✅ يتساءل كثير من الناس : هل يقتص الكافر من المسلم يوم القيامة إذا ظلمه؟
الجواب : أن الله سبحانه وتعالى يقتص للمظلوم من الظالم يوم القيامة، سواء كان المظلوم مسلمًا أو كافرًا، وسواء كان الظالم مسلمًا أو كافرًا، لأن الله عز وجل عدل لا يظلم أحدًا.
▣▣ القصاص يوم القيامة بين المسلمين والكفار.
✔ على المسلم أن يتقي الله عز وجل فلا يظلم أحدًا من الخلق، حتى ولو كان كافرًا؛ لأن النبي ﷺ قال:
«ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة». (صحيح أبي داود-رقم: (3052)).
◄ وهذا يدل على أن المسلم إذا ظلم كافرًا ذميًا أو معاهدًا أو مستأمنًا فإنه يُقتص له منه يوم القيامة، لحديث : ( يقتص الخلق بعضهم من بعض ).
أما إذا كان الكافر حربيًا محاربًا لله ورسوله، فلا يُعتبر المسلم ظالمًا له إن اعتدى عليه في القتال.
▣▣ كيف يكون القصاص بين المسلم والكافر؟
1- إذا ظلم المسلم الكافر المعاهد أو المستأمن : فإن الله يقتص للمظلوم يوم القيامة، فقد يخفف عن الكافر من العذاب بقدر مظلمته.
2- أما الكافر الحربي المعتدي : فلا يقتص له لأنه عدو محارب، وظلمه لا يعد ظلماً في الشرع.
3- أما إذا ظلم الكافر المسلم : فإن الله يأخذ من سيئات المسلم ويضعها على الكافر، فيزداد عذابه لأنه لا حسنات له أصلاً.
✅ قال النبي ﷺ: « يُقتص للخلق بعضهم من بعض، حتى للجماء من القرناء، وحتى للذرة من الذرة ». وهذا يشمل جميع الخلق، مؤمنين وكفارًا، بل وحتى الحيوانات.
▣▣ أدلة من القرآن والسنة :
1- قال الله تعالى : ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ. (الزمر/ (31)).
★ قال الإمام الطبري رحمه الله : " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : .. ثم إن جميعكم أيها الناس تختصمون عند ربكم، مؤمنكم وكافركم،
ومحقوكم ومبطلوكم، وظالموكم ومظلوموكم، حتى يؤخذ لكلّ منكم ممن لصاحبه قبله حق حقُّه...". ينظر: "تفسير الطبري" (21/287) .
2- قال النبي ﷺ: لا ينبغي لأحدٍ من أهلِ الجنةِ أن يَدخلَ الجنةَ وأحدٌ من أهلِ النارِ يُطالبُه بمظلَمَةٍ ،
ولاينبغي لأحدٍ من أهلِ النارِ أن يَدخلَ النارَ وأحدٌ من أهلِ الجنةِ يُطالبُه بمظلَمَةٍ قالوا وكيف وإنَّا نأتي عُراةً غُرْلًا بُهْمًا قال بالحسناتِ والسيئاتِ. (صحيح - تخريج كتاب السنة للألباني-رقم: 514).
◄ فثبت بذلك : أن أصحاب المظالم يقتص لهم من ظالميهم يوم القيامة سواء كان الظالم مسلماً أو كافرا .
3 - قال النبي ﷺ: ( يقتص للخلق بعضهم من بعض ، حتى للجماء من القرناء، وحتى للذرة من الذرة ). ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (4/116).
★ قال ابن كثير رحمه الله : ( المراد بالذرة هاهنا النملة، والله أعلم. وإذا كان هذا حكم الحيوانات التي ليست مكلفة،
فلتخليص الحقوق من الآدميين والجان بعضهم من بعض يوم القيامة أولى وأحرى! ). ينظر: ((البداية والنهاية)) (20/ 18).
4 - قال النبي ﷺ- لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : إنك ستأتي قوما أهل كتاب،... وفيه: واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. (صحيح البخاري).
◄ فهذه النصوص التى ذكرناها تدل على حرمة الاعتداء على الكافر وأن ذلك من الظلم الذي حرمه الله تعالى وللمظلوم حق عنده سبحانه .
▣▣ أقوال العلماء في القصاص بين المسلم والكافر :
★ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله- تحت حديث معاذ رقم 4 :
قوله : ( واتق دعوة المظلوم ) أي تجنب الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم..
قوله : ( حجاب ) أي ليس لها صارف يصرفها ولا مانع ، والمراد أنها مقبولة وإن كان عاصيا،
كما جاء في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعا : دعوة المظلوم مستجابة ، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه. وإسناده حسن.. ينظر : (فتح الباري شرح صحيح البخاري).
★ وقال الشيخ العثيمين رحمه الله- تحت حديث معاذ رقم 4 :
... "فاتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" : تصل إلى الله عز وجل ، ويستجيبها ولو كانت من كافر ،
المظلوم إذا دعا الله ولو كان كافرا انتقم الله تعالى ممن ظلمه إما عاجلا وإما آجلا ، لأن هذا من باب إقامة العدل ،
والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين ، ومن تمام حكمه العدل بين عباده فيأخذ للمظلوم من الظالم " . المصدر : (شرح رياض الصالحين-(66)).
★ وسئل أيضا رحمه الله :
في يوم القيامة يقتص للمسلم من المسلم فكيف يقتص للكافر من المسلم؟
فأجاب :
الله أعلم ، قد نقول لكن العلم عند الله أنه يخفف عن الكافر من العذاب بقدر مظلمته، ثم يعذب العذاب اللائق به، وكذلك بالعكس يشدد عليه في العذاب. ينظر: (شرح كتاب الأيمان والنذور-(03)).
▣▣ الخلاصة :
إذن، يقتص الكافر من المسلم يوم القيامة إذا كان مظلوماً، وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى، أما الكافر الحربي فلا حق له.
والله اعلم
اقرأ أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق