">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

صلاة أربع ركعات بعد العشاء تقربك من ليلة القدر


قد صح عن الصحابة والتابعين من سلفنا الصالح استحباب صلاة أربع ركعات بعد صلاة العشاء ،

وأن من صلاها فكأنما صلاها في ليلة القدر، وهذا من حيث الأجر والثواب.

** فمن شاء صلى هذه الركعات الأربع بعد صلاة العشاء متصلة بتسليمة واحدة وتشهدين أو منفصلة ركعتين ثم ركعتين،

وينتهى وقت هذه السنة بإنتهاء وقت صلاة العشاء وذلك إذا انتصف الليل.

** فقد ورد فى فضل الركعات الأربع بعد صلاة العشاء بأنها تعدل ليلة القدر ، آثار صحيحة مروية من كلام الصحابة والتابعين تثبت العمل بهذه السنة،

والأحاديث التي سنذكرها موقوفة على الصحابة ولكن لها حكم الرفع، لأن ذكر الثواب لا يكون من قبيل الرأي ولكن من جهة الوحي :

1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : " من صلى أربعًا بعد العشاء لا يفصل بينهن بتسليم عدلن بمثلهن من ليلة القدر "(رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/127) - بإسناد جيد متصل)وهو نص على أنها تصلى بتسليمة واحدة.

2 - عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : " من صلى أربعًا بعد العشاء كن كقدرهن من ليلة القدر ". (رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/127- بإسناد صحيح). يعني : كأنَّه صلى هذه الأربعة ليلة القدر.

3 - عن القاسم بن أبي أيوب قال : " كان سعيد بن جبير يصلي بعد العشاء الآخرة أربع ركعات فأكلمه وأنا معه في البيت فما يراجعني الكلام ". رواه المروزي بسند صحيح  في " تعظيم قدر الصلاة " (1/167)وسعيد بن جبير هو أجلّ أصحاب عبد الله بن عباس.

4 - عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : " أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ يَكُنَّ بِمَنْزِلَتِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ". رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/127).

- قال العلامة الألباني رحمه الله : 

صح ذلك موقوفًا عن جمع من الصحابة، فأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر، عن عبدالله بن عمرو، قال : " من صلى أربعًا بعد العشاء، كُنَّ كقدرهن من ليلة القدر"، قلت : وإسناده صحيح، 

ثم أخرج ابن أبي شيبة مثله عن عائشة، وابن مسعود، وكعب بن ماتع، ومجاهد، وعبدالرحمن بن الأسود، موقوفًا عليهم، والأسانيد إليهم كلهم صحيحة، باستثناء كعب، 

وهي وإن كانت موقوفة فلها حكم الرفع لأنها لا تقال بالرأي كما هو ظاهرانتهى مختصرًا من (سلسلة الأحاديث الضعيفة (11/ 103)).

قال السرخسي في المبسوط (1/157) :
 
وأما التطوع بعد العشاء فركعتان فيما روينا من الآثار،

وإن صلى أربعا فهو أفضل، لحديث " ابن عمر " رضي الله تعالى عنه موقوفا عليه ومرفوعا : من صلى بعد العشاء أربع ركعات كن له كمثلهن من ليلة القدر. انتهى.

- وقال برهان الدين بن مازه في المحيط البرهاني (1/445) :

والتطوع بعدها ركعتان كما روى عمر وعائشة رضي الله عنهما،

وإن تطوع بأربع بعدها فهو أفضل، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما موقوفاً عليه ومرفوعاً إلى رسول الله عليه السلام : من صلى بعد العشاء أربع ركعات كن كمثلهن من ليلة القدر. انتهى.

وممن استحب صلاة هذه الأربع ركعات : الإمام محمد بن الحسن الشيباني والمروزي والسرخسي والكاساني وابن قدامه وابن همام والزيلعي وابن مفلح والعيني والمرداوي والبهوتىي وابن نجيم والشوكاني ، كما جاء فى كتبهم، وجمع غفير من كبار أهل العلم .

** هذا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مشروعية هذه الصلاة بعد العشاء حيث كان يصلي أربع ركعات بعد العشاء، كما جاء عند البخاري وغيره،

وذهب فقهاء الحنفية إلى عد هذه الأربع ركعات بعد العشاء سنة راتبة بعدية ، كما في " فتح القدير " (441/1-449) .

* فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بِتُّ عند خالتي ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربعًا، ثم نام. (صحيح البخاري).

قال الحافظ بن حجر في فتح الباري (484/2) :-" وَقَدْ حَمَلَ مُحَمَّد بْن نَصْر هَذِهِ الْأَرْبَع عَلَى أَنَّهَا سُنَّة الْعِشَاء لِكَوْنِهَا وَقَعَتْ قَبْل النَّوْم ".انتهى.

وقال شمس الحق العظيم آبادى في عون المعبود (9/ 201) في شرحه لحديث بن عباس : ( فصلى أربعا -هي راتبة العشاء ). انتهى.

وقال العلامة المباركفوري في كتابه مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/152) : (( وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري وغيره، ...

قال : والظاهر أن هذه الأربعة سنة العشاء البعدية لكونها وقعت قبل النوم ، وعليه حمله محمد بن نصر في قيام الليل. انتهى.

- وقال الشيخ بن باز رحمه الله : الراتبة ركعتان، وإن صلى أربع ركعات فلا بأس، فقد جاء في الحديث : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعاً قبل أن ينام " وإذا فعلها الإنسان فلا بأس،... انتهى من (مجلة البحوث الإسلامية (46/197)).

تنبيه: قد صح - أيضًا - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي ركعتين بعد العشاء، كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وهذا هو المشهور عنه،

فهذا الخلاف من التنوع في العبادات، فيُخيِّر المصلِّي بعد العشاء إن شاء صلى ركعتين وإن شاء صلى أربعًا فهذا أفضل للثواب الوارد فى ذلك .

فينبغي لمن كان مقصرًا في قيام الليل أن يحرص على صلاة أربع ركعات بعد صلاة العشاء .



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات