">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل يجوز الذبح (الفدو) بنية دفع البلاء والأمراض؟


لا يجوز الذبح دفعاً للسوء وجلباً للخير سداً للذريعة، أي: الطرق الموصلة إلى الشرك والإعتقادات الفاسدة، 

كالخوف من الحسد والبلاء ومن أجل الشفاء من المرض وكالخوف من هلاك المال، وما شابه ذلك.

وهذا ما يُعرف عند كثير من الناس بكلمة " الفدو" فيعتقدون أن الذبح بهذه النية هو وسيلة للتخلص من المصائب والأمراض التي تصيبهم أو من حولهم.

وأما إذا كان الذبح من جهة الصدقة ، وإطعام الفقراء ، فهذا لا بأس به، وهو داخل في عموم الأدلة التي فيها الحض على الإطعام ، وفضيلة إطعام المساكين .

** فالذبح يكون لله والنسك لله والصلاة لله، لأن الذبح عبادة من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ﴾. [الأنعام: 162- 163].

قال القرافي رحمه الله :

سَدُّ الذَّرَائِعِ ، وَمَعْنَاهُ : حَسْمُ مَادَّةِ وَسَائِلِ الْفَسَادِ ؛ دَفْعًا لَهَا ، فَمَتَى كَانَ الْفِعْلُ السَّالِمُ عَنْ الْمَفْسَدَةِ ، وَسِيلَةً لِلْمَفْسَدَةِ : مَنَعَ الإمام مَالِكٌ مِنْ ذَلِكَ الْفِعْل. انتهى من " الفروق " (2/32).

* مثال ذلك : قوله تعالى : ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ). النور / 31 ، فمنع النساء من الضرب بالأرجل ،

وإن كان جائزا في نفسه ؛ لئلا يكون سبباً إلى سماع الرجال صوت الخلخال ، فيثير ذلك دواعي الشهوة لديهم .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

... فإن كان المقصود من الذبيحة اتقاء الجن أو مقصدًا آخر يقصد به صاحب البيت أن هذا الذبح يحصل به كذا وكذا، كسلامته وسلامة ساكنيه، فهذا لا يجوز، فهو من البدع.

وإن كان للجن فهو شرك أكبر؛ لأنه عبادة لغير الله... انتهى من (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5/388).

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

لا يجوز الذبح بنية دفع العين والحسد،

لكن عليه بالدعاء والاستعاذه بالله عز وجل والتصدق واعطاء المحتاجين ومساعدتهم، وبهذا يدفع الله عنه البلاء ان شاء الله. انتهى.
https://www.youtube.com/watch?v=X5I4LmshcR8

وسئل الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله :

 ما حكم من يقول له أهله : اذبح ذبيحة ووزعها على المساكين دفعا لبلاء ما ، فهل تجوز تلك النية ؟ 

الجواب :

 هذا فيه تفصيل : ذلك أن ذبح الذبائح إذا كان من جهة الصدقة ، ولم يكن لدفع شيء متوقع ، أو لرفع شيء حاصل ، ولكن من جهة الصدقة ، وإطعام الفقراء،

فهذا لا بأس به وهو داخل في عموم الأدلة التي فيها الحض على الإطعام ، وفضيلة إطعام المساكين .

وأما إن كان الذبح ؛ لأن بالبيت مريضا ، فيذبح لأجل أن يرتفع ما بالمريض من أذى ، فهذا لا يجوز بل يحرم ؛ سداً للذريعة ،

ذلك لأن كثيرين يذبحون حين يكون بهم مرض ؛ لظنهم أن المرض كان بسبب الجن ، أو كان بسبب مؤذ من المؤذين ،

فإذا ذبح الذبيحة وأراق الدم فإنه يندفع شره ، أو يرتفع ما أحدثه ذلك المؤذي ، ولا شك أن اعتقاد مثل هذا محرم ولا يجوز.

فالذبيحة التي ذبحت لرفع المرض والصدقة بها عن المريض - والحالة هذه - قال العلماء : هي حرام ولا تجوز سدا للذريعة.

وللشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق رسالة خاصة في الذبح للمريض .

وكذلك : إذا كان الذبح لدفع أذى متوقع ، كأن يكون في البلد داء معين ، فذبح لدفع هذا الداء ، أو كان في الجهات التي حول البيت شيء يؤذي ،

 فيذبح ليندفع ذلك المؤذي ، إما لص - مثلا - يتسلط على البيوت ، أو أذى ما يأتي للبيوت ، فيذبح ويتصدق بها لأجل أن يندفع ذلك الأذى ،

 فهذا أيضا غير جائز ، ومنهي عنه سدا للذريعة ؛ لأن من الناس من يذبح لدفع أذى الجن وهذا شرك بالله - جل وعلا .

فإذن تحصل من ذلك أن قول النبي -صلى الله عليه وسلم- " داووا مرضاكم بالصدقة " فيما رواه أبو داود وغيره وقد حسنه بعض أهل العلم وضعفه آخرون :

أن معنى داووا مرضاكم بالصدقة يعني بغير إراقة الدم ، فيكون إراقة الدم مخصوص من ذلك من المداواة بالصدقة ؛ لأجل ما فيه من وسيلة إلى الاعتقادات الباطلة،

ومعلوم أن الشريعة جاءت بسد الذرائع الموصلة إلى الشرك ، وجاءت أيضا بفتح الذرائع الموصلة للخير،

فما كان من ذريعة يوصل إلى الشرك والاعتقاد الباطل فإنه ينهى عنه. انتهى من [كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد].

** وفى النهاية :

لقد أخبر ربُّنَا سبحانه في القرآن العظيم أنّ التضرّع والدعاء الصادق يرفعُ العذاب ويردّ البلاء، 

فإذا أصاب العبد ما يكرهه أو خشي ما يصيبه، فمن السنة أن يدعو الله تعالى أن يرفع عنه البلاء ويصرف عنه شر ما يخشاه.

** وها هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صفوة الخلق دعوا الله لرفع الضر عنهم ، قال الله تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ). الأنبياء/38 ، 84 .

- وقال تعالى : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ). الأنبياء/87 ، 88 .

وفي الحديث : لا يرد القضاء إلا الدعاء. (صحيح الترمذي).


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات