لو قدر أن تارك الصلاة تكاسلا ذبح أضحية أو ذبيحة فهي حلال الأكل منها إن شاء الله.
لأن الراجح أن تارك الصلاة تكاسلا ليس بكافر كفر يخرجه من الملة ولكنه فاسق مرتكب لجريمة كبيرة من أعظم الكبائر يستحق عليها القتل من قبل الحاكم المسلم إن لم يتب.
وهذا قول جماهير الفقهاء من السلف والخلف كالأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي، والإمام أحمد في إحدى روايتيه.
ولأن من يصلِّي ويترك فهذا غير مُحافِظ عليها وليس بكافرٍ بل هو مسلمٌ يدخل تحت المشيئة والوعيد ويُؤيِّدُه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم :
« خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ». («صحيح الترغيب والترهيب» (١/ ٢٧١) رقم: (٣٧٠) ).
والقول بحلِّ أكل ذبيحة تارك الصلاة وأضحيته لا يعني التهوين من أمر تركها والتكاسل عن أدائها فترك الصلاة كبيرة عظيمة توعد الله أهلها بأشد العقاب؛
قال تعالى : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون }َ.[الماعون:4-5]، والويل هو : وادٍ في جهنم ـ نسأل الله العافية ـ.
سئل الشيخ الألباني رحمه الله :
أيهما الأولى بالأكل من ذبيحته : النصراني أم تارك الصلاة ؟
فأجاب :
ما رواه صعب التحقيق وهو وضعيف على كل حال ... كلاهما في الهواء سواء،
إذا جاز أكل لحم النصراني فيجوز أكل المسلم تارك الصلاة لأنه في بعض المسلمين في حكم الكافر لكنه ليس بكافر لكنه فاسق . انتهى من (سلسلة الهدى والنور-(212)).
قال ابن قدامة الحنبلي بعد أن ذكر طرفا من أدلة الجمهور على عدم كفر تارك الصلاة تكاسلا :
ولأن ذلك إجماع المسلمين. فإنا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدا من تاركي الصلاة ترك تغسيله، والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين،
ولا منع ورثته ميراثه، ولا منع هو ميراث مورثه، ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة من أحدهما؛ مع كثرة تاركي الصلاة،
ولو كان كافرا لثبتت هذه الأحكام كلها، ولا نعلم بين المسلمين خلافا في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتدا لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام.
وأما الأحاديث في تكفيره فهي على سبيل التغليظ , والتشبيه له بالكفار لا على الحقيقة ,
كقوله عليه السلام : ( سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر ) ، وقوله ( شارب الخمر كعابد وثن ) وأشباه هذا مما أريد به التشديد في الوعيد ". انتهى من ("المغني" (2/157)).
والله اعلم
اقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق