">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما حكم القراءة من المصحف في صلاة الفريضة والتراويح؟


لا يُشرع قراءة القرآن من المصحف في صلاة الفريضة والتراويح فى قيام رمضان والنافلة ،

لأنه لم يرد نص عن النبي صلى الله عليه وسلم فى مشروعية ذلك ومعلوم أن العبادات مبناها على التوقيف كما هو مقرر في الأصول ،

فلا يجوز أن يقال إن هذه العبادة مشروعة من جهة أصلها أو عددها أو هيئاتها أو مكانها إلا بدليل شرعي يدل على ذلك ولأن هذا أيضا تعطيل ومخالفة للسنة الصحيحة التي تأمر بتعاهد القرآن الكريم وحفظه .

فحمل الإمام فضلا عن المقتدي للمصحف أمر حادث لم يكن منتشرا معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين وبقية القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية .

فمن لا يحفظ القرآن لم يكلفه الله تعالى قراءة ما لا يحفظ لأنه ليس ذلك في وسعه، قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ). فإذا لم يكن مكلفا ذلك فتكلفه ما سقط عنه باطل ونظره في المصحف عمل لم يأت بإباحته في الصلاة نص .

 وأما إن جاء عن بعض الصحابة خلاف ذلك فأفعال الصحابة إن وافقت الكتاب والسنة فبها ونعمت وإن لم فهم مأجورون في اجتهادهم لكن لا يُتابعون عليه لأن الحجة فيما جاء عنه عليه الصلاة والسلام وخير الهدي هديه .

ودليل ذلك :

1- ما رواه مسلم في صحيحه : عن أبي موسى رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عُقُلها .

فقوله :تعاهدوا هذا القرآن ) معناه : اعتنوا بحفظه ودراسته لأنه إن لم يُدْرَس ضاع وذهب وأكد على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( فو الذي نفس محمد بيده ). ففتح باب تجويز قراءة أئمة المساجد من المصحف في قيام رمضان وغيره يُعَطِّل شريعةً ثابتةً عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو الأمر بتعاهد القرآن .

2- ما رواه البخاري فى صحيحه : أن عمرو بن أبي سلمة الأنصاري قال: ......... فقال : صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا. فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنا مني؛ لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين.... إلى اخر الحديث.

الشاهد من الحديث : أنه لم يكن من هدي السلف الأول القراءة من المصحف فى الصلاة لذا قاموا بتقديم هذا الطفل ليؤمهم فى الصلاة. 

وإلى هذا القول ذهب بعض السلف :

- فعن سليمان بن حنظلة البكري : أنه مر على رجل يؤم قومًا في المصحف، فضربه برجله. [مصنف ابن أبي شيبة (2/ 123)]. 

وعن سعيد بن المسيب، قال : " إذا كان معه من يقرأ ارْدُدُوه، ولم يؤم في المصحف "[مصنف ابن أبي شيبة (2/ 124)].

- وعن عامر[يعني: الشعبي]، قال : " لا يؤم في المصحف ". [مصنف ابن أبي شيبة (2/ 124)].

وعن الأعمش عن إبراهيم [يعني: النخعي] : أنه كره أن يؤم الرجل في المصحف، كراهة أن يتشبهوا بأهل الكتاب. [مصنف ابن أبي شيبة (2/ 124)].

قال الإمام ابن حزم رحمه الله :

ولا تجوز القراءة في مصحفٍ ولا في غيره لمُصَلٍّ, إماماً كان أو غيره, فإن تعمَّد ذلك؛ بَطُلَتْ صلاته . 

وكذلك عدُّ الآي; لأن تأمُّل الكتاب عملٌ لم يأتِ نصٌّ بإباحته في الصلاة.

وقد روينا هذا عن جماعةٍ من السلف؛ منهم : سعيد بن المسيّب, والحسن البصري، والشَّعْبي, وأبو عبد الرحمن السُّلمي. 

وقد قال بإبطال صلاة من أَمَّ بالناس في المصحف أبو حنيفة والشافعي، وقد أباح ذلك قومٌ منهم,

والمرجع عند التنازع إلى القرآن والسُّنة؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الصلاة لشغلاً "؛ فصحَّ أنها شاغلةٌ عن كل عملٍ لم يأتِ فيه نصٌّ بإباحته ". انتهى من (المحلى بالآثار (2/ 365)).

وقال أيضا رحمه الله :

مسألة : ولا يحل لاحد أن يؤم وهو ينظر ما يقرأ به في المصحف، لا في فريضة ولا نافلة، فان فعل عالما بأن ذلك لا يجوز بطلت صلاته وصلاة من ائتم به عالما بحاله عالما بأن ذلك لا يجوز. 

قال علي : من لا يحفظ القرآن فلم يكلفه الله تعالى قراءة ما لا يحفظ، لأنه ليس ذلك في وسعه، قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فإذا لم يكن مكلفا ذلك فتكلفه ما سقط عنه باطل، ونظره في المصحف عمل لم يأت بإباحته في الصلاة نص، وقد قال عليه السلام : ( ان في الصلاة لشغلا ) .

وكذلك صلاة من صلى معتمدا على عصا أو إلى حائط لضعفه عن القيام لأنه لم يؤمر بذلك، وحكم من هذه صفته ان يصلى جالسا، وليس له ان يعمل في صلاته ما لم يؤمر به، 

ولو كان ذلك فضلا لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بذلك، لكنه لم يفعله، بل صلى جالسا إذ عجز عن القيام، وامر بذلك من لا يستطيع، 

فصلاة المعتمد مخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال عليه السلام : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). وهو قول سعيد بن المسيب والحسن وغيرهما . انتهى من (المحلى - ابن حزم - ج ٤ - الصفحة (٢٢٣)).

وسئل الشيخ الألباني رحمه الله :

هل يجوز مسك القرآن الكريم في الصلاة المكتوبة، يعني يقرأ حاضرا ؟

فأجاب :

 أما في المكتوبة فأمر ما أظن أن أحدا يقول بشرعيته، وإنما الخلاف المعروف إنما هو في النافلة بل وليس في كل نافلة، وإنما في قيام الليل، بل وليس في كل قيام من الليل، وإنما هو في قيام الليل خاصة في رمضان، 

الخلاف في هذا الموطن فقط، فمنهم من يرى ذلك ويجيزه وبخاصة إذا كان الإمام لا يحفظ كثيرا من القرآن، ومنهم من لا يرى شرعية ذلك، وأنا مع هؤلاء لسببين اثنين : 

السبب الأول : أنه لم يكن معروفا في عهد السلف، وأنا أعني ما أقول حينما أقول لم يكن معروفا في عهد السلف، أي كظاهرة دينية اجتماعية، 

فلا يعترضنّ أحد بقوله أن هناك رواية أن عبدا لعائشة رضي الله تعالى عنها كان يؤمها من المصحف، فإن هذه رواية مع صحتها لا تخالف ما قلته لكم آنفا، 

لأن كون الشيء يقع في مكان محصور بين جدران أربعة وبين شيء يعلن على الملأ جميعا ثم لا أحد ينكر ذلك، فهذا الذي نقوله وندخله في عموم قولنا آنفا : وكل خير في اتباع من سلف، 

أي إذا كان هناك عمل اشتهر فعله بين السلف دون أن يكون بينهم أيّ خلاف فهذا نحن نتبعه ونسلم له، أما في مثل ما نحن في صدده الآن أن السّيدة عائشة كان يؤمها عبدها من المصحف المفتوح بين يديه فهذه قضية خاصة قد تكون لها أسبابها وملابساتها، 

هذا هو السبب الأول، خلاصته أنه لم يكن معروفا في عهد السّلف كما هو المعروف اليوم في عهد الخلف، 

ففي كثير من المساجد في كثير من البلاد تجدون الإمام قد وضع المصحف في مثل هذه الطاولة وهو يقرأ منه، هذه ظاهرة لم تكن إطلاقا في ما مضى من السلف الصالح، لذلك نحن هنا نقول : وكل خير في اتباع من سلف، هذا الأمر الأول.

الأمر الآخر: أن القول بجواز هذا العمل فضلا عن القول بشرعيته يلزم منه معاكسة أو على الأقل مخالفة توجيهات نبوية كريمة، 

وهي تدور كلها حول الحض للمسلم الذي يعتني بإمامة الناس والإمامة تستلزم أن يكون متميزا في حفظه للقرآن، 

لأن ذلك هو السبب الأول الذي يجعل للحافظ حق الأولوية في إمامة الناس، كما جاء في صحيح مسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القرآءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ).

إذا المرتبة الأولى التي بها يستحق المتصف بها الإماميّة هو حفظ القرآن، فهذا الحفظ لكي لا يفلت ولا يذهب من الحافظ ما تعب على حفظه برهة من الزمان قال عليه الصلاة والسلام : ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به فالذي نفس محمد بيده إنه أشد تفلت من صدور الرجال من الإبل من عقلها )

تعاهدوا هذا القرآن ففتح باب تجويز القراءة من الإمام من المصحف يصرفه كما يقال اليوم أوتوماتيكيا عن تنفيذ الأمر النبوي : ( تعاهدوا هذا القرآن ) لماذا يتعاهد.؟ 

وهاهم العلماء يجيزون له أن يقرأ من القرآن المفتوح بين يديه، هذا أمر لابد منه، أي : فتح باب القول بجواز القراءة من المصحف من الإمام من آثاره السّيئة عدم الاهتمام بحفظ القرآن، لكن قد يكون له آثار أو مخلفات أخرى سيئة، وذلك يختلف من إمام إلى آخر، 

وأنا أذكر ما رأيته بعينيّ هاتين في بعض المساجد حينما كتب لي أن أصلي وراء إمام وبحضرة إمام من أئمة علماء المسلمين الفقهاء، كان يقرأ في صلاة القيام صلاة التراويح من المصحف، فإذا ركع وضع المصحف تحت إبطه، 

فالآن أنا رأيته وأظنكم تتصورون معي أنه شبه مبلل، ذلك لأنه لا يستطيع أن يرفع يديه هكذا لأنه المصحف سيقع منه، إذا هو سيداري ما تأبّطه من المصحف فلا يرفع يده كما ينبغي، وهل يقف المحظور والأثر المحظور إلى هذا الوضع فقط؟ 

لا الأمر أشكل حينما يسجد وهو إمام وهو يستطيع أن يجافي عضديه عن إبطيه، لا يستطيع أن يجافي إلا كالمريض، يجافي بإحدى يديه ولا يجافي بالأخرى، لماذا.؟ لأنه تأبط المصحف الذي كان يقرأ منه، من يقول بأن هذا أمر جائز؟

 لذلك ابتدع أحدهم هذه البدعة، نصبوا أمامهم هذه الطاولة نصبا قاعدة، فيضعون المصحف وبلاش هذه الحركات وهذه المضايقات لنفسه، كل هذا تكلف في الدين .

ولذلك نحن في الأصل ينبغي علينا أن نأمر الأئمة بأمر نبينا : ( تعاهدوا هذا القرآن ) ثم إذا لم يتيسر فنقول يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله....... 

فإن سدت الأبواب كلها حينئذ قلنا لهذا الإمام الذي لا يحفظ إلا شيئا قليلا من القرآن (( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن )) وانتهى الأمر، ما فيه داعي لمثل هذا التكلف وهذا التصنع، 

كلامي هذا كله يدندن حول النافلة والنافلة الخاصة في قيام الليل وبصورة أخص قيام الليل في رمضان، أما في الفريضة فلا أحد يقول بذلك إن شاء الله . انتهى من (سلسلة الهدى والنور-(618)).

وسئل أيضا رحمه الله :

السائل : يعني ظاهرة غريبة تنتشر في البلاد الآن وهي القراءة من المصحف في صلاة التراويح فما حكم الإمام الذي يقرأ وهل صلاة المأموم باطلة أو غير باطلة؟

فأجاب :

 أما الصلاة فهي بلا شك صحيحة لأن هذا المصلي أو هذا الإمام الذي يقرأ من المصحف بين يديه وهذا المصلي الذي يقتدي من خلفه ما أخلوا بشرط من شروط صحة الصلاة أو ركن من أركانها, 

........ هذه الظاهرة لم تكن منتشرة في عهد السلف الصالح, لا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد بقية القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية هذا أولا

وثانيا : إن اتخاذ هذه العادة وسيلة للفتح على الإمام إذا ما ارتج عليه هي وسيلة كما عرفتم أولا محدثة ،

وثانيا وهذا هو المقصود الآن بهذا الأمر الثاني أنه يعارض توجيها نبويا كريما ومهما جدا ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به فوالذي نفسي بيده إنه أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل من عقلها ) ( تعاهدوا هذا القرآن ) ما معنى تعاهدوا هذا القرآن؟ 

أي اجعلوا ديدنكم دراسته وتكراره حتى يستقر في أذهانكم وفي صدوركم ولا ينفلت منها انفلات الإبل من عقلها, فالإبل مع أنها تربط بالعقال مع ذلك فهي تشرد عادة لما غلب عليها من طبع الشراسة في الطبع, 

القرآن الكريم كما وصفه رب العالمين بقوله مخاطبا النبي عليه السلام (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فالقرآن ثقيل ولا عجب فإنه من كلام الله عز وجل ولذلك جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا نزل عليه القرآن وهو على ناقته لم تطق الناقة أن تحمله فتبرك من ثقل القرآن الكريم ،

أما الرسول عليه الصلاة والسلام فقد قدره الله عز وجل ومكنه من تحمل هذا القرآن ولكن مع شيء أيضا من الصعوبة حيث كان يتعرق جبينه في اليوم البارد بسبب ثقل الوحي, فهذا القرآن الكريم لا يثبت في الصدور إلا مع تعاهده ومتابعة مذاكرته, 

فإذا قيل لأئمة المساجد إما بلسان القال أو بلسان الحال لا بأس أن تأخذوا المصحف وأن تقرأوا في إمامتكم منه هذا سيكون وسيلة غير مشروعة مصادمة لقوله عليه السلام ( تعاهدوا هذا القرآن )

أي سوف يقل لا أقول الحفاظ وإنما سأقول سيقل الأئمة...... ولذلك فنحن نقول كما قال عليه الصلاة والسلام ( تعاهدوا هذا القرآن ) أي اعتنوا بمدارسته وحفظه ولا تتكلوا على المصحف في إمامتكم للناس لأن هذا سيصرفكم عن تعاهده. 

ومن المتفق عليه بين علماء المسلمين قاطبة أن كل وسيلة عارضت سنة مشروعة فهي بدعة ضلالة،

 يقول هذا حتى العلماء الذين يقسمون البدعة إلى قسمين حسنة وسيئة حتى هؤلاء الذين جاؤوا بهذه القسمة التي تخالف السنة الصحيحة ،

ولسنا الآن في صدد بيان ذلك حتى هؤلاء الذين قسموا البدعة إلى قسمين حسنة وسيئة يقولون البدعة الضلالة هي التي تخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسواء كانت سنة قولية أو سنة فعلية, 

وها أنتم الآن قد عارضتم أو من فعل منكم من أم الناس من المصحف قد خالف سنة النبي والسلف الصالح فعلا وقولا فعله عليه السلام ما أم الناس من المصحف, قوله ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به ) إلى آخر الحديث . انتهى من (سلسلة الهدى والنور - شريط : (965)).
 
وسئل أيضا رحمه الله :

هل للإمام في صلاة التراويح أن يقرأ من المصحف خوف أن يقع في الخطأ؟

فأجاب :

ليس له ذلك، من ذا الذي لا يخشى أن يقع في الخطأ إذا كان الذي أنزل عليه القرآن يقع في الخطأ أحيانا عليه الصلاة والسلام... سُنية الفتح على الإمام لمن هو خلف الإمام.

الإمام الذي يضع المصحف أمامه، هذه وسيلة غير شرعية وسيلة بدعية أمر محدث هذا أولاً؛

ثانيا : أنّ هذه الوسيلة تعارض توجيهاً وأسلوبًا نبويًّا كريمًا، وإذا وسيلة تعارضت مع توجيه نبوي أو أسلوب نبوي فهي بلا شك من باب قوله عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"

إذا عرفنا أنّ النّبي عليه الصلاة والسلام كان يخطئ أحياناً، وأنّه حضّ أُبيّاً أن كان فتح عليه ، فمعنى ذلك أنّ خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

السبب الثاني : أنّ اتخاذنا هذه الوسيلة يصادم توجيها نبويا كريما " تعاهدوا هذا القرآن, فو الذي نفس محمّد بيده لهو أشد تفلتا من الابل في عقلها ".

معنى تعاهدوا هذا القرآن : اعتنوا بحفظه وتابعوا مدارسته.

النبي عليه الصلاة والسلام حث حفظة القرآن بأن يظلوا يتعاهدون القرآن مدارسة وحفظا ومذاكرة وإن لم يفعلوا تفلت القرآن من صدورهم كما تتفلت الإبل من عقلها.

هناك ظاهرة أنّ المأموم يحمل مصحفا مُش صغير يضعه تحت إبطه عند الركوع فيترك الجنوح .... ما حكم ان يأخذ أحد المقتدين مصحفا للفتح على الإمام للخشية الآنف ذكرها؟

نفسها نفس الجواب أولاً : محدث.

ثانياً : إنّه يحمل هذا الذي يعتمد على المصحف سواءً كان إماما أو مأموما على أن لا يعتني بالقرآن.

الرواية التي تقول أنّ عائشة رضي الله عنها كان مولاها ذكوان يؤمها في قيام رمضان وكان يقرأ في المصحف . 

فهي ثابتة صحيحة الاسناد ولا يمكن لعالم أن ينكرها. هذا من حيث الرواية فما حكمها من حيث الدراية فقهياً؟

أولا : هذه الحادثة لا عموم لها لأنّها وقعت في البيت بين جدران أربعة. نحن عن الأئمة أئمة المساجد المكلفين بإمامة الناس بعلمٍ وليس بجهل "لهم رواتب"

ثانياً : هذا عبد وليس حراً ، وأحكام العبيد تختلف كلّ الاختلاف عن أحكام الأحرار؛ فلا يجوز للحر أن يُنزل نفسه منزلة العبد ليعطي لنفسه حكم العبد؛

العبد عبد للعبد الذي هو عبد لله تعالى وله أحكام في الشرع. أعطيكم عبارة عامية ولكنها حكم شرعي : " العبد وما ملكت يداه لسيده " فهل نأخذ حكم العبد هنا لهوىً في أنفسنا؟!. الجواب : لا. انتهى من (سلسلة الهدى والنور الشريط(696)).

وللقراءة من المصحف في الصلاة مفاسد كثيرة :

1- تشبع القارئ بما لم يعط حيث يظن الناس أنه من الحفاظ وليس الأمر كذلك .

2- تزهيد الأئمة في حفظ القرآن اعتماداً على القراءة من المصحف .

3- الإخلال بِسَمْتِ الصلاة من وضع اليدين مجتمعتين على الصدر والنظر إلى موضع السجود وكثرة الحركة بتقليب الصفحات وغير ذلك مما يتنافى مع الخشوع .


والله اعلم


اقرأ أيضا..



هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات