع بدعة ، فعمل بها ، كان عليه أوزار من عمل بها ، لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا ".(صحيح ابن ماجه).
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق