هل التكبير الجماعي في العيد مشروع أم لا؟ هذه مسألة يكثر السؤال عنها، خاصة مع انتشار هذه العادة في بعض المساجد والمجتمعات الإسلامية.
▣ في هذا المنشور، نستعرض الحكم الشرعي للتكبير الجماعي ونوضح الفرق بين التكبير المشروع وغير المشروع وفقًا للكتاب والسنة وأقوال العلماء.
▣▣ ما هو التكبير الجماعي؟
▣ التكبير الجماعي هو أن يجتمع مجموعة من الناس على التكبير بصوت واحد، بحيث يبدأون وينتهون معًا بنفس النغمة والترتيب، وهذا بدعة لم تثبت عن النبي ﷺ أو الصحابة.
▣▣ كيف يكون التكبير الصحيح في العيد؟
أما التكبير المشروع ، فهو أن يكبّر المسلم منفردًا بصوت مرتفع، بحيث يسمعه من حوله، لكن دون ترتيب مسبق أو التزام بصوت جماعي موحّد.
◄ كما هو الحال في الحج ، يكبّر كل شخص بمفرده، فإذا تداخلت الأصوات أو اجتمع أكثر من شخص وهم يكبّرون أثناء السير معًا، فلا بأس في ذلك.
▣▣ حكم التكبير الجماعي في العيد؟
1- هل ورد عن النبي ﷺ أو الصحابة؟
◄ لم يرد عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة والتابعين أنهم كانوا يكبرون تكبيرًا جماعيًا بصوت واحد.
◄ والأصل في العبادات أنها توقيفية، فلا يجوز إحداث شيء جديد فيها إلا بدليل شرعي.
📖 قال النبي ﷺ: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد". (رواه مسلم).
2- هل تكبير عمر بن الخطاب دليل على جواز التكبير الجماعي؟
▣ فقد روى البخاري : أن عن عمر رضي الله عنه : ( كان يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون فيكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيرا).
◄ ولكن لا يُعد هذا دليلاً على مشروعية التكبير الجماعي كما فهم البعض، فلا حجة فيه.
✔ وذلك لأن ما قام به عمر رضي الله عنه، وما فعله الناس في منى، كان من التكبير المشروع، وليس من التكبير الجماعي،
فقد كان يرفع صوته بالتكبير اتباعًا للسنة وتذكيرًا للناس بها، فيكبر كل فرد على حاله.
✔ ولم يكن هناك اتفاق بينهم وبين عمر رضي الله عنه على رفع التكبير بصوت موحد من بدايته إلى نهايته، كما هو الحال في التكبير الجماعي المعروف اليوم.
✔ وهكذا، فإن جميع ما نُقل عن السلف الصالح رحمهم الله في التكبير كان وفق الطريقة الشرعية، ومن ادعى غير ذلك فعليه الدليل. ينظر: (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٢٠١٨٩)).
3- أقوال العلماء في التكبير الجماعي :
** قال العلامة ابن الحاج المالكي رحمه الله (المتوفى سنة 737 هـ ) :
السنة أن يكبر الإمام في أيام التشريق دبر كل صلاة تكبيراً يسمع نفسه ومن يليه ,
ويكبر الحاضرون بتكبيره , كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه فهذه هي السنة .
أما ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد , والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب,
وإن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم فذلك كله من البدع، إذ أنه لم ينقل أن النبي ﷺ فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده. ينظر: (المدخل ( 2 / 440 ).
** قال الشيخ الألباني رحمه الله :
... فلا يُشْرَع لهم أن يتقصدوا التكبير بصوت واحد، وإنما كما هو الشأن في الحج، فكل واحد يُكَبِّر لنفسه،
فإذا التقى صوتان أو أكثر من ذلك ومشوا مع بعض فلا بأس من ذلك، ولكن لا ينبغي أن يَتَقَصَّدوا أن يُكَبِّروا الله عز وجل جماعةً بصوت واحد،
ثم يستمر المُنْطَلِق إلى المُصَلَّى في تكبيره حتى يجلس فيه، فإذا جلس فَيَظَلّ هناك يُكَبِّر حتى يأتي الإمام. ينظر: (الهدى والنور / ٣١٩/ ).
** وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
كل يكبر على حسب حاله، ليس هناك تكبير جماعي، هذا يكبر وهذا يكبر، ولا يشرع التكبير الجماعي،
كل يكبر على حسب حاله، وإذا صادف صوته صوت أخيه ما يضر ذلك، أما تنظيم التكبير من أوله إلى آخره، يشرعون جميعا وينتهون جميعا هذا لا أصل له. ينظر: (فتاوى نور على الدرب (13/371)).
** وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
عندنا في بعض المساجد يجهر المؤذن بالتكبير في مكبرات الصوت والناس يرددون وراءه ما يقول , فهل هذا يعد من البدع أم هو جائز ؟
فأجاب :
هذا من البدع لأن المعروف من هدي النبي ﷺ في الأذكار أن كل واحد من الناس يذكر الله سبحانه وتعالى لنفسه,
فلا ينبغي الخروج عن هدي النبي ﷺ وأصحابه. ينظر: (أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين لابن عثيمين _ ص 31).
▣▣ الخلاصة :
✅ التكبير المشروع : أن يكبر كل مسلم منفردًا، بصوت مرتفع، سواء في البيت أو في الطريق أو في المصلى.
❌ التكبير الجماعي : أن يكبر مجموعة بصوت واحد منسّق، وهذا بدعة لم تثبت عن النبي ﷺ أو الصحابة.
📌 نصيحة : التزم بسنة النبي ﷺ، واتبع ما جاء في الكتاب والسنة، فإن خير الهدي هدي محمد ﷺ.
والله علم
▣ هل كنت تعتقد أن التكبير الجماعي مشروع؟ شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تنسَ مشاركة المقال مع أصدقائك لتعم الفائدة!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق