">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل يجوز تقديم النية على تكبيرة الإحرام؟


يجوز تقديم النية عن تكبيرة الإحرام تقديما يسيرا مالم يفسخ النية ولا يجوز تقدم النية عن تكبيرة الإحرام بزمن طويل ولا يشترط مقارنة النية للتكبير لأن الصلاة عبادة فجاء تقديم نيتها عليها كتقديم النية في الصوم على طلوع الفجر .

وهو مذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة.

وذلك لأن المعروف من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم كانوا يكبرون بيسر وسهولة من غير تعمق وتكلف وتعسير وتصعيب ولو كانت المقارنة واجبة لاحتاجوا إلى ذلك

والنية شرط لصحة الصلاة ، فلا تصح الصلاة إلا بالنية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى ) . ومعنى النية : القصد ، ومحلها القلب.

قال ابنُ رشد الجَدُّ رحمه الله :

يجزئ أن تتقدَّمه بيسيرٍ بعد إجماعِهم أنه لا يجوز أن تتقدَّمَه بكثيرٍ . انتهى من ((المقدمات الممهدات)) (1/170).

قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصانع :

 فإن تقديم النية على التحريمة جائز عندنا، إذا لم يوجد بينهما عمل يقطع أحدهما عن الآخر، والقران ليس بشرط . انتهى.

جاء في كتاب التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب (١/ ٣١٦) :
 
« النية إن اقترنت فلا إشكال في الإجزاء، وإن تأخرت عن تكبيرة الإحرام فلا خلاف في عدم الإجزاء، وإن تقدمت بكثير لم يجزئ اتفاقًا، وبيسير قولان .... 

ثم رجح خليل جواز التقدم بيسير، فقال : « مَن تأمل عمل السلف، ومقتضى إطلاقات متقدمي أصحابنا يرى هذا القول هو الظاهر؛ إذ لم ينقل لنا عنهم أنه لابد من المقارنة، فدل على أنهم سامحوا في التقديم اليسير ». انظر: المقدمات الممهدات (١/ ١٥٦).

وقال في الفروع (١/ ١٤٣) :

« ويجوز تقديمها بزمن يسير كالصلاة. اهـ ويفهم منه أنه لا يجوز تقديمها بزمن كثير ». انتهى.

قال ابن قدامة رحمه الله :

قال أصحابنا : يجوز تقديم النية على التكبير بالزمن اليسير وإن طال الفصل أو فسخ نيته بذلك لم يجزئه، وحمل القاضي كلام الخرقي على هذا وفسره به وهذا مذهب أبي حنيفة،

 وقال الشافعي وابن المنذر : يشترط مقارنة النية للتكبير، لقوله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. {البينة: 5}

 فقوله : مخلصين ـ حال لهم في وقت العبادة، فإن الحال وصف هيئة الفاعل وقت الفعل، والإخلاص هو النية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات ـ ولأن النية شرط، فلم يجز أن تخلو العبادة عنها، كسائر شروطها.

 ولنا أنها عبادة فجاز تقديم نيتها عليها، كالصوم وتقديم النية على الفعل لا يخرجه عن كونه منويا، 

ولا يخرج الفاعل عن كونه مخلصا، بدليل الصوم، والزكاة إذا دفعها إلى وكيله، كسائر الأفعال في أثناء العبادة . انتهى من (((المغني)) لابن قدامة (1/339)).

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

تكون نية الصلاة عند الدخول فيها بتكبيرة الإحرام، ويجوز أن تتقدم نية الصلاة عليها قليلا ويستصحبها حتى يدخل في الصلاة، ومحلها على كل حال القلب لا اللسان . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم (٥١٥٥)).


والله اعلم


وللفائدة..

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات