">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

صيام مرضى السكري في رمضان: كل ما تريد معرفته


رخص الله تعالى في الإفطار لمن كان مريضا أو مسافرا وشرع قضاء ما أفطره؛ لأنه يحب أن يخفف عن المؤمنين، ويسهل عليهم أحكامه.

وإليك أحوال صيام مرضى السكري في رمضان:

1- إذا شق على المريض بصفة عامة ومريض السكري بصفة خاصة الصوم فى رمضان ولم يضرّه ،

كأن خاف أن يزيد مرضه بصيامه ويؤخر شفاءه ، فهذا يُكره له أن يصوم ويُسنّ له أن يُفطر، لقوله تعالى : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). البقرة: 185.

2- وأما إذا ضر الصوم فى رمضان المريض بصفة عامة ومريض السكري بصفة خاصة ، فالفطر عليه واجب والصوم عليه حرام، لقوله تعالى : ولا تقتلوا أنفسكم. [النساء: 29].

3- إذا كان المرض طارئًا وشفى المريض بصفة عامة ومريض السكري بصفة خاصة، وجب عليه قضاء ما أفطره من أيام .

4- وأما إذا كان هذا المرض لا يرجى برؤه كأن يكون مرضه مزمناً ويضره الصوم دائما ، فإنه لا يصوم ويطعم عن كل يوم مسكينا ، كل يومٍ نصف صاعٍ من قوت البلد : من تمر، أو أرز، أو حنطة.

قال الإمام ابنُ حزم رحمه الله :

وَاتَّفَقُوا على أنَّ مَن آذاه المَرَض وضَعفَ عَن الصَّوم، فله أن يُفطِرَ. انتهى من ((مراتب الإجماع)) (ص40).

وقال الزركشيُّ رحمه الله :

للمريضِ أن يُفطِرَ في الجملةِ بالإجماعِ، وقد شهِد له قولُه تعالى : وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ. [البقرة: 185] . انتهى من ((شرح الزركشي على مختصر الخرقي)) (2/612).

وقال القرطبي رحمه الله :

وقال جمهورٌ مِنَ العُلَماءِ : إذا كان به مَرضٌ يُؤلِمُه ويُؤذِيه أو يخافُ تَمادِيَه أو يخافُ تَزَيُّدَه؛ صحَّ له الفِطرُ.

قال ابنُ عطية : وهذا مذهَبُ حذَّاقِ أصحاب مالك، وبه يناظِرون . انتهى من ((تفسير القرطبي)) (2/ 276).

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

إنني مريضة بالسكر والقرحة، فإذا لم أستطع الصوم فماذا يجب علي أن أفعل؟ 

فأجاب :

 عليك مراجعة الطبيب المختص، فإن قرر الطبيب المختص أن الصوم يضرك فأفطري، فإذا عافاك الله فاقضي بعد ذلك .

وإن قرر الأطباء المختصون أن هذا المرض يضره الصوم دائمًا وأنه فيما يعلمون أن المرض سوف يستمر ولا يرجى برؤه ،

فإنك تفطرين وتطعمين عن كل يوم مسكينًا، نصف صاع من قوت البلد، مقداره كيلو ونصف تقريبًا، والحمد لله.

وليس عليك صيام؛ لقول الله سبحانه : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] . انتهى من (برنامج (نور على الدرب) الشريط الخامس عشر، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 219). 

وسئل أيضا رحمه الله :

سماحة الشيخ، إنَّ والدي رحمه الله تُوفي وهو مريضٌ وكبير السن، وإنه لم يصم قبل وفاته ثلاث سنوات، والسبب أنه كان مريضًا وكبير السن ومريضًا بالسكري أيضًا؛ لا يستغني عن الماء لحظات، أرجو الإجابة وفَّقكم الله.

الجواب :

ما دام بهذه الحال ليس عليه صومٌ، ولكن عليه الإطعام، أن تُطعموا عنه عن كلِّ يومٍ مسكينًا؛ 

لأنَّ كبير السن إذا شقَّ عليه الصومُ يُطعم عنه عن كلِّ يوم مسكين، ولا قضاء عليه، ولا قضاء عليكم أيضًا،

إنما الإطعام، إذا كنتم ما أطعمتم أطعموا عنه عن كل يومٍ نصف صاعٍ من قوت البلد : من تمر، أو أرز، أو حنطة،

تُعطى بعض الفقراء، تُجمع وتُعطى لبعض الفقراء، ولو فقيرًا واحدًا، ولو أهل بيتٍ من الفقراء، إذا جُمعت تُسلّم لفقيرٍ أو فقيرين أو أكثر والحمد لله، والمقدار : نصف الصاع، كيلو ونصف تقريبًا . انتهى من (فتاوى الدروس).

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

زوجته مريضة بالسكر..وقد نصحها الأطباء بعدم الصوم فماذا يلزمها ؟

فأجاب :

الواجب على هذه المرأة إذا كانت لا تستطيع الصيام ولا يرجى زوال عجزها، أن تطعم عن كل يوم مسكيناً؛

لأن هذا هو المفروض على الإنسان إذا كان لا يستطيع الصوم على وجه مستمر، 

أما الذي لا يستطيع الصوم لفترة معينة ويرجى أن يقدر عليه فيما بعد، فهذا ينتظر حتى يقدر عليه ثم يقضيه؛ لقول الله تعالى : ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾. انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [294]).

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة (الفتوى رقم (٢١٤٣)) :

إن كنت عرفت بالتجربة أن الصيام يزيد مرضك أو يؤخر برءك منه أو أخبرك طبيب مسلم مأمون حاذق بأن الصيام يضرك، فأفطر، وعليك القضاء بعد الشفاء، 

وإن استمر بك المرض لا قدر الله ولم تستطع معه القضاء وغلب على ظنك أنه لا يزول ،

فأطعم عن كل يوم أفطرته مسكينا نصف صاع من بر أو تمر أو أرز أو نحوها من الأطعمة التي تطعمها أهلك، نسأل الله لنا ولك التوفيق والشفاء. انتهى.


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات