">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

متى تصلى النوافل عند الجمع بين الصلاتين؟


 إذا جمعت بين الظهر والعصر لعذر كالمطر أو المرض أو غير ذلك من الأعذار فإنك تصلى نافلة الظهر القبلية ثم تجمع بين الصلاتين ثم تصلي نافلة الظهر البعدية بعد صلاة العصر. 

وإذا صليت العشاء مع المغرب جمع تقديم فإنك تصلي نافلة المغرب ونافلة العشاء بعد ذلك وتصلي الوتر بعد ذلك ولو في وقت المغرب لأن العشاء متى قدمت دخل وقت الوتر ونافلة العشاء.

جاء في روضة الطالبين للنووي : 

وفي جمع العشاء والمغرب يصلي الفريضتين ثم سنة المغرب ثم سنة العشاء ثم الوتر، قلت : هذا الذي قاله الإمام الرافعي في المغرب والعشاء صحيح، وأما في الظهر والعصر: فشاذ ضعيف، 

والصواب الذي قاله المحققون أنه يصلي سنة الظهر التي قبلها، ثم يصلي الظهر، ثم العصر، ثم سنة الظهر التي بعدها، ثم سنة العصر، 

وكيف يصح سنة الظهر التي بعدها قبل فعلها، وقد تقدم أن وقتها يدخل بفعل الظهر، وكذا سنة العصر لا يدخل وقتها إلا بدخول وقت العصر، ولا يدخل وقت العصر المجموعة إلى الظهر إلا بفعل الظهر الصحيحة. اهـ.

قال زكريا الأنصاري رحمه الله :

وَإِنْ جَمَعَ تَقْدِيمًا بَلْ أو تَأْخِيرًا في الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ صلى سُنَّةَ الظُّهْرِ التي قَبْلَهَا ثُمَّ الْفَرِيضَتَيْنِ الظُّهْرَ ثُمَّ الْعَصْرَ ثُمَّ بَاقِيَ السُّنَنِ مُرَتَّبَةً أَيْ سُنَّةَ الظُّهْرِ التي بَعْدَهَا ثُمَّ سُنَّةَ الْعَصْرِ .

وفي الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلِّي الْفَرِيضَتَيْنِ ثُمَّ السُّنَنَ مُرَتَّبَةً سُنَّةَ الْمَغْرِبِ ثُمَّ سُنَّةَ الْعِشَاءِ ثُمَّ الْوِتْرَ ". انتهى من "أسنى المطالب" (1/245)

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

إنسان مريض أو جمع الناس من أجل المطر فأخر الظهر إلى العصر يصلي الراتبة أولاً أربع ركعات ثم إذا فرغ من صلاة العصر صلى الراتبة البعدية التي للظهر .

يجمع بين المغرب والعشاء ثم إذا فرغ صلى راتبة المغرب أولاً ثم راتبة العشاء ". انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (147 / 15) .

وقال أيضا رحمه الله :

وأما الأذكار فالظاهر أنه يكتفى بذكر واحد، لكن أيهما أكثر : ذكر المغرب أو ذكر العشاء ؟ ذكر المغرب، فإذا اقتصر عليه الإنسان فأرجو أن يكون كافياً. انتهى من (فتاوى اللقاء الشهري، لقاء رقم(33)

وسئل الإمام الألباني رحمه الله :

هل نصلي بين الصلاتين (الظهر والعصر) و(المغرب والعشاء) في حالة الجمع لعذر؟

الجواب :

 بين الصلاتين ما توجد سنن أما بعد الصلاة الثانية كالعصر ، كالعشاء فما يوجد هناك دليل يمنع من الإتيان بها ؛ لأن الجمع هو الذي منع الصلاة من الصلاة بين الصلاتين لأنه إذا صلى السنة بين الصلاتين لم يحصل الجمع الحقيقي بين الصلاتين ؛

  فإذا انتهى الجمع بين الظهر والعصر مثلاً وأراد أن يصلي الإنسان بعد العصر ركعتين كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أو انتهت صلاة المغرب وصلاة العشاء جمعاً وبعد العشاء يمكن أن يصلي السنة كما يمكن أن يصلي الوتر .

السائل :

 سنة المغرب أم سنة العشاء يصلي؟

الشيخ :

 قلنا سنة العشاء البعدية .

السائل :

 يعني سنة المغرب تسقط عنه ؟

الشيخ :

 قلت يا أبا أحمد ـ الله يهدنا وإياك ـ ما بين الفريضتين تسقط السنن لأنه إذا صلى السنة بين الفريضتين معناه فرّق بين الصلاتين ولم يجمع ؛

 أما إذا انتهت الصلاة الثانية قلت كالعصر وقلت كالعشاء وشاء أن يصلي بعد العصر ركعتين كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فله ذلك ، كما أنه له أن يصلي بعد العشاء ركعتين وأن يصلي بعدها الوتر ، 

ولا يقال هنا كيف يصلي الوتر ولما يدخل وقت العشاء قلنا هذا سؤال غريب لأن الوتر سنة ، 

فإذا أجاز الشارع الحكيم لعذر مشروع أن يقدم صلاة العشاء ـ وهي فريضة ـ إلى صلاة المغرب ووقت المغرب ، فمن باب أولى أن يجوز أن يقدم سنة العشاء وسنة الوتر إلى وقت المغرب ، فله أن يصليهما بعد فريضة العشاء التي صُليت بوقت المغرب .اه (سلسلة الهدى والنور-(220))

وقال أيضا رحمه الله :

ثبت في «الصحيحين» من حديث ابن عباس : جمعُ النبي صلى الله عليه وسلم من غير خوف ولا سفر، وثبت في «صحيح مسلم» جمعه صلى الله عليه وسلم من غير خوف ولا مطر.

فهذه الأعذار كان الجمع دونها فبها أولى، وهي : - نعني: الخوف، والمطر، والسفر- أعذار نموذجية، 

وقد وقع التّصريح من ابن عباس في سبب جمع النبي صلى الله عليه وسلم، قال : - كما في «الصحيحين» : « أراد ألا يحرج أمته »، وفي رواية « يشق على أمته »، فأي عذر يلحق المشقة بأضعف الناس، من المطر والبرد والوحل والريح الشديدة، فللإمام أن يجمع بين الصلاتين رفعاً للحرج.

والأعذار نوعان :

عذر نوعي -الأعذار السابقة ( المطر، البرد، ... )-:

فالجمع بسبب هذا النوع، ولا يشترط أن تلحق المشقة كل مصلٍ بعينه، فمن كان باب بيته في المسجد، والإمام الذي يسكن فيه، ومن يمشي إليه بسيارة، أو تحت مظلة، أو على شارع معبّد، فله الجمع، ويُقَدِّرُ الإمام المشقة بأضعف الناس.

وهذا النوع لا بدَّ له من صلاة الجماعة، ولا يجوز للمنفرد في البيت، ويستنبط منه أن أداء الصلاة جماعة في نظر الشارع عند طروء العذر الذي قد يحول دونها، مقَّدم على أدائها في الوقت، ويستفاد منه بدلالة الأولى وجوب صلاة الجماعة، أفاده ابن القيم في «بدائع الفوائد» (3/ 159 ـ 161) و «الصلاة وحكم تاركها» (ص 133 ـ 134).

والنوع الآخر من الأعذار : عذر شخصي،

كالمرض والسفر والحاجة الشديدة الطارئة التي تفوت مصلحة في دين أو دنيا، بشرط ألا يتخذ ذلك عادة، فالجمع بسبب هذا النوع لا تشترط فيه الجماعة، والله الموفق للخيرات، والهادي إلى الصالحات .اه

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
 
إذا جمعت صلاة العشاء مع المغرب جمع تقديم من أجل عذر شرعي جاز الوتر بعدها، وتأخيره إلى آخرِ الليل أفضل إن أمكن، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .اه


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات