✅ الدراسة عند أهل البدع موضوع خطير يحتاج إلى تأصيل شرعي وفهم عميق لموقف الإسلام منه.
✅ شدّد علماء أهل السنة والجماعة على الحذر من تلقي العلم عند المبتدعة لما له من آثار خطيرة على العقيدة والفكر.
في هذا المنشور نتناول الحكم الشرعي في هذه المسألة، ونبرز الأضرار التي قد تلحق بالمسلم عند التعلم من أهل البدع.
حكم الدراسة عند أهل البدع؟
● لا يجوز الدراسة عند أهل البدع الذين يدعون إلى بدعتهم؛ سدًا للذرائع، وحمايةً للدين، ومنعًا لانتشار البدعة بين العامة.
● ولحماية العوام من الإغترار بهم، فالمبتدع إذا مُكِّن من التعليم اكتسب مكانة علمية تُغري الناس بالجلوس إليه، وقد يتأثرون بكلامه دون وعي.
✔ ومن المخاطر كذلك : أن بعض المبتدعة يمتلك طلاقة في الكلام وقدرة على الإقناع، وهذا قد يسحر العقول، لقوله ﷺ: «إن من البيان لسحرًا».
فأهل البيان قد يلبسون الحق بالباطل ويوقعون المستمع في شبهاتهم.
حكم الدراسة عند من لا يدعو إلى بدعته؟
● من لا يدعو لبدعته منهم : فلا يُدرَّس عنده عقيدة ولا تفسير ولا قرآن ولا حديث،
وأما دراسة النحو والصرف والبلاغة فلا بأس بذلك بشرط أن يكون الطالب متمكن فى العقيدة ، قادرًا على التمييز، وإلا فلا يجوز الدراسة عليه.
الحذر من أهل الأهواء.
✔ يا طالب العلم، إذا كان بإمكانك الاختيار، فاحرص على عدم تلقي العلم عن أصحاب البدع : كالروافض، أو الخوارج، أو المرجئة، أو الأشعرية، أو القبوريين، أو الإخوان وغيرهم،
فلا يمكن الوصول إلى مكانة العلماء الراسخين إلا بالأخذ عن أهل السنة المعروفين بصحة المعتقد وسلامة المنهج.
الأدلة على التحذير من الدراسة عند أهل البدع:
1- النهي عن مجالسة أهل الباطل.
✅ قال الله تعالى : "فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره".(النساء-140).
◄ في هذه الآية : الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من المبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم. ينظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/603).
2 - التحذير من الدجالين المضلين.
✅ قال ﷺ : (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونك). أخرجه من طرق مسلم في ((مقدمة الصحيح)) (7) واللفظ له، وأحمد (8596).
◄ في هذا الحديث من الفقه تشديد النهي عن الابتداع، والتحذير من أهل البدع، والحض على الاتباع،
وهو ينبه الإنسان ألا يكون في شيء من أمره إلا متبعا لمن يثق بسلامة ناحيته، وكونه ممن يصلح اتباعه على سبيل سنة، وحال رواية. ينظر: ((الإفصاح-لابن هبيرة)) (8/195).
3 - خطر الشبهات على المسلم.
✅ الناظر في تحذير النبي ﷺ من الدجال يجد دليلًا واضحًا في هذا، فقد قال النبي ﷺ:
((مَنْ سَمِعَ منكم بخروجِ الدَّجَّالِ فَلْيَنْأ عنه ما استطاع، فإن الرجلَ يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه؛ لما يرى من الشبهات)). (صحيح أبي داود-رقم: (4319)).
◄ فهذا الحديث يشمل أهل البدع الذين يلبسون الحق بالباطل، فالإنسان العاقل لا يغتر بقلبه، وعلمه، أو حسن ظنه بنفسه، ويقول : أسلم منهم ومن كلامهم، لا والله، فهذا حال المغرور.
★ قال الإمام العُكبري رحمه الله :
هذا قول الرسول ﷺ ، وهو الصادق المصدوق ، فالله الله -معشر المسلمين -
لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه ، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء ،
فيقول : أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه ، فإنهم أشد فتنة من الدجال ، وكلامهم ألصق من الجرب ، وأحرق للقلوب من اللهب ،
ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ، ويسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار ، والرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر ، ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم ". ينظر: (الإبانة-لابن بطة العُكْبَرِيّ(470/2)).
أبرز الأضرار المترتبة على الدراسة عند أهل البدع.
1- تشويه العقيدة:
التعلم عند أهل البدع قد يؤدي إلى إدخال الشبهات في عقيدة المسلم، فأهل البدع يروجون أفكارهم بأسلوب مقنع قد يؤثر على غير المتخصصين،
ومن ذلك : الخليفة المأمون تتلمّذَ على يد البشر المريسي ففتنهُ بفكرة خلق القرآن حتى عذّب النّاس بها.
2- غرس الشبهات في القلب:
الدراسة عند أهل البدع تفتح بابًا لهذه الشبهات التي قد تُفسد الدين.
3- انحراف منهج التفكير:
أهل البدع قد يقدمون تصورات خاطئة عن النصوص الشرعية ويزرعون في عقول طلابهم أساليب غير صحيحة في فهم الكتاب والسنة، مما يؤدي إلى انحراف الطالب.
4- الإعجاب بالشخصيات المنحرفة:
الطلاب الذين يدرسون عند أهل البدع قد ينبهرون بهم وبطريقتهم، فيؤدي ذلك إلى تقليدهم والإعجاب بهم، مما يوقعهم في حبائل البدعة.
5- الابتعاد عن العلماء الثقات:
الانشغال بالدراسة عند أهل البدع قد يبعد الطالب عن أهل العلم المعتبرين، فيخسر توجيههم ونصائحهم التي تعصمه من الوقوع في الأخطاء.
** خاتمة :
● على المسلم أن يحرص على طلب العلم عند العلماء الثقات المعروفين بالاتباع للسنة، وأن يتجنب أهل الأهواء والبدع.
اقرأ أيضا : لماذا نهى الشرع من مصاحبة أهل البدع ومجالستهم؟
والله اعلم

تعليقات
إرسال تعليق