✅ يتساءل كثير من المسلمين عن : حكم أكل ذبيحة تارك الصلاة، خاصة إذا ذبح أضحية في عيد الأضحى أو قدم ذبيحة عادية.
فهل يجوز الأكل منها شرعًا؟ وماذا قال العلماء في هذا الباب؟
▣▣ حكم أكل ذبيحة تارك الصلاة تكاسلًا؟
✅ الجواب : بحسب ما رجّحه جمهور العلماء، فإن تارك الصلاة تكاسلًا لا يُعد كافرًا كفرًا مخرجًا من الملة، بل هو مسلمٌ فاسق مرتكب لكبيرة عظيمة.
◄ وبناءً عليه، فإن ذبيحته حلال، ويجوز الأكل منها شرعًا ، سواء كانت أضحية أو غيرها، إن شاء الله.
★ وقد أفتى بهذا القول كبار أئمة الإسلام كالإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي، والإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه.
▣▣ دليل ذلك من الحديث النبوي :
✅ قال النبي ﷺ: « خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ،
وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ». («صحيح الترغيب والترهيب» (١/ ٢٧١) رقم: (٣٧٠) ).
◄ دل الحديث على : أن من يصلِّي ويترك فهذا غير مُحافِظ عليها وليس بكافرٍ بل هو مسلمٌ يدخل تحت المشيئة والوعيد.
▣▣ التنبيه على خطورة ترك الصلاة :
✔ مع القول بجواز أكل ذبيحة تارك الصلاة، إلا أنه لا يجوز التهاون بشأن ترك الصلاة؛ فهي من أعظم الكبائر، وقد توعّد الله المتكاسلين عنها بالعذاب:
✅ قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}. [الماعون: 4-5]. والويل هو وادٍ في جهنم – نعوذ بالله منه.
▣▣ أقوال العلماء فى المسألة :
★ سئل الشيخ الألباني رحمه الله :
أيهما الأولى بالأكل من ذبيحته : النصراني أم تارك الصلاة ؟
فأجاب :
ما رواه صعب التحقيق وهو وضعيف على كل حال ... كلاهما في الهواء سواء،
◄ إذا جاز أكل لحم النصراني فيجوز أكل المسلم تارك الصلاة، لأنه في بعض المسلمين في حكم الكافر، لكنه ليس بكافر لكنه فاسق. ينظر: (سلسلة الهدى والنور-(212)).
★ قال الإمام ابن قدامة الحنبلي رحمه الله :
بعد أن ذكر طرفا من أدلة الجمهور على عدم كفر تارك الصلاة تكاسلا :
ولأن ذلك إجماع المسلمين. فإنا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدا من تاركي الصلاة ترك تغسيله، والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين،
ولا منع ورثته ميراثه، ولا منع هو ميراث مورثه، ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة من أحدهما؛ مع كثرة تاركي الصلاة،
◄ ولو كان كافرا لثبتت هذه الأحكام كلها، ولا نعلم بين المسلمين خلافا في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتدا لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام.
وأما الأحاديث في تكفيره فهي على سبيل التغليظ , والتشبيه له بالكفار لا على الحقيقة,
كقوله عليه السلام : ( سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر ) ، وقوله ( شارب الخمر كعابد وثن ) وأشباه هذا مما أريد به التشديد في الوعيد ". ينظر: ("المغني" (2/157)).
▣▣ خلاصة الحكم الشرعي :
✔ تجوز أضحية تارك الصلاة تكاسلًا، ويجوز الأكل منها شرعًا.
✔ تارك الصلاة تكاسلًا لا يُعَد كافرًا كفرًا أكبر عند جمهور أهل العلم.
✔ لكن مع ذلك، يجب تحذير المسلم من ترك الصلاة، فهي عمود الدين وتركها من أعظم الذنوب.
والله اعلم
اقرأ أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق