القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم الاستعاذة عند الإستشهاد بآية أثناء الخُطب


لا تُشرع الإستعاذة ولا البسملة عند إيراد الآية من القرآن على وجه الإستدلال والإحتجاج بها كما يفعله كثير من الخطباء والوعاظ . 

وإنما يقول : قال الله تعالى ويذكر الآية ولا يذكر الإستعاذة ولا البسملة فهذا هو الثابت فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم يستشهدون بالآيات القرآنية، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يستعيذون أو يبسملون .

والدليل :

1- ففي صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ.

2- وفي خطبته صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وحجة الوداع : الناس لآدم وآدم من تراب. قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. 

3- وقال صلى الله عليه وسلم : ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. 

وهذه الأحاديث كلها صحيحة في الصحيحين أو غيرهما والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر فالصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك فإن الباب باب اتباع .

أما الإستعاذة 

المأمور بها في قوله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآن فَاسْتَعِذْ) إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا.

قال السيوطي رحمه الله :

" الصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة ، اتباعا للوارد في ذلك ، فإن الباب باب اتباع ، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ) : إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة ، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم : فلا " انتهى.  "الحاوي" (1/ 353)

وأيضاً لا يصح أن يقول :

 "قال الله تعالى بعد أعوذ باللهفهذا تركيب لا معنى له وليس فيه متعلق للظرف وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي وإن قال : قال الله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر الآية ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله وليست من قوله.

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

[الاستعاذة يجب أن تعلموا أنها تشرع بين يدي التلاوة أما الاستعاذة بين يدي الاستشهاد بالآية فبدعة خلاف السنة ,لاحظوا إذا قرأتم أحاديث يستدل فيها الرسول بآية لا تجدونه يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..] .اهـ.

(سلسلة الهدى والنور شريط رقم 26 دقيقة (02:07)).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

" فإن قال قائل :

 لم يذكر في الحديث أنه استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد قال الله تعالى : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). 

فالجواب :

 أن هذه الآية لا يراد بها التلاوة وإنما يراد بها الاستدلال والآية الكريمة : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ). يعني للتلاوة وأحاديث كثيرة من هذا النوع يُذكر فيها الاستشهاد بالآيات ولا يذكر فيها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .

فما قصد به الاستدلال فإنه لا يتعوّذ فيه بخلاف ما قصد فيه التلاوة والآية ظاهرة : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) . وهذا يدل على أن المستدل والخطيب والكاتب : لا يستعيذ ولا يبسمل، وإنما يكتفي بــ " قال الله تعالى " ، أو ما أشبه ذلك، مما يميز القرآن الكريم عن غيره ". انتهى . 

(" شرح الأربعين النووية " (ص 301) ) 

 كمان خطأ ترتيل القرآن
 
أثناء الخطب والمواعظ لأن ذلك إستشهاد لا تلاوة.

جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

تلاوة الآية عند الاستدلال بها في الخطبة تلقى كما تلقى الخطبة استشهاداً بها . فتاوى اللجنة (24/210)

قال الشيخ بكر أبو زيد :

مما أحدث الوعّاظ وبعض الخطباء في عصرنا مغايرة الصّوت عند تلاوة القرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة.

وهذا لم يعرف عن السالفين ولا الأئمة المتبوعين ولا تجده لدى أجلاّء العلماء في عصرنا بل يتنكّبونه، وكثير من السّامعين لايرتضونه، والأمزجة مختلفة، ولا عبرة بالفاسد منها كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر هذه الأمة وسلفها، والله أعلم. انتهى. كتاب تصحيح الدعاء ص (320)


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات