">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حقيقة تبرك الصحابة والتابعين بآثار النبي بعد موته

 

لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتبركون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بشخصه الكريم وبآثاره وبأشيائه الخاصة، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل ولم ينكره.


وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، استمر الصحابة والتابعون من بعدهم في التبرك بآثاره، ولم يكن هذا التبرك مصحوبًا بأي نوع من الغلو أو الشرك.


إليك تبرك الصحابة بآثاره  بعد موته 

1- جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى : أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أخرجت جبة طيالسة وقالت :

( هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها ).

2- عن عيسى بن طهمان قال : ( أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالان فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس : أنهما نعلا النبي صلى الله عليه وسلم ). البخاري.

وإليك تبرك التابعين بآثارهﷺ بعد موته 

1- ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى : عن ابن سيرين رحمه الله تعالى أنه قال : قلت لعبيدة :

( عندنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس ) فقال :

(لأن تكون عندي شعرة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها) . وكانوا يتبركون بالشعرات الكريمة عند إصابتهم بالعين ونحوها.

2- وفي صحيح البخاري : عن عثمان بن عبد الله بن موهب رضي الله عنه قال :

(أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبة...).

- قال ابن حجر رحمه الله : والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه وتعيده،

فيشربه صاحب الإناء أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها.

كما كان التابعون رحمهم الله تعالى يتبركون بالشرب في قدح النبي صلى الله عليه وسلميُنظر: ((فتح الباري)) (10/353).

* وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله تعالى :

 في صحيحه كتاب الأشربة – باباً بعنوان (باب الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته) ثم ذكر هذا القول تعليقاً :

وقال أبو بردة : قال لي عبد الله بن سلام : ألا أسقيك في قدح شرب النبي صلى الله عليه وسلم فيه؟ .

ثم روى البخاري في هذا الباب حديثين فقط:

1- عن أبي حازم رحمه الله : عن سهل بن سعد رضي الله عنه، وفيه : أن سهل بن سعد سقى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بقدح قال أبو حازم :

(فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه) وقال : (ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له) .

2- روى عن عاصم الأحول رحمه الله أنه قال : في شأن قدح النبي صلى الله عليه وسلم الموجود عند أنس بن مالك رضي الله عنه : ( رأيت القدح وشربت فيه ).

الخلاصة

لقد توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتفت آثاره الدنيوية. 

ولا يمكن تصديق من يدعي امتلاك أي من آثاره، كمن يدعي امتلاك نعاله أو عصاه، فهذا الأمر غير ممكن.

آثاره صلى الله عليه وسلم قد فُنيت، ولكن ذكرنا لهذا الأمر هو لتوضيح أن التبرك بآثاره كان جائزًا عندما كانت موجودة .

ويبقى التبرك الأسمى والأعلى بالرسول صلى الله عليه وسلم، باتباع سنته والاقتداء به.



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات