يُشرع قضاء السنن الرواتب وتصح منك إذا فاتتك بعذر معتبر شرعاً كالنوم أو النسيان أو الإنشغال عنها،
أما غير ذلك فلا تصح إذا قضيتها.
والأفضل للسنن أن تصلى فى البيت، لحديث : « خير صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة».
* ومن ذلك يجوز قضاء النوافل الراتبة التي قبل الصلوات بسبب سرعة إقامة الصلاة.
والدليل :
1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : من نسي صلاة، أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. (رواه البخاري).
فالحديث يدل على مشروعية قضاء الصلاة إذا نسيها أو نام عنها سواء كانت فريضة أو راتبة وهو عام يشمل وقت النهي وغيره .
2- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُمَا فَقَالَ:
( إِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فَشَغَلُونِي عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَهُمَا هَاتَانِ ). صحيح البخاري.
ففى هذا الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى ركعتي سنة الظهر بعد العصر لما شغل عنهما فالحديث نص في قضاء الرواتب .
قال ابن قدامة رحمه الله :
النهي عن الصلاة في هذه الأوقات إنما هو لمن يتحرى الصلاة فيها ومن قضى الرواتب فإنه لم يتحر الصلاة فيها،
وإنما صلى لسبب تدارك ما فاته من السنن. انتهى من (((المغني)) لابن قدامة (2/90)).
قال ابن القيم رحمه الله :
في فقه قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع بلال في النوم عن صلاة الفجر: ( فيها : أن من نام عن صلاة أو نسيها، فوقتها حين يستيقظ أو يذكرها،
وفيها : أن السنن الرواتب تقضى، كما تقضى الفرائض، وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الفجر معها، وقضى سنة الظهر وحدها،
وكان هديه صلى الله عليه وسلم قضاء السنن الرواتب مع الفرائض. انتهى من ((زاد المعاد)) (3/358).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
السنة إذا فاتته دون سعي منه، فيجوز قضاؤها، أما إذا كان تعمد الإخراج عن وقتها فلا تُقْضَى .
مثلاً : دخل المسجد والصلاة قائمة، وهو ما صلى السنة القبلية، فيصليها بعد،
لكن هو تأخر عامداً، قال : السنة ما بِدّي أصليها، فدخل المسجد، فصلى الفريضة، ثم هَمّ في باله أنه يصلي السنة، لا يصليها. انتهى من «الهدى والنور/٢٤٧/ ٠٤: ٣١: ٠٠».
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
قوله صلى الله عليه وسلم : « من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلها إذا ذكرها »،
وهذا يعم الفريضة والنافلة، وهذا إذا تركها لعذر، كالنسيان والنوم، والانشغال بما هو أهم،
أما إذا تركها عمدا حتى فات وقتها، فإنه لا يقضيها، ولو قضاها لم تصح منه راتبة؛
وذلك لأن الرواتب عبادات مؤقتة، والعبادات المؤقتة إذا تعمد الإنسان إخراجها عن وقتها لم تقبل منه،
ودليل ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد »،
والعبادة المؤقتة إذا أخرتها عن وقتها عمدا فقد عملت عملا ليس عليه أمر الله ورسوله؛ لأن أمر الله ورسوله أن تصليها في هذا الوقت، فلا تكون مقبولة.
وأيضا : فكما أنها لا تصح قبل الوقت فلا تصح كذلك بعده؛
لعدم وجود الفرق الصحيح بين أن تفعلها قبل دخول وقتها، أو بعد خروج وقتها إذا كان لغير عذر. انتهى من ((الشرح الممتع)) (4/72- 74).
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق