">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قال صلى الله عليه وسلم : 

« من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ». رواه الطبراني وحسنه الألباني.

 الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه أميرُ المُؤمِنين وخَليفَةُ المُسْلِمين وخال المؤمنين أحد أصحاب النَّبيُّ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وأحد كُتَّاب الوحي وهو خير ملوك الإسلام.

المَلِكُ القائِدُ، صاحِبُ الفُتوحاتِ الإسلامية، وداهِيَةُ زمانِه، شَهِدَ حُنَينًا، واليمامَةَ، وكان حَسَنَ التَّدْبِيرِ، عاقِلًا حَكِيمًا، فَصِيحًا بليغًا، وكان كريمًا بَاذِلًا للمال، وكان يُضْرَبُ بِحِلْمِه المَثَلُ.

● اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فقد كان معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه خليفة وحاكما عادلاً،

وكانت إمارته مُلكًا ورحمةً وكيف لا وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم عهده بالرحمة ، قال صلى الله عليه وسلم : « أوَّلُ هَذَا الْأمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلَافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً ». "السلسلة الصحيحة" (3270).

● هذا وقد شهد له أكابر أهل العلم بحسن الخلق وحسن السيرة والعدل في الناس وقد كان فى ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيراً من ملك غيره.

وهذا صدى استجابة الله عز وجل لدعاء نبيه - صلى الله عليه وسلم - لهذا الخليفة الصالح يوم قال صلى الله عليه وسلم : « اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به ». ([ صحيح: أخرجه الترمذي في سننه (بشرح تحفة الأحوذي)، كتاب: المناقب، باب: مناقب معاوية بن أبي سفيان، (5/ 645)، رقم (3842). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (3842). ]). 

 ولقد شهد له أيضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم حرام رضي الله عنها بالفضل والجهاد فيما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: 

« أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام عندهم القيلولة ثم استيقظ وهو يضحك؛ لأنه رأى ناسا من أمته غزاة في سبيل الله يركبون ثبج البحر - أي وسطه ومعظمه - ملوكا على الأسرة، ثم وضع رأسه فنام واستيقظ وقد رأى مثل الرؤيا الأولى، 

فقالت له أم حرام : ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت من الأولين، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت ». ([صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)]). 

فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني بالأول جيش معاوية حين غزا قبرص، ففتحها سنة 27هـ أيام عثمان بن عفان بقيادة معاوية عقب إنشائه الأسطول الإسلامي الأول في التاريخ، 

وكانت معهم أم حرام في صحبة زوجها عبادة بن الصامت، ومعهم من الصحابة أبو الدرداء وأبو ذر وغيرهم، وماتت أم حرام في سبيل الله وقبرها بقبرص إلى اليوم . ثم كان أمير الجيش الثاني يزيد بن معاوية في غزو القسطنطينية، 

وهذا من أعظم دلائل النبوة في الشهادة لسيدنا معاوية، وابنه يزيد بالفضل، والمغفرة والجنة كما جاء في حديث أم حرام مرفوعا : « أول جيش من أمتي يركبون البحر أوجبوا. وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال : لا ». ([صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)]). 

 " قد أوجبوا " قال ابن حجر : أى فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة،

قال المُهلب : في هذا الحديث منقبة لمعاوية ؛ لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر. انتهى من ([ فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، ]). 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): 

وقد اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، 

وهو أول الملوك كان ملكه ملكاً ورحمة؛ كما جاء في الحديث : يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم ملك وجبرية، ثم ملك عضوض .انتهى

وقال أيضا رحمه الله :

" فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية، إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده. 

وأما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل.

وقد روى أبو بكر الأثرم، ورواه ابن بطة من طريقه، حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، حدثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة قال : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية، لقال أكثركم : هذا المهدي.

وكذلك رواه ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال : لو أدركتم معاوية لقلتم : هذا المهدي...

وفضائل معاوية في حسن السيرة والعدل والإحسان كثيرة.

وفي الصحيح : أن رجلا قال لابن عباس : هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟ إنه أوتر بركعة؟ قال : (أصاب؛ إنه فقيه).

وروى البغوي في معجمه بإسناده، ورواه ابن بطة من وجه آخر، كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، عن قيس بن الحارث، عن الصنابحي، عن أبي الدرداء قال : " ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من إمامكم هذا ". يعني : معاوية.

فهذه شهادة الصحابة بفقهه ودينه، والشاهد بالفقه ابن عباس، وبحسن الصلاة أبو الدرداء، وهما هما. والآثار الموافقة لهذا كثيرة ". انتهى من "منهاج السنة" (6/ 232-235).

ويقول الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله :

مبينا ما اجتمع في معاوية من خصال الخير إجمالا:

إذن عمر جمع له الشامات كلها وأفرده بها، لما رأى من حسن سيرته، وقيامه بحماية البيضة وسد الثغور، وإصلاح الجند، والظهور على العدو، وسياسة الخلق،

وقد شهد له صحيح الحديث بالصحبة والفقه، فيما رواه البخاري في صحيحه بسنده عن ابن أبي مليكة قال : « أوتر معاوية بعد العشاء ركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال : دعه؛ فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم »، 

وفي رواية أخرى : قيل لابن عباس : « هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال : إنه فقيه »(صحيح البخاري) . انتهى من (عدالة الصحابة رضي الله عنهم، ص63، 64 /  د.عماد السيد الشربيني).

 وقال المؤرخ العلامة ابن خلدون رحمه الله : 

إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة ولا ينظر في ذلك إلى حديث : « الخلافة بعدي ثلاثون سنة » فإنه لم يصح...". انتهى من (العبر وديوان المبتدأ والخبر، ابن خلدون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت، (2/ 88). 

ويقول أيضا رحمه الله في مقدمته: 

مدافعا عن إيثاره ابنه يزيد بالعهد، دون من سواه : 

إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية... وهم عصابة قريش، وأهل الملة أجمع، وأهل الغلب منهم، فآثره بذلك دون غيره... حرصا على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع، 

ولا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك، وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب فيه،

فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجل من ذلك وعدالتهم مانعة منه ". انتهى من ([ مقدمة ابن خلدون، ابن خلدون، دار القلم، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، ص210. ]).

 وقد كان حكم معاوية للمسلمين بإجماع الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يكن أحد يخالفه فيها .

قال الإمام ابن حزم رحمه الله :

فبويع الحسن ، ثم سلَّم الأمر إلى معاوية ، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما ، بلا خلاف ، ممن أنفق قبل الفتح وقاتل ،

فكلهم ـ أولهم عن آخرهم ـ بايع معاوية ، ورأى إمامته ،  وهذا إجماع متيقن ، بعد إجماعٍ على جواز إمامة مَن غيره أفضل ، بيقين لا شك فيه ،

إلى أن حدَث من لا وزن له عند الله تعالى ، فخرقوا الإجماع بآرائه الفاسدة بلا دليل ، ونعوذ بالله من الخذلان . انتهى من " الفِصَل في الملل والأهواء والنَّحَل " ( 4 / 127 ) 

 وأما بخصوص الفتنة التي حصلت بين علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما فقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم للطائفتين بالإيمان ، وكانوا متأولين في طلبهم للحق وهو المطالبة بالاقتصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه .

- فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ ) . رواه البخاري ( 3413 ) ومسلم ( 157 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

فهذا الحديث الصحيح دليل على أن كلتا الطائفتين المقتتلتين - علي وأصحابه ، ومعاوية وأصحابه - على حق ، وأن عليّاً وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه ؛

فإن علي بن أبي طالب هو الذي قاتل المارقين وهم " الخوارج الحرورية " الذين كانوا من شيعة علي ، ثم خرجوا عليه ، وكفروه ، وكفروا من والاه ، ونصبوا له العداوة ، وقاتلوه ومن معه . انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 4 / 467 ) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

فهذا الحديث من دلائل النبوة ؛ إذ قد وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام ، وفيه : الحكم بإسلام الطائفتين - أهل الشام ، وأهل العراق - ،

لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام ، من تكفيرهم أهلَ الشام ، وفيه : أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق،

وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة : أن عليّاً هو المصيب ، وإن كان معاوية مجتهداً ، وهو مأجور إن شاء الله ، ولكن علي هو الإمام ، فله أجران ، 

كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ) . انتهى من " البداية والنهاية " ( 7 / 310 ) .

- وقال الإمام أحمد بن حنبل بعد أن قيل له : ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية ؟ قال : "ما أقول فيهم إلا الحسنى". انتهى من "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص164) .

 كذلك لم يكن قتال معاوية لعلي رضي الله عنهما من أجل الخلافة والملك ، بل كان من أجل المطالبة بقتلة عثمان رضي الله عنه للاقتصاص منهم ، وكان علي رضي الله عنه يرى أن ذلك لا يكون إلا بعد تثبيت الخلافة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

ومعاوية لم يدَّع الخلافة ، ولم يبايَع له بها حين قاتل عليّاً ، ولم يقاتِل على أنه خليفة ، ولا أنه يستحق الخلافة ، ويقرون له بذلك ، 

وقد كان معاوية يقرُّ بذلك لمن سأله عنه ، ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا عليّاً وأصحابه بالقتال ، ولا فعلوا ، 

بل لما رأى علي رضي الله عنه وأصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته ، إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد ، وأنهم خارجون عن طاعته يمتنعون عن هذا الواجب ، وهم أهل شوكة : رأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب ، فتحصل الطاعة والجماعة .

وهم قالوا : إن ذلك لا يجب عليهم ، وإنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلومين ، قالوا : لأن عثمان قُتل مظلوماً باتفاق المسلمين ، وقتلته في عسكر علي ، وهم غالبون لهم شوكة ،

فإذا امتنعنا : ظلمونا واعتدوا علينا ، وعلي لا يمكنه دفعهم ، كما لم يمكنه الدفع عن عثمان ، وإنما علينا أن نبايع خليفةً يقدر على أن ينصفنا ويبذل لنا الإنصاف .... انتهى باختصار من " مجموع الفتاوى " ( 35 / 72 ، 73 ) .

 كذلك لم يكن معاوية بن أبي سفيان يناصب أهل البيت العداء ، ولا كان يكنُّ لهم البغضاء ، وإنما شأنه شأن سائر الصحابة رضي الله عنهم من تقدير أهل البيت ، وإنزالهم منزلتهم التي تليق بهم ، 

فقد نقل ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 8 / 133 ) عن المغيرة قال : لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي ، فقالت له امرأته : أتبكيه وقد قاتلتَه ؟ فقال : ويحكِ إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم .انتهى.

وإليك فضائل معاوية وعدله من كلام السلف:

1- هو أحد كَتَبَة الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.  انظر: "صحيح مسلم" (2604) و"المعجم الكبير" للطبراني (14446).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « استَكْتَبَه النبي صلى الله عليه وسلم لخِبْرَتِه وأمانته ». انتهى من "منهاج السنة" (4/439).

2- دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « اللهمَّ! علِّمْ معاوية الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب »"السلسلة الصحيحة" (3227).

3- قال عنه ابن عباس رضي الله عنهما : « ما رأيت رجلًا كان أخْلَقَ للمُلك من معاوية »"مصنف عبد الرزاق" (20985)

4- هو خال المؤمنين أخو أمِّ المؤمنين أمِّ حَبيبة رَمْلة بنت أبي سفيان رضي الله عنها ؛ ولذلك قال الإمام أحمد : « أقول : معاوية خال المؤمنين، وابن عمر خال المؤمنين ». انتهى من "السنة" للخلال (657).

وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال : قلت لأحمد ابن حنبل : « أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : « كُلّ صِهْرٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ إلّا صِهْرِي وَنَسَبِي؟ » قال : « بلى! » قلت : « وهذه لمعاوية؟ » قال : « نعم، له صهرٌ ونسبٌ ». انتهى من "السنة" للخلال (654).

5 - قيل للحسن البصري رحمه الله : « يا أبا سعيد، إن ههنا قوماً يَشتمون -أو يلعنون- معاوية وابن الزبير!» فقال : « عَلَى أولئك -الذين يَلعَنونَ- لعنةُ اللهِ ». انتهى من "تاريخ دمشق" (59/ 206).

* قال أبو إسحاق السبيعي الكوفي رحمه الله : « كان معاوية، وكان وكان، وما رأينا بعده مثله! ». انتهى من "طبقات ابن سعد" (47).

* قال مجاهد رحمه الله : « لو رأيتم معاوية لقُلْتم : هذا المهدي! ». انتهى من "السنة - للخلال (669)".

* قال قتادة رحمه الله : « لو أصبحتم في مثل عمل معاوية، لقال أكثَرُكُم : « هذا المهدي! ». انتهى من "السنة - للخلال (668)".

6- قال عنه الإمام عبد الله بن المبارك لما سُئل :

هل عمر بن عبد العزيز أفضل أم معاوية؟

فقال : « واللهِ إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة! ، 

صلَّى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد ، فما بعد هذا ؟ ». انتهى من "وفيات الأعيان" لابن خلكان (3 /33).

* وروى ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/211) من طريق محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال : ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شتم معاوية فإنه ضربه أسواطاً. انظر:(الاستيعاب (671) ترجمة معاوية - رضي الله عنه).

7- وذُكر عمر بن عبد العزيز وعدله عند الأعمش، فقال :

« فكيف لو أدركتم معاوية؟! » قالوا : « يا أبا محمد يعني في حلمه؟ » قال : « لا واللهِ بل في عدله! ». انتهى من "السنة" للخلال (1/ 437).

 وعن الجراح الموصلي قال : سمعتُ رجلاً يسأل المعافى بن عمران، فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟ فرأيته غضب غضباً شديداً ،

وقال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل. انتهى من الشريعة " للآجري ( 5 / 2466 ، 2467) .

8- وفي مسائل ابن هانيء النيسابوري (1/60) قال : سمعت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) يسأل عن الذي يشتم معاوية أيصلى خلفه؟

قال : لا، لا يصلى خلفه ولا كرامة . انظر: (طبقات الحنابلة (1/285) ترجمة إسحاق بن إبراهيم بن هاني المتوفي سنة 275هـ.).

9- روى الخلال في « السنة » (2/447) ورقم (690)، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/210) من طريق الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبدالله (أحمد بن حنبل) وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي.

قال : إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحداً من أصحاب رسول الله إلا له داخلة سوء. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « خير الناس قرني ». انظر: (البداية والنهاية (8/139).

10- وفي « السنة » للخلال (2/448) ورقم (693) بسند صحيح : أخبرني محمد بن موسى قال سمعت أبا بكر بن سندي قال :

كنت أو حضرت أو سمعت أبا عبدالله وسأله رجل : يا أبا عبدالله لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية وربما أكلت معه فقال أبو عبدالله مبادراً : لا تأكل معه. انتهى.

11- في كتاب « الشفاء في حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - » للقاضي عياض (2/267) قال مالك - رحمه الله -: 

« من شتم أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو معاوية أو عمرو بن العاص،

 فإن قال : كانوا على ضلال وكفر قتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالاً شديداً ». انتهى.

12 -  قال الخلال في « السنة » (2/434) ورقم (659) بسند صحيح : أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: 

وجهنا رقعة إلى أبي عبدالله ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول : عن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً؟

قال أبو عبدالله : هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس . انتهى.

13 - عيَّنه عمر أميراً على الشام وكذلك كان أميراً في عهد عثمان رضي الله عنهم.

قال الإمام الذهبي رحمه الله : « حَسْبُكَ بِمَنْ يُؤَمِّرُهُ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ عَلَى إِقْلِيْمٍ -وَهُوَ ثَغْرٌ- فَيَضْبِطُهُ، وَيَقُوْمُ بِهِ أَتَمَّ قِيَامٍ، وَيُرْضِي النَّاسَ بِسَخَائِهِ وَحِلْمِهِ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ تَأَلَّمَ مَرَّةً مِنْهُ، وَكَذَلِكَ فَلْيَكُنِ المَلِكُ.

وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا مِنْهُ بِكَثِيْرٍ، وَأَفْضَلَ، وَأَصْلَحَ، فَهَذَا الرَّجُلُ سَادَ وَسَاسَ العَالَمَ بِكَمَالِ عَقْلِهِ، وَفَرْطِ حِلْمِهِ، وَسَعَةِ نَفْسِهِ، وَقُوَّةِ دَهَائِهِ وَرَأْيِهِ! ». انتهى من "سير أعلام النبلاء" (5/ 128).

إن في تولية عمر وعثمان له الشام دليلا على التزامه بالشرف والأخلاق، واتصافه بصفات القائد والحاكم العادل

فهل من الممكن أن يولي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رجلا غير عدل، أو رجلا لم يلتزم بالشرف والأخلاق كما يزعمون؟. انتهى.

إذن أخى المسلم هذا قليل من كثير في فضل وعدل معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه ، ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لهذا الصحابي الجليل تخالف الصورة الكاذبة التي يصورها له المغرضون من أعداء الإسلام،

تلك الصورة التي تنكر ما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين من الشهادة له بالصحبة والفقه والملك العادل وحسن السيرة حتى شهد له بأنه المهدي. 

فمن علامات الشقاء الطعن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بالسب والشتم، أو التنقص لهم، أو الحقد الدفين في القلب تجاههم.

 فكيف يأتي سفيه جاهل يسب معاوية رضي الله عنه وهو صحابي جليل ؟! ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تسبوا أحدا من أصحابي ». رواه مسلم. 

وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا ذكر أصحابي؛ فأمسكوا ».
صحيح لغيره – رواه الطبراني في "الكبير". 

أي : ما وقع بين علي ومعاوية، فأمسكوا عما شجر بين الصحابة، وأمسكوا عن الطعن فيهم، فلا يجوز للمسلم أن يصغي إلى أخبار المؤرخين، وجهلة الرواة، وضلال الرافضة والمبتدعين القادحة في أحد منهم.

ومن لا يرتدع؛ فليبشر بلعنة الله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من سب أصحابي؛ فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين ». حسن لغيره – رواه الطبراني في "الكبير".

قال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛...". انتهى من "الكفاية في علم الرواية" (ص 49) .

ونخلص من هذا أن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه هو أمير المؤمنين، أول ملوك الإسلام - كما قال الإمام الذهبي رحمه الله-

كان عادلا في حكمه، حسنا في سيرته، أنار الله قلبه بالإسلام، واستقر في قلبه وعقله، ولم يكن من المؤلفة قلوبهم، ولا من الطلقاء الذين أسلموا يوم الفتح،

وإنما كان إسلامه يوم الحديبية قبل الفتح، فهو صحابي جليل عدل وعده الله الحسنى، فرضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مثواه. 


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات