">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

  لا يجوز الترحم على من مات من غير المسلمين سواء كان من اليهود والنصارى أو كان من غيرهم لأن الدعاء بالرحمة لغير المسلم هو من الإعتداء فى الدعاء ولما جاء فى الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أنه لا يدخل الجنة إلا نفس 
مسلمة ).

ومن فعل ذلك فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر من هذا الذنب .

 لكن يُدعى لغير المسلم الحي بالهداية بأن ينشرح صدره للإسلام .

ومن الأدلة على ذلك :

1- قال تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }.(سورة الأعراف-)156 فكيف يترحَّم المسلم على من مات على غير الاسلام بعد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دون الإيمان به والاتباع له صلى الله عليه وسلم؟!.

قال الإمام القرطبي فى تفسيره :

 قال بعض المفسرين : طمع في هذه الآية كل شيء حتى إبليس ، فقال : أنا شيء ; فقال الله تعالى : فسأكتبها للذين يتقون فقالت اليهود والنصارى : نحن متقون ; فقال الله تعالى : الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الآية . فخرجت الآية عن العموم ، والحمد لله.انتهى

2- قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين .(سورة البقرة-(161)). فكيف تترحم عليه أخى المسلم وهو قد مات على كفره وعلى جُحوده وتكذيبه بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد لعنه الله وأسحقه من رحمته وأنت مع ذلك تترحم عليه ألا تخشى عقابه ؟! فاياك أن تضل السبيل اتباعا لهواك فقد قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}. [الأحزاب 36]

قال الإمام الطبري فى تفسيره :

قوله : " إنّ الذين كفروا "، إن الذين جَحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكذبوا به  من اليهود والنصارى وسائر أهل الملل، والمشركين من عَبدة الأوثان." وماتوا وهم كفار "، يعني : وماتوا وهم على جُحودهم ذلك وتكذيبهم محمدًا صلى الله عليه وسلم،" أولئك عَليهم لَعنةُ الله والملائكة ", يعني : فأولئك الذين كفروا وماتوا وهم كفار عليهم لعنة الله، يقول: أبعدهم الله وأسحقهم من رحمته," والملائكة "، يعني ولَعنهم الملائكةُ والناس أجمعون. ولعنة الملائكة والناس إياهم قولهم : " عليهم لعنة الله ".انتهى

3- قال تعالى : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. {التوبة:113}.

جاء في سبب نزول هذه الآية : (أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب لما توفي على الشرك :"وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}). متفق عليه. فها هو عم النبى محمد صلى الله عليه وسلم قد دافع عنه وحماه من الكفار ومنعه منهم وحال بينه وبينهم ومع ذلك لم يدعو له النبى محمد صلى الله عليه وسلم بالرحمة بعد موته وذلك لأنه مات على الشرك ولم يتبع النبى محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجوز الترحُّم ولا الترضِّي عن غير المسلم. 

 قال النووي رحمه الله  :

الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة : حرام بنص القرآن والإجماع . انتهى المجموع " ( 5 / 119 ) .

4- روى مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أحد من هذه الأمة لا يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كانَ مِنْ أَصْحَابِ النار.

5- عن أبى موسي الأشعرى رضى الله عنه قال : كانت اليهودُ تَعاطسُ عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجاءَ أن يقولَ لها : يرحمُكُم اللهُ فكان يقولُ : يهديكُم اللهُ ويصلحُ بالَكم .(صحيح أبي داود رقم: (5038 )) . دل الحديث على أن الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة لا يجوز لعدول النبي صلى الله عليه وسلم- عن الدعاء بالرحمة للعاطسين من اليهود إلى الدعاء لهم بالهداية .

قال السندي رحمه الله : والحديث يدل على أن الكافر لا يدعى له بالرحمة، بل يدعى له بالهداية، وصلاح البال .(مسند أحمد ط الرسالة (32 / 357).).

وقال بدر الدين العيني رحمه الله في شرح حديث (اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي ) : معناه : اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة ؛ لأن ذنب الكفر لا يُغفر ، أو يكون المعنى : اغفر لهم إن أسلموا . انتهى من (" عمدة القاري شرح صحيح البخاري " ( 23 / 19 )) .

6- الكافر مهما عمل من أعمال خير فى الدنيا وينفع المسلمين يجازيه الله على ذلك فى الدنيا فقط وأما فى الآخرة فلا نصيب له ولا حسنات ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا وذلك بسبب كفره وعدم اتباعه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا». فيا أخى المسلم علام تدعو له بالرحمه؟!  

قال الشيخ الألبانى رحمه الله :

 وتحرم الصلاة والاستغفار والترحم على الكفار والمنافقين لقول الله تبارك وتعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}. [التوبة: ٨٤] وسبب نزول الآية ما روى عبد الله بن عمر وأبوه والسياق له قال :

«لما مات عبد الله بن أبي بن سلول دعى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلى عليه، فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثبت إليه [حتى قمت في صدره]، [فأخذت بثوبه] فقلت : يارسول الله أتصلي على [عدو الله] ابن أُبي وقد قال يوم كذا وكذا وكذا! ؟ أعدد عليه قوله * [أليس - قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال : ] {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ .. [التوبة: ٨٠]] فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : «أخر عني يا عمر» فلما أكثرت عليه قال: «إني خيرت فاخترت»، [قد قيل لي : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ .. }. [التوبة: ٨٠]» لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها، [قال : إنه منافق] * قال : فصلى عليه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - * [وصلينا معه]، [ومشى - صلى الله عليه وسلم - معه فقام على قبره حتى فرغ منه]، ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة : {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}. [التوبة: ٨٤]، [قال : «فما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله»، قال -: فعجبت بعد من من جرأتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ] والله ورسوله أعلم.

- وعن المسيب بن حزن رضي الله عنه قال : «لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله ابن أبي أمية، والمغيرة» فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عم إنك أعظم الناس علي حقا، وأحسنهم عندي يدا». ولأنت أعظم علي حقا من والدي، ف [لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ويعيدان * له تلك المقالة، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ * [قال : لولا أن تعيرني قريش - يقولون : إن ما حمله على ذلك الجزع - لأقررت بها عينك! «فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» «فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون، فأنزل الله عز وجل : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ .[التوبة: ١١٣]، وأنزل الله في أبي طالب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. [القصص: ٥٦]! !أخرجه البخاري «٣/ ١٧٣ - ٧/ ١٥٤ - ٨/ ٢٧٤، ٤١٠، ٤١١» ومسلم والنسائي «١/ ٢٨٦» وأحمد «٥/ ٤٣٣» وابن جرير في تفسيره «١١/ ٢٧» والسياق له وكذا مسلم، والزيادة الثانية له في بعض الأصول كما ذكره الحافظ عن القرطبي ويشهد لها رواية البخاري وغيره بمعناها.

ووردت القصة من حديث أبي هريرة باختصار عند مسلم والترمذي «٤/ ١٥٩» وحسنه، وعندهما الزيادة الثالثة، والحاكم «٢/ ٣٣٥ و ٣٣٦» وصححه ووافقه الذهبي، وله الزيادة الأولى، وهي عند ابن جرير أيضا من حديث سعيد بن المسيب مرسلا، ولكنه في حكم الموصول، لأنه هو الذي روى الحديث عن المسيب ابن حزن وهو والده. ووردت أيضا من حديث جابر أخرجه الحاكم أيضا وصححه ووافقه الذهبي وفيه الزيادة الرابعة وهي عند ابن جرير مرسلا عن مجاهد وعن عمرو بن دينار.

- وعن علي رضى الله عنه قال : «سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت : تستغفر لأبوبك وهما مشركان! ؟ فقال : [أليس قد استغفر إبراهيم وهو مشرك؟ قال : فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -! ؟ فنزلت : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ «١١٣» وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}. [التوبة: ١١٣، ١١٤] .

قلت : وهذا الاستغفار إنما هو ما حكاه الله تعالى في أواخر سورة إبراهيم عنه : «ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب»، وقد ذكر المفسرون أن هذا الدعاء منه بعد وفاة أبيه وبعد هجرته إلى مكة كما يشهد بذلك سياق الآيات التي وردت في اخرها الآية المذكورة، وعلى ذلك فيبني أن يكون التبين المذكور في آية الاستغفار إنما كان بعد وفاة أبيه أيضا وكان ذلك بإعلام الله تعالى إياه وقد أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح كما قال السيوطي في «الفتاوى» «٢/ ٤١٩» عن ابن عباس قال : ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات فلما مات تبين له أنه عدو الله فلم يستغفر له».

قال النووي رحمه الله تعالى في «المجموع» «٥/ ١٤٤، ٢٥٨» : «الصلاة على الكافر، والدعاء له بالمغفرة حرام، بنص القرآن والإجماع».

قلت : 

ومن ذلك تعلم خطأ بعض المسلمين اليوم من الترحم والترضي على بعض الكفار ويكثر ذلك من بعض أصحاب الجرائد والمجلات، ولقد سمعت أحد رؤساء العرب المعروفين بالتدين يترحم على «ستالين» الشيوعي الذي هو ومذهبه من أشد وألد الاعداء على الدين! وذك في كلمة ألقاها الرئيس المشار إليه بمناسبة وفاة المذكور، أذيعت بالراديو! ولا عجب من هذا فقد يخفى على مثل هذا الحكم، ولكن العحب من بعض الدعاة الاسلامين أن يقع في مثل ذلك حيث قال في رسالة له : «رحم الله برناردشو ... ».

وأخبرني بعض الثقات عن أحد المشايخ أنه كان يصلي على من مات من الاسماعيلية مع اعتقاده أنهم غير مسلمين لأنهم لا يرون الصلاة ولا الحج ويعبدون البشر! ومع ذلك يصلي عليهم نفاقا ومداهنة لهم . فإلى الله المشتكي وهو المستعان . انتهى من (أحكام الجنائز [١٢٠]).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في (الشرح المختصر لبلوغ المرام ) :

الكافر لا يجوز أن يصلى عليه ولا أن يدعى له بالرحمة ولا بالمغفرة ، ومن دعا لكافر بالرحمة والمغفرة فقد خرج بهذا عن سبيل المؤمنين ، لأن الله تعالى قال : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }.

فأي إنسان يترحم على الكافر أو يستغفر له فإن عليه أن يتوب إلى الله ، لأنه خرج في هذه المسألة عن سبيل النبي - صلى الله عليه وسلم –والمؤمنين ، فعليه أن يتوب إلى ربه ويؤوب إلى رشده ، لأن الكافر مهما دعوت له فإن الله لن يغفر له أبدا ، مهما عمل من خير ، لو فرض أن كافرا كان يصلح الطرق ويعمر الأربطة وينفع المسلمين فإنه عمله غير مقبول ، كما قال تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا }.

فكيف إذا كان عمله من أجل الدعوة إلى النصرانية إما بالقول وإما بالفعل ، لأن بعض الكفار يكون عنده فعل خير للأرامل والفقراء، لكن لمن؟ لأرامل الكفار وفقرائهم ، لا ينفع المسلمين بشيء ، وإنما ينفع الكفار هذا يدعو للنصرانية لأنه يريد أن يبقى هؤلاء على نصرانيتهم ، حيث أن الذي أحسن إليهم نصراني ، كذلك ربما يفتح هذا الإحسان العام في بلاد المسلمين الفقيرة من أجل أن يحول أبناء المسلمين إلى نصارى ، ليس لرحمة المسلمين ، لا يمكن لأي كافر أن يبذل إحسانا للمسلمين وقصده إحسانا للمسلمين أبدا ، لأن الله بين أن الكفار أعداء فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}. وقال تعالى : {فإن الله عدو للكافرين}. لا يمكن أن يعمل كافر إحسانا في بلاد الإسلام يريد به الخير أبدا ، إنما يريد أن يقول الناس : هذا رجل أو امرأة نصراني يحسن للناس ، يرحم الضعفاء ، ويعين الفقراء وما أشبه ذلك ، دعوة للنصرانية ؛ لكن أحيانا تكون دعوة واضحة وأحيانا دعوة مبطنة ، وليس هذا من الخير أبدا .

فهؤلاء النصارى أو اليهود أو المشركون لا يجوز أن يصلى عليهم أو يترحم عليهم ، ومن فعل ذلك فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر من هذا الذنب ؛ إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف البشر جاها عند الله سأل الله أن يستغفر لأمه ، قال : يا رب ائذن لي أن أستغفر لأمي ، قال الله له : لا تستغفر لأمك !! لماذا؟!! لأنها ماتت على الكفر ، فسأل الله أن يأذن له أن يزور قبرها فزار قبرها ، لكن ما دعا لها وهي أمه أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف غيرها من الكفار؟!!....). اهـ.


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات