">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل كان معاوية بن أبي سفيان خليفة عادلاً؟ أقوال العلماء والآثار النبوية


 معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، صحابي جليل وكاتب وحي النبي ﷺ، وخال المؤمنين وأول ملوك الإسلام.

دار جدل واسع حول عدله وخلافته، لكن أقوال العلماء والآثار النبوية تكشف لنا سيرته العطرة وعدله في الحكم.

▣▣ مكانة معاوية بن أبي سفيان في الإسلام.

✔ كان معاوية من كتاب الوحي للنبي ﷺ.

✔ شهد مع النبي ﷺ غزوة حنين وشارك في الفتوحات الإسلامية.

 إنه الملك القائد، صاحب الفتوحات الإسلامية، وداهية زمانه، شهد حنينا، واليمامة، وكان حسن التدبير، عاقلا حكيما، فصيحا بليغا، وكان كريما باذلا للمال، وكان يضرب بحلمه المثل.

▣▣ هل كان معاوية خليفة عادلاً؟ 

✅ أجمع العلماء على أن معاوية كان خليفة عادلاً وملكاً رحيماً.

✅ النبي ﷺ وصف عهده بالرحمة، فقال: «أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم خلافة ورحمة، ثم يكون ملكاً ورحمة». (السلسلة الصحيحة – 3270).

★ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): 

وقد اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، 

وهو أول الملوك كان ملكه ملكاً ورحمة؛ كما جاء في الحديث : يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم ملك وجبرية، ثم ملك عضوض. انتهى.

▣▣ إجماع الصحابة على خلافته وإمامته.

 قد كان حكم معاوية للمسلمين بإجماع الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يكن أحد يخالفه فيها .

 قال الإمام ابن حزم رحمه الله :

فبويع الحسن ، ثم سلَّم الأمر إلى معاوية ، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما ، بلا خلاف ، ممن أنفق قبل الفتح وقاتل ،

فكلهم ـ أولهم عن آخرهم ـ بايع معاوية ، ورأى إمامته ،  وهذا إجماع متيقن ، بعد إجماعٍ على جواز إمامة مَن غيره أفضل ، بيقين لا شك فيه... ينظر: " الفِصَل في الملل والأهواء والنَّحَل " ( 4 / 127 ).

▣▣ أقوال العلماء في عدل معاوية :

 هذا وقد شهد له أكابر أهل العلم بحسن الخلق وحسن السيرة والعدل في الناس وقد كان فى ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيراً من ملك غيره.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 

" فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية، إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده...

وقد روى أبو بكر الأثرم، ورواه ابن بطة من طريقه، حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، حدثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة قال : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية، لقال أكثركم : هذا المهدي... ". انتهى من "منهاج السنة" (6/ 232-235).

★ وقال المؤرخ العلامة ابن خلدون رحمه الله: 

إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة...". انتهى من (العبر وديوان المبتدأ والخبر، ابن خلدون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت، (2/ 88).

 ويقول أيضا رحمه الله -في مقدمته: 

مدافعا عن إيثاره ابنه يزيد بالعهد، دون من سواه : 

إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية... وهم عصابة قريش، وأهل الملة أجمع، وأهل الغلب منهم،

فآثره بذلك دون غيره... حرصا على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع، 

ولا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك، وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب فيه،

فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجل من ذلك وعدالتهم مانعة منه ". ينظر: ([ مقدمة ابن خلدون، ابن خلدون، دار القلم، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، ص210. ]).

▣▣ موقف أهل السنة من الفتنة بين علي ومعاوية.

1- الفتنة التي حصلت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما لم تكن من أجل الملك أو الخلافة، وإنما بسبب المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه؛

فعلي كان يرى أن القصاص لا يتم إلا بعد استقرار الدولة، بينما معاوية وأصحابه كانوا يرون ضرورة الاقتصاص أولاً.

2- شهد النبي ﷺ للطائفتين بالإيمان كما في الحديث الصحيح: «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة»،

وقال العلماء : علي وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق، ومعاوية كان مجتهداً مأجوراً إن شاء الله، وكلا الفريقين داخلان في الإسلام.

3- أئمة أهل السنة كابن تيمية وابن كثير والإمام أحمد أكدوا أن الواجب هو ذكر الصحابة بالخير، وأن ما وقع بينهم كان عن اجتهاد وتأويل،

لذا يقول الإمام أحمد: "ما أقول فيهم إلا الحسنى".

ينظر: (" مجموع الفتاوى " ( 4 / 467 )) . (" مجموع الفتاوى " ( 35 / 72 ، 73 )) . (" البداية والنهاية " ( 7 / 310 )). ("مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص164)) .

▣▣ الخاتمة :

● يتضح مما سبق أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان خليفة عادلاً وملكاً رحيماً، أثنى عليه النبي ﷺ والصحابة والتابعون.

● كان إسلامه يوم الحديبية قبل الفتح، فهو صحابي جليل عدل وعده الله الحسنى، فرضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مثواه.

● فمن علامات الشقاء الطعن بأصحاب رسول الله ﷺ؛ بالسب والشتم، أو التنقص لهم، أو الحقد الدفين في القلب تجاههم،

فكيف يأتي سفيه جاهل يسب معاوية رضي الله عنه وهو صحابي جليل ؟!، وقد قال النبي ﷺ : « لا تسبوا أحدا من أصحابي ». رواه مسلم.

● ومن لا يرتدع؛ فليبشر بلعنة الله؛ فإن النبي ﷺ قال : « من سب أصحابي؛ فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين ». حسن لغيره – رواه الطبراني في "الكبير".


والله اعلم

اقرأ أيضا :


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات