القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم التكبير المقيد بعد الصلوات في أيام التشريق


ما اعتاده الناس أيام التشريق عقب الصلوات أنهم يكبرون هذا ليس بمشروع ولكن الصحيح أنك تبدأ عقب الصلوات بالأذكار المشروعة التي تقال عقب الصلوات ثم تكبر سواء عقب الصلوات أو في الضحى  أو في نصف النهار أو في آخر النهار  أو في نصف الليل وهكذا بلا عدد مخصوص ولا وقت مخصوص لقوله تعالى : ﴿وَاذْكُرُواْ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾. [البقرة: 203].

قال الشيخ الألبانى رحمه الله :

الذي أعرفه أن التكبير في العيدين يختلف أحدهما عن الآخر، التكبير في عيد الفطر ينتهي بالصلاة، أما التكبير في عيد الأضحى فأيام العيد الأربع موضع للتكبير .

ثم هذا التكبير: السنة فيه خلاف السنة الغالبة في الأذكار، حيث أن السنة الغالبة في الأذكار هو الإسرار وليس الإجهار، ولكن هناك مواطن استُثْنيت فيها هذه السنة، فجُعِل الإجهار فيها هو الشرع من هذا القبيل تكبيرات العيدين، مع بيان التفريق الذي ذكرته آنفاً. 

المقصود التكبير في عيد الأضحى في كل أيام العيد الأربعة، وجهراً وليس سراً، ولكن ليس من السنة تخصيص دُبُر الصلوات بتكبير العيد، وإنما كل ساعة من ساعات أيام العيد الأربعة يُشْرَع فيها الجهر بالتكبير أما التخصيص بِدُبُر الصلاة، فهذا الذي ليس له أصل.

وحينذاك لا ينبغي نحن أن نُعَالج الداء بالداء، أي :

 إذا كان الرجال التزموا التكبير وجهراً دبر الصلوات، وأن هذا ليس له أصل في السنة، فنحن ما ننهاهم؛ لأنهم التزموا، وإنما ننهاهم لأنهم أعرضوا عن التكبير كل الأوقات، وخَصَّصوا هذا الوقت الذي هو دبر الصلاة بالتكبير، هذا التخصيص هو الذي ليس له أصل، فنقول لهم : كَبِّروا واجهروا بالتكبير في كل أيام العيد قبل الصلاة، بعد الصلاة، بين الصلوات، ليلاً نهاراً .. وهكذاهذا هو الجواب عما سألت.

مداخلة :

 يجوز هنا حتى قبل الإقامة في الصلاة أن يُكَبِّر؟

الشيخ :

 كل الأوقات بدون التزام شيء معين، كل الأوقات؛ لأن هذه ظاهرة إسلامية نادرة في كل أيام السنة، فكل ذِكْر يُتَّبع فيه ما ورد سراً سراً، جهراً جهراً.

مثلاً : التلبية في الحج وبالعمرة السنة فيها هو رفع الصوت، وليس فقط رفع الصوت، بل والمبالغة في رفع الصوت. ولذلك جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن الصحابة رضوان الله عليهم حينما حَجُّوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقول أنس بن مالك، كانوا يصرخون بالتلبية صراخاً، حتى في رواية أخرى: «بُحَّت أصواتهم حينما وصلوا إلى الروحاء» هذا خلاف الأصل.

الأصل في الأذكار كلها هو الإسرار والخفض، لكن التلبية في الحج وكذلك التكبير في العيد خلاف هذا الأصل... وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف....انتهى باختصار من (الهدى والنور /٦١٨/ ٠٩: ٠٨: ٠٠)

 سئل أيضا رحمه الله :

حكم التكبير المقيد بعد الصلوات وهل يقدمه على الأذكار المشروعة أم يبدأ بالأذكار أولاً؟

فأجاب : 

ليس فيما نعلم للتكبير المعتاد دبر الصلوات في أيام العيد ليس له وقت محدود في السُّنَّة و إنما التكبير هو من شعار هذه الأيام . بل أعتقد أن تقييدها بدبر الصلوات أمر حادث لم يكن في عهد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم فلذلك يكون الجواب البدهي أن تقديم الأذكار المعروفة دبر الصلوات هو السُّنَّة أمَّا التكبير فيجوز له في كل وقت .اه (سلسلة أشرطة الهدى والنور _ شريط رقم 392) .

 وسئل أيضا رحمه الله :

هل يقيد التكبير بأيام التشريق بما بعد الصلوات؟

الشيخ :

 لا، لا يُقَيَّد بل تقييده من البدع، إنما التكبير بكل وقت من أيام التشريق.

مداخلة : وأيام العشر؟

الشيخ : وأيام العشر كذلك . انتهى من (الهدى والنور /٤١٠/ ١٢: ٣٦: ٠٠)

 وقال أيضا رحمه الله :

ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الإجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض وكذلك كلُّ ذِكرٍ يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يُشرع  فلا يُشرع فيه الإجتماع المذكور فلنكن على حذر من ذلك .اه ( سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/121

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

التكبير في عشر ذي الحجة ليس مقيداً بأدبار الصلوات وكذلك في ليلة العيد عيد الفطر ليس مقيداً بأدبار الصلوات فكونهم يقيدونه بأدبار الصلوات فيه نظر ثم كونهم يجعلونه جماعياً فيه نظر أيضاً  لأنه خلاف عادة السلف وكونهم يذكرونه على المآذن فيه نظر

 فهذه ثلاثة أمور كلها فيها نظر

 والمشروع في أدبار الصلوات أن تأتي بالأذكار المعروفة المعهودة ثم إذا فرغت كبِّر وكذلك المشروع ألا يكبر الناس جميعاً , بل كل يُكبِّر وحده هذا هو المشروع كما في حديث أنس أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم المهلُّ  ومنهم المكبر ولم يكونوا على حال واحد . اه (لقاءات الباب المفتوح للعثيمين _سؤال رقم ( 97 ) المجلد الأول ص ( 55))

وقال أيضا رحمه الله :

التكبير المقيد يكون من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، ومعنى قولنا : إنه مقيد يعني : أنه داخل في الذِّكر عقب الصلاة، وليس المعنى : أننا نكبر من حين السلام، بل المشروع من حين السلام الاستغفار ثلاثاً، و(اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ثم بعد ذلك تكبر.... انتهى باختصار من (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (16/ 161))

ومما ينبغي التنبيه عليه أن التكبير الجماعي الذي يرفع فيه  الصوت بالتكبير جميعا بحيث يبدؤون معا وينتهون معا بصوت واحد من البدع لعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين وذلك لحديث عائشة –رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ". رواه البخاري (2697) ومسلم (1718).

 
والله اعلم


وللفائدة..

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات