">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما الصحيح فى وقت التكبير بعد الصلوات في أيام التشريق؟


ما تعود عليه الناس أيام التشريق بعد الصلوات مباشرة أنهم يكبرون هذا ليس بمشروع بل بدعة،

* ولكن الصحيح أنك تبدأ بعد الصلوات بالأذكار المشروعة التي تقال بعد الصلوات،

ثم تكبر سواء بعد الصلوات أو في الضحى أو في نصف النهار أو في آخر النهار أو في نصف الليل،

 وهكذا بلا عدد مخصوص ولا وقت مخصوص.

ودليل ذلك:

1- قوله تعالى : ﴿وَاذْكُرُواْ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾. [البقرة: 203].

دلت الآية على : أن الله تعالى قد أمر بذكره في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق، والتكبير من ذكره تعالى؛

وعليه يمتد وقت التكبير في جميع أيام التشريق إلى غروب شمس آخر يوم منها. ينظر: ((الإنصاف)) للمرداوي (2/305).

2- عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله )). رواه مسلم.

قوله : (( وذكر لله )) فأطلق، ولم يقيده بأدبار الصلوات، والتكبير من ذكر الله، ويمتد وقته إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق. ينظر:((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (5/167).

3- عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أنه كان يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا ). رواه البخاريُّ معلقًا بصيغة الجزم قبل حديث (970)، ورواه موصولًا ابن المنذر في ((الأوسط)) (4/344)، وينظر ((تغليق التعليق)) لابن حجر (2/379).

* ومما ينبغي التنبيه عليه أن التكبير الجماعي الذي يرفع فيه الصوت بالتكبير جميعا بحيث يبدؤون معا وينتهون معا بصوت واحد من البدع،

 لعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين، وذلك لحديث: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "رواه البخاري.

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

الذي أعرفه أن التكبير في العيدين يختلف أحدهما عن الآخر، التكبير في عيد الفطر ينتهي بالصلاة،

أما التكبير في عيد الأضحى فأيام العيد الأربع موضع للتكبير .

ثم هذا التكبير: السنة فيه خلاف السنة الغالبة في الأذكار، حيث أن السنة الغالبة في الأذكار هو الإسرار وليس الإجهار،

ولكن هناك مواطن استُثْنيت فيها هذه السنة، فجُعِل الإجهار فيها هو الشرع من هذا القبيل تكبيرات العيدين، مع بيان التفريق الذي ذكرته آنفاً. 

المقصود التكبير في عيد الأضحى في كل أيام العيد الأربعة، وجهراً وليس سراً،

ولكن ليس من السنة تخصيص دُبُر الصلوات بتكبير العيد،

وإنما كل ساعة من ساعات أيام العيد الأربعة يُشْرَع فيها الجهر بالتكبير،

 أما التخصيص بِدُبُر الصلاة، فهذا الذي ليس له أصل.

وحينذاك لا ينبغي نحن أن نُعَالج الداء بالداء، أي :

 إذا كان الرجال التزموا التكبير وجهراً دبر الصلوات، وأن هذا ليس له أصل في السنة، فنحن ما ننهاهم؛ لأنهم التزموا،

وإنما ننهاهم لأنهم أعرضوا عن التكبير كل الأوقات، وخَصَّصوا هذا الوقت الذي هو دبر الصلاة بالتكبير، هذا التخصيص هو الذي ليس له أصل، فنقول لهم:

كَبِّروا واجهروا بالتكبير في كل أيام العيد قبل الصلاة، بعد الصلاة، بين الصلوات، ليلاً نهاراً .. وهكذاهذا هو الجواب عما سألت.

مداخلة : يجوز هنا حتى قبل الإقامة في الصلاة أن يُكَبِّر؟

الشيخ :

 كل الأوقات بدون التزام شيء معين، كل الأوقات؛ لأن هذه ظاهرة إسلامية نادرة في كل أيام السنة، فكل ذِكْر يُتَّبع فيه ما ورد سراً سراً، جهراً جهراً.

مثلاً : التلبية في الحج وبالعمرة السنة فيها هو رفع الصوت، وليس فقط رفع الصوت، بل والمبالغة في رفع الصوت.

ولذلك جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن الصحابة رضوان الله عليهم حينما حَجُّوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -

كما يقول أنس بن مالك، كانوا يصرخون بالتلبية صراخاً، حتى في رواية أخرى: «بُحَّت أصواتهم حينما وصلوا إلى الروحاء» هذا خلاف الأصل.

الأصل في الأذكار كلها هو الإسرار والخفض، لكن التلبية في الحج وكذلك التكبير في العيد خلاف هذا الأصل...

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف....انتهى باختصار من (الهدى والنور /٦١٨/ ٠٩: ٠٨: ٠٠).

 وسئل أيضا رحمه الله :

هل يقيد التكبير بأيام التشريق بما بعد الصلوات؟

الشيخ :

 لا، لا يُقَيَّد بل تقييده من البدع، إنما التكبير بكل وقت من أيام التشريق. انتهى من (الهدى والنور /٤١٠/ ١٢: ٣٦: ٠٠).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

التكبير في عشر ذي الحجة ليس مقيداً بأدبار الصلوات وكذلك في ليلة العيد عيد الفطر ليس مقيداً بأدبار الصلوات،

 فكونهم يقيدونه بأدبار الصلوات فيه نظر ،

 ثم كونهم يجعلونه جماعياً فيه نظر أيضاً، لأنه خلاف عادة السلف،
 
وكونهم يذكرونه على المآذن فيه نظر.

فهذه ثلاثة أمور كلها فيها نظر

 والمشروع في أدبار الصلوات أن تأتي بالأذكار المعروفة المعهودة ثم إذا فرغت كبِّر،

وكذلك المشروع ألا يكبر الناس جميعاً , بل كل يُكبِّر وحده هذا هو المشروع،

كما في حديث أنس أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم المهلُّ  ومنهم المكبر ولم يكونوا على حال واحد. انتهى من (لقاءات الباب المفتوح للعثيمين _سؤال رقم ( 97 ) المجلد الأول ص ( 55)).

 
والله اعلم


وللفائدة..

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات