">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع


يعد خطيب الجمعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع المسلم، حيث يتحمل مسؤولية توجيه الناس وتوعيتهم بأحكام دينهم.


ولذا، فإن أي خطأ أو بدعة يقع فيها الخطيب قد يكون له آثار سلبية على المصلين والمستمعين.


* في هذا الموضوع، سنتناول 4 من البدع والأخطاء الشائعة التي يقع فيها خطباء الجمعة :


- بدعة إلتزام الخطيب ختم خطبة الجمعة الثانية بقوله تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء المنكر...).


- قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

أقول إن البدعة التي ورد النهي عنها والتحذير منها هي البدعة في الدين والعبادة وهي التعبد لله عز وجل بما لم يشرعه،

أي بخلاف ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه وأصحابه سواءٌ كان ذلك في العقيدة أو في القول أو في العمل ،

والتزام هذه الآية الكريمة : ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ﴾. [العنكبوت: 45] في آخر الخطبة الثانية يوم الجمعة من البدع؛

لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يفعلها وإذا لم يكن يفعلها لا هو ولا أحدٌ من خلفائه وأصحابه، فإن التزامها يكون من البدع،

أما لو قالها الإنسان لمناسبة بحيث يكون موضوع الخطبة قريباً من هذا المعنى وختم الخطبة بذلك، فإن ذلك لا بأس به ولا حرج فيه وليس من البدع،

 وهذا أمرٌ ينبغي التفطن له بين الأشياء التي تفعل على وجه الدوام، والتي تفعل أحياناً فقد يكون الشيء بدعة إذا فعله الإنسان دائماً وغير بدعة إذا لم يكن يفعله دائماً.

 ولنضرب لهذا مثلاً بصلاة الجماعة في النافلة : لو أن الإنسان اتخذ الجماعة سنةً راتبة في صلاة الليل وصار لا يصلى الليل إلا بجماعة،

لقلنا إن هذا بدعة، ولو صلى صلاة الليل جماعة أحياناً لقلنا إن هذا لا بأس به وليس بدعة؛ 

لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يصلى معه بعض أصحابه في صلاة الليل كما فعل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - 

فينبغي أن يعرف الفرق بين الشيء الذي يتخذ راتباً مستمراً وبين الشيء الذي يفعل أحياناً ولا يخالف الشرع،

والمهم أن التزام الخطيب بختم الخطبة الثانية بهذه الآية الكريمة بدعة كما قال صاحب السنن والمبتدعاتانتهى من [فتاوى نور على الدرب للعثيمين].

2 - من البدع أمر الخطيب المأمومين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حال الخطبة، كقوله : ( سمعونا الصلاة على النبي ).

- قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

هذا غير مشروع، هذا ليس بمشروع، لا يقول : سمعونا.

بل الواجب عليهم الإنصات للخطبة، الواجب على الجماعة الإنصات للخطيب حتى يستفيدوا من خطبته،

وإذا صلى على النبي ﷺ بينه وبين نفسه عند سماع ذكره ﷺ لا بأس سنة، لا يرفع صوته بينه وبين نفسه حتى لا يشوش على غيره...انتهى باختصار من (فتاوى نور على الدرب).

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" ويلاحظ أن هذا الذي نبه عليه الشيخ (ابن تيمية) لا يزال موجوداً في بعض الأمصار ؛

من رفع الصوت بالصلاة على الرسول أو غير ذلك من الأدعية حال الخطبة أو قبلها أو بين الخطبتين ،

وربما يأمر بعض الخطباء الحاضرين بذلك ، وهذا جهل وابتداع لا يجوز فعله ". انتهى من "الملخص الفقهي" (ص 120 ، 121) .

3 - من البدع تخصيص الخطبة الثانية ( للدعاء ) كما أن الدعاء يكون لأمر عارض وليس على الدوام.

- قال الشيخ الألباني رحمه الله :

لا فرق في السنة بين الخطبة الثانية والأولى كلها للتذكير كما قال : { إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }. [الجمعة: ٩] فكلها للتذكير والتعليم،

وجعل الخطبة الثانية غير الأولى مكان للدعاء والصلاة على الرسول عليه السلام هذا بلا شك من محدثات الأمور. انتهى من (رحلة النور: ١٩ أ/٠٠: ٤٣: ٠٧).

وقال أيضا رحمه الله :

من السنة أحياناً أن يدعو الإمام لأمر عارض يوم الجمعة.

الدعاء يوم الجمعة وبخاصةٍ التزام هذا الدعاء في الخطبة الثانية، ليس له أصل في السنة إطلاقاً، الخطبة الثانية كالأولى تماماً، ما يقصد من الأولى يقصد من الأخرى.

يقصد من الأولى التذكير والتنبيه، كذلك نفس الخطبة الثانية، لا فرق بين الأولى والأخرى،

ولا فرق بين إذا لزم الأمر لأمر عارض طارئ، أن يدعو الخطيب على المنبر، في الخطبة الأولى أو الأخرى، ما في فرق....

لكن لم يرد في السنة إطلاقاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخص الخطبة الثانية يوم الجمعة بشيء من الدعاء، كما يفعل خطباء الجمعة في هذا الزمان.

لا نستثني منهم أحداً، لكن نفرق بين السلفي والخلفي، بين السُّنِّي والبدعي، من أي ناحية؟

السني مثلاً لا يجعل دعاءه، ولا يستحق أن يكون ذا دعاء عريض، بخلاف الخطباء الآخرين،

الخطبة الثانية تكاد لا تسمع منهم فائدة إلا دعاء ودعاء ودعاء، ويضج المسجد بالتأمين، كل هذا خلاف السنة.

الأصل أن لا يكون هناك دعاءٌ إطلاقاً إلاَّ لأمر عارض، كالقنوت تماماً في الصلوات الخمس... انتهى باختصار من (الهدى والنور /٢٢٩/ ٥٤: ٣٩: ٠٠).

4 - ليس من السنة المداومة على قول : ( أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ) .

- قال الشيخ الألباني رحمه الله :

والتزام خَتْم الخطبة بالاستغفار ليس هناك سنة صحيحة، جاء في ذلك حديث ضعيف لا يجوز العمل به كَسُنَّة،

ولكن إن فعل ذلك أحياناً لا بأس، لورود ذلك في الأدلة العامة. أما في التزام ذلك كسنة لازمة، فليس لها أصل في السنةانتهى من (الهدى والنور /٢٢٨/ ٣٤: ٥٥: ٠٠).

والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات