">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم قراءة الإمام لآيات تتناسب مع موضوع خطبة الجمعة؟


 قراءة الإمام فى الصلاة لآيات تتناسب مع موضوع خطبة الجمعة بدعة لا أصل لها،

لم يفعلها النبي ﷺ ولا صحابته الكرام من بعده، فلو كان خيراً لسبقونا إليه.

** وإنما السنة أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة : سورة “سبح” و”الغاشية”، أو سورة “الجمعة” و”المنافقون”، أو “الجمعة” و”الغاشية”،

ولم يكن يراعي موضوع الخطبة ، ولكن لا ينبغي المداومة على أحدهما فقط .

** كما أنه قراءة ثلاث آيات من السور المذكورة أو بعضها  فى صلاة الجمعة خلاف السنة، وما جرى عليه الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح.

فيُستحب للإمام الإقتداء برسول الله  وصحابته رضي الله عنهم في قراءة السور المذكورة فى أن تُقرأ كل سورة بكاملها.

- قال ابنُ القيِّم رحمه الله : ولا يُستحب أنْ يقرأ مِن كلِّ سورة بعضها، أو يقرأ إحداهما في الركعتين؛ فإنَّه خلافُ السُّنَّة، وجهَّال الأئمَّة يداومون على ذلك. انتهى من ((زاد المعاد)) (1/369).

وإليك أدلة ذلك :

1 - قراءة سورة (الجمعة) في الأولى، و(المنافقون) في الثانية.

عن ابنِ أبي رافعٍ، قال : استخلَفَ مَروانُ أبا هريرةَ على المدينةِ، وخرج إلى مكَّةَ، فصلَّى لنا أبو هريرةَ الجُمُعةَ، فقرأ بعد سورةِ الجُمُعةِ، في الركعةِ الآخرةِ : إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ،

قال : فأدركتُ أبا هُريرةَ حين انصرَفَ، فقلتُ له : إنَّك قرأتَ بسُورتَينِ كان عليُّ بنُ أبي طالبٍ يَقرأُ بهما بالكوفةِ، فقال أبو هريرة : إني سَمِعتُ رَسولَ الله  يقرأُ بهما يومَ الجُمُعة. (رواه مسلم (877)).

2 - قراءة سورة (الأعلى) في الأولى، و(الغاشية) في الثانية.

عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنه : أنَّ النبيَّ  كانَ يقرأُ في العِيدينِ وفي الجُمُعة بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَة. (رواه مسلم (878)).

قال النوويُّ رحمه الله : ونصَّ الشافعيُّ في القديم على أنَّه يُستحب أن يقرأ في الأولى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ وفي الثانية هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ،

وقال الربيع- وهو راوي كتُب الشافعي الجديدة-: سألتُ الشافعيَّ عن ذلك، فذكر أنه يختار الجمعة والمنافقين، ولو قرأ سبِّح وهَلْ أَتَاكَ كان حسنًا. انتهى من ((المجموع)) (4/531).

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

هذا العمل سنة، النبي ﷺ قرأ بـ (سبح اسم ربك الأعلى) في الركعة الأولى من الجمعة وقرأ بالغاشية،

لكن المداومة عليها أمر لا ينبغي، بل ينبغي أن يقرأ بغيرهما بعض الأحيان، كالجمعة والمنافقين فإن النبي قرأ بهما في الجمعة، 

أيضًا عليه الصلاة والسلام قرأ بالجمعة والمنافقين في الركعتين بعد الفاتحة، وقرأ بسبح والغاشية في الركعتين، وقرأ أيضًا بالجمعة وهل أتاك حديث الغاشية،

فالمحفوظ عنه ﷺ ثلاث صور يعني : ثلاثة أنواع :

النوع الأول : سبح في الأولى والغاشية في الثانية بعد الفاتحة.

النوع الثاني : الجمعة في الأولى والمنافقون في الثانية.

النوع الثالث : الجمعة في الأولى والغاشية في الثانية.
انتهى من (فتاوى نور على الدرب).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

لكن هنا مسألة بعض الأئمة يفعلونها : إذا خطب خطبة قرأ في الصلاة الآيات المناسبة لها ، هذا يقال عنه : إنه بدعة ؛

لأن الرسول  كان ملازماً لقراءة سبح والغاشية ، أو الجمعة والمنافقون ، ولم يكن يراعي موضوع الخطبة. انتهى من ("لقاءات الباب المفتوح" (155/18)) .

وسئل أيضا رحمه الله :

بعض الأئمة إذا خطب خطبة الجمعة يقرأ في صلاة الجمعة آيات مناسبة للخطبة، فهل هذا الفعل صحيح؟

الشيخ : 

هذا بدعة، أهو أفقه من الرسول ؟

السائل : لا.

الشيخ : 

طيب، فهذا ينهى عنه ويشدد عليه، كيف يعدل عن السنة لما يوافق موضوع الخطبة،

والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب في الناس ولا يتحرى الآيات المناسبة ؟!. انتهى من (بلوغ المرام- شرح كتاب الصلاة-(22)).

** الخلاصة:

إن من أعظم علامات إيمان المسلم وصدق محبته لله ورسوله أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا.

فالخطيب، بصفته قدوة للمسلمين، عليه أن يكون أوْلى الناس باتباع السنة، وأن يحرص على تعليمها للناس.

 فكيف يطلب الخطيب من الناس اتباع السنة وهو نفسه يبتدع فيها؟.

إن على الخطيب أن يقتصر في صلاة الجمعة على قراءة السور التي كان النبي  يقرأها، فإن فيها من الحكمة والعبر ما يفي بالغرض.



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات