القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع
لا يُشرع التكبير الجماعي فى العيد لأنه لا دليل عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ». والسنة الجهر بالتكبير كل واحد لوحده فلا يُشْرَع لهم أن يتقصد الناس التكبير بصوت واحد وإنما كما هو الشأن في الحج فكل واحد يُكَبِّر لنفسه فإذا التقى صوتان أو أكثر من ذلك ومشوا مع بعض فلا بأس من ذلك .

قال العلامة ابن الحاج رحمه الله (المتوفى سنة 737 هـ ) :

السنة أن يكبر الإمام في أيام التشريق دبر كل صلاة تكبيراً يسمع نفسه ومن يليه , ويكبر الحاضرون بتكبيره , كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه فهذه هي السنة . 

أما ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد , والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب , و إن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم فذلك كله من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده . انتهى من (المدخل ( 2 / 440 ) .

قال العلامة الألباني رحمه الله :

ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة، أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض وكذلك كل ذكر يشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع، فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور، 

ومثله الأذان من الجماعة المعروف في دمشق بـ " أذان الجوق "، وكثيرا ما يكون هذا الاجتماع سببا لقطع الكلمة أو الجملة في مكان لا يجوز الوقف عنده، مثل " لا إله " في تهليل فرض الصبح والمغرب، كما سمعنا ذلك مرارا .

فلنكن في حذر من ذلك ولنذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم : " وخير الهدي هدي محمد " .اه [ سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 331) ] .

وقال أيضا رحمه الله :

 فيُسْتَحَبّ للمُكَبِّر أن يرفع صوته ما بين داره وما بين مصلاه، ولكن لا يُسَنّ الاجتماع على التكبير إذا كانوا جماعةً يمشون مع بعض مثلاً، أو كانوا راكبين سيارةً، فلا يُشْرَع لهم أن يتقصدوا التكبير بصوت واحد، وإنما كما هو الشأن في الحج، فكل واحد يُكَبِّر لنفسه، فإذا التقى صوتان أو أكثر من ذلك ومشوا مع بعض فلا بأس من ذلك، ولكن لا ينبغي أن يَتَقَصَّدوا أن يُكَبِّروا الله عز وجل جماعةً بصوت واحد ثم يستمر المُنْطَلِق إلى المُصَلَّى في تكبيره حتى يجلس فيه، فإذا جلس فَيَظَلّ هناك يُكَبِّر حتى يأتي الإمام . انتهى من (الهدى والنور / ٣١٩/ ١٠: ٠٥: ٠٠)

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

بالنسبة للتكبير في المساجد هل يكبر أحد الناس ويكبر الناس بعده؟

فأجاب بقوله :

كل يكبر على حسب حاله، ليس هناك تكبير جماعي، هذا يكبر وهذا يكبر، ولا يشرع التكبير الجماعي، كل يكبر على حسب حاله، وإذا صادف صوته صوت أخيه ما يضر ذلك، أما تنظيم التكبير من أوله إلى آخره، يشرعون جميعا وينتهون جميعا هذا لا أصل له .اه (فتاوى نور على الدرب (13/371))

سئل الشيخ العثيمين رحمه الله : 

ما حكم التكبير الجماعي في أيام الأعياد وما هي السنة في ذلك؟

فأجاب بقوله :

الذي يظهر أن التكبير الجماعي في الأعياد غير مشروع، والسنة في ذلك أن الناس يكبرون بصوت مرتفع كل يكبر وحده .اه (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(16/249))

وسئل أيضاً رحمه الله :

 عندنا في بعض المساجد يجهر المؤذن بالتكبير في مكبرات الصوت والناس يرددون وراءه ما يقول , فهل هذا يعد من البدع أم هو جائز ؟

فأجاب رحمه الله :

هذا من البدع لأن المعروف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأذكار أن كل واحد من الناس يذكر الله سبحانه وتعالى لنفسه , فلا ينبغي الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه . انتهى من (أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين لابن عثيمين _ ص 31)

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

الذكر الجماعي بدعة؛ لأنه محدث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».(صحيح مسلم) ، وقال عليه الصلاة والسلام : « كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ». (صحيح مسلم) والمشروع ذكر الله تعالى بدون صوت جماعي . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٢١٧٦٨))

وأما ما رواه البخاري أن : عمر رضي الله عنه كان يكبِّر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيُكبِّرون، ويُكبِّر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا .

فليس فيه دليلا على مشروعية التكبير الجماعي كما فهم البعض فلا حجة فيه لأن عمله رضي الله عنه وعمل الناس في منى ليس من التكبير الجماعي وإنما هو من التكبير المشروع لأنه رضي الله عنه يرفع صوته بالتكبير عملا بالسنة وتذكيرا للناس بها فيكبرون كل يكبر على حاله وليس في ذلك اتفاق بينهم وبين عمر رضي الله عنه على أن يرفعوا التكبير بصوت واحد من أوله إلى آخره كما يفعل أصحاب التكبير الجماعي الآن وهكذا جميع ما يروى عن السلف الصالح رحمهم الله في التكبير كله على الطريقة الشرعية ومن زعم خلاف ذلك فعليه الدليل .

جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

 التكبير الجماعي بدعة؛ لأنه لا دليل عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ». (صحيح مسلم) ، وما فعله عمر رضي الله عنه ليس فيه دليل على التكبير الجماعي، وإنما فيه أن عمر رضي الله عنه يكبر وحده فإذا سمعه الناس كبروا، كل يكبر وحده، وليس فيه أنهم يكبرون تكبيرا جماعياوبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٢٠١٨٩))

وجاء فيها أيضا (2/236 المجموعة الثانية ) :

" التكبير الجماعي بصوت واحد من المجموعة بعد الصلاة أو في غير وقت الصلاة - غير مشروع ، بل هو من البدع المحدثة في الدين ، وإنما المشروع الإكثار من ذكر الله جل وعلا بغير صوت جماعي بالتهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن وكثرة الاستغفار ، امتثالا لقوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ، وقوله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) ، وعملا بما رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم ، وقوله : ( من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ) رواه مسلم والترمذي واللفظ له ، 

واتباعا لسلف هذه الأمة ، حيث لم ينقل عنهم التكبير الجماعي ، وإنما يفعل ذلك أهل البدع والأهواء ، على أن الذكر عبادة من العبادات ، والأصل فيها التوقيف على ما أمر به الشارع ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الابتداع في الدين ، فقال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ". انتهى.

الخلاصة

صفة التكبير المشروع هو أن كل مسلم يكبر لنفسه منفردا ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به .

 أما التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة - اثنان فأكثر - الصوت بالتكبير جميعا يبدأونه جميعا وينهونه جميعا بصوت واحد وبصفة خاصة .

وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان , فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ). والتكبير الجماعي محدث فهو بدعة وعمل الناس إذا خالف الشرع المطهر وجب منعه وإنكاره لأن العبادات توقيفية لا يشرع فيها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة أما أقوال الناس وآراؤهم فلا حجة فيها إذا خالفت الأدلة الشرعية .


والله علم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات