اعلم أخى المسلم أن القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والاخرة وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها وقد عُرف يقيناً أن الدواء والعلاج والرقية ما هو إلا مجرد سبب من الأسباب المباحة وأن وراء السبب مسبب الأسباب الشافي المعافي مدبر الأمر الحي القيوم سبحانه فأيُّ مسلمٍ له أن يرقي نفسَه أو غيرَه .
ولأجل هذا كره النبي صلى الله عليه وسلم الإسترقاء وهو سؤال وطلب الرقية من الغير لحديث : السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب بأنـهم : «هم الذين لا يسترقون -أي : لا يطلبون الرقية من أحد-، ولا يكتوون -أي : لا يلجأون إلى الكي ولا يطلبونه لعلاج-، ولا يتطيرون -أي : يتشاءمون-، وعلى ربهم يتوكلون». (رواه البخاري).
ومطلوبٌ من الشخص الذى سيقوم بالرقية سواء كان سيرقى نفسه بنفسه أو سيرقي غيره متابعة هدي النبيِّ - ﷺ - في العلاج وعدم التوسّع في مجال الرقى ومحاكاةِ بعض المشعوذين في طلاسمهم والاستعانةِ بالجنِّ ممّا يؤدِّي إلى الشركِ والرقيةُ عبادةٌ من العبادات لا بد فيها من الإخلاص والإتّباع .
هناك بعض الأمور الهامة لمن يقوم بالرقية :
- أن يقرأ القارئ على محل الألم عنده أو عند غيره ويضع يده اليمنى عليه ويمسح بها أو يقرأ في يده وينفث إثر القراءةِ نفثاً خالياً من البُزاقِ وكلُّ ذلك فعله رسولُ الله - ﷺ - وأقرّه .
- أن تكون الرقية من الكتاب والسنة.
- أن تكون باللغة العربية محفوظة ألفاظها مفهومة معانيها لئلا يدخل فيها شيء من الشرك.
- أن يعتقد أنها سبب من الأسباب لا تأثير لها إلا بإذن الله والله عز وجل هو الشافي المعافي لا شفاء إلا شفاؤه .
وإليك آيات الرقية من القرآن الكريم
قال تعالى : ونُنزّلُ من القرآنِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين. سورة الإسراء (82) .
** [ قد جاء أن الرقيا بفاتحة الكتاب مع النفث تنفع من السمّ ]
وذلك للأدلة التالية :
1- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن ناسًا من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كانوا في سفر فمروا بحيٍ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فلم يضيفوهم، فقالوا لهم : هل فيكم من راق ؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب ؟ فقال رجل منهم : نعم، فأتاهُ فرقاهُ بفاتحة الكتاب، فبرَأَ الرجل، فأعطِيَ قطيعًا من غنمٍ فأبى أن يقبلها، وقال : حتى أذكر لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأتاه فقال : يا رسول الله ! والله ما رَقَيْتُ إلا بِفاتِحَةِ الكتاب، فتبسمَ وقال : (وما أدراك أنها رقية ؟)، ثم قال : (خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم). [مختصر صحيح مسلم 1449].
2- وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نفرًا من أصحاب النبي– صلى الله عليه وسلم - مروا بماءٍ فيهم لديغ أو سليم ، فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال : هل فيكم من راق ؟ إن في الماء لديغا - أو سليما - فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرئ. فجاء بالشاءِ إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا أخذتَ على كتابِ الله أجرا ؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا يا رسول الله ! أخذ على كتاب اللهِ أجرا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إن أحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله) . (رواه البخاري).
قوله : فقرأ بفاتحة الكتاب على شياهٍ فبرئ : أي قرأ على المريض بفاتحة الكتاب على أن يكونَ الأجْرُ شِياهٍ إن تم الشفاء بإذن الله - تعالى -.
تنبيه : هذا يدل على جواز أخذ الأجر على الرقيا لمن شاء وأنه ليس كما يظن الكثيرون أن كل من أخذ أجرًا على الرقيا فهوَ عَرّافٌ أو كاهِنٌ أو مُشَعْوذ. فقد وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم - على أخذ الأجرة وأقرهم عليه بل وشاركهم فيه وعلى ذلك أدلة كثيرة منها ما تقدم من قوله : (أحسنتم، اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم ) ومن شاء أن يحتسب أجره على الله ولا يأخذ، فله ذلك وهو خير .
** [ قد جاء أن الرقيا بسورة الفاتحــــة مع النفث تنفع للمعتوه ]
بإذن الله تعالى :
1- فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه قال : أقبلنا من عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فأتينا على حي من العرب فقالوا : إنا أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم من دواء أو رقية ؟ فإن عندنا معتوهًا في القيود، قال : فقلنا : نعم قال : فجاؤوا بمعتوه في القيود، قال : فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، كلما ختمتها أجمع بزاقي ثم أتفل، فكأنما نشط من عقال. قال فأعطوني جُعلا، فقلت : لا حتى أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقال : (كُلْ، فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق). قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 4/ 14 رقم 3901].
2- وفي رواية : عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه : أتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله : إنا حُدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه، فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرَأ فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال : (هَلْ إلا هذا) .
وقال مسدد في موضع آخر : (هل قلت غير هذا ؟). قلت : لا، قال : (خذها فلعمري لمن أكل برقيه باطل، لقد أكلت برقية حق). قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 3/ 14 رقم 3896].
** [ قد جاء أن قراءة سورة البقرة والمحافظة عليها ]
سببا للبركة وتطرد الشيطان من المنزل ومنع السحر من وقوعه بفضل الله تعالى.
1- فعن أبي أمامة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :(اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين : البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافَّ يحاجـّـان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة). (صحيح) رواه : (أحمد ومسلم). انظر : [صحيح الجامع 1165].
قوله : ولا تستطيعها البطلة : أي لا يقدر السحرةُ على إيذاء صاحبها.
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ). (صحيح) رواه (مسلم والنسائي والترمذي). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1458].
** [ قد جاء أن قراءة آية الكرسي تجير من الجن بإذن الله تعالى ]
- : عن يحيى ابن أبَيّ كثير، قال: حدثني ابن اُبيّ : أن أباه أخبره أنه كان لهم جُرن فيه تمر، وكان أبي يتعاهده، فوجده ينقص، فحرسه، فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم، قال : فسلّمت، فردّ السلام، من أنت أجنٌ ام إنس ؟ قال جنٌ !! قال : فناولني يدك، فناولني يده، فإذا هي يد كلب، وشعر كلب، قال هكذا خلقُ الجن ؟ قال : لقد علمت الجن ما فيهم أشدّ مني، قال له أبَيّ : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : بلغنا أنك رجل تحب الصدقة، فأحببنا أن نصيب من طعامك. قال أبَيّ : فما الذي يُجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية : (آية الكرسي) ثم غدا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: (صدق الخبيث). يعني: الجني في قوله: يجير الإنس من الجن. [انظر: السلسلة الصحيحة 3245].
** [ قراءة الآيتان الأخيرتين من سورة البقرة للوقاية والحفظ ]
: فعن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه). (متفق عليه).
** [ الرقيا بسور الكافرون، والمعوذات ]
تنفع من لدغ العقرب ومن المرض والحسد والظلمة والرياح الشديدة.
1- فعن محمد بن الحنفية - رضي الله عنهما - عن علي - رضي الله عنه - قال : لدغت النبي – صلى الله عليه وسلم - عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : [لعن الله العقرب، لا تدع مصليًا ولا غيره. ثم دعا بماءٍ وملحٍ وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}]. (حديث صحيح) انظر : [الصحيحة 2/ 89 ــ رقم 548].
2- وفي رواية أخرى قال : بينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي، فوضع يده على الأرض، فلدغته عقرب، فناولها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بنعله، فقتلها، فلما انصرف قال : لعن الله العقرب، ما تدع مصليا ولا غيره أو نبيا وغيره، ثم دعا بملح وماء، فجعله في إناء، ثم جعل يصبه على إصبعه حيث لدغته ، ويمسحها ويعوّذها بالمعوذتين). (صحيح). رواهما البيهقي في شعب الإيمان. انظر : [مشكاة المصابيح جــ 2 رقم 5467].
وتنفع من أعين الإنس والجن : فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أنزل عليّ آيات لم ير مثلهن [ قط ] : و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} إلى آخر السورة، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} إلى آخر السورة]. (حديث صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة جـ 7 رقم 3499].
2- عن ابن عابس الجهني رضي الله عنه : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال له : (يا ابن عابس ! ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟) قال : بلى يا رسول الله، قال : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، هاتين السورتين]. (صحيح). فإن له طرقًا كثيرة -. انظر : [السلسلة الصحيحة 1104] و [صحيح سنن أبي داود 1315 و 1316].
3- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم يتعوّذ من عين الجان ثم أعين الإنس، فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك .(صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1161 رقم 3511].
وتنفع المعوذات كرقية من المرض : فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا مرض أحد من أهله نفث عليهم بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه، لأنها كانت أعظم بركة من يدي). [مختصر مسلم 1446].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم – يتعوذ بهما عند الظلمة والرياح الشديدة : فعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه - قال : بينا أنا أسير مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بـأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس، ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما، قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة). (قال الشيخ الألباني : صحيح) . انظر : [سنن أبي داود 2 / 73 رقم 1436].
وتنفع المعوّذات لفك السحر وَعُقَدِه، كما في قصة سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم - : عن زيد ابن أرقم - رضي الله عنه - قال : كان رجل [من اليهود] يدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم - [وكان يأمنه] فعقد له عقدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار [فاشتكى لذلك أياما، وفي حديث عائشة رضي الله عنها ستة أشهر)] فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي [كان ] يَدخل عليه، عقد له عقدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل [إليه] رجلا، وأخذ [منه] العقد لوجد الماء قد اصفرّ . [فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين] وقال : إن رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان، قال : فبعث رجلا). (وفي طريق أخرى : فبعث عليا رضي الله عنه) [فوجد الماء قد اصفرّ ] فأخذ العقد [ فجاء بها] [فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية] فحلها [ فجعل يقرأ ويحلّ] [فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ). وفي الرواية الأخرى : (فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كأنما نشط من عقال)، وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي – صلى الله عليه وسلم - فلم يذكر له شيئا منه، ولم يعاتبه [قط حتى مات]). (حديث صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة 6 / 615 رقم 2761].
وإليك الرقيةُ في السنّةِ النبوية
أدعية ورقى من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم – للحفظ والوقاية والعلاج.
** [ لعلاج السم والسحر التصبح بسبع تمرات عجوة على الريق ]
فإن فيه وقاية من السم والسحر قبل وقوعه وشفاء منه إن وقع :
1- فعن سعد - رضي الله عنه - قال : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول : (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر). (متفق عليه).
2- وعن عائشة رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم). (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 655 رقم 2000]. وقد أخرجه مسلم (6/ 124) من طريق إسماعيل بن حجر عن عن شريك بلفظ : (إن في عجوة العالية شفاء أو أنها ترياق أول البكرة) لم يذكر فيه الريق .
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ : (من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابتي المدينة، على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي - قال : وأظنه قال : وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح). قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – : [وسنده جيد في الشواهد]. انظر : [السلسلة الصحيحة 4/ 655 رقم 2000].
** [ ورد فى الفزع من النوم والكوابيس ]
1- عن محمد بن المنكدر قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه أهاويل يراها في المنام، فقال : (إذا آويت إلى فراشك، فقل : أعوذ بكلمات الله التامَات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون). [السلسلة الصحيحة 264].
2- وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه - قال : ( كنت أفزع بالليل فأتيت النبي فقلت : إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئا إلا ضربته بسيفي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين ؟ قل : أعوذ بكلمات الله التامَات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقٍ يطرق بخير يا رحمن). [السلسلة الصحيحة 2738].
** [ جاء في الرقيا من المرض ]
1- عن عائشة رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : (أذهب البأس رب الناس, واشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك, شفاء لا يغادر سقما). انظر: [مختصر صحيح مسلم 1460].
2- حدثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب قال : قال أنس يعني لثابت : ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بلى، قال فقال : (اللهم رب الناس مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، اشفه شفاء لا يغادر سقما). قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : (صحيح). انظر : [سنن ابي داود 4/ 11 رقم 3891].
3- وعن عائشة رضي الله عنها - قالت : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يرقي بهذه الرقية : (أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت). [مختصر صحيح مسلم 1461].
4- وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - : أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد اشتكيت ؟ قال : " نعم" قال : (بسم الله أرقيك, من كل شيئ يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك). [مختصر مسلم 1444].
5- وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه : أنه شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وجعا يجده في جسده منذ أسلم , فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل : بسم الله ثلاثا، وقل : سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر). انظر : [مختصر صحيح مسلم 1447]. وفي رواية أخرى صحيحة : ( أعوذ بعزَة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ).
6- وعن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - : أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم -، قال عثمان : وبي وجع قد كاد يهلكني، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (امسحه بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد : قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله - عز وجل -ما كان بي، فلم أزل آمُرُ به أهلي وغيرهم). قال الشيخ الألباني : [صحيح سنن أبي داود 4 / 11 رقم 3891].
** [ في الرقيا من المرض بتربة الأرض ]
عن سفيان عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى الإنسان الشيئ منه أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي – صلى الله عليه وسلم - بأصبعه هكذا ــ ووضع سفيان سبابته بالأرض , ثم رفعها ــ ( بسم الله، تربة أرضنا بريقة بعضنا، ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا ). انظر : [مختصر مسلم 1458].
ثم رفعها : أي وضعها على مكان الألم ودعا .
بريقة بعضنا : أي يضع قليلا من الريق على سبابته اليمنى قبل وضعها على الأرض، ثم توضع على مكان الألم ويدعو .
** [ الإستعاذة بكلمات الله التامات إذا نزل منزلا وعند تعرض الشيطان له ]
1- عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا نزل أحدكم منزلا فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيئ حتى يرتحل منه). [السلسلة الصحيحة 3980].
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : (أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك). [مختصر صحيح مسلم 1453].
3- عن أبي الدرداء رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نارٍ ليجعله في وجهي، فقلت : (أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة). (صحيح) انظر : [ حديث رقم : 2108 في صحيح الجامع].
وعن أبي التياح قال : سأل رجل عبد الرحمن بن خنبس : " كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين كادته الشياطين ؟ قال : جاءت الشياطين إلى رسول الله من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قال : فرعب، قال جعفر : أحسبه قال : جعل يتأخر. قال : وجاء جبريل - عليه السلام - فقال : يا محمد ! : قال : ما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لايجاوزهن برٌّ ولافاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يارحمن، فطفئت نار الشياطين، وهزمهم الله - عز وجل ). حديث صحيح . انظر : [السلسلة الصحيحة 6/ 1250 رقم 1995].
** [ الرقيا من العين بجمع ماء الوضوء من الحاسد وإلقائِها على رأس المحسود ]
1- : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنهما قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال : والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة، قال : فلبط سهل، فأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقيل له ، يا رسول الله ! هل لك في سهل بن حنيف ؟ والله ما يرفع رأسه ؟ فقال : (هل تتهمون له أحدا ؟) فقالوا : نتهم عامر بن ربيعة، قال : (فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتغلظ عليه وقال : (عَلامَ َيقتلُ أحدكم أخاه ؟ ألا بَرّكْتْ ؟ اغتسل له) فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدحٍ ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس له بأس). رواه في شرح السنة ورواه مالك. وفي روايته قال : (إن العين حق توضأ له) (صحيح) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 4562].
أي : إذا عُرِفَ الحاسد يُطلب منه أن يَدعو للمحسودِ بالبركة، بأن يقول : " اللهم بارك فيه " وأن يتوضأ ويجمع ماء وضوءه في إناء ويلقى ماء الوضوء على قفا رأس المحسود فيبرأ بإذن الله تعالى ولا ينبغي للحاسد أن يمتنع عن إعطاء ماء وضوءه كما يفعل الكثيرون هداهم الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه عنه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما - قال : (العين حق، ولو كان شيئ سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا). [مختصر مسلم 1454].
قوله صلى الله عليه وسلم : (وإذا استغسلتم فاغسلوا) : أي إذا طُلب منكم ماء الوضوء فأجيبوا واغسلوا .
وقد يعجب المرء بنفسه صحته علمه عمله ماله وولده فعليه أن يبادر بالدعاء بالبركة لمن أعْجِبَ به فإنه يردُّ الحسد ويمنع وقوعه فإن وقع فهو علاجٌ للحسد بعد وقوعه بإذن الله تبارك وتعالى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا بَرّكْتْ ؟ اغتسل له) .
2- وعن جابر رضي الله عنهما - قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصبَّ وضوءَهُ عليَّ فعقلت . (متفق عليه) . أخرجه البخاري (1/ 26 و 4/ 49) وكذا مسلم (5 / 60 -61) ورواه الدارمي : (1 /187).
** [ المحافظة على أذكار الصباح والمساء للحفظ والوقاية ]
ومنها :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر منه). (متفق عليه) .
2- عن أبي عياش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : ( من قال إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح). قال حماد بن سلمة فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال يا رسول الله إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا، قال : (صدق أبو عياش .(صحيح) رواه أبو داود وابن ماجه. انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 2395].
3- وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول : (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء). قال : وكان أبان قد أصابه طرف من الفالج، فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان : "ما تنظر إليّ ؟ أما إن الحديث كما قد حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله عليَّ قدره). قال الشيخ الألباني : (صحيح). رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود
4- سؤال الله العافية : عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال : سمعت ابن عمر يقول : " لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى : (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي). قال الشيخ الألباني : (صحيح). انظر : [الأدب المفرد 1/ 411 رقم 1200].
** [ وإليك بعض الآيات المجربة النافعة بفضل الله لمن به سحر أو مس أو ربط ]
من هذه الآيات ما جاء فى السنة الصحيحة ومنها مجرب نافع بإذن الله .
ضع يدك على رأس المريض وتقرأ هذا الرقية في أذنه بترتيل :
1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ من همْزِه، ونفْخِه، ونفْثِه : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾. [الفاتحة: 1 - 7].
2- بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾. [البقرة: 1 - 5].
3- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾. [البقرة: 102] مع التكرار.
4- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾. [البقرة: 255].
5- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾. [البقرة: 285، 286].
6- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾. [آل عمران: 18، 19].
7- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾. [الأعراف: 54 - 56].
8- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾. [الأعراف: 117 - 122]، مع التكرار.
9- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾. [يونس: 81، 82] مع التكرار.
10- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾. [طه: 69] مع التكرار.
11- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾. [المؤمنون: 115 - 118].
12- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾. [الصافات: 1 - 10].
13- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾. [الأحقاف: 29 - 32].
14- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾. [الرحمن: 33 - 36].
15- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾. [الحشر: 21 - 24].
16- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا * وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا * وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا * وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ﴾. [الجن: 1 - 9].
17- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾. [الإخلاص: 1 - 4]. مع التكرار.
18- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾. [الفلق: 1 - 5] مع التكرار.
19- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾. [الناس: 1 - 6]. مع التكرار.
تنبيه : القراءة على الماء لم ترد بها السنة لذا الأفضل الإكتفاء بالقراءة على المريض مباشرة ولكن لا بأس بقراءة أيات الرقية السابقة على ماء مع النفخ فى الماء قبل القراءة ويشرب المريض ويغتسل به ويرش في أركان البيت فهو مجرب ونافع بإذن الله وقد فعله بعض السلف .
* قال ابن مفلح رحمه الله : قال صالح ـ ابن الإمام أحمد بن حنبل ـ: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي : اشرب منه، واغسل وجهك ويديك. ونقل عبد الله بن الإمام أحمد أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه. انتهى من" الآداب الشرعية " (2 / 441) .
بعد تلاوة هذه الرقية على المريض سيحدث واحدة من ثلاث حالات :
الحالة الأولى : إما أن يُصرَع المريض وينطق على لسانه الجني فعند ذلك لا يجوز أن تسأل الجن عن مكان السحر فهو ضربٌ من الاستعانة بهم وهم قومٌ يغلبُ عليهم الكذبُ حاول أن تقوم بترديد الأذان فإن كان شيطانا فسيهرب لأن الشيطان يفر من الأذان .
وسبب ذلك الصرع أن القرآن يؤثر في الجن فيضعف مقاومته باستنفاذ طاقته في صد تأثير القرآن النازل عليه فيحضر على الجسد مرغمًا، لذلك فعند الرغبة في صرفه يجب أن لا نقرأ على المريض القرآن اللهم إلا ترتيل الآيات التي يفيد معناها الخروج والهبوط والطرد بنية صرف الجن وعلى سبيل المثال لا الحصر :
يمكن ترتيل سورة الزلزلة، أو قوله تعالى : قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا. [البقرة: 38]، وقوله تعالى : قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ [الأعراف: 13]، وقوله تعالى : قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا. [الأعراف: 18].
فإن لم ينصرف فعليك اتباع الخطوات التالية حسب الترتيب :
أولاً : استحضار نية صرفه فى قلبك وأن تكون مستيقنًا أن الله سيصرفه.
ثانيًا : تهديد الجن وأمر بالانتهاء : فأول طريقة لردعه هي أن تأمره بقوة وحزم بالكف عن هذه التمثيليات السخيفة، وتهدده بأنك ستدعو الله عليه إن لم يكف عن هذا العبث، وأنك ستتعامل معه بما يؤذيه، فربما استكان وكف عن هذا إن كان ضعيفًا، فإن لم يرتدع فاتبع الخطوة التالية .
ثالثًا : السيطرة على جسد المريض : قد يثور الجن ويحطم ما حوله من منقولات، وهذا يثر الرعب خاصة في قلوب النساء والأطفال، وعند مثل هذه الأحوال فأهل المريض تعقد المفاجأة ألسنتهم وتشل عقلهم ويفقدون الحيلة في كيفية التعامل مع هذا الشيطان المتمرد والسيطرة على ثورته، وعندها افعل الآتي :
ا - امسك أنف المريض واضغط على فتحتي الأنف بثبات وحزم واجذبه إليك فسوف يصاب الجن بالدوار بسبب كتم أنفاسه .
ب - اقبض على هامة المريض (الجبهة) بباطن يدك اليمنى مع الضغط بشدة بالإصبع الوسطى على الصدغ الأيسر (الجانب الأيسر من الجبهة) وبالإبهام على الصدغ الأيمن (الجانب الأيمن من الجبهة).
ج - ضع راحة يدك اليسرى على قافية رأس المريض بحيث تسند رأس المريض عليها.
د - سيحاول الجن دفع يدك اليمنى بيديه وعندها ادفع رأس المريض براحة يدك اليسرى في اتجاه يدك اليمنى فكلما دفع الجن يدك ستزداد يدك قوة في مقاومته بسبب الدفع براحة يدك اليسرى وسيفقد الجن سيطرته على جسد المريض تمامًا بحيث تسحبه وتجره حيث تشاء.
هـ - قم بطرح المريض أرضًا واجعله في وضع مستلقيًا على ظهره فهذا الوضع هو أكثر وضع يفقد الجن معه قدرته على الحركة واحذر أن ينقلب المريض على بطنه فهي ضجعة الشيطان .
و - الضرب على الصدر: ويتم ذلك بالتفريج بين أصابع اليد ليشمل الضرب أكبر مساحة ممكنة من الصدر بحيث يكون تركيز الضربات على النحر أو عظمة القص أي على منتصف الصدر تمامًا وأن تكون ضربات قوية أو متوسطة القوة بحيث يمكن للمريض تحملها وقل (بسم الله) قبل كل ضربة وأنوه من باب التذكرة أنه لا يجوز للمعالج لمس امرأة لا تحل له وليقوم بالضرب عنه من يحل له لمسها كامرأة أو محرم. بعد الخطوة السابقة قم بالضرب على الظهر مما يلي الرئتين بنفس الطريقة السابقة تماما فإن انصرف الخبيث وإلاَّ فاتبع الطريقة التالية .
رابعا : المسك : وفي حالة الضرورة يمكن الاستعاضة عنه بأي عطر آخر بشرط أن لا يحتوي على (كحول) وإلا فلا تستخدمه فسيضر ولا ينفع واستخدام المسك أفضل في نتائجه والأصل أن المسك يستفز الجن ويفضح حضوره من عدمه هذا إذا مررنا زجاجة المسك أمام أنف المريض لكنه في بعض الأحيان قد يؤثر الجن السلامة فينفر من رائحة المسك وينصرف .
فإن انصرف وإلا فقرب زجاجة المسك من فمك واقرأ عليها ما تيسر من آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين أو آيات أخرى ثم قم بتمريرها أمام أنف المريض ولا بأس بالدعاء أثناء ذلك فإن انصرف الملعون وإلا اتصل فورًا بالمعالج (بشكل سري تمامًا) ليتابع الحالة بنفسه وأحذر أشد الحذر من معرفة أي أحد بمصاب المريض حتى لو كان من معارف المريض المقربين ولو كان ظاهره يوحي بالتقوى والصلاح ففي مثل هذه الحالات غالبًا ما يكون هناك أحد يتابع الحالة ويرصد المريض بسحره .
وأما ضرب المصروع بعصا أو سوط أو غيرهما فقد ورد عن بعض أئمة السلف :
جاء في "طبقات الحنابلة" (1/233) للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفرَّاء :
أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس في مسجده فأنفذ إليه الخليفة العباس المتوكل صاحباً له يعلمه أن جارية بها صرع ، وسأله أن يدعو الله لها بالعافية ، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له ، وقال له : امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له - يعني الجن - : قال لك أحمد : أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين ؟ فمضى إليه ، وقال له مثل ما قال الإمام أحمد ، فقال له المارد على لسان الجارية : السمع والطاعة ، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به ، إنه أطاع الله ، ومن أطاع الله أطاعه كل شيء ، وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً ، فلما مات أحمد عاودها المارد ، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال ، فأخذ المروذي النعل ومضى إلى الجارية ، فكلمه العفريت على لسانها : لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك ، أحمد بن حنبل أطاع الله ، فأمرنا بطاعته . انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
فإنه يُصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضرباً عظيما لو ضُرب به جملٌ لأثَّر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله . انتهى "مجموع الفتاوى" (24/277) .
وقال رحمه الله :
ولهذا قد يحتاج فى إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب ، فيُضرب ضرباً كثيراً جدّاً ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع ، حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر فى بدنه ، ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة ، أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل بحيث لو كان على الإنسى لقتله ، وإنما هو على الجني ، والجني يصيح ويصرخ ويحدِّث الحاضرين بأمور متعددة ، كما قد فعلنا نحن هذا ، وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين . انتهى من "مجموع الفتاوى" (19/60) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
وحدَّثني – أي : شيخه ابن تيمية - أنه قرأها مرة – أي : قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ). المؤمنون/115 - في أُذن المصروع ، فقالت الروح : نعمْ ، ومد بها صوته ، قال : فأخذتُ له عصا ، وضربتُه بها في عروق عنقه حتى كَلَّتْ يدَايَ من الضرب ، ولم يَشُكَّ الحاضرون أنه يموتُ لذلك الضرب ، ففي أثناء الضرب قالت : أَنا أُحِبُّه ، فقلتُ لها : هو لا يحبك ، قالتْ : أنَا أُريد أنْ أحُجَّ به ، فقلتُ لها : هو لا يُرِيدُ أَنْ يَحُجَّ مَعَكِ ، فقالتْ : أنا أدَعُه كَرامةً لكَ ، قال : قلتُ : لا ، ولكنْ طاعةً للهِ ولرسولِه ، قالتْ : فأنا أخرُجُ منه ، قال : فقَعَد المصروعُ يَلتفتُ يميناً وشمالاً ، وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ قالوا له : وهذا الضربُ كُلُّه ؟ فقال : وعلى أي شيء يَضرِبُني الشيخ ولم أُذْنِبْ؟ ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة . "زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/68 ، 69) .
فتبين بما سبق أن ضرب المصروع جائز من حيث الأصل لكن له شروط منها :
1- أن يكون الضرب من خبير بمواضع الضرب وبحال المضروب وبحال الجني في بدن المصروع فقد يقع الضرب على مواضع حساسة فيؤثر فيها تأثيراً بالغاً أو يفقدها صاحبها وقد تُضرب المرأة الحامل فيسقط جنينها وقد يضرب المصروع ولا يكون الجني قد دخل في كامل بدن المصروع فمن المعلوم أن من الجن من له خبرة في مخادعة القراء فتجده يتكلم على لسان المصروع ولكنه لم يحضر على جسده حضورا كاملا ، فلو ضرب فإنما يقع الضرب على المصروع ، بعض الجن يحضر حضوراً كاملا ولكنه خبيث ماكر يترك المعالج يضربه المرة والثانية والمصروع لا يشعر بالضرب ولكن الخبيث سرعان ما يتنصل خلال الضرب فيقع الضرب على المصروع وكم حصل من ضربٍ من جاهل أحمق لمصروع فمات المصروع بين يديه فأسيء بعده للرقية وللإسلام وغالبا ما يسبب الرعب والخوف للمرضى فيرفضون العلاج مرة أخرى لأنهم سوف يظنون أن العلاج بالقران ما هو إلا ضربٌ بالعصا ..
2- ألَّا يضرب في المَقاتِل، أي : المواضع التي تسبِّب قتلًا للإنسان؛ كالرَّأس، والظَّهر، وما بين الرِّجلين، والوجه، وإنما يضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف.
3- أن لا يقع الضرب على المصروع بل على الجني ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – : " وإنما هو – أي : الضرب - على الجني " ، ويتبين ذلك بأمرين :
أ. بوجود الأثر على البدن . وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما سبق : "ولا يؤثِّر في بدنه" .
ب. أو بإحساس المصروع به . وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما سبق - : "والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب" وقال عن المصروع – كما في نقل ابن القيم - : "ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة" .
فهذه هي الضوابط الشرعية للذين يستعملون الضرب بالعصا في علاج المصروع وعلى من لا يحسن ذلك أن يكتفي بالضرب اليسير على الصدر أو بقراءة الرقية الشرعية وأن لا يزيد على قول "اخرج عدو الله" .
فينبغي أن تتأكد من أن المريض مصابٌ بمس من الجن فإن حضر الجني على المصاب فأمره بالخروج من بدن المصروع بدون ضرب ، فإن وافق فالحمد لله ، وإن امتنع عن الخروج استعمل معه أسلوب الدعوة بالترغيب والترهيب فهو أنجع الأساليب التي يقتنع بها الجن بأنواعهم ، إذا رفض قبول الدعوة والنصيحة إستمر معه بالرقية ، فإنه سوف يضعف ويكون أقبل للنصيحة من ذي قبل فإن رفض ، فإن الله سبحانه وتعالى أعطانا كتابا لو أُنزل على جبل لصدعه ، وإذا كان لابد من الضرب فلا بد أن يكون طرقا خفيفا ، وتأكد من حضور الجني حضورا كاملا واضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف ، وتأكد أن المصاب ليس في جسده عملية جراحية أو جرح ، وتأكد إن كانت امرأة أنها ليست بحامل، مع التنيبه على أن الضرب على الصدر والظهر يكون مع الرجال والمحارم من النساء ، وبدل الضرب يمكن للمعالج أن يضع يده ( مع الرجال والمحارم فقط ) عند الرقية على أماكن لها تأثيرٌ شديدٌ على الجني ، في أي مكان كان داخل جسد المصروع وهذه الأماكن هي :
* جانبي الجبهة ( الاصداغ ) * أوسط الرأس * بين الحاجبين والأنف ( جذر الأنف ) * فوق منطقة أوسط البطن .
* بين الإبهام والسبابة أو يمسك السبابة * الضغط على الحاجبين * خلف الأذن .
وأما أخذ العهد على الجنى بأن لا يرجع مرة أخرى إلى بدن المريض فلا يجوز .
فقد سئلت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء عن حكم الدين في الذين يقرأون على الناس بآيات الله الكريمة وبعضهم يحضرون ويشهدون الجن ويتعهدونهم بعدم التعرض للشخص الذي يقرأ عليه هؤلاء ؟؟؟
فأجابت :
رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعه وقد أذن النبي في الرقية ما لم تكن شركا أما من يستخدم الجن ويشهدهم ويأخذ عليهم العهد ألا يمسوا هذا الشخص الذي قرئ عليه القرآن ولا يتعرضوا له بسوء فلا يجوز . وصلى الله على نبينا محمد وإله وصحبه وسلم . انتهى ( مجلة البحوث الإسلامية - فتوى رقم 7804 - 27 / 61 )
قال صاحبا الكتاب المنظوم " فتح الحق المبين " :
يلجأ بعض القراء إلى أخذ العهد بالله على الجني بأن يخرج من المصاب وأن لا يعود إليه مرة ثانية ، وكثيرا ما يعاهد الجن بالله ثم ينقضون العهد ، لذا لا ينبغي للقارئ أن يعاهد الجن بالله وقد ورد النهي عن ذلك . انتهى ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 137 )
الحالة الثانية : أو أن يشعر المريض أثناء الرقية بدوخة، أو رعدة، أو انتفاضة، أو صداع شديد، ولكنه لم يصرع في هذه الحالة تكرر الرقية على المريض أكثر من مرة فإن صُرِع تُعامِله كما في الحالة الأولى وإن لم يصرع ولكن بدأت الرعدة والصداع يخفان ويهدأان فاقرأ عليه الرقية لمدة معينة قد تأخذ أسبوع أو أقل أو أكثر فسيشفى بإذن الله تعالى .
الحالة الثالثة : ألا يشعر المريض بشيء أثناء الرقية فعند ذلك تسأله عن الأعراض مرة أخرى فإن لم تجد معظم الأعراض متوفرة فهذا ليس مسحورًا ولا مريضًا . انتهى
إرشادات عامة يجب أن تُراعى عند الرقية الشرعية :
1- أن يكون الراقي والمرقي على طهارة .
2- أن يستقبل الراقي القبلة مع تدبر آيات الرقية أثناء القراءة والإستعانة بالله العظيم فى تخليص الشخص المريض من كل أذى وأن يقرأ بصوت معتدل يتمكن معه المرقي من سماعه فيزداد بذلك تأثره بالرقية وانتفاعه بها .
3- النفث - وهو نفخ لطيف مع بعض ريق - في أثناء القراءة وبعدها ولا بأس بتركه.
4- يستحب وضع اليد في أثناء القراءة على الناصية أو على موضع الألم مع ملاحظة عدم جواز مس النساء من غير المحارم.
5- إن لاحظ الراقي تأثر المريض ببعض الآيات في أثناء الرقية فلا بأس بتكرارها ثلاثًا أو خمسًا أو سبع مرار حسب الحاجة وملاحظة درجة الاستجابة.
6- بإمكان الراقي الاقتصار في الرقية على الآيات القرآنية أو التعوذات النبوية لكن الأكمل في ذلك أن يجمع بينها.
7- إذا جزم الراقي بأن المرقي يعاني من سحر - والعياذ بالله - فإنه من المهم للغاية أن يركز في رقيته على الآيات التي ذكر فيها السحر مع تكرار قراءتها على المسحور وبخاصة المعوذتين، ففي ذلك تأثير بالغ على فك السحر، ودفع الأذى بإذن الله .
8- قد تستمر الرقية لمدة أسبوع كامل وربما كانت أقل من ذلك أو أكثر وذلك بحسب حال المريض ومدى استجابته للعلاج حتى يتم الشفاء بإذن الله .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
ينفث ( الراقى ) على المريض على محل المرض، ويدعو له، ينفث عليه من ريقه، ويقرأ : الفاتحة، ويكررها سبع مرات، ويقرأ آية الكرسي، ويقرأ ما تيسر من القرآن، ويقرأ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.[الإخلاص:1] والمعوذتين يكررها ثلاثًا، هذه الرقية وينفث معها ويدعو الله، اللهم أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا كما فعله النبي ﷺ .
ويقول : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك هكذا رقى جبرائيل النبي عليه الصلاة والسلام كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام فكل هذا حسن.
وإذا قال : اللهم اشفه، اللهم عافه، اللهم يسر له العافية والدعوات المناسبة لا بأس، لكن هذا الدعاء الشرعي الوارد عن النبي ﷺ : اللهم أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك، وإذا رقى بدعوات أخرى للمريض بطلب العافية فلا بأس. انتهى من (فتاوى نور على الدرب)
ينبغى التنبيه إلى أن الرُقية الشرعية والإستشفاء بالقرآن لا تعني ترك التداوي والاستشفاء بالأدوية الطبيعية المادية والإكتفاء بقراءة آيات من القرآن الكريم فليس ذلك من الرشد في الدين ولا من الفقه لسنن الله تعالى في الكون ولكن الشأن هو الجمع بين الأمرين والانتفاع بهما متلازمين معا مع الاعتماد على ما جاء به التوجيه الشرعي وتعلق القلب بالله تعالى وحده فهو النافع وهو ربّ الأسباب والأدواء التي لا تشفي وهو الشافي والدافع لجميع الأمراض وهو النافع والواهب للصحة والعافية وأن يعلم المسلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأنه لو اجتمعوا (كل الخلق) علي أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه. والإيمان بهذا يستلزم أن يكون الإنسان متعلقا بربه ومتكلا عليه لا يهتم بأحد لأنه يعلم أنه لو اجتمع كل الخلق علي أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه وحينئذ يعلق رجاءه بالله ويعتصم به ولا يهمه الخلق ولو اجتمعوا عليه . ولهذا نجد الناس في سلف هذه الأمة لما اعتمدوا علي الله وتوكلوا عليه لم يضرهم كيد الكائدين ولا حسد الحاسدين : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ). آل عمران/120.
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق