تنتشر عادة الذبح عند الانتقال إلى منزل جديد أو عند بنائه، ويربطها البعض بتطويرات خيرية أو دفع الشر، فما الحكم الشرعي في ذلك؟
الجواب :
1- إن ربط الذبح ببناء منزل أو شرائه بقصد دفع الأذى أو جلب الخير، كاعتقاد أن هذا الذبح سيؤدي إلى سلامة المنزل وسكانه ، فهو يعد بدعة مخالفة للشريعة الإسلامية.
2- أما إذا كان الذبح بهدف الشكر لله على نعمته بتمكنه من بناء منزل أو شرائه، ودعوة الأهل والأصدقاء للاحتفال ، فهذا أمر مستحب.
** ولكن هل يجب أن نذبح ذبيحة كلما بنينا بيتًا جديدًا؟ لا ليس من الشرع أن يلتزم المسلم إذا بنى داراً أو اشترى داراً أن يذبح ذبيحة،
لأن الشكر لله تعالى أوسع من أن يحصره في ذبح ذبيحة عند بناء منزل، فكل عمل صالح نقصد به وجه الله تعالى هو شكر لله على نعمه.
فيمكننا أن نشكره بأعمال صالحة كثيرة، كسجدة الشكر، والتصدق، والصلاة، والدعاء، ولا يلزم أن يقتصر على ذبح ذبيحة معينة.
- قال الشيخ الألباني رحمه الله :
... أي ليس من الشرع أن يلتزم المسلم إذا بنى داراً أو اشترى داراً أن يذبح ذبيحة،
وإنما الشرع يأمر المسلم أمراً عاماً بأن يقوم بواجب شكره لله عز وجل على نعمة طارئة، وإلا الإنسان يعيش دائماً في نعم الله تبارك وتعالى.
لكن إذا ربنا عز وجل أنعم على إنسان بنعمة ليست معتادة فأراد أن يشكر الله تبارك وتعالى عليها، فبأي شيء جاز أن يقوم بواجب الشكر لله عز وجل؟
في الشرع يوجد شيء لا بد أنكم سمعتم به يسمى : بسجود الشكر، سجود الشكر أي إذا إنسان فوجئ بأمر ما،
بنعمة ما رأسا يهوى ساجداً شاكراً لله عز وجل على هذه النعمة التي تفضل بها عليه،
لكن لو أراد أن يشكر الله عز وجل بما هو أقوم، أو كما يقولون اليوم أقيم من سجده لله يستطيعها كل إنسان، فأراد أن يجود بشيء من ماله،
ويجاهد بذلك نفسه، التي قال عنها ربنا في القرآن الكريم : { وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ }. [النساء: ١٢٨]. فأراد أن يزكيها بأن يخرج عن شيء من ماله فلا مانع من ذلك .
ولكن لا يلتزمن شكلاً معيناً كما هو الآن موضوع البحث، وهو بنى دار، أو اشترى داراً، لابد من ذبح ذبيحة،
لا مو شرط ، إن ذبحت ماشي، إن تصدقت ماشي، إن سجدت ماشي، إن صليت لله ركعتين ماشى، وهكذا إنما لا تتخذ طريقاً خاصاً كدلالة لشكرك لله على نعمة الله هذه،...انتهى من (الهدى والنور / ٧٤٣/ ٥١: ٠٠: ٠٠).
- وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :
ما يفعله بعض الناس إذا نزل منزلاً جديداً ذبح ودعا الجيران والأقارب : هذا لا بأس به ما لم يكن مصحوباً بعقيدة فاسدة،
كما يُفعل في بعض الأماكن إذا نزل منزلاً فإن أول ما يفعل أن يأتي بشاة ويذبحها على عتبة الباب حتى يسيل الدم عليها ، ويقول :
إن هذا يمنع الجن من دخول البيت ، فهذه عقيدة فاسدة ليس لها أصل ، لكن من ذبح من أجل الفرح والسرور : فهذا لا بأس به. انتهى من (" الشرح الممتع " ( 7 / 550 ، 551 )).
اقرأ أيضا : هل يجوز الذبح (الفدو) بنية دفع البلاء والأمراض؟
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق