">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما حكم صلاة قيام الليل بأربع ركعات متصلة؟

 

تعد صلاة قيام الليل من أبرز العبادات التي حث عليها الإسلام، وهي فرصة عظيمة للتقرّب إلى الله تعالى.


وقد تردد سؤالٌ شائع بين المصلين حول حكم صلاة قيام الليل بأربع ركعات متصلة، دون تسليم بين كل ركعتين.


** صلاة قيام الليل بأربع ركعات متصلة عمل مسنون كما نص على ذلك بعض أهل العلم،


فمن شاء صلى هذه الركعات الأربع متصلة بتسليمة واحدة وتشهدين أو منفصلة ركعتين ثم ركعتين .


1- لحديث : أم المؤمنين عاشة رضي الله عنها : فى وصف صلاة النبي بالليل أنه " كان يوتر بأربع وثلاث ...

2- وقالت أيضا رضي الله عنها : كان يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن. ( البخاري ومسلم).

قال الإمام النووي رحمه الله : " .. فلو جمع ركعات بتسليمة أو تطوع بركعة واحدة جاز عندنا " انتهى من " شرح مسلم " (6/30) .

- قال العلامة الألباني رحمه الله : 

يعني (الأربع) بتسليمة واحدة ، قال النووي في شرح مسلم : وهذا لبيان الجواز وإلا فالأفضل التسليم من كل ركعتين،

وهو المشهور من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره بصلاة الليل مثنى مثنى .

قلت ( الألباني ) : وصدق رحمه الله فقول الشافعية : يجب أن يسلم من كل ركعتين فإذا صلاها بسلام واحد لم تصح .....

خلاف هذا الحديث الصحيح ومناف لقول النووي بالجواز، وهو من كبار العلماء المحققين في المذهب الشافعي، فلا عذر لأحد يفتي يفتي بخلافه .

وهل ورد ما يمنع أو يحظر حتى يقال يستثنى كذا وكذا أم أن الأصل الإقتداء بالقول والفعل،

وأن لا تعارض بين قوله وفعله عليه الصلاة والسلام إذ الكل تشريع .

قال ابن نصر رحمه الله : ...كل ذلك جائز عندنا أن يعمل به ( اقتداء به صلى الله عليه وسلم ) غير أن الاختيار ما ذكرنا،

لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صلاة الليل أجاب " أن صلاة الليل مثنى مثنى " فاخترنا ما اختار هو لأمته وأجزنا فعل من اقتدى به ففعل مثل فعله ( إذ لم يروَ عنه نهي عن ذلك ) .

قال ابن خزيمة رحمه الله : فجائز للمرء أن يصلي أي عدد أحب من الصلاة مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاهن،

وعلى الصيغة التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاها لا حظر على أحد في شيء منها .

والأصل ما جاز في صلاة جاز في غيرها ولا فرق إلا بدليل، فإذا جاز في سبع بتسليمة واحدة جاز في أكثر أو أقل شفعاً أو وتراً، ومن فرق فعليه الدليل. انتهى من ( صلاة التراويح والقيام للألباني رحمه الله ).

- ويقول الإمام السرخسي رحمه الله :

التطوع بالليل ركعتان ركعتان ، أو أربع أربع ، أو ست ست ، أو ثمان ثمان ، أي ذلك شئت ؛

لما روي ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل خمس ركعات ، سبع ركعات ، تسع ركعات ، إحدى عشرة ركعة ، ثلاث عشرة ركعة ).

والأربع أحب، وهذا قول أبي حنيفة رحمه الله .

ولنا : ما روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سئلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالي رمضان ، فقالت :

( كان قيامه في رمضان وغيره سواء ، كان يصلي بعد العشاء أربع ركعات ، لا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم أربعا لا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم كان يوتر بثلاث ) .

ولأن في الأربع بتسليمة معنى الوصل والتتابع في العبادة ، فهو أفضل .والتطوع نظير الفرائض ، والفرض في صلاة الليل العشاء ، وهي أربع بتسليمة ، فكذلك النفلانتهى من " المبسوط " (1/158) .

قال ابن عبد البر رحمه الله :

... وقال أبو حنيفة في صلاة الليل : إن شئت ركعتين، وإن شئت أربعا، وإن شئت ستا، وثمانيا، لا تسليم إلا في آخرهن.

وقال الثوري والحسن بن حيي : صلِّ بالليل ما شئت، بعد أن تقعد في كل ركعتين، وتسلم في آخرهن.

وحجة هؤلاء ظواهر الأحاديث عن عائشة، منها : حديثها هذا أربعا ثم أربعا ثم ثلاثا... " انتهى من "الاستذكار" (5 / 237).

- وقال عثمان بن سعيد الكماخي رحمه الله :

وقال أبو حنيفة، رحمه الله تعالى : صلاة الليل أي: التهجد وغيره من النوافل، إن شئت صلَّيْتَ ركعتين، وإن شئت أربعًا، أي : بجلستين... انتهى من "المهيأ شرح الموطأ" (1 / 345).



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات