">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع ال

خطبة العيد من الشعائر الإسلامية المهمة التي تؤدى بعد صلاة العيد، ولكن هناك خلاف بين العلماء حول عدد هذه الخطبة، فهل هي خطبة واحدة أم خطبتان؟

 في هذا المنشور نستعرض الأدلة من السنة النبوية وأقوال العلماء في هذه المسألة.

▣▣ السنة في خطبة العيد .

▣ وفقًا للسنة النبوية، فإن خطبة العيد واحدة فقط، حيث لم يرد في الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ أنه خطب خطبتين في العيد، كما هو الحال في خطبة الجمعة.

 فالأحاديث الواردة في صفة خطبه عليه السلام في الأعياد، لا تدل على أنهما خطبتان، ولا أنه  كان يجلس بينهما.

▣▣ هل يصح قياس خطبة العيد على خطبة الجمعة؟

▣ يرى بعض العلماء أن خطبة العيد خطبتان مثل خطبة الجمعة، لكن هذا قياس غير صحيح، للأتى:

1- ضعف القياس : قياس خطبة العيد على خطبة الجمعة غير صحيح؛ لأن العلة فيه غير واضحة،

◄ كما أن خطبة الجمعة خطبتين ليس هو الأصل، بل هو استثناء ثبت بدليل خاص، وليس بالقياس، ولذلك لا يمكن القياس عليه.

2- اختلاف الأحكام : لو صح القياس، للزم إلحاق خطبة العيد بأحكام الجمعة، مثل وقوع الصلاة بعد الخطبة ووجوب أدائها بعد الزوال،

◄ لكن العيد يخالف الجمعة في هذه الأحكام، مما يُبطل القياس.

3- القياس الأقرب : بدلاً من قياسها على الجمعة، كان الأولى قياسها على خطبة الاستسقاء أو خطبة الكسوف أو خطبة عرفة،

◄ التي ثبت أنهم خطبة واحدة، مما يؤكد أن العيد كذلك.

▣▣ الأدلة على أن خطبة العيد واحدة :

1- حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : " شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ ". رواه البخاري (962) ومسلم (884).

▣ الأصل في إطلاق لفظ " الخُطبة " أنه يدل على خطبة واحدة، ما لم يرد دليل يثبت أنها خطبتان.
 
2- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى المُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، 

فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، وَيُوصِيهِمْ، وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ ". رواه البخاري (956) ومسلم (889).

▣ فيه دليل على مشروعية خطبة العيد، وأنها كخطب الجمع أمر ووعظ ، وليس فيه أنها خطبتان كالجمعة وأنه يقعد بينهما.

3- عن أبي بكرة قال : لما كان ذلك اليوم قعد على بعيره، وأخذ إنسان بخطامه فقال : " أتدرون أي يوم هذا؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم، حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه، فقال : "أليس بيوم النحر؟.. رواه مسلم.

◄ مشروعية الخطبة على الراحلة تدل على أن خطبة العيد خطبة واحدة، إذ إن جلوس النبي ﷺ أثناء الخطبة يؤكد عدم وجود فصل بين خطبتين.

▣ إذاً ظواهر هذه النصوص، تدل على أن النبي  وخلفائه من بعده؛ كانوا يقتصرون على خطبة واحدة.

▣▣ أقوال العلماء :

** سئل الشيخ الألباني رحمه الله :

 إن الأحاديث التي وردت في ذكر خطبة العيد، ليس فيها ذكر الخطبة أو الخطبتين، فتُلْحَق بأصل خطبة الجمعة، فيكون لها خطبتان، فهل هذا القول صحيح، وما هو الحَقَّ في الباب؟

فاجاب :

هذا الإلحاق ذكره بعض العلماء قديماً، وهو من باب القياس، والقياس في الأحكام الشرعية لا نراه مشروعاً إلا في حدود الضرورة،

وهذا ما نَصَّ عليه الإمام الشافعي أن القياس في الشريعة ضرورة، 

فإن وُجِدَت الضرورة التي تضطر الإنسان إلى أن يقيس حكماً غير منصوص عليه على حكم منصوص عليه فعل، وإلا فلا حاجة له بذلك.

وخطبة العيد قد جاءت أحاديث كثيرة تتحدث أن النبي - ﷺ - خطب «انقطاع» النص،

أو عند دلالة النصوص التي تحدثت عن خطب الرسول - ﷺ - يوم الجمعة، وألاَّ نلجأ إلى القياس؛ لأننا لا نشعر بضرورة ما إلى قياس خطبة العيد على خطبة الجمعة.

ومن مشاكل القياس : أنه لا يُوقف به عند حد، 

فمن قال : إننا نقيس خطبة العيدين على خطبة الجمعة،

فلقائل يقول : لا، نحن نقيس خطبة العيد على غير خطبة الجمعة كخطبة الاستسقاء مثلاً أو خطبة صلاة الكسوف أو الخسوف مثلاً، 

وعلى العكس من ذلك : إذا فُتِحَ باب القياس المذكور فسنخالف كل الخُطَب التي جاءت عن النبي - ﷺ - مما أشرت إليه آنفاً،

كخطبة الكسوف أو الخسوف وخطبة الاستسقاء ونحو ذلك، أيضاً : تُقاس هذه الخطب على خطبة الجمعة، فهل من قائل بذلك؟ لا قائل بذلك والحمد لله.

فإذاً : نلتزم الوارد وما نزيد على ذلك.
ينظر: (الهدى والنور / ٣١٩/ ٣٠: ١٤: ٠٠).

▣▣ الخلاصة :

✅ السنة النبوية تدل على أن خطبة العيد واحدة وليست خطبتين.

✅ خطبة العيد تختلف عن خطبة الجمعة، فلا يصح القياس عليها.

✅ الإلتزام بالسنة وعدم الزيادة عليها هو الطريق الصحيح.


والله اعلم

 هل لديك استفسار حول خطبة العيد؟ شاركنا رأيك في التعليقات!.

اقرأ أيضا :


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات