الجنة طيبة لا يدخلها إلا الطيبون، وتطهير المسلم العاصي من الذنوب شرط لدخول الجنة.
** في هذا الموضوع ، نستعرض كيف يتطهر المسلم من ذنوبه ليكون أهلاً لدخول الجنة الطيبة، مع استعراض الأدلة الشرعية وأقوال العلماء الموثوقين.
** أدلة شرعية على تطهير المسلم العاصي قبل دخول الجنة :
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار،
فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا. (رواه البخاري).
** مكفرات الذنوب : كيف يغفر الله للمسلم العاصي؟
- قال ابن تيمية رحمه الله -عن مكفرات الخطايا :
فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقا إلا إذا انتفت الأسباب المانعة من ذلك، وهي عشرة :
منها : التوبة، والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة،
وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وشفاعة غيره، ودعاء المؤمنين،
وما يهدى للميت من الثواب كالصدقة والعتق عنهم، وفتنة القبر، وأهوال القيامة. ينظر: (مجموع الفتاوى - المجلد الرابع (العقيدة)).
** الأقوال المأثورة عن العلماء :
- قال ابن القيم رحمه الله :
فلأهلِ الذنوبِ ثلاثةُ أنهارٍ عظامٍ يتطهرون بها في الدنيا؛ فإن لم تفِ بطُهرهم طُهّروا في نهر الجحيم يوم القيامة :
نهر التوبة النصوح،
ونهر الحسنات المستغرقة للأوزار المحيطة بها،
ونهر المصائب العظيمة المكفرة.
فإذا أراد الله بعبده خيرًا أدخله أحدَ هذه الأنهارِ الثلاثة فوَردَ القيامة طيبًا طاهرًا فلم يحتج إلى التطهير الرابع. ينظر: (مدارج السالكين).
- وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
أما العصاة : كقاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون ،
وهكذا أشباههم هم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه : ( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها،
وهي توحيده وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم .
وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها ،
كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ... ينظر: (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (9/380)).
** مراحل تطهير المسلم العاصي :
- قال ابن القيم رحمه الله :
▣ وهـذا التمحيـص يكون في دار الدنــيا بأربـعة أشـياء :
①- التـــــــــــــوبـــــة.
②- الاستغـــــــــــفار.
③- الحســنات الماحـــية
.④ - المصــائب المكفــــرة
فإن محصته هذه الأربعة وخلصته كان من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين. {النحل: 32} يبشرونهم بالجنة،
وكان من الذين تتنزل عليهم الملائكة عند الموت : أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. { فصلت: 30ـ 32}.
▣ وإن لم تـفِ هـذه الأربعـة بتخليصـه وتمحـيصه مُحـِّص في البـرزخ بثـلاثة أشـياء :
① - صـــلاة أهـــل الإيمان عليه واستـغفارهـم لـه وشــفاعتهم لـه.
② - فتنـــــــــة القـــــــــــــــــبر.
③ - ما يهـــــدي إليه إخوانـــــه المسـلمون من هدايا الأعمال.
▣ فـإن لـم تـفِ هـذه الثـلاثة بالتمـحيص مُحـِّص في المـوقف بثـلاثة أشيـاء :
① - أهـوال القيامة وشـدة الموقـف.
② - شفـــــاعـــــة الشفــــــــــعاء.
③ - عفـــــو الله -عـــــز وجـــــل .
▣ فـإن لم تـفِ هـذه الثـلاثة بتمحـيصه فتكـــون النـار طهـــرة له وتمحـيصاً لخـبثه،
ويكـون مـكثه فيــها علـى حسـب كثـرة الخـبث وقلـته وشـدته وضـعفه ، وتـراكمه
فـإذا خـرج خبـثه وصـار خالـصاً طيـباً أخـرج مـن النـار وأدخـل الجـنة. ينظر: (" مـدارج السـالكين 1/ 463 - 467").
** خاتمة :
إن تطهير المسلم العاصي من الذنوب قبل دخول الجنة هو رحمة من الله تعالى،
وفضل عظيم يمنح المؤمنين فرصة للنجاة والوصول إلى الجنة الطيبة.
لذلك، بادر بالتوبة النصوح والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح لتكون من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين.
والله اعلم
* ما رأيك في هذه الطرق للتطهر من الذنوب؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
اقرأ أيضا:
تعليقات
إرسال تعليق