ليلة القدر هي ليلة عظيمة في الإسلام، تأتي في الليالي الوترية من العشر الأواخر في شهر رمضان، بدءًا من ليلة الحادي والعشرين وحتى ليلة التاسع والعشرين.
▣ هذه الليلة لها علامات وصفات تميزها عن غيرها من الليالي، فكيف يمكن للمسلم أن يعرف أنه يعيش ليلة القدر الآن؟
▣ في هذا المنشور، سنستعرض علامات ليلة القدر التي تساعدك على تمييزها.
▣▣ كيف يشعر المسلم بليلة القدر؟
العلامات التى يمكن للمسلم أن يشعر أنه يعيش ليلة القدر الآن :
1- قوة الإضاءة والنور : يلاحظ البعض أن السماء تكون أكثر إشراقًا، خاصة لمن يتواجد في أماكن بعيدة عن أضواء المدن.
2- الطمأنينة والسكينة : يشعر المؤمن براحة نفسية عميقة وانشراح صدر لم يعهده في باقي الليالي.
3- سكون الرياح : تكون الرياح ساكنة، فلا عواصف أو قواصف، والجو معتدل، لا حار ولا بارد.
4- رؤية الليلة في المنام : أكرم الله بعض عباده برؤية ليلة القدر في منامهم، كما حدث مع بعض الصحابة، كما روى البخاري وغيره :
أن رجالاً من أصحاب النبي ﷺ رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله ﷺ :
أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر.
5- اللذة في العبادة : يجد المسلم نشاطًا ولذة في الصلاة والذكر أكثر من غيرها من الليالي. ينظر: (الشرح الممتع- لابن عثيمين (6/496)).
▣▣ الشعور الوجداني في ليلة القدر :
قد يتساءل المسلم : كيف أعرف أنني أدركت ليلة القدر؟ والإجابة تكمن في الشعور الروحي العميق والسكينة التي تغمر القلب.
- قال الإمام الألبانى رحمه الله :
ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر، لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلا على عبادة الله عز وجل وعلى ذكره والصلاة له،
فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون لا يعتادونه في سائر أوقاتهم، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه بأن صاحبه يرى ليلة القدر.
والسيدة عائشة رضي الله عنها قد سألت الرسول عليه السلام سؤالا ينبئ عن إمكان شعور الإنسان برؤيته ليلته القدر، حينما توجهت بسؤالها للنبي عليه الصلاة والسّلام بقولها:
يا رسول الله إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال ( قولي اللّهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ).
ففي هذا الحديث فائدتان :
الفائدة الأولى : أن المسلم يمكن أن يشعر شعورا ذاتيا شخصيا في ملاقاته لليلة القدر.
والشيء الثاني : من هذا الحديث أنه إن شعر بذلك فخير ما يدعو به هو هذا الدعاء ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني ) ... ينظر: (متفرقات للألباني-(260)).
▣▣ الدعاء في ليلة القدر :
من أعظم الأعمال في ليلة القدر هو الدعاء، وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا رسول الله، إذا أنا رأيت ليلة القدر ماذا أقول؟ " فقال لها : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ". [رواه الترمذي].
◄ فأرشدها النبي ﷺ إلى أفضل أنواع الدعاء في تلك الليلة، وهو: "اللهم إنك عفو"، والعفو هو التجاوز عن السيئات، "تحب العفو"، أي : تحب ظهور هذه الصفة،
"فاعف عني"، أي : تجاوز عني واصفح عن زللي؛ فإني كثير التقصير، وأنت أولى بالعفو الكثير، وعفو الله تعالى يكون في الدنيا والآخرة.
◄ وهذا من آداب الدعاء؛ أن يثني العبد على ربه سبحانه بصفة تناسب طلبه، وهذا الدعاء من جوامع الكلم، ومن دعا به حاز خيري الدنيا والآخرة.
▣▣ الحكمة من معرفة علامات ليلة القدر :
لماذا نبحث عن علامات ليلة القدر؟ لأن في ذلك :
▣ تحفيز المسلم على الإجتهاد : فحين يشعر المؤمن أن الليلة قد تكون ليلة القدر، يجتهد في العبادة، ويضاعف من أعمال الخير.
▣ الشعور بالرضا : إذا أدرك المسلم علامات ليلة القدر، يغمره الفرح والاطمئنان بأن الله وفقه لإحيائها.
▣ الإعتراف بالتقصير : في حال شعر المسلم أنه قد قصر في ليلة القدر، فهذا يدفعه للتوبة والاستغفار.
▣▣ الخلاصة :
** ليلة القدر هي ليلة عظيمة، يجدر بكل مسلم أن يجتهد في العبادة فيها، ويتحرى علاماتها.
** الأهم من البحث عن العلامات هو الاجتهاد في الطاعات واللجوء إلى الله بصدق، فربما تكون الليلة التي تعيشها الآن هي "ليلة القدر".
والله اعلم
▣ هل شعرت يومًا بهذه العلامات أثناء قيام الليل؟ شاركنا تجربتك أو أسئلتك في التعليقات أدناه، ولا تنسَ مشاركة المقال لتعم الفائدة!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق