في ظل الأحداث الجارية، يتساءل الكثيرون : لماذا لا نقاتل أمريكا وإسرائيل الآن؟الجواب في ضوء الشريعة الإسلامية، يتلخّص في:
🔹 الجهاد يجب أن يكون تحت إمرة ولي الأمر (الحاكم الشرعي) الذي يقرر توقيته وطريقته بما يحقق مصلحة الأمة.
🔹 لا نحاربهم اليوم لأن الجهاد يحتاج إلى قدرة واستعداد وقوة، وهي غير متوفرة حالياً.
🔹 الإسلام يشترط وجود قوة حقيقية تُخيف العدو وتمنع الهزيمة، ولا يوجب القتال مع ضعف المسلمين أو عدم تكافؤ الأسلحة،
◄ فلا يجوز الجهاد دون وجود القوة الكافية والاستعداد المادي والمعنوي، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. (الأنفال: 60).
🔹 لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه! فإذا أدّى القتال إلى كوارث أكبر على المسلمين – كالاستئصال أو الذل – فإنه لا يشرع.
🔹 الواجب الآن هو الإعداد بالإيمان والتقوى، ثم العمل على بناء القوة العسكرية والعلمية.
🔹 التعجل في القتال يجلب الكوارث كما رأينا مع جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، إذ إن النصر مشروط بالإيمان الصادق، كما قال تعالى: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين". سورة الروم ، الآية رقم (47).
▣▣ أقوال العلماء حول الجهاد والقدرة :
** قال الشيخ الألباني -رحمه الله- :
" الجهاد من غير استعداد وقدرة سيكون أفراده طُعمَة للنار، فلا تكون المساعدة للضعفاء بالأنفس، بالزيادة في إهلاك النفوس المؤمنة دون فائدة ترجى ". ينظر: [ سلسلة الهدى والنور (شريط ٦٦٩) ].
** قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
فإن قال لنا قائل الآن: لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا لماذا؟
الجواب :
لعدم القدرة، الأسلحة التي ذهب عصرها عندهم هي التي بأيدينا وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ، ما تفيد شيئا فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟
ولهذا أقول إنه من الحمق أن يقول قائل إنه يجب علينا الآن أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله عز وجل ويأباه شرعه،
لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمرنا الله به عز وجل (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة). [الانفال- 60]،هذا هو الواجب علينا ، أن نعدّ لهم ما استطعنا من قوّة،
وأهمّ قوّة نعدّها هو الإيمان والتّقوى، الإيمان والتّقوى هو القوّة، لأنّنا بالإيمان والتّقوى سوف نقضي على أهوائنا ونقضي أيضا على تباطئنا وتخاذلنا، ونقضي على محبّتنا للدّنيا،
لأنّنا الآن نحب الدّنيا ونكره الموت، الصّحابة رضي الله عنهم المجاهدون حالهم عكس حالنا، يريدون الموت ويكرهون الحياة في الذّلّ،
فالواجب أن نُعدّ ما استطعنا من القوّة وأوّلها الإيمان والتّقوى، ثمّ التّسلّح، التّسلّح، الذي علّم هؤلاء ألا يعلّمنا؟!
يعلّمنا لكنّنا لم نتحرّك، ثمّ في الواقع لو تحرّكنا قطعت الرّؤوس، ما نستطيع، ولا حاجة إلى أن نعيّن لكم أنّهم إذا رأوا دولة يمكن أن تنتعش بالأسلحة، فعلوا ما فعلوا ممّا هو معلوم لكم،
أقول : إنّ الواجب الآن أن نستعدّ بالإيمان والتّقوى وأن نبذل الجُهد، والشيء الذي لا نقدر عليه نحن غير مكلّفين به، ونستعين الله عزّ وجلّ على هؤلاء الأعداء،
ونحن نعلم أنّ الله تعالى لو شاء الله لانتصر منهم، كما قال الله تعالى:
(( ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض )) ثمّ: (( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضلّ أعمالهم )): حتى لو ابتلى بعضنا ببعض وقُتل من قتل منّا فإنّ الله لن يضلّ أعمال هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله: (( سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنّة عرّفها لهم )) .
فالحاصل الذي أحبّ أن أقول وأؤكّد : أنّه لا بدّ من القدرة، أمّا مع عدم القدرة فإنّ الشّرع والقدر يتّفقان بأنّه لا يجب علينا أن نتحرّك ما دمنا لا نستطيع، الواقع والشّرع كلّه يدلّ على هذا... انتهى باختصار من (شرح كتاب الجهاد من بلوغ المرام- للعثيمين).
** وقال أيضا - رحمه الله :
فلا يجوز أن نقاتل ونحن غير مستعدين له، والدليل على هذا :
▪️ أنَّ الله عز وجل لم يفرض على نبيه ﷺ وهو في مكة أن يقاتل المشركين.
▪️ وأنَّ الله جل وعلا أذن لنبيه ﷺ في صلح الحديبية أن يعاهد المشركين ". ينظر: [ لقاء الباب المفتوح (٣٣/ ١٦) ].
▣▣ فقه الجهاد : شرط القوة والإستعداد.
** قال الشيخ عبد السلام السحيمي حفظه الله :
من فقه الجهاد:
أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون القتال بها ويغلب على الظن أنها تكسر شوكة العدو بحيث تكون مساوية لقوته أو قريبة منها وإلا لم يجب عليهم،
قال تعالى: (فاتقوا الله ماستطعتم). وقال تعالى: (وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم).
من قوة نكرة فتعم كل قوة ممكنة ومن رباط الخيل، فالخيل ذُكرت لأنها أقوى وأحسن آلة يُقَاتَل عليها في ذلك الزمان وكل زمان بحسبه
ثم قال: (ترهبون به عدو الله وعدوكم)، أي تخيفون. فأي قوة لايخافها العدو ويرهبها فليست قوة معتبرة شرعا
وهذه القوة التي تخيف العدو شرط في جهاد الطلب والدفع، ويدل لذلك حديث النواس بن سمعان في قصة قتل عيسى عليه السلام للدجال قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فبينما هوكذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أنّي قد أخرجت عبادا لي لايدان لأحد بقتالهم فحرّز عبادي إِلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج ". رواه مسلم.
قال النووي : " قال العلماء معناه لاقدرة ولاطاقة …ومعنى حرزهم إلى الطور أي ضمهم إليه واجعله لهم حرزا ". شرح النووي لمسلم(٦٨/١٨).
وجه الدلالة من الحديث : " أنه لما كانت قوة عيسى عليه السلام ضعيفة بالنسبة ليأجوج ومأجوج أمره الله ألا يقاتلهم ولايجاهدهم، فدل هذا على أن القدرة شرط في جهاد الدفع ". انظر: (مهمات في الجهاد-ص١٨).
▣▣ الخلاصة :
✔ الجهاد بدون قدرة واستعداد مخالف للشرع.
✔ الواجب الإعداد الشامل: إيمانًا وتسليحًا وتقنية.
✔ النصر لا يأتي بالتمني بل بالإعداد والصبر.
💬 اللهم أعز الإسلام والمسلمين ووفقنا لما تحبه وترضاه.
والله اعلم
اقرأ أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق