القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم صلاة ركعتين بعد الأذان الأول للجمعة


صلاة ركعتين بعد الأذان الأول للجمعة ليس لها أصل وليس عليها دليل شرعي فهى غير مستحبة لأنه معلوم أن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه سن هذا الأذان الأول ولم يرد عنه ولا عن أحد من الصحابة فى زمانه ولا بعده أنهم كانوا يصلون ركعتين بعد هذا الأذان فدل تركهم لذلك على أنه غير مشروع ولو كان خيرا لسبقونا إليه. 

وهذا الأذان الأول الذي سنه الخليفة الراشد عثمان رضى الله عنه الغرض منه تنبيه الناس واستعدادهم للحضور لخطبة الجمعة لذلك لا يتناوله حديث ( بين كل اذانين صلاة ) لأن المقصود بالأذانين هو الأذان والإقامة فى جميع الصلوات ما عدا الجمعة .

ـ قال الإمام ابن كثير رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى : 

( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ).الأحقاف/11 

وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليهاانتهى من " تفسير ابن كثير" (7/278).

ـ وعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه :

كل عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلا تتعبدوها؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالا، فاتقوا يا معشر القراء! وخذوا بطريق من كان قبلكم . انتهى من "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة، و"الحوادث والبدع" للطرطوشي، ص149، و"الاعتصام" للشاطبي (2/ 630).

وقال ابن تيمية رحمه الله : 

أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكن يصلي قبل الجمعة بعد الأذان شيئا، ولا نقل هذا عنه أحد؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يؤذن على عهده إلا إذا قعد على المنبر، 

ويؤذن بلال ثم يخطب النبي صلى الله عليه وسلم الخطبتين، ثم يقيم بلال فيصلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس، 

فما كان يمكن أن يصلي بعد الأذان لا هو ولا أحد من المسلمين الذين يصلون معه صلى الله عليه وسلم، ولا نقل عنه أحد أنه صلى في بيته قبل الخروج يوم الجمعة، ولا وقت بقوله صلاة مقدرة قبل الجمعة، 

بل ألفاظه صلى الله عليه وسلم فيها الترغيب في الصلاة إذا قدم الرجل المسجد يوم الجمعة من غير توقيت . انتهى من ((مجموع الفتاوى)) (24/189).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

لا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على استحباب هاتين الركعتين؛ لأن الأذان المذكور إنما أحدثه عثمان بن عفان في خلافته لما كثر الناس في المدينة، 

أراد بذلك تنبيههم على أن اليوم يوم الجمعة، وتبعه الصحابة في ذلك، ومنهم علي رضي الله عنه واستقر بذلك كونه سنة؛ لقول النبي ﷺ : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. [رواه الإمام أحمد ].

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى شرعية الركعتين بعد هذا الأذان، لعموم قول النبي ﷺ: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة : لمن شاء. [رواه البخاري].

والأظهر عندي أن الأذان المذكور لا يدخل في ذلك؛ لأن مراد النبي ﷺ بالأذانين : الأذان والإقامة فيما عدا يوم الجمعة، 

أما يوم الجمعة فإن المشروع للجماعة أن يستعدوا لسماع الخطبة بعد الأذان. والله ولي التوفيق . انتهى من [(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 12/ 390).].

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

.... ما يفعله الناس اليوم هذا خلاف السنة ؛ لأن السنة إذا دخل المسجد أن يصلي على الأقل ركعتين قبل أن يجلس وهَيْ تحية المسجد ، فإن شاء أن يزيد كما شرحنًا آنفًا يفعل ما يشاء حتى يصعد الإمام على المنبر ، 

أما أن يدخل يصلي التحية وبالبيت لما يسمع الأذان الأول انتهى يقوم يصلي هذه هي السنة المزعومة ، وهذه لم تكن هذه السنة في زمن النبوة ولا في زمن الخلافة الراشدة ؛ 

لأنه لم يكن يومئذٍ إلا أذان واحد في المسجد النبوي وغيره لم يكن إلا أذان واحد ، فلم يكن هناك أذانين في فراغ لصلاة سنة تسمَّى بسنة الجمعة القبلية.... انتهى من ( تسجيلات متفرقة - شريط : 41) .

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

صلاة الجمعة ليس لها سنّة راتبة قبلها بل إذا حضر الإنسان إلى المسجد صلى ما تيسر له من غير تعيين يصلي ركعتين يصلي أربعا يصلي ستا يصلي ما شاء ويسلم من كل ركعتين.

وأما ما يفعله بعض الناس من القيام إلى الصلاة بين الأذانين الأول والثاني فإن هذا لا أصل له وليس بمشروع ..... انتهى من (فتاوى نور على الدرب-(184)).

وسئل أيضا رحمه الله :

ألاحظ أن المصلين في الحرم إذا أذن للأذان الأول يوم الجمعة يقومون يصلون ركعتين وحجتهم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال : « بين كل أذانين صلاة » ما تقولون في هذا؟

الجواب :

نقول : هذا العمل ليس بصواب والاستدلال ليس بصواب أما العمل فإنه إن كان الأذان الأول يؤذن عند قيام الشمس فإن صلاة هؤلاء تقع في وقت النهي؛ لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى عن الصلاة عند قيام الشمس حتى تزول، 

وإن كان الأذان الأول لا يؤذن إلا بعد الزوال فإنه لم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا أذن المؤذن عند حضور الإمام يقومون فيصلون مع أنهم وراء الإمام بين أذانين. 

قد يقول قائل : إنهم لا يقومون للصلاة؛ لأن الخطيب سوف يقوم ويخطب واستماع الخطبة أهم، 

فيقال : إن الخطيب ليس يقوم من حين أن يتم الأذان فبينهما فاصل يمكن للإنسان أن يدرك فيه ركعة أو أقل من ركعة .

    فعلى كل حال نرى أن هذه الصلاة ليست في محلها وأنها لا تنبغي وقد ألف في ذلك بعض المعاصرين رسالة وبين أنه ليس لهذه الصلاة أصل انتهى من (فتاوى نور على الدرب)


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات