">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

جواز الصلاة جماعة في مكان العمل لعذر


 الأصل أن تكون الصلاة في المساجد وذلك لأن المساجد إنما بنيت ليجتمع المسلمون فيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم  : ( من سمع النداء فلم يجب ، فلا صلاة له إلا من عذر ). صحيح ابن ماجه (793) . 

فمن كان قريباً من المسجد بحيث يسمع النداء وجبت عليه صلاة الجماعة في المسجد إلا إذا كان هناك عذر بحيث يتعطل العمل ويترتب عليه ضرر بخروجهم إلى المسجد أو يُخشى أنهم إذا خرجوا لم يرجعوا أو إذا كان المسجد بعيداً ففي هذه الحال يعذرون عن الذهاب إلى المسجد ويسوغ لهم أن يصلوا جماعة في مكان عملهم .

 وإن كنت في مكان عملك لا تستطيعُ الصلاة في جماعةٍ أصلاً فلا يجوزُ لك البقاء في هذا العمل إلا إن كنت تتضرر بتركه واحرص مع هذا على البحثِ عن عملٍ لا تمتنعُ بسببه من إتيان المسجد .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

عن حكم صلاة الموظفين جماعة في محل عملهم ؟

الجواب :

الواجب على جميع الرجال أن يصلوا مع الجماعة في المسجد، ولا يجوز لهم أن يصلوا في دورهم، ولا في محل العمل إذا كان المسجد قريبًا، لقول النبي ﷺ : من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس رضي الله عنهما ما هو العذر؟ قال : "خوف أو مرض"، وجاءه ﷺ رجل أعمى فقال يا رسول الله : ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال ﷺ : هل تسمع النداء بالصلاة قال : نعم، قال : فأجب . خرجه مسلم في صحيحه. انتهى من (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 30/120).

وسئل أيضا رحمه الله :

أنا أعمل في بقالة طول النهار ويؤذن للصلاة ولا أتمكن من الذهاب إلى المسجد؛ لأنني أعمل وحدي وأجد صعوبة في إغلاق البقالة والمسجد يبعد عنا ما يقارب من نصف كيلو أي أن الرجل لو نادى بأعلى صوته لا يسمع، فما حكم صلاتي في المحل أو في بقالتي مأجورين؟

الجواب :

الواجب عليك الصلاة مع الجماعة وإغلاق البقالة ، كلما جاء الوقت ، ولا ينبغي التساهل في هذا الأمر ؛ لأن الله أوجب عليك الصلاة في الجماعة ، فالواجب عليك البدار بذلك طاعة لله ورسوله عليه الصلاة والسلام ، والله يقول : حافظوا على الصلوات ، ويقول : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ، ويقول صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل أعمى ، وقال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ؟ قال : " هل تسمع النداء بالصلاة ؟ " قال : نعم . قال : " فأجب.

 فالواجب عليكم وعلى أمثالكم البدار بالصلاة في الجماعة وإغلاق المحل التجاري ، سواء دكان أو بقالة أو غير ذلك حتى تصلوا مع إخوانكم ، وتؤدوا ما أوجب الله عليكم من أدائها في الجماعة ، ولا يجوز التساهل في هذا الأمر . انتهى من ( فتاوى نور على الدرب )

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

عن حكم صلاة بعض المدرسين في المدرسة مع وجود مسجد قريب منهم؟

الجواب :


بعض الأساتذة يتركون الصلاة في المسجد وهم إلى جانبه، نقول : إن هذا خطأ؛ وذلك لأن صلاة الجماعة دل على وجوبها الكتاب والسنة؛ ففي القرآن يقول الله تعالى : ﴿ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ﴾. وهذا دليل على وجوب الصلاة مع الجماعة في حال الخوف، ففي حال الأمن من باب أولى، وفي كونه سبحانه وتعالى يجعلهم طائفتين دليل على أنها فرض عين؛ لأنها لو كانت فرض كفاية لكان الواجب قد سقط بصلاة الطائفة الأولى، وهذا هو الصحيح، ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما ثبت عنه : « لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ». والنبي عليه الصلاة والسلام همَّ ولم يفعل، ولكننا نعلم أنه لا يهم بمثل هذه العقوبة العظيمة إلا لترك أمر واجب؛ إذ لا يمكن أن يهم بمثل هذه العقوبة لترك أمر مستحب يُخيَّر الإنسان بين فعله وعدمه .

 وعلى هذا فنقول : يجب على هؤلاء الإخوة أن يقيموا الصلاة جماعة. ثم هل تجب الجماعة في المساجد أم يجوز أن تقام الجماعة في مكان العمل كالمدارس وشبهها أو في بيوت؟ هذا على قولين لأهل العلم أيضاً، 

والصواب أنه يجب أن يصلوها جماعة في المساجد؛ وذلك لأن المساجد إنما بنيت ليجتمع المسلمون فيها، وقد استأذن رجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته فأذن له، فلما ولى قال : «أتسمع النداء؟» قال : نعم. قال : «فأجب». فأمره بالإجابة مع كونه أعمى وليس له قائد، وهو جدير بأن يُرأف بحاله، ولو كان هناك حالة رأفة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وقال له استدعِ من يصلي معك في بيتك، وبذلك تحصل الجماعة. فلما ألزمه بأن يجيب ويحضر إلى جماعة المسلمين في المساجد دل على وجوب صلاة الجماعة في المسجد، وأنه لا يجوز التخلف عنها حتى ولو أقامها الإنسان جماعة. 

وعلى هذا فنقول لهؤلاء الإخوة الذين سأل عنهم الرجل : يجب عليهم أن يصلوا في المسجد ولا يتخلفوا عنه، اللهم إلا إذا كان ثمة عذر بحيث يَنْشَلُّ العمل بخروجهم إلى المسجد، أو يُخشى أنهم إذا خرجوا لم يرجعوا، فهذا قد يقال أنهم في هذه الحال يعذرون عن الذهاب إلى المسجد، ويسوغ لهم أن يصلوا جماعة في المدرسة.

السؤال :

في قولكم يا شيخ أن الرسول صلى الله عليه وسلم  هم ولم يفعل، الرسول صلى الله عليه وسلم إنما منعه الأطفال والنساء الذين في البيوت .

الجواب :

هذه الزيادة التي زادها الإمام أحمد ضَعَّفها كثير من أهل العلم، ولذلك لم نعتمد عليها، وإنما اعتمدنا على أن مجرد همه بهذه العقوبة دليل على أنه واجب وأنه شيء عظيم، فإن صحت هذه الزيادة فهي تبين السبب في منع الرسول عليه الصلاة والسلام من أنه لم يحرق .

السؤال :

 وبالنسبة للمدارس، لو خرج الطلاب والمدرسون إلى المسجد أيضاً هذا يمكن أن يشكل عبئاً على المسجد إذا كان صغيراً، أو يثبت فوضى أيضاً في المسجد؛ لأن الطلاب معروف عنهم .

الجواب :

 نحن قلنا : إذا كان ثمة عذر. ولعل هذا أيضاً من الأعذار إذا كان المسجد صغيراً لا يحتملهم، أو كان يُخشى من أذاهم -أي : أذى الطلبة - فنعم، فهذا يكون عذراً مسوغاً . انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [27])


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات