يتساءل الكثير من الصائمين في الأبراج الشاهقة أو المسافرين جوًّا عن موعد الإفطار الصحيح، خاصة أن غروب الشمس يختلف حسب الارتفاع عن سطح الأرض.
▣ وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، فإن وقت الإفطار مرتبط بغياب قرص الشمس عن الأفق بالنسبة للشخص نفسه، وليس لمن هم على مستوى الأرض.
▣▣ هل يختلف موعد الإفطار في الأبراج العالية؟
▣ نعم، يختلف وقت الإفطار للأشخاص القاطنين في الأبراج الشاهقة عن الذين هم على سطح الأرض.
◄ فإذا كنت في طابق مرتفع، فلا يجوز لك الإفطار إلا عند رؤية الشمس تغيب تمامًا من موقعك، حتى لو أُذّن لصلاة المغرب لمن هم في الأسفل.
◄ فلكل إنسان حكمه بحسب المكان الذي هو فيه لحظة الغروب، فلا يفطر حتى تغرب الشمس عن المكان الذي هو فيه، سواء غابت في مكان آخر أم لا.
▣▣ ما حكم الصيام للمسافرين في الطائرة؟
◄ أما المسافرون على متن الطائرة، فليس لهم أن يفطروا حتى تغرب الشمس تمامًا بالنسبة لهم، حتى وإن أعلن إفطار البلدة التي يحلّقون فوقها.
▣ والدليل على ذلك قوله تعالى : {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}. [البقرة: 187].
▣▣ آراء العلماء حول توقيت الإفطار :
** قال العلامة ابن عابدين الحنفي - في "رد المحتار" (2/ 420، ط. دار الفكر) :
[ قال في "الفيض" : ومَن كان على مكانٍ مرتفعٍ كمنارة الإسكندرية لا يفطر ما لم تغرب الشمس عنده،
ولأهل البلدة الفطر إن غربت عندهم قبله، وكذا العبرة في الطلوع في حقِّ صلاة الفجر أو السحور ] اهـ.
** قال العلامة الحَطَّاب المالكي - في "مواهب الجليل" (1/ 392، ط. دار الفكر) :
قال ابن بشير: ووقت المغرب إذا غاب قرص الشمس بموضع لا جبال فيه ،
◄ فأما موضع تغرب فيه خلف جبال فينظر إلى جهة المشرق، فإذا طلعت الظلمة كان دليلًا على مغيب الشمس. انتهى.
** وقال العلامة ابن مُفْلِح الحنبلي - في "المبدع" (1/ 302، ط. دار الكتب العلمية) :
[ وغيبوبة الشمس سقوط قرصها،.. ويعرف الغروب في العمران بزوال الشعاع من رؤوس الجبال، وإقبال الظلام من المشرق ] اهـ.
** قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
الناس الذين على الجبال أو في السهول والعمارات الشاهقة ، كل منهم له حكمه ، فمن غابت عنه الشمس حل له الفطر، ومن لا فلا. ينظر: "الشرح الممتع" (6/ 398).
** وقال علماء اللجنة الدائمة :
إذا كان الصائم في الطائرة، واطلع بواسطة الساعة والتليفون عن إفطار البلد القريبة منه وهو يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة : فليس له أن يفطر؛
لأن الله تعالى قال : {ثُمَّ أَتِمُّواالصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}. [البقرة: ١٨٧]، وهذه الغاية لم تتحقق في حقه ما دام يرى الشمس. ينظر: "فتاوى اللجنة الدائمة" (10/ 137).
▣▣ الخاتمة :
* في النهاية ، يجب على سكان الأبراج العالية أن يلتزموا بتوقيت غروب الشمس بالنسبة لهم، وليس بناءً على توقيت المناطق المنخفضة.
* هذا الأمر يعكس دقة الشريعة الإسلامية ومراعاتها لإختلاف الأماكن والظروف.
والله اعلم
▣ هل لديك تجارب مع الصيام في الأماكن المرتفعة؟ شاركنا في التعليقات!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق