">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع في

متى لا يكون جهاد الدفع واجبًا؟ (فلسطين نموذجًا)


 يُعتبر جهاد الدفع من القضايا الفقهية التي تثار حولها الكثير من التساؤلات، لا سيما في ظل الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية، 

وخصوصًا قضية فلسطين التي باتت نموذجًا يُستدل به في الحديث عن الجهاد، وشروطه، وموانعه.
 
✅ فهل جهاد الدفع واجب في كل الأحوال؟ أم أن هناك شروطًا يجب توافرها حتى يصبح الجهاد واجبًا؟ ومتى يسقط وجوبه؟

✅ في هذه الموضوع هذه الأسئلة يجيب عنها المنشور بتفصيل شرعي موثق.

▣▣ الفرق بين جهاد الطلب وجهاد الدفع.

ينقسم الجهاد في الشريعة الإسلامية إلى نوعين رئيسيين :

★ جهاد الطلب : أن يخرج المسلمون من ديارهم بإذن الإمام أو ولي الأمر، لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فإن استجابوا فذلك فضل من الله ونعمة، 

وإن لم يستجيبوا دُعوا إلى دفع الجزية، فإن قبلوا فبها ونعمت، وإن أبوا، حينها يُقاتَلون حتى يسود دين الله.

★ جهاد الدفع : يكون عندما يعتدي العدو على أراضي المسلمين، وهنا يصبح الدفاع واجبًا على أهل البلد، ثم الأقرب فالأقرب، 

وهكذا حتى يعم الوجوب جميع المسلمين، أو يسقط الوجوب بسبب مانع يمنع منه كعدم القدرة.

◄ وقد نص العلماء على أن جهاد الدفع أوجب من جهاد الطلب، لأنه يتعلّق برد العدوان المباشر، وحماية بيضة الإسلام وأرواح المسلمين.

▣▣  متى يسقط وجوب جهاد الدفع؟

✅ جهاد الدفع أو جهاد الطلب يشترط لكلٍ منهما القدرة ، لأن الله تبارك وتعالى قد أعطانا القاعدة العظيمة في ذلك ، فقال سبحانه : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا). [البقرة : 286] .

✅ فعلى الرغم من أهمية جهاد الدفع، إلا أن الشريعة لم تجعله واجبًا مطلقًا في كل الأحوال، بل قيدته بعدة شروط، ومن أبرزها:

1- القدرة والإستطاعة شرط أساسي في جميع التكاليف الشرعية، ومنها الجهاد.

★ قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾. [البقرة: 286]. وقال: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾. [التغابن: 16]. وقال النبي ﷺ:"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم". "رواه البخاري".

◄ فالشرع لا يفرض على المسلمين ما لا يطيقونه، وإذا كان القتال سيؤدي إلى الهلاك المحض دون نكاية بالعدو، 

فإن الجهاد يسقط لعدم القدرة، لأن التكليف الشرعي مرتبط بالاستطاعة، فلا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة.

◄ فإذا فُقدت القدرة على الجهاد، سقط الوجوب، كما سقط الصيام عن المريض، والحج عن غير المستطيع، وكذلك جهاد الدفع، لا يجب على من لا يستطيع القيام به.

✔ لقد بقي التتار سنوات طويلة قبل أن يستعدَّ المسلمون لإخراجهم، وفي تلك الفترة لم يُفْتِ العلماءُ بوجوب قتالهم.

 وقد عقد صلاح الدِّين الأَيُّوبي رحمه اللّه تعالى صلحاً مع الصليبيِّين لأربع سنوات قبل أن يستعدَّ لإِخراجهم. ينظر: كتاب "أطلس تاريخ الإسلام" للدكتور حسين مؤنس.

2- درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

◄ فإن كان القتال سيؤدي إلى مزيد من القتل والدمار والتهجير دون تحقيق مصلحة حقيقية، فلا يجب بل يحرم خوضه، لأن الشريعة تمنع الإقدام على الهلاك، قال تعالى: "ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ".

◄ فالشجاعة هنا تهور، والإقدام انتحارا وما حاجتتا إلى جهاد لا يهزم عدواً ولا يعيد حقاً، بل يجر الويلات على المسلمين، لذا علي المسلمين الصلح فى هذه الحال وحفظ دمائهم.

قال العز بن عبد السلام : "التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة لكنه واجب إذا علم أنه يُقتل من غير نكاية في الكفار...". ينظر: [قواعد الأحكام في إصلاح الأنام (ج١/ص١٥١)].

▣▣ أدلة شرعية على سقوط جهاد الدفع عند عدم القدرة:

1- 
قال الله تعالى : " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ". [الأنفال: 60].

✅ وجه الدلالة : لم يُفرّق سبحانه في هذا الأمر بين جهاد الطلب وجهاد الدفع من حيث الإعداد والاستطاعة، لأن الشخص إن كان غير قادر على الدفاع عن نفسه، 

فلا يُعقل أن يُؤمر بأن يُلقي بنفسه إلى الهلاك، والله تعالى قد نهى عن ذلك في قوله: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ". [البقرة: 195].

2- قال تعالى : ﴿لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً..﴾. [ال عمران: 28].

✅ وجه الدلالة : ينهى الله المؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء بالمحبة والنصرة من دون المؤمنين، ومَن يتولهم فقد برِئ من الله، والله بريء منه،

إلّا أن تكونوا ضعافًا خائفين فقد رخَّص الله لكم في مهادنتهم اتقاء لشرهم، حتى تقوى شوكتكم. ينظر: [التفسيرالميسر].

3- (هجرة المسلمين من مكة -وترك القتال لعدم القدرة): ظلّ النبي  في مكة 13 سنة يدعو إلى التوحيد، ورغم تعرضه للأذى، وتعرض الصحابة للتعذيب كعمار وبلال، 

لم يؤمر بالقتال لأنه لم يكن هناك دولة إسلامية تملك القدرة على الرد، وهذا يؤكد أن الجهاد مرتبط بالتمكين والإستطاعة.

 قال شيخ الإسلام رحمه الله : « وكان مأمورا بالكف عن قتالهم لعجزه وعجز المسلمين عن ذلك ». ينظر: (الجواب الصحيح (۱ (۲۳۷))).

4(صبر النبي ﷺ على حصار المشركين له ولأصحابه في شعب بني هاشم ثلاث سنين): حتى أكلوا ورق الشجرمن الجوع، ولم يأمر بالقتال بسبب فقد شرط القدرة ،

بل صبر وأمر بالصبر، ولم يعتبره جهاد دفع يبيح القتال بلا شروط، بل انتظر وأخذ بالأسباب الشرعية كما أمره ربه. انظر: (سيرة ابن هشام (۱ (۳۸۸)).

5- عندما أرسل النبي ﷺ حذيفة في غزوة الخندق حتى يرى ما صنع الله بالأحزاب  بقيادة أبي سفيان، فقال له: (اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي). ((رقم: 1788-مسلم).

✅ يُريدُ النَّبيُّ  من حذيفة أنْ يَذهَبَ إليهم ويَدخُلَ فيهم دونَ أنْ يَشعُروا به، ونهاه النبي ﷺ عن إحداث شيء من قتل أو نكاية بالعدو، 

مع أن هذا الجهاد جهاد دفع، والعدو كان يريد استئصال المسلمين ودينهم، لكن النبي ﷺ نهاه مراعاة للمصلحة ودرءًا للمفسدة.

 يتجلى في هذا التوجيه النبوي حرص النبي ﷺ على حفظ أرواح المسلمين ودفع الضرر عنهم عند الضعف، بتجنّب ما قد يستفز العدو.
 
◄ ومما يؤسف له اليوم، أن البعض يخالف هذا الهدي، فيتخذ قرارات متهورة تجرّ الويلات على الأمة، نتيجة غياب الحكمة وترك الرجوع لأهل العلم.

6- (غزوة مؤتة: الانسحاب خشية الهلاك والإستئصال): في غزوة مؤتة، انسحب خالد بن الوليد رضي الله عنه بالجيش المسلم عند ظهور التفوق العددي والمعنوي للعدو،

واستطاع أن يخرج بجيش المسلمين من أرض المعركة، بطريقة منظمة وسليمة؛ خشية الاستئصال وهلاك الجيش ، ولم يُعد ذلك فرارًا، بل سماه النبي ﷺ "فتحًا".

★ قال الشيخ ابن عثيمين: لما أخذ الراية خالد بن الوليد رضي الله عنه وانحاز بهم في مكان ءامن قال النبي ﷺ: ( ثم أخذها خالد ففتح الله عليه )،

فجعل النبي ﷺ السلامة من الهزيمة فتحا لأن بها خلاصا للمؤمنين من عدوهم. ينظر: (فتاوى نور على الدرب-(152)).

7(يأجوج ومأجوج: الأمر بالتحصّن وعدم المواجهة لعدم القدرة): في آخر الزمان، عندما يهجم يأجوج ومأجوج، يأمر الله عيسى عليه السلام بالتحصن في الطور وعدم قتالهم، لأنهم أقوى من أن يُقاتَلوا.

✅ قال النبي ﷺ:"إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور". [رواه مسلم].

◄ وهذا دليل صريح على أن الله تعالى أمر نبيه عيسى عليه السلام بترك القتال إذا كان العدو لا يمكن مقاتلته، مما يؤكد أن القدرة شرط في جهاد الدفع.

▣▣ أقوال العلماء حول سقوط الجهاد عند عدم القدرة:

★ الجهاد إنما يجب في مرحلة التمكين لا في مرحلة الإستضعاف، حتى وإن كان المسلمون تحت سطوة المشركين.

** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه :

فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف، أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصبر والصفح عمَّن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين،... ينظر: [الصارم المسلول على شاتم الرسول ص٢٢١].

★ اعتبار شرط القدرة والنظر في المصالح والمفاسد في جهاد الدفع مِن أصول الإسلام.

** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه :

الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإِمكان، إذ ليس قتالُهم بأَولى من قتال المشركين والكُفَّار، ومعلوم أنَّ ذلك مشروط بالقدرة والإِمكان،... ينظر: [مجموع الفتاوى (ج٤/ص٤٤٢)].

** وقال أيضا رحمه اللّه :

ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا [التتار الذين قدموا لغزو دمشق] في تلك المرة (لعدم القتال الشرعي) الذي أمر الله به ورسوله،

ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال، فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا. ينظر: (الرد على البكري (2/733)).

** نص العز بن عبد السلام رحمه الله -

على وجوب ترك القتال إن لم تترتب عليه مصلحة النكاية في العدو، بقوله: 

التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة لكنه واجب إذا علم أنه يقتل من غير نكاية في الكفار، لأن التغرير بالنفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين ،

فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صدور الكفار، وإرغام أهل الإسلام، 

وقد صار الثبوت ههنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحةينظر: [قواعد الأحكام في إصلاح الأنام (ج١/ص١٥١)].

** قال الشيخ الألباني رحمه الله :

الجهاد من غير استعداد وقدرة سيكون أفراده طُعمَة للنار، فلا تكون المساعدة للضعفاء بالأنفس، بالزيادة في إهلاك النفوس المؤمنة دون فائدة ترجىينظر: [ سلسلة الهدى والنور (شريط ٦٦٩) ].

** قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

 أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال ,فان لم يكن لديهم قدرة فان اقحام انفسهم فى القتال القاء بانفسهم الى التهلكة ,

ولهذا لم يوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين القتال وهم فى مكة , لانهم عاجزون ضعفاء , فلما هاجروا الى المدينة وكونوا الدولة الاسلامية , وصار لهم شوكة امروا بالقتال ,

 وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط , والا سقط عنهم كسائر الواجبات , لان جميع الواجبات يشترط فيها القدرة، لقوله تعالى :

((فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا )) ـ التغابن 16 ـ وقوله (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )). البقرة 286 . ينظر: (شرح زاد المستقنع-كتاب الجهاد-)(01).

** قال الشيخ محمد بازمول حفظه الله :

.. والدليل على اشتراط التكافؤ في العدد والعدة، قول الله تبارك وتعالى:

{الآَنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}. (الأنفال:  ٦٦).

ومن أحكام هذه الآية جواز التولي من الزحف إذا كان عدد الكفار أكثر من ضعف عدد المسلمين.

ولما ينزل المسيح ابن مريم -- ويقتل الدجال، 

« فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ». ((صحيح مسلم)، حديث رقم: (٢٩٣٧)).

ومعلوم أن عيسى -عليه الصلاة والسلام- سيحكم بشريعة محمد --، ومعلوم أن يأجوج ومأجوج خروجهم على أهل الشام والمسلمين هو مداهمة عدو كافر للمسلمين، 

والله لم يأمر بمواجهتهم، مع أنه جهاد دفع؛ لأنه لا يدان لأحد بقتالهم، أي لا قدرة ولا طاقة، وهل يشك في إيمان عيسى نبي الله -- ومن معه من المؤمنين؟

والقاعدة الشرعية: (القدرة مناط التكليف) تؤكد هذا المعنى، والله الموفق.

ملحوظة : يعلم مما تقدم أن ما حصل يوم بدر منسوخ ، فلا يقال اليوم : 

يجوز أن يقاتل ثلاثمائة من المسلمين ثلاثة آلاف من الكافرين، كما حصل يوم بدر!، لأن هذا منسوخفانتبه هديت. انتهى باختصار.
https://mohammadbazmool.blogspot.com/2014/10/blog-post_463.html

▣▣ "ماذا يجب على المسلمين في حال الضعف؟ – فلسطين أنموذجًا عمليًا"

◄ في حال ضعف المسلمين، يجب اللجوء إلى الصلح المشروع حفظًا للدماء، مع الاستمرار في بناء القوة والإعداد كما أمر الله، 

وتربية جيل مؤمن قادر على حمل المسؤولية، والتوكل على الله بالدعاء والعمل.

◄ والواقع الفلسطيني مثال على ذلك، حيث يفرض الفارق العسكري التهدئة المؤقتة مع الاستعداد، لا خوض مواجهات تفتقر لشروط الجهاد الشرعي، بل الواجب تحكيم العقل والشرع.

★ قال الإمام ابن باز رحمه الله : لا جهاد اليوم في فلسطين فعليهم بالصلح وحفظ دماء المسلمين.. انتهى.

▣▣ الخاتمة : 

✅ ليست كل دعوة للجهاد صادقة، ولا كل تراجع جبنًا، فالشجاعة الحقيقية تكمن في الحكمة والتروي، وحماية أرواح المسلمين لا المتاجرة بها في حروب خاسرة.


والله اعلم

 شاركونا رأيكم: هل ترون أن جهاد الدفع واجب في كل الأحوال؟

 وانشروا المقال لتعم الفائدة. 

اقرأ أيضا :


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات